هل يجوز ارسال مقاطع اكل في رمضان للتحسر أو المزاح

هل يجوز ارسال مقاطع اكل في رمضان للتحسر أو المزاح يبحث عنها كثير من الناس في العالم الإسلامي، وخصوصًا مع دخول شهر رمضان في كل عام، حيث يتبادل الناس مقاطع الأكل والطعام والشراب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن حكم تجويع الصائم أو تشهيته من خلال إرسال مقاطع الأكل في الصيام، وعلى حكم إرسال صور الطعام والشراب للصائم بقصد المزاح، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.

حكم تجويع الصائم في رمضان

ذهب الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ تجويع الصائم من خلال الحديث عن الطعام أو إرسال الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالأكل غير جائز، وهو محرم شرعًا، لأنَّه يعمل على تحسيره على الطعام والشراب وامتناعه عنه، ويؤدي إلى إضعاف نيته في الصيام، وهو محرم لأنه من عمل الشيطان كما أشار كثير من العلماء، وقد وردت العديد من الآيات كيف أن الشيطان يزين للمسلم العمل السيء ليصدَّ به الناس عن سبيل الله ويضعف إيمانهم، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: “قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ * ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ”،^[1] وقال أيضًا جل من قائل: “وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ”،^[2] ولذلك لا يجوز هذا الفعل والله تعالى أعلم.^[3]

هل يجوز ارسال مقاطع اكل في رمضان

ذهب الفقهاء إلى أنَّ إرسال مقاطع الأكل خلال الصيام في رمضان للصائمين غير جائز، حيث أنَّ ذلك من شأنه أن يضعف عزيمة الصائم على الصيام، ويؤدي إلى فتور همته وإضعاف نيته، وهذا غير جائز، لأنه مساعدة للشيطان على إفساد صيام المسلمين، وقد ورد عن بعض الفقهاء المسلمين ما مفاده في هذا الشأن: “وإن أريد تحسير الصائم حقيقة، أي ليشعر بالحسرة كونه محروما من هذا الطعام الشهي، أو كان لإضعاف نيته أو تزيين الفطر له، فهو عمل محرم لمضادته لمراد الشارع كما تقدم، ولما فيه من الدعوة للإثم والمعصية”، أي إذا أراد الشخص الذي يرسل المقاطع من أجل تحسير وتجويع وتشهية الصائم فذلك حرام قطعًا، ويأثم صاحبه والله أعلم.^[3]

هل يجوز تشهية الصائم بصور الأكل

إنَّ تشهية الصائم على الطعام غير جائزة في الإسلام، فقد يصيب البعض من هذا الأمر ضعف في النية وفتور في العزيمة على الصيام، وخصوصًا في أوقات الجوع والتعب الشديد، وقد يغري ذلك الفعل بعض ضعاف النفوس فيفطر ويفسد صيامه، ويبوء صاحب الصور والمقاطع بالإثم الكبير، لأنَّه أضعف من همة ذلك الصائم وأغراه بالإفطار وزينه له، كما يزين له الشيطان سوء عمله، وهذا غير جائز.

حكم إرسال مقاطع الأكل في رمضان بقصد المزاح

قد يرسل بعض الأشخاص الصور ومقاطع الفيديو حول الأكل إلى الصائمين بهدف المزاح وليس من أجل التجويع أو التحسير، ورغم أن هذا الفعل بقصد المزاح ليس محرمًا ولكنه مكروه أيضًا، لأنه يغري الصائم بالطعام وقد يؤدي به إلى الفطر دون أن يشعر ويأثم صاحب الصور إثمًا كبيرًا، وقد أشار الفقهاء إلى ذلك: “إذا كان هذا الصنيع محرما، فإن فعله على جهة المزاح مكروه، ولا ينبغي، بل ينبغي تعظيم شعائر الله ، ومعرفة قدر الفريضة وشرفها، والحث والإعانة عليها، وربما أغرت هذه الصور ضعاف الإيمان بالفطر، فيبوء المازح بإثم ذلك”، وعلى هذا يجب تجنب إرسال مقاطع وصور الأكل للصائم حتى لو كان بقصد المزاح.^[3]

حكم مشاركة مقاطع الأكل على مواقع التواصل الاجتماعي في رمضان

إنَّ الأصل هو إباحة تصوير الموائد ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن المبالغة في ذلك قد يكون مذمومًا لأنه يؤدي إلى الحسد، حيث يحسَد الشخص الذي يكثر من نشر مثل هذه الصور، ولكن في رمضان قد يكون الأمر مكروهًا أيضًا، لأنَّه قد يشهي المسلمين الصائمين ويجوعهم، وقد يضعف عزيمتهم على الصيام، كما أنَّ بعض الناس قد تكون أوضاعهم المادية سيئة ولا يمتلكون المال الكافي لإعداد موائد ووجبات كبيرة أو موائد عامرة بالأطعمة اللذيذة والشهية، وسوف يتحسرون ويدخل الحزن إلى قلوبهم، فالأفضل عدم نشر مثل هذه المقاطع والصور على مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصًا في شهر رمضان المبارك.^[4]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز ارسال مقاطع اكل في رمضان للتحسر أو المزاح وقد تعرفنا على حكم تشهية الصائم أو تجويعه، كما تعرفنا على حكم إرسال الصور ومقاطع الفيديو الخاصة بالأكل للصائمين من أجل تجويعهم أو من أجل المزاح، وغيرها من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.