هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل

هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل
هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل

هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل يجب التعرف على هذا الحكم قبل الإقدام على الطلاق، إذ توجد أحكام كثيرة للطلاق في الإسلام سواء منها المتعلقة بما قبل وقوع الطلاق أو خلاله أو بعد وقوعه، وتهدف هذه الأحكام إلى تنظيم العلاقة بين الزوجين والمحافظة على الأسرة من الهدم والضياع، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الطلاق وحكم الطلاق في الإسلام، وسوف نتعرف على حكم طلب الطلاب بسبب كثرة المشاكل، إضافة إلى أسباب تستحق الطلاق شرعا وغيرها من الأحكام والتفاصيل.

تعريف الطلاق في  الإسلام

يعرف الطلاق بأنه افتراق الزوجين وانفصالهما عن بعض، ويشير الفقهاء في الإسلام إلى أن الطلاق هو حلُّ عقد الزواج أو النكاح سواء بالفظ الصريح، أو بالكناية مع وجود نية الطلاق لدى الزوج، ومن الألفاظ الصريحة: الطلاق والسراح والفراق، ومن الكنايات: ما بيننا انتهى، ارجعي إلى بيت والدك وغير ذلك، ويشرع الطلاق في الإسلام كوسيلة أخيرة لعلاج المشاكل بين الزوجين إذا لم تنفع معها أية حلول أخرى، ويحقُّ للزوج أن يطلق زوجته ثلاث طلقات متفرقة فقط، ولكل طلقة توجد عدَّة محددة وأحكام خاصة، وقد وردت مشروعية الطلاق في آيات القرآن وفي السنة النبوية، حيث قال تعالى في كتابه العزيز: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[1] وفي الحديث الشريف عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،[2] وقد أجمع فقهاء الإسلام على مشروعية الطلاق، رغم أنه قد يكون محرمًا أو مكروهًا أو مستحبًا أو مباحًا أو واجبًا، وذلك حسب ظروف كل حالة.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الطلاق في الحيض

هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل

إنَّ كثرة وقوع المشاكل بين الزوجين ليست من الأسباب التي تبيح للمرأة طلب الطلاق من زوجها، فقد بيَّن الفقهاء من أهل العلم أسباب جواز طلب الطلاق للمرأة، ولكن ما دامت العلاقة الزوجية قائمة بين الزوج وزوجته، فيجب على الزوجة أن تطيع زوجها في المعروف، وأن تقوم بحقه كما أمرها الله تعالى، وعلى الزوج أن يعاشر زوجته بالمعروف أيضًا وأن يتقي الله تعالى فيها، ولا يجوز للمرأة لمجرد وقوع بعض المشاكل أن تطلب الطلاق، بل يجب عليها الإسراع إلى إيجاد الحلول المناسبة لتلك المشاكل بكافة الوسائل المتاحة، ولكن إذا كانت تلك المشاكل تسبب للزوجة ضررًا بينًا وواضحًا يحق لها عند ذلك أن تطلب الطلاق من زوجها، أو إذا سببت تلك المشاكل كرهًا في نفس المرأة تجاه زوجها ونفورًا شديدًا يجوز لها أن تطلب الطلاق لأنها لن تستطيع أن تؤدي له حقوقه الزوجية عند ذلك، أمَّا إذا لم تصل الأمور إلى هذا الحد لا يجوز لها ذلك، وعلى الزوجة قبل أن تطلب الطلاق أن توسط أحد المقربين من الزوج من أهلها أو من أهله حتى يصلح بينهما ويتم تجاوز تلك المشاكل أو التخفيف منها، وحتى يعيش الزوجان مع بعضهما بما يرضي الله تعالى، خصوصًا في حال وجود أولاد، فغاية الإسلام هي المحافظة على الأسرة من الضياع والتشتت والتي هي الركيزة الأساسية للمجتمع وتماسكه.[4]

أسباب تستحق الطلاق

لقد بين الشرع الحنيف الأسباب التي تبيح للزوجة طلب الطلاق من الزوج، والتي تستحق أن يطلَب الطلاق من أجلها، والتي تستحق أن تضحي المرأة بالعلاقة الزوجية القائمة بينها وبين زوجها من أجلها، فالزواج رابط مقدس في الإسلام، ولا يجوز التفريط به لأي سبب من الأسباب، حتى أن طلب المرأة الطلاق دون سبب يعدُّ من الكبائر، ويحرم المرأة من دخول الجنة، فقد ورد في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ”،[5] وفيما يأتي سيتم ذكر هذه الأسباب بشكل موجز:[6]

  • عدم إنفاق الرجل على زوجته وعلى أولاده ومنزله، سواء كان ذلك بسبب ضيق وعسر لم يستطع الرجل تجاوزه، أو بسبب شح وبخل يعاني منه الزوج ويمنع أهله من النفقة الواجبة لهم، لأنَّ النفقة واجبة على الرجل والتقصير فيها أحد الأسباب الرئيسية للطلاق.
  • وجود مرض أو عيب في الرجل يمنع من أداء حقوقه الزوجية تجاه الزوجة، عند ذلك يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق، لأنَّ هذا الزواج لم يحقق لها غايات الزواج الأسمى مثل إحصان الفرج والحصول على السكينة والألفة.
  • إلحاق الضرر والأذى بالمرأة، سواء كان الأذى جسديًا من خلال الضرب والتعنيف، أو كان الأذى نفسيًا من خلال الإهانة والسب والشتم، وحتى لو تعرضت المرأة للأذى والضرر مرة واحدة فقط ولم يكن ذلك متكررًا، يجوز لها طلب الطلاق وليس عليها شيء في ذلك.
  • غياب الزوج لفترة طويلة وانقطاع أخباره عن الزوجة، خصوصًا إذا لم تعرف مكانه، فإذا طالت غيبته لأكثر من ستة أشهر يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق، وذهب بعض الفقهاء إلى أن المدة يجب أن تكون سنة على الأقل، عند ذلك يجوز لها أن تطلب الطلاق.
  • إذا دخل الرجل السجن وطال مكوثه في السجن ولم يعلم متى يتم الإفراج عنه، يعد هذا من الأسباب التي تستحق الطلاق، خصوصًا إذا خشيت الزوجة على نفسها من الفتنة والوقوع في المعصية وارتكاب ما لا يرضي الله تعالى.
  • إذا كان الزوج فاسقًا وعاصيًا لله تعالى، ولا يؤدي الفرائض التي افترضها الله تعالى عليه من عبادات، وإذا لم يستمع للنصائح والوعظ الذي تقدمه له الزوجة، يجوز لها طلب الطلاق وقد يكون ذلك مستحبًا لها، لأنَّ هذا الزوج قد يكون سببًا في ابتعاده عن طاعة الله تعالى، ويقول الشيخ ابن عثيمين في ذلك: “طلب المرأة من زوجها المدمن على المخدرات الطلاق جائز، لأن حال زوجها غير مرضية، وفي هذه الحال إذا طلبت منه الطلاق فإن الأولاد يتبعونها إذا كانوا دون سبع سنين، ويلزم الوالد بالإنفاق عليهم وإذا أمكن بقاؤها معه لتصلح من حاله بالنصيحة فهذا خير”.
  • خيانة الزوج لزوجته وإقامة علاقة عاطفية مع امرأة أجنبية، والوقوع في فاحشة الزنا معها، يعد من أهم أسباب جواز طلب الطلاق عند المرأة، خصوصًا إذا كانت تلك الخيانة متكررة، ولم يرتدع الزوج عن الإقدام على تلك الفاحشة، فهي إلى جانب كونها خيانة تعدُّ فاحشة وكبيرة من الكبائر ومعصية يجب أن يتوب الزوج عنها.
  • إذا منع الزوج زوجته من زيارة أهلها ورؤيتهم من دون عذر شرعي، يمكن أن تطلب الطلاق، ولكن إذا كان ذلك بسبب عذر شرعي كأن يكون الأهل فسقة مثلًا، يجوز له أن يمنعها من الذهاب إليهم، وأن ينصحها في ذلك ويبين لها حجته.
  • إذا شعرت الزوجة بنفور شديد من الزوج، حتى لو كان ذلك من دون أسباب واضحة، يجوز لها ان تطلب الطلاق لانتفاء غاية الزواج، ولأنَّ الزوجة لن تستطيع أن تؤدي حقوق الزوج المفروضة عليها ولن تستطيع أن تعاشره بالمعروف، ودليل ذلك أيضًا حديث امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنهما، فقد أجاز لها النبي صلى الله عليه وسلم الطلاق من زوجها على أن ترد له المهر الذي أخذته منه.

شاهد أيضًا: طلب الطلاق لعدم الراحة النفسية

ما حكم طلب المرأة الطلاق إذا كرهت زوجها

إذا كرهت المرأة زوجها إلى درجة كبيرة وشعرت تجاهه بنفور كبير يجوز لها طلب الطلاق منه، لأنَّها في هذه الحالة لت تستطيع أن توفيه حقه، ولن تحقق غايات وأهداف الزواج لها وله، ولذلك يجوز لها أن تطلب الطلاق وليس عليها شيء في ذلك، وقد وردت قصة في السنة النبوية شبيهة بهذه المسألة، عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”،[7] وفي رواية: ولكنني لا أطيقه، ومعنى الحديث أنَّ زوجة ثابت بن قيس أخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ ثابت ليس به أي عيب سواء في الدين أو في الخلق ولكنها لم تعد تريده ولا تطيقه، وتخشى أن لا تؤدي حقه، فأجاز لها النبي صلى الله عليه وسلم أن تتطلق منه وترد عليه المهر، ولذلك يجوز للمرأة طلب الطلاق إذا كرهت زوجها، وأن تتنازل عن المهر الذي كان الزوج قد قدمه لها.[8]

كيف أعرف أن الطلاق خير لي

يعيش بعض الأزواج أجواءً من الضغط النفسي والقهر في الحياة الزوجية، سواء من الرجال أو من النساء، فقد يكون الزوج قاسيًا وظالمًا ويعامل المرأة معاملة مؤذية في جميع الأوقات، إضافة إلى ما يلحق ذلك من توجيه الإهانات والشتائم عدا عن الضرب والتعنيف، كما أنَّ بعض الأزواج يعاني من تقصير زوجته في حقه، أو من إهمالها لأعمال المنزل وانشغالها بالتفاهات، وعدم طاعته له في معروف، إضافة إلى إهانته واحتقاره، ويبقى مثل هؤلاء الأزواج صابرين على هذه الحياة الزوجية إمَّا لوجه الله تعالى أو من أجل الأسرة والأولاد، ولكن في بعض الأوقات يكون الطلاق خير من هذه الحياة الجحيمية، وفيما يأتي سيتم توضيح بعض النقاط التي تبين كيف تعرف أن الطلاق خيرًا لك:

معصية الله تعالى

إذا كان أحد الزوجين من الأشخاص الذين يرتكبون المعاصي والكبائر والموبقات ولا يرجع عن ذلك الفعل الشنيع رغم كثرة النصح والوعظ، في هذه الحالة من الأفضل الطلاق بالنسبة للشريك الآخر، ويحق له الطلاق شرعًا وقد يكون مستحبًا هنا، وهذا بالنسبة للزوجة وكذلك بالنسبة للزوج إذا كانت زوجته من العصاة ومرتكبي الكبائر، وإذا كانت لا تؤدي ما افترضه الله تعالى عليها.

الخيانة الزوجية

إنَّ الخيانة الزوجية وإقامة علاقة عاطفية مع شخص أجنبي غير الزوجة أو الزوج، يعدُّ أحد أهم العلامات التي تؤكد أنَّ الطلاق أفضل من البقاء في هذه العلاقة، فإذا عرفت الزوجة مثلًا أنَّ زوجها يقيم علاقة عاطفية مع إحدى النساء، وخصوصًا إذا وصل الأمر إلى ارتكاب الزنا ولم يتراجع عن ذلك، من الأفضل طلب الطلاق، وكذلك بالنسبة للزوج، إذا وقعت زوجته في الخيانة الزوجية، وعرف أن زوجته تخونه، يكون الطلاق خير له، لأنَّ هذه الزوجة لا تستحق الاحترام ولا الحياة معها إذا لم ترتد عن الخيانة التي فضلت فيها الآخرين على الزوج.

التعنيف والضرر

تعاني بعض النساء من التعنيف والضرر من قبل الزوج، وهذه الحالة تعاني منها النساء فقط كون الرجل الطرف الأقوى في العلاقة الزوجية، فإذا تعرضت الزوجة للتعنيف والضرب من قبل زوجها بشكل خاص إذا كان هذا من أجل أسباب تافهة، فإنَّ الطلاق في هذه الحالة خير من دون شك، والصبر على هذا الزوج مجرد مضيعة للعمر والوقت، ولا يعدُّ إرضاءً لله تعالى، لأنَّ الله تعالى لا يرضى الظلم، ويجوز في الشريعة الإسلامية للمرأة أن تطلب الطلاق من الرجل الذي يشتمها ويضربها ويؤذيها جسديًا ونفسيًا، حتى لو كان ذلك مرة واحدة دون تكرار.

غياب الاحترام بين الزوجين

يشير غياب الاحترام إلى أنَّ الطلاق أفضل بين الزوجين، حيث أنَّ الأسر والبيوت تبنى على الاحترام المتبادل بين الزوجين غالبًا وليس على الحب كما يعتقد كثير الناس، حيث أن تحقير الزوجين كل منهما للآخر وإهانته بشكل مستمر من غير إيجاد حلول للمشاكل بينهما يؤدي إلى حياة مظلمة يملؤها الكره والضغينة خصوصًا إذا كانت التحقير متبادلًا بين الزوجين، ويكون الطلاق أفضل للجميع في هذه الحالة.

الإهمال والتجاهل

يعد الاهتمام بين الزوجين من ضرورات العلاقة الزوجية، ولذلك يستبب الإهمال من شأنه أن يتسبب في انهيار الحياة الزوجية بالكامل، فإذا ما شعرت الزوجة أن زوجها يهملها ويتجاهلها إلى درجة كبيرة ولا يوفر احتياجات المنزل والأولاد ولا يهتم بأبنائه وتربيتهم، إضافة إلى غياب الود والاحترام وتوقف الأحاديث بينها وبين زوجها، عند ذلك من الأفضل الطلاق للزوجة، وكذلك بالنسبة للزوج إذا كانت الزوجة مهملة ولا ترعى حق زوجها ولا حق بيتها.

الرغبة بالابتعاد عن الشريك

إذا شعرت الزوجة بالراحة والسعادة بشكل مستمر عند الابتعاد عن الزوج، بالإضافة إلى شعور الحرية والأمان والرحاة كونه يمارس عليها سلطة قاسية وضغوط كبيرة هنا يكون الطلاق أفضل للزوجة وخير لها، وكذلك بالنسبة الزوج إذا كان يشعر براحة وحرية وسعادة عند الابتعاد عن زوجته هنا يكون الطلاق خيرًا له أيضًا، لكن يجب أن تكون تلك المشاعر بشكل مستمر وفي جميع الأوقات وليست بشكل مؤقت.

المحافظة على الزواج بسبب الأولاد

يرغب بعض الأزواج في الاستمرار في العلاقة الزوجية والصبر على الآخر وتحمل النقائص والمشاكل فقط من أجل المحافظة على الأسرة والأبناء، وفي كثير من الأحيان لن يكون الخيار الأفضل، لأن الأبناء سوف يعرفون حقيقة العلاقة المشحونة بين الأب والأم، ولا بدَّ أن ينعكس ذلك سلبيًا على نفسياتهم،  وسوف تعود هذه العلاقة بالضرر أكثر من الفائدة على الأبناء، ولذلك يكون الطلاق أفضل للجميع في هذه الحالة.

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

ما الفرق بين طلاق الضرر والخلع

يعدُّ الخلع أحد أنواع الطلاق التي تطلب فيه المرأة الطلاق وفراق زوجها مقابل التنازل عن كل حقوقها مقابل التخلص من هذه الحياة الزوجية، وقد استدلَّ الفقهاء على مشروعية الخلع من قوله تعالى في كتابه العزيز: “وَلَا ‌يَحِلُّ ‌لَكُمْ ‌أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ”،[1] بالإضافة إلى حديث زوجة ثابت بن قيس التي طلبت الطلاق منه مقابل ردِّ حديقته إليه، وقد قال زحيلي في هذا الحديث: “فهي لا تريد مفارقته لسوء خلقه ولا لنقصان دينه، وإنما كرهت كفران العشير، والتقصير فيما يجب له بسبب شدة البغض له، فأمرها النبي صلّى الله عليه وسلم أمر إرشاد وإصلاح لا إيجاب برد بستانه الذي أمهرها إياه، وهو أول خلع وقع في الإسلام، وفيه معنى المعاوضة”، وفيما يأتي سيتم إدراج بعض النقاط التي تبين الفرق بين طلاق الضرر والخلع:[9]

  • يختلف الخلع عن طلاق الضرر بأنَّ طلاق الضرر تأخذ فيه المرأة حقوقها مثل نفقة العدة والمتعة والمؤخر ولا تتنازل عنها، ولكنها تطلب الطلاق لأنَّ الزوج يؤذيها ويلحق بها أضرارًا جسدية ونفسية، بينما في الخلع تتنازل عن كل حقوقها.
  • يكون طلاق الخلع أسرع في المحاكم لأنَّ المرأة لا تحتاج فيه إلى إثبات الضرر أو أي شيء، بل تطلب الطلاق مقابل التنازل عن الحقوق.
  • تضطر الزوجة في الخلع إلى رد مقدم المهر أو المهر كله إذا كانت قد أخذته عند عقد الزواج.
  • الخلع لا يوجد به استئناف في المحاكم، بينما طلاق الضرر يطلب فيه الزوج الاستئناف للدفاع عن موقفه وحتى يتمكن من عدم دفع حقوق المرأة كاملة، إذا كان يرى أنه لم يلحق بها الضرر الذي تدعيه.
  • لا يؤثر طلاق الخلع ولا طلاق الضرر على نفقه الأبناء، سواء نفقتهم المتعلقة بالمصاريف العادية والدراسة والرعاية والمسكن وغير ذلك.

في نهاية مقال هل يجوز طلب الطلاق بسبب كثرة المشاكل تعرفنا على مفهوم الطلاق في الإسلام ومشروعيته، وتم إدراج أهم الأسباب التي تستحق الطلاق في الإسلام، ومعرفة متى يكون الطلاق خيرًا، والفرق بين الطلاق والخلع، وعرفنا ما حكم طلب المرأة الطلاق إذا كرهت زوجها وغير ذلك من الأحكلم والتفاصيل المتعلقة.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
ماذا قال الرسول عن المرأة التي تطلب الطلاق؟
ورد حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في المرأة التي تطلب الطلاق دون سبب، حيث قال: "أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ"، ولكنه أباح طلب الطلاق للمرأة إذا كان هناك سبب وعذر مثل أنها تكرهه ولا تطيق الحياة معه، ويثبت هذا قصة زوجة ثابت بن قيس التي طلب الطلاق لأنها لم تعد تحب زوجها، فأمرها الرسول صلى الله عليه وسلم أنت ترد له حديقته التي أعطاها له كمهر، وتطلقت منه.
ما هي الحالات التي يجب فيها الطلاق؟
في بعض الحالات يكون الطلاق واجبًا، وقد أشار الفقهاء إلى هذه الحالات، كأن يحكم الحكمان اللذان يحملا مسؤولية الإصلاح بين الزوجين بالطلاق، فإذا رأى هذان الحكمان أن الطلاق هو خير يجب الطلاق في هذه الحالة، وإذا لم يطلق الزوج يرفع الأمر إلى القاضي حتى يطلق الزوجة من زوجها، كما أنَّ الزوجة إذا حرم زوجته على نفسه ولم يرجع عن قراره مدة أكثر من أربعة أشهر، وجب عليه أن يطلق زوجته كما رأى بعض الفقهاء.
متى يحرم على المراه طلب الطلاق؟
يحرم على المرأة طلب الطلاق إذا لم يكن هناك عذر أو سبب للطلاق، فقد حرَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، وأشار إلى أنَّ المرأة التي تطلب الطلاق من دون سبب لا تدخل الجنة، فقد ورد في الحديث عن ثوبان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أيُّمَا امرأةٍ سألت زوجَها طلاقًا في غيرِ ما بأسٍ فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ"، أمَّا إذا كان هناك سبب، فيجوز لها طلب الطلاق وليس عليها حرج إن شاء الله تعالى.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 229
  2. ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن عمر، الحاكم، 2833، صحيح
  3. ^ dorar.net، حكم الطلاق، 21/02/2023
  4. ^ islamweb.net، حكم طلب المرأة الطلاق لكثرة المشاكل وعدم معاشرة الزوج إياها، 21/02/2023
  5. ^ صحيح أبي داود، ثوبان مولى رسول الله، الألباني، 2226، صحيح
  6. ^ islamweb.net، الأحوال التي يباح فيها للمرأة طلب الطلاق، 21/02/2023
  7. ^ صحيح البخاري، ابن عباس، البخاري، 5273، صحيح
  8. ^ islamqa.info، طلب المرأة الطلاق إذا كرهت زوجها، 21/02/2023
  9. ^ islamonline.net، 21/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *