هل يجوز اخراج زكاة الصيام نقدا

هل يجوز اخراج زكاة الصيام نقدا سؤال سيتم الإجابة عليه في هذا المقال، فمن الجدير بالذّكر أنّ زكاة الفطر هي الزكاة الناتجة عن الإفطار في شهر رمضان المبارك وتسمى زكاة الرؤوس والرقاب والأبدان وتسمى أيضًا زكاة الفطر وتشير كلمة صدقة إلى الزكاة التي تجب على المسلم، حيث ورد اسمها في عدة نصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية وتسمى زكاة الفطرة أي كأنها تنقية ذاتية وتطهير للنفس.

هل يجوز اخراج زكاة الصيام نقدا

ذكر الله تعالى الكفارة عن الصوم في كتابه العزيز، وأمر بالإطعام حتى يتم استيفاء الكفارة؛ ويجب أن يكون طعامًا بذاته، كما قال تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)،^[1]، ومثل ذلك أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإخراج صدقة الفطر، ودفع الثمن خرج عن نصوص القرآن الكريم، ممّا يعني أنّ زكاة الفطر وجب فيها الإطعام وليس القيمة.^[2]

ما حكم إخراج زكاة الصيام عند المذاهب الأربعة

سيتم فيما يأتي بيان حكم إخراج ودفع الزكاة ثمنًا بدلاً من الإطعام، وذلك عند المذاهب الأربعة:^[3]

حكم إخراج زكاة الصيام نقدًا عند الجمهور

إنّ إخراج زكاة الصيام نقدًا عند جمهور الفقهاء لا يجزئ، ممّا يعني أنّ الزكاة يجب أن تكون طعامًا، ودليل ذلك قوله تعالى في محكم تنزيله: قول الله -تعالى-: (إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ)،^[4] دلت الآية صراحة على أن الإطعام واجب في الكفارة، والكفارة في غير ذلك لا تصح؛ لأن الكفارة خالفت ما أمر الله به، حيث جعل الله تعالى الاختيار في ثلاثة أمور للتكفير عن الذنب، حتى وإن كانت القيمة صحيحة.

حكم إخراج زكاة الصيام نقدًا عند أبي حنيفة

ذهب الإمام أبو حنيفة -رحمه الله- والأوزاعي بجواز دفع المال نقدًا بدلًا من التكفير عن الذنب، واستدلوا على أن المراد بالإطعام بالتكفير عن الذنب دفع حاجة الفقراء، وهذا يتحقق بالقيمة، فإن تخصيص القيمة أسهل في تلبية احتياجات الفقراء من اقتناء الطعام؛ لأنه يستطيع شراء الطعام الذي يحتاجه، يقول ابن تيمية رحمه الله: “وأما إخراج القيمة للحاجة أو المصلحة الراجحة أو العدل فلا بأس به”.

ما هو مقدار كفارة الزكاة

وأما مقدار كفارة الصيام التي تلزم الكفارة، فهي إطعام المسكين عن كل يوم وجبة مشبعة من الطعام يساوي سبعمائة وخمسين جراماً، وهذا ما يراه الشافعيون وأما الحنابلة فقالوا: الواجب في الإطعام: حفنة من الحنطة، ونصف صاع من غير ذلك، ونصف الصاع نحو كيلوغرام ونصف قال ابن قدامة -رحمه الله-: (فإن ثبت هذا فالواجب في إطعام الفقير صدقة أو نصف صاع من التمر أو الشعير، قياسًا على التصدق) وهذا مخالف لكفارة الجماع المعروفة.^[5]

هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدًا عند الحاجة والمصلحة

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بجواز إخراج زكاة الفطر نقدًا عند الحاجة والفائدة لأن الأصل في إخراجها هو الإطعام، ولا يتجاوز عن الأصل إلا للضرورة أو الحاجة، وما يتعلق بالحاجة هي المشقة في إخراج زكاة الفطر طعامًا.^[6]

تعريف زكاة الفطر

تعرف زكاة الفطر في الشريعة الإسلامية: بأنها ما يخرجه المسلم من ماله بعد رمضان وبسبب الفطر بعد الصيام وتسمى بالزكاة؛ لأن دفعها لروح الصائم تطهير لها من الذنوب والآثام والزلات، ومخصص للفطر لأنه يجب على المسلم الإفطار في شهر رمضان، ودليل ذلك في السنة النبوية الشريفة، ما ورد عن ابن عباس -رضي الله عنهما-؛ إذ قال: (فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ)،^[7]والحكمة من الزكاة تكمن في تطهير الصائم مما يحصل فيه من نقيض الصيام، كالكلام والفحش كما تشمل الرحمة والسعادة للفقراء والمحتاجين، وتجنبهم طرح الأسئلة في نهار وليلة العيد؛ وتلبية احتياجاتهم.^[8]

ما هو حكم زكاة الفطر في الشريعة الإسلامية

زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ذكر أم أنثى، صغيرًا كان أم كبيرًا؛ ودليل ما ثبت في صحيح الإمام البخاري عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فَرَضَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى العَبْدِ والحُرِّ، والذَّكَرِ والأُنْثَى، والصَّغِيرِ والكَبِيرِ مِنَ المُسْلِمِينَ، وأَمَرَ بهَا أنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ).^[9][10]

ما هو وقت أداء زكاة الفطر

يبدأ وقت إخراج زكاة الفطر من غروب الشمس في آخر يوم من رمضان أي ليلة العيد، وتمتد إلى ما قبل صلاة العيد، ولا يجوز تأخيرها عن وقتها بغير عذر، والسنة أن تخرجها يوم العيد وقبل الصلاة؛ ودليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَرَ بزَكَاةِ الفِطْرِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ). ^[11][12]

ما هو وقت وجوب زكاة الفطر

اختلف العلماء في وقت وجوب زكاة الفطر:^[13]

• القول الأول: قال كل من الحنفية والمالكية وجوب زكاة الفطر في فجر يوم العيد.
• القول الثاني: قال الشافعية والحنابلة وجوب زكاة الفطر عند غروب الشمس في آخر يوم من رمضان.

لمن تعطى زكاة الصيام

ذكر الله تعالى في آياته الكريمة أن زكاة الفطر تؤدى إلى ثمانية أصناف وهي في قوله: (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ)،^[14] وفيما يأتي بيان التفصيل في ذلك:^[15]

• الفقير: هو المحتاج في اللغة، والفقر نقيض الغني أما بالنسبة للفقير في الاصطلاح الشرعي: فهو الذي لا يجد ما يكفيه، أو يجد قليله بكسب أو بغير ذلك، أو يجد بعض ما يكفيه وهو أقل من نصف حاجته.
• المحتاجون: هم الذين يجدون معظم كفايتهم، أو نصفه، من الكسب أو غيره، أو الذين لم يجدوا كفايتهم من الذين وجبت عليهم النفقة كالأب، والعلماء عندهم اختلفوا في التفريق بين المحتاج والفقير حيث ذهب الإمام مالك إلى أن المحتاج أشد حاجة من الفقير لأن الفقير هو الذي يمكن أن يؤمن قوت يومه. 
• العاملون عليها: هم الذين يقومون بأعمال الزكاة من جمعها أو حفظها أو كتابة أصولها، فيأخذ الزكاة مقابل عملهم فيها.
• المؤلفة قلوبهم: هم الذين يأخذون مقدارًا من المال مقابل إسلامهم، أو إسلام شعوبهم؛ فيأخذون لتشجيعهم أو لمن يخاف شرهم، والحكمة من ذلك تعميم الفائدة والمنفعة للإسلام والمسلمين.
• الرقاب: هم العبيد الذين كانوا يدفعون الثمن لأسيادهم مقابل حريتهم ويسمون: الكتبة، فيجوز إخراج الزكاة لهم، أو لعبيد المسلمين في الحبس، فيخرجون من الزكاة من أجل تحريرهم.
• الغارمون: هم المديونون إما أن يُدفع لهم المال في سبيل التصالح ولإنهاء الخلاف بينهم، فإنهم يأخذون من الزكاة؛ حتى يصبحوا أقوياء، ويزيدون عزمهم على المصالحة بين الخصوم، وقد يكون المدين معسراً، لا يملك مالاً لسداد دينه؛ فيجوز إخراجه من الزكاة له.
• في سبيل الله: يهب المجاهدون في سبيل الله من مال الزكاة ما يعينهم في القتال بالأسلحة والمعدات أو النفقة لهم ولأسرتهم؛ كي يتقووا للقتال ويتفرغوا لها، ومن أهل العلم من قال: إن المتفرغين للعلم يدخلوا في هذا الصنف من الزكاة، وهناك من دخل في هذا الصنف الفقير الذي لا يعمل وليس لديه مالاً لأداء فريضة الحج فيعطى من الزكاة ما يجزيه في أداء فريضة الحج.
• ابن السبيل: هو الغريب المسافر، الذي انقطع في الطريق خارج وطنه، وليس عنده مال، فيعطى مبلغاً من الزكاة ليأخذه إلى بلده.

ما حكم إعطاء زكاة الفطر لشخص واحد

تناول الفقهاء مسألة إخراج زكاة الفطر على شخص واحد، أو تفريقها بين جماعة، وفيما يأتي بيان رأي كل من المذاهب الأربعة:^[16]

• المذهب الحنفي: ذهبوا إلى جواز أداء زكاة الفطر على شخص واحد أو جماعة، حيث قالوا: يجوز توزيع صدقة الفطر على أكثر من مسكين.
• المذهب المالكي: يجوز عندهم دفع زكاة الفطر لفقير واحد، كما يجوز أيضًا بدفع مبلغ واحد من زكاة الفطر لعدة أشخاص، تمامًا كجواز دفع عدة مبالغ من زكاة الفطر على مسكين واحد.
• المذهب الشافعي: ذهب الشافعية إلى أنه لا يجوز صرف زكاة الفطر على فقير واحد.
• المذهب الحنبلي: ذهب الحنابلة إلى جواز إخراج زكاة الفطر بمقدار واحد أو جماعة، كما أباحوا دفع زكاة الفطر جماعة لفقير واحد كذلك.

ما حكم إعطاء زكاة الفطر للأقارب الفقراء

لا حرج في إخراج زكاة الفطر لقريب فقير بشرط أن يكون ممن لا تجب عليهم نفقته كالابن ونحوه، وإذا احتاج أفقر الناس من الأقارب إلى الزكاة، فالأفضل إخراجها.^[17]

هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقدا إسلام ويب

ذهب الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى ما ذهب إليه الفقهاء المسلمون، وقد بينوا أن جمهور الفقهاء قد ذهبوا إلى عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا ووجوب إخراجها من قوت الغالب في البلد، باستثناء أبو حنيفة الذي رأى جواز ذلك، وإلى هذا القول ذهب ابن تيمية أيضًا ورأى جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا خصوصًا إذا كانت هنالك مصلحة للفقراء في ذلك، وقد ورد في الموقع حول ذلك ما مفاده: “ذكرنا أن غير الحنفية لا يجزئ عندهم إخراجها إلا من غالب طعام أهل البلد، أما الحنفية فيجزئ عندهم إخراج القيمة عنها، وهذا الذي اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية في حالة ما إذا كان إخراجها قيمة من النقود أو غيرها تترتب عليه مصلحة راجحة للفقير”.^[18]

مقالات قد تهمك

هل يجوز اخراج زكاة الصيام نقدا سؤال قد تمت الإجابة عليه فيما سبق، وتبيّن أن في ذلك خلاف بين الفقهاء، والراجح هو إخراج الزكاة طعامًا، كما بيّنا العديد من المعلومات المتعلقة بزكاة الفطر؛ كوقت إخراجها والأصناف التي تعطى لهم.