عناصر المقال
هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة وهل هي نفسها في جميع البلدان من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، ومن الضروري أن يتعرف المسلم على مثل هذه المعلومات حتى يحيط بمختلف أمور دينه، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن ليلة القدر في الإسلام، وسوف نعرف هل ليلة القدر ثابتة أم متنقلة وهل ليلة القدر نفسها في كل عام، وسوف نعرف إذا ما كانت نفسها في كل البلدان، وغير ذلك من المعلومات الأخرى.
متى ليلة القدر
تعتبر ليلة القدر أفضل ليلة من ليالي السنة في الإسلام، وهي إحدى ليالي شهر رمضان المبارك وتحديدًا إحدى ليالي العشر الأواخر من رمضان، وقد وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى وجوب تحري ليلى القدر في العشر الأواخر، ولا يمكن تحديد موعد ليلة القدر بدقة، فقد وردت العديد من الأحاديث المختلفة في ذلك، فقد ورد أنها في ليلة 23 من رمضان، وورد أنها ليلة 27 من رمضان، كما ورد أنها إحدى الليالي الفردية أو الزوجية وما إلى هنالك، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم حثَّ المسلمين على تحريها في العشر الأواخر، فقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجَاوِرُ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ ويقولُ: تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ”،[1] ويجب على المسلم الالتزام بذلك وتحريها في العشر الأواخر وعدم اقتصار ذلك على ليلة واحدة.[2]
هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة
لقد ذهب كثير من الفقهاء والمحققين من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ ليلة القدر تنتقل بين ليالي العشر الأواخر من رمضان، فقد تكون في سنة ليلة 23 وفي سنة ليلة 25 وفي سنة ليلة 29 وهكذا، فقد وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى ليلة القدر وموعدها، وهي أحاديث مختلفة أشار بعضها إلى أن ليلة القدر في 23 من رمضان أو في 25 من رمضان وغير ذلك، وقد جمع الفقهاء بين جميع الأحاديث وأشاروا إلى أنها متغيرة تنتقل بين العشر الأواخر وليست ثابتة، وقد أشار الإمام النووي إلى ذلك في شرح صحيح مسلم فقال: “وأكثر العلماء على أنها ليلة مبهمة من العشر الأواخر من رمضان، وأرجاها أوتارها، وأرجاها ليلة سبع وعشرين وثلاث وعشرين وإحدى وعشرين، وأكثرهم أنها ليلة معينة لا تنتقل. وقال المحققون إنها تنتقل فتكون سنة في ليلة سبع وعشرين، وفي سنة ليلة ثلاث وعشرين، وسنة إحدى وعشرين، وهذا أظهر، وفيه جمع بين الأحاديث المختلفة فيها”.[3]
هل تتغير ليلة القدر كل عام
اختلف الفقهاء من أهل العلم فيما إذا كانت ليلة القدر ثابتة أم متغيرة في كل عام، فقد ذهب البعض إلى أن ليلة القدر ثابتة في كل سنة، ولا تتغير مع مرور السنوات، وذهب كثير منهم إلى أنها متغير تنتقل بين العشر الأواخر في كل عام، وهذا من أجل الجمع بين الأحاديث الكثيرة الصحيحة الواردة في تحديد موعد ليلة القدر من قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ: التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى”،[4] ولذلك فإن كثير من الفقهاء أشاروا إلى أنها متغير في كل عام منهم الإمام مالك والثوري وأحمد وإسحاق وغيرهم.[3]
هل ليلة القدر هي نفسها في جميع البلدان
ذهب الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ ليلة القدر تكون نفسها في جميع البلدان حول العالم، حيث إنها وعلى الرغم من أنها تنتقل في كل عام وغير ثابتة، ولكنها في كل عام تأتي في ليلة واحدة ولا تأتي في أكثر من ليلة، ولكنها قد تمتد لتصل إلى 24 ساعة، وذلك حتى تشمل جميع بلدان العالم، فقد تغرب الشمس مثلًا في البلدان العربية وتبدأ ليلة القدر فيها، ومع مرور الساعات تغرب الشمس في غيرها من البلدان ومع مرور كل دقيقة تغرب الشمس في مناطق أخرى وتدخل فيها ليلة القدر وهكذا، وكلما غربت الشمس في بلد تبدأ فيه ليلة القدر، ولذلك فهي ليلة واحدة في جميع أنحاء العالم، وفي كل بلد تحسب ليلة القدر من غروب الشمس وحتى طلوع الفجر، والله تعالى أعلم.[5]
لماذا تنتقل ليلة القدر في كل عام
لقد أشار الفقهاء إلى أن ليلة القدر غير ثابتة وتنتقل في كل عام من ليلة إلى أخرى، وذلك حسب الأحاديث الكثيرة التي وردت والتي لا تحدد على الإطلاق موعدًا محددًا لليلة القدر، بل تشير إلى ورودها في ليال عديدة، وقد ذهب الفقهاء إلى أن ذلك من أجل أن يحرص المسلمون على الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان كلها، وحتى لا يقتصر الاجتهاد على ليلة القدر، مثل الحكمة من إخفاء ساعة الإجابة يوم الجمعة، والاسم الأعظم لله تعالى وما إلى هنالك، وقد ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله إلى ذلك بقول: “قال العلماء : الحكمة من إخفاء ليلة القدر ليحصل الاجتهاد في التماسها بخلاف ما لو عينت لها ليلة لاقتصر عليها ، كما تقدم نحوه في ساعة الجمعة”، فهذا من باب الحث على الاجتهاد والتعبد في جميع هذه الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.[6]
علامات ليلة القدر الصحيحة
مع البحث عن ليلة القدر وموعدها وفيما إذا كانت متغيرة أم ثابتة، فمن الضروري الاطلاع على علامات ليلة القدر الصحيحة والتي يمكن للمسلم أن يعتمد عليها في التعرف على ليلة القدر، حيث توجد علامات تحدث في الليلة نفسها وعلامات تحدث في اليوم التالي، وفيما يأتي سوف يتم إدراج علامات ليلة القدر الصحيحة:[7]
- السكون في النفوس والطمأنينة التي يشعر بها المسلمون المؤمنون العابدون والتي تملأ قلوبهم وأرواحهم وأنفسهم.
- انشراح عظيم في الصدر يصيب المسلم في هذه الليلة، ويكون مصدر ذلك الانشراح الإيمان بالله والثقة به وقيام ليلة القدر على أكمل وجه.
- هدوء الرياح وركودها وسكونها بحيث تكون ليلة القدر رائقة لا يعكر صفاءها شيء.
- أنوار ساطعة ومشرقة وإضاءة مميزة تتميز بها هذه الليلة، وقد يشير ذلك إلى الرحمة التي تتنزل من قبل الله على عباده المسلمين فيها.
- طلوع الشمس في صبيحة ليلة القدر من غير شعاع وهذه من العلامات اللاحقة لها.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل ليلة القدر ثابتة أم متغيرة وهل هي نفسها في جميع البلدان وقد تعرفنا على موعد ليلة القدر وعلى إذا ما كانت ليلة القدر ثابتة أم متغيرة، وعرفنا هل ليلة القدر في جميع البلدان نفسها، وهل تتغير ليلة القدر في كل عام، كما عرفنا علامات ليلة القدر الصحيحة، وما إلى هنالك من أمور.
المراجع
- ^ صحيح البخاري، السيدة عائشة، البخاري، 2020، صحيح
- ^ islamonline.net، فضل ليلة القدر وقتها وعلاماتها، 02/04/2024
- ^ islamweb.net، ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر من رمضان، 02/04/2024
- ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 2021، صحيح
- ^ islamqa.info، هل تختلف ليلة القدر باختلاف البلدان؟، 02/04/2024
- ^ islamqa.info، لا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر، 02/04/2024
- ^ wikiwand.com، ليلة القدر، 02/04/2024
التعليقات