هل يجوز جمع المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء

هل يجوز جمع المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء هو سؤال فقهي مهم ينبغي على كل مسلم معرفته في حال تعرض لموقف من المواقف التي توجد فيه رخصة من رُخص الجمع والقصر في الصلاة في الشرع الإسلامي، ومن خلال فقرات هذا المقال سوف نقف على تعريف الجمع والقصر في الصلاة بالإضافة إلى أنّنا سوف نقف على حكم جمع المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء، وسنتحدث عن كيفية الجمع والقصر في الصلوات وعن جمع صلاة المغرب والعشاء كم ركعة.

ما هو الجمع في الصلوات

يُعرّف الجمع في الصلوات على أنّه القيام بجمع صلاتين في وقت واحد، ويكون الجمع في الإسلام بين صلاة العصر وصلاة الظهر وبين صلاة العشاء وصلاة المغرب حصرًا، فإما أن يصلي صلاتي الظهر والعصر في وقت صلاة الظهر فيكون هذا جمعَ تقديم ومثله أن يصلي المغرب والعشاء في وقت صلاة المغرب فيكون جميع تقديم، أو أن يصلّي المسلم صلاتي الظهر والعصر في وقت صلاة العصر ويصلّي صلاتي المغرب والعشاء في وقت صلاة العشاء ويُسمَّى هذا جمع تأخير، وتجب الإشارة إلى أنّه لا يوجد في الإسلام أي جمع بين صلاة الفجر وصلاة العشاء أو بين صلاة الفجر وصلاة الظهر أو بين صلاة العصر وصلاة المغرب، والله تعالى أعلم. ^[1]

هل يجوز جمع المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء

أجمع أهل العلم على أنّه يجوز للمسلم أن يجمع بين صلاة المغرب وصلاة العشاء قبل دخول وقت العشاء وهذا ما يُعرف بالشرع الإسلامي باسم جمع التقديم، لأن المسلم في هذه الحالة يكون قد قدّم صلاة العشاء فصلّاها في وقت صلاة المغرب، ويكون الجمع في الإسلام في حالات ورخص معينة، نذكرها فيما يأتي تباعًا: ^[1]

الجمع للحاج في عرفات

وهي من الرخص التي يمكن للحاج أن يجمع فيها بين العشاء والمغرب، فبعد أن يفيض حجاج بيت الله الحرام من عرفات إلى مزدلفة في ليلة عيد الأضحى المبارك وهي ليلة اليوم العاشر من شهر ذي الحجة من كل عام، يجوز للمسلم أن يصلّي فيها العشاء والمغرب جمعًا، ورد في الحديث الصحيح عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما سيأتي: “عَنْ أُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ: أنَّهُ كانَ رَدِيفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ حِينَ أَفَاضَ مِن عَرَفَةَ، فَلَمَّا جَاءَ الشِّعْبَ أَنَاخَ رَاحِلَتَهُ، ثُمَّ ذَهَبَ إلى الغَائِطِ، فَلَمَّا رَجَعَ صَبَبْتُ عليه مِنَ الإدَاوَةِ، فَتَوَضَّأَ ثُمَّ رَكِبَ، ثُمَّ أَتَى المُزْدَلِفَةَ فَجَمع بهَا بيْنَ المَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ” ^[2]والله تعالى أعلم.

في حالة السفر

إذا كان المسلم في حالة سفر يجوز له أن يجمع بين الصلوات، فيجوز أن يجمع بين صلاة المغرب والعشاء سواء كان جمع تقديم أو تأخير، ويجوز له أن يجمع بين صلاة الظهر والعصر جمع تقديم أو تأخير أيضًا، وهذا ما ذهب إليه علماء الشافعية والمالكية والحنابلة، والدليل ما ورد عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- حين قال: “خَرَجْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ في غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَكانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا” ^[3]والله تعالى أعلم وأحكم.

في حالة المرض

ذهب أتباع المذهب المالكي والحنبلي إلى أنّه يجوز للمسلم أن يجمع بين الصلوات في حالة المرض، وبهذا القول تحدث بعض علماء المذهب الشافعي، وفيما يأتي نذكر قول الإمام النووي -رحمه الله تعالى- وهو شافعي المذهب عن مسألة الجمع تقديمًا أو تأخيرًا بين الصلوات في حالة المرض:

“هذا الوجه قوي جدًّا، واحتجوا أن الجمع لا يكون إلا لعذرٍ والمرض عذر وقاسوه على السفر بجامع المشقة بل إن المشقة في إفراد الصلوات على المريض أشد منها على المسافر إلا أن المالكية يرون أن الجمع الجائز في المرض هو جمع التقديم فقط، بينما ذهبت الحنفية وهو مشهور مذهب الشافعية إلى عدم جواز الجمع للمرض لعدم ثبوته عن النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- رغم مرضه أمراضًا كثيرة”.

في حالة المطر الذي يبلل الثياب

بحسب ما أفتى جمهور العلماء يجوز للمسلم أن يجمع بين المغرب والعشاء وبين العصر والظهر في حالة المطر الشديد الذي يكون سببًا لبلل الثياب، فقد ثبت عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنّه صلَّى المغرب والعشاء وصلَّى الظهر والعصر جمعًا في المدينة المنورة لهذه الأسباب.

في حالة الخوف

ورد عن علماء المذهب الحنبلي وبعض علماء المذهب الشافعي وفي رواية عند علماء المذهب المالكي إلى أنّه يجوز للمسلم أن يجمع بين صلاة المغرب وصلاة العشاء وبين صلاة الظهر وصلاة العصر في حالة الخوف، والدليل قول عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- في الحديث الصحيح: “صَلَّى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا، وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ جَمِيعًا، في غيرِ خَوْفٍ، وَلَا سَفَرٍ” ^[4]وكلمة من غير حوف ولا سفر دليل على أنّ حالة الخوف والسفر هي من الرخص التي يجوز للمسلم أن يجمع فيها بين الصلوات، والله أعلم.

في حالة الريح الشديدة

ذكر علماء المذهب الحنبلي أنه يجوز للمسلمين أن يجمعوا بين الصلوات سواء كان جميع تقديم أو جمع تأخير في حالة الريح الشديدة، فصار هذا رخصة من رخص الجمع بين الصلوات في المذهب الحنبلي، والله تعالى أعلم.

هل يجوز جمع المغرب مع العشاء عند السفر

يجوز للمسلم أن يصلّي المغرب مع العشاء جمع تقديم أو تأخير في حالة السفر، وذلك لأنّ السفر من الأسباب التي يجوز فيها الجمع بين الصلوات في الإسلام، وهذا ما أجمع عليه علماء المسلمين، وتُصلّى صلاة المغرب في هذه الحالة ثلاث ركعات بينما تُصلَّى صلاة العشاء ركعتين فقط، واستدلّ أهل العلم على مسألة الجمع بين المغرب والعشاء عند السفر بحديث شريف رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال فيه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَجْمَعُ بيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلَاتَيْنِ في السَّفَرِ، يَعْنِي المَغْرِبَ والعِشَاءَ” ^[5]والله تعالى أعلم. ^[6]

كيف يتم الجمع بين المغرب والعشاء

إنّ الجمع بين صلاة المغرب وصلاة العشاء يجب أن يكون وفق ضوابط الشرع الإسلامي ووفق ضوابط الجمع التي وضعها علماء المسلمين، وهذه الضوابط هي: ^[1]

• يجب على المسلم أن يبدأ بالصلاة التي دخل وقتها، فيصلّي صلاة المغرب قبل صلاة العشاء.
• يجب أن ينوي الصلاة جمعًا سواء كان جمع تقديم أو تأخير.
• يجب أن يصلّي صلاة المغرب ثلاث ركعات، بينما تُصلَّى صلاة العشاء ركعتين فقط.

جمع صلاة المغرب والعشاء كم ركعة

إنّ صلاة المغرب في الجمع تُصلّى كما هي ثلاث ركعات، فلا يقلّ عدد الركعات سواء كان الجمع في هذه الصلاة جمع تقديم أو جمع تأخير، بينما تُصلَّى صلاة العشاء ركعتين سواء كان الجمع جمع تقديم أي في وقت صلاة المغرب أو جمع تأخير أي في وقت صلاة العشاء، والله تعالى أعلم. ^[7]

هل يجوز جمع صلاة المغرب مع العشاء بدون عذر

ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى عدم جواز الصلوات سواء المغرب والعشاء أو الظهر والعصر من دون عذر كالسفر والمرض والمطر وغيرها من الأسباب التي تبيح الجمع شرعًا، وقد استدل البعض بأن النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء بدون مرض أو مطر، ولكنه فعل ذلك حسب أقوال العلماء حتى لا يشق على أمته وكان هنالك مرض منتشر في ذلك الوقت، ولذلك لا يجوز الجمع إلا بعذر، وقد سئل ابن باز عن ذلك فأجاب رحمه الله تعالى: “فليس للمسلم أن يجمع بين الصلاتين في الحضر من دون علة كالمرض أو الاستحاضة للمرأة، بل يجب أن تصلى كل صلاة في وقتها، الظهر في وقتها، والعصر في وقتها، والمغرب في وقتها، والعشاء في وقتها، ولا يجوز الجمع بين الصلاتين من دون علة شرعية”.^[8]

مقالات قد تهمك

بهذه الأحكام الفقهية والمعلومات الإسلامية المهمة لكافة المسلمين نختم هذا المقال بعد أن وضعنا فيه تعريف الجمع بين الصلوات، وقدمنا من خلاله إجابة شافية لسؤال هل يجوز جمع المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء وتحدثنا عن كيفية الجمع بين صلاة العشاء والمغرب في الإسلام وتحدثنا عن جمع صلاة المغرب والعشاء كم ركعة.