حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد

حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد
حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد

حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال، حيثُ يعتبر من الأحكام الشرعية التي يبحث عنها العديد من المسلمين نظرًا لاقتراب موعد عيد الفطر المبارك، ويعتبر عيد الفطر بأنَّه أحد أعياد المسلمين الذي يعد بمثابة الفرحة بعد شهر العبادة، لذا يسعى المسلم دائمًا لأداء العبادات على الوجه الأكمل كما جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال هذا المقال سوف يتم بيان حكم تكبيرات صلاة العيد، ثم سنتعرف على حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد، وغيرها من الأحكام الضرورية والمهمة والتي يجب على المسلم معرفتها.

حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد

أجمع جمهور الفقهاء من الحنابلة والشافعية والحنفية على أنه يُستحبّ للمسلم أن يرفع يديه مع كل تكبيرة من تكبيرات صلاة العيد، وقد استدلوا على ذلك بما روى عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وإذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وإذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَهُما كَذلكَ أَيْضًا، وقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ، وكانَ لا يَفْعَلُ ذلكَ في السُّجُودِ”[1]، حيثُ إنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه في كل الصلوات مع كلّ تكبيرة سواءً عن الركوع أو القيام منه، وقد قاس أهل العلم هذا الأمر على تكبيرات العيد، فقد قالوا بأنّ النصّ في التّكبير إنّما هو نصٌّ عامٌّ يشمل صلاة العيد وغيرها، وقد أوضح أهل العلم أنّ الأفضل أن يرفع المسلم يداه في صلاة العيدين وفي الجنازة أيضًا في التكبيرات الأربع، واستدلّوا بذلك بفِعل الصحابة؛ إذ إنّهم كانوا يرفعون أيديهم مع كُلّ تكبيرة من تكبيرات الجنازة، والعيد، لذا من السنّة رفع اليدين مع كلّ تكبيرة من تكبيرات العيد، لكنّ إذا لم يقم المسلم بذلك فلا بأس عليه بذلك، ولا حرج بإذن الله تعالى.[2]

شاهد أيضًا: صلاة العيد للنساء سنة بشروط وممنوعات حددها الإسلام

حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد ابن باز

ذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله- في الفتاوى أنّ رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد جائز ومباح، فهي سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم مثبتة بالأحاديث النبوية الشريفة، وفيما يأتي سوف نستعرض ما ورد عن الشيخ ابن باز في تعقيبه على تلك المسألة بالتفصيل:[3]

“هكذا تكبيرات العيد في السبع الأولى والخمس الأخيرة في صلاة العيد، لما فعل ذلك بعض الصحابة دل ذلك على أنه من فعل النبي ؛ لأنه ليس من محلات الاجتهاد، بل الظاهر حمله على أنه تلقاه عن النبي، عليه الصلاة والسلام، فالأفضل في هذا هو أنه يرفع يديه في جميع تكبيرات الجنازة، وفي جميع تكبيرات صلاة العيد، هذا هو الأفضل؛ كما فعل ذلك بعض السلف من الصحابة، كـابن عمر، وغيره، والخلاف في هذا بحمد الله يسير، لكن هذا هو الأفضل، الأفضل الرفع، وإن لم يرفع؛ فلا بأس، والأفضل الرفع؛ لأن الرسول كان يرفع في تكبيرات الجنازة، ومثلها تكبيرات العيد، السنة الرفع؛ لأنها تكبير عن قيام، فأشبه تكبير الاستفتاح، وتكبير الركوع، يرفع في الصلوات كلها، إذا كبر رفع، وإذا كبر للركوع رفع، فالأفضل في التكبير للجنازة أن يرفع، وبعض أهل العلم قال: يرفع في الأولى فقط”.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة العيد في البيت وما هو حكم صلاة العيد للرجال والنساء

حكم تكبيرات صلاة العيد

تعد تكبيرات العيد بأنها من السنن المشروعة استنادًا لقول الله -تعالى- في الكتاب: {وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[4]، فالتكبير هو تعظيم لله -سبحانه وتعالى- وتنزيهه عن أي نقص، فهي من أعظم العبادات التي يقوم بها المسلم في العيد، فهي تصل به إلى الشُّعور بالفرحة والطمأنينة والراحة والأمان، وأيضًا تجعله في حالة من السمو والرقي النفسي، والتكبير في صلاة العيد سُنّة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو قول جمهور الفقهاء من الحنابلة والشافعية والمالكية وقد استدلوا على ذلك بما ورد عن عمرو بن شعيب -رضي الله عنه- قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة : سبعا في الأولى ، وخمسا في الآخرة ، ولم يصل قبلها ولا بعدها”[5]، أمّا الحنفية فقد ذهبوا أن تكبيرات العيد واجبة[2]، ويجدر بالذّكر أنه إذا نسي المسلم تكبيرات صلاة وتذكرها بعد الفاتحة لا يعيدها؛ لأنه سنة فات محلها، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يوقف القراءة ويأتي بها ثم يستأنف الفاتحة ويسجد للسهو.[6]

وقت التكبيرات في صلاة العيد

تعددت آراء أهل العلم في مسألة وقت التكبيرات في صلاة العيد يعني موضعها من الصلاة، وقد ورد في ذلك عن أهل العلم عدة أقوال، وذلك كما يأتي:[7]

  • القول الأول: إنَّ التكبيرات تكون في الركعة الأولى، أي بعد دعاء الاستفتاح وقبل التعوذ والقراءة، وهو قول الفقهاء من الحنفية والشَّافعية والشيخ ابن باز، والشيخ الفوزان، ولجنة الفتاوى الدائمة، وقد تمّ الاستدلال على ذلك بأن الاستفتاح شرع للصلاة ليكون في أولها، وعندهم في الركعة الثانية تكون التكبيرات بعد تكبيرة القيام وقبل التعوذ للقراءة.
  • القول الثاني: تكون تكبيرات صلاة العيد قبل دعاء الاستفتاح، أي أن المصلي يبدأ بتكبيرة الإحرام ثمّ يكبِّر ويقرأ دعاء الاستفتاح ويتعوذ ويقرأ، وهي رواية عن الإمام أحمد.
  • القول الثالث: إن للمصلي الخيار فله أن يكبر متى شاء في الصلاة قبل دعاء الاستفتاح أو بعده، وهو ما ذهب إليه الإمام أحمد في رواية رواها المرداوي عنه، كما وضح بأنه يجوز للمسلم أن يأخذ بأحد القولين.

ماذا يقال بين التكبيرات في صلاة العيد

لم يرد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ذكرًا معيّنًا يجب على المسلم أن يردّده بين كلّ تكبيرةٍ وأخرى من تكبيرات صلاة العيد، وقد ذهب أهل العلم إلى أنه يشرع للمسلم التكبير والتسبيح بشكل متتابع، فمن ذكر الله -تعالى- بأيّ نوعٍ من أنواع الذّكر فذلك حسنٌ، ومن ترك الذكر فلا بأس ولا حرج، والأولى أن يذكر الله تعالى بالحمد أو التسبيح أو التكبير أو التّهليل وغيرها، فقد ورد عن ابن تيمية -رحمه الله- قوله: “أما التكبيرات فإنه يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ويدعو بما شاء. هكذا روى نحو هذا العلماء عن عبد الله بن مسعود، وإن قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، واللهم صلي على محمد وعلى آل محمد اللهم اغفر لي وارحمني كان حسناً، وكذلك إن قال: الله أكبر كبيراً والحمد لله كثيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً. ونحو ذلك، وليس في ذلك شيء  مؤقت عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والله أعلم”، والله أعلم.[8]

شاهد أيضًا: هل يجوز التهنئة قبل العيد وهل يجوز التهنئة بعيد الميلاد

حكم من نسي تكبيرات صلاة العيد

تعددت آراء أهل العلم في حكم من نسي تكبيرات صلاة العيد في صلاته، وذهب أهل العلم في ذلك على قولين، وهما على النحو الآتي:[9]

  • القول الأول: إن يعود المسلم ويكبر التكبيرات ويعيد القراءة ويسجد للسهو، وهو قول الأحناف والمالكية والحنابلة والشافعية، وقد احتج أهل العلم في ذلك لأنّ محل التكبير في القيام، ولم يفت محله بعد فيمكن الرجوع إليه وتدارك التكبيرات الفائتة، ويجدر بالذّكر إلى أنّ ترك التكبير نسيانا أو عمدا لا يبطل الصلاة، فقد قال ابن قدامة -رحمه الله- في ذلك: “والتكبيرات والذكر بينها سنة وليس بواجب، ولا تبطل الصلاة بتركه عمدا ولا سهوا، ولا أعلم فيه خلافا”.
  • القول الثاني: لا يعود وله الخيار إن شاء سجد السهو وإن شاء تركه، وهو قولٌ للشافعية، وقد اختاره النووي وقد فصل -رحمه الله- في المجموع فقال: “إذا نسي التكبيرات الزوائد في صلاة العيد فينظر إن تذكرها في الركوع أو بعده لم يعدها بلا خلاف لفوات محلها، فإن كبرها في ركوعه وما بعده كره ولم تبطل صلاته، لأن الأذكار لا تبطل الصلاة وإن كانت في غير موضعها، وإن رجع إلى القيام ليكبرها بطلت صلاته إن كان عامداً عالماً بتحريمه، وإلا فلا تبطل ويسجد للسهو..”، فالتكبيرات قبل القراءة لو قرأ فات محلها، وهي ذكرٌ مسنون مثل دعاء الاستفتاح لو فات محله لم يرجع إليه والله أعلم.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا مقدار حكم رفع اليدين عند التكبير في صلاة العيد، والذي بيّنا فيه ما هو حكم تكبيرات صلاة العيد، ثمّ أدرجنا الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، وقد أرفقنا حكم رفع اليدين في تكبيرات صلاة العيد ابن باز، ثمّ أدرجنا حكم من نسي تكبيرات صلاة العيد ، كما تطرقنا من خلال مقالنا إلى بيان وقت التكبيرات في صلاة العيد، وماذا يقال بين التكبيرات في صلاة العيد، كما ختمنا المقال ببيان حكم تكبيرات صلاة العيد.

المراجع

  1. ^ تنقيح تحقيق التعليق، جد عمرو بن شعيب، البخاري ، 2/89، حديث صحيح.
  2. ^ dorar.net، المَطلَب الثَّاني: التكبيرُ في عيدِ الفِطرِ، 18/04/2023
  3. ^ binbaz.org.sa، حكم رفع اليدين عند تكبيرات الجنازة والعيدين، 18/04/2023
  4. ^ سورة البقرة ، الآية 185
  5. ^ صحيح البخاري ، عبد الله بن عمر، البخاري ، 735 ، صحيح.
  6. ^ binbaz.org.sa، حكم من نسي التكبيرات في صلاة العيد، 18/04/2023
  7. ^ saaid.org، الجواب السديد لمن سأل عن تكبيرات صلاة العيد، 18/04/2023
  8. ^ ar.islamway.net، ما يقول بين التكبيرات في صلاة العيد ، 18/04/2023
  9. ^ al-eman.com، .[فرع: نسي التكبيرات]، 18/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *