حكم صيام اخر اسبوع من شعبان 1445

حكم صيام اخر اسبوع من شعبان 1445 ، من الأحكام التي يبحث عنها كثير من المسلمين في العالم الإسلامي مع اقتراب حلول موعد ليلة النصف من شعبان، إذ تأخذ هذه المناسبة أهمية كبيرة لدى كثير من المسلمين في العالم الإسلامي، رغم اختلاف الفقهاء في مشروعية إحياء ليلة النصف من شعبان وصيام نهارها، وسوف نتعرف في هذا المقال على معلومات عن شهر شعبان وعلى حكم صيام آخر أسبوع من شعبان وعلى حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان وفضل صيام شهر شعبان وغير ذلك من المعلومات والأحكام المتعلقة.

شهر شعبان في الإسلام

إن شهر شعبان يعدُّ في الإسلام أحد شهور السنة الهجرية حيث أنَّ رقم ترتيبه في الأشهر الهجرية الثامن، حيث يأتي شهر شعبان بعد شهر رجب قبل شهر رمضان، وقد وردت في سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم عدة أقوال وآراء في كتب الفقه، وقد قيل أنَّ سبب هذا هو أنَّ العرب قديمًا كانوا يتشعبون في البلاد أي بمعنى يتفرقون بحثًا عن الماء أو من أجل خوض الحروب بعد شهر رجب الذي يكون فيه القتال محرمًا لأنه يعدُّ من الأشهر الحرم، ويأخذ شهر شعبان أهمية كبيرة في الإسلام وله العديد من الفضائل حسب ما ورد من أحاديث في السنة النبوية المطهرة، فقد ورد في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ”،^[1] وفي حديث آخر ورد عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: “انَ أحبَّ الشُّهورِ إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ أن يصومَهُ شَعبانُ ، بل كانَ يصلُهُ برَمضانَ”،^[2] بالإضافة إلى أنَّ شهر شعبان يضمُّ ليلة النصف من شعبان التي يحتفل بإحيائها المسلمون في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.^[3]

شاهد أيضًا: كلام عن ليلة النصف من شعبان ، عبارات عن ليلة النصف من شعبان

حكم صيام اخر اسبوع من شعبان 1445

ذهب الفقهاء من أهل العلم مذاهب شتى في حكم صيام آخر أسبوع من شهر شعبان، ولكن يمكن القول بأنَّه إذا كان المسلم قد اعتاد على صيام أيام معينة من الشهر مثل يوم بيوم أو أن يصوم الإثنين والخميس أو كان عليه قضاء ما فاته من أيام شهر رمضان الفائت أو كان عليه نذر صيام، عند ذلك لا حرج في أن يصوم في من شهر شعبان، سواء في الأسبوع الأخير منه أو في وسطه أو أوله، أما إذا لم تكن للمسلم عادة في هذا الصيام ولم يكن عليه نذر ولا قضاء من رمضان فإنه لا يشرَع له ابتداء الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان وكذلك في الأسبوع الأخير من الشهر، فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك في العديد من الأحاديث الصحيحة، منها الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَا يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُمْ رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا أنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَومَ”،^[4] ولكن يجوز صيام آخر أسبوع من شهر شعبان إذا وصل المسلم النصف الثاني بصيام النصف الأول أو بعض أيامه، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر أيام شهر شعبان كما صحَّ عنه.^[5]

حكم صيام النصف الثاني من شعبان

إنَّ حكم صيام النصف الثاني من شعبان يشبه حكم صيام آخر أسبوع من شعبان، فإذا لم تكن للمسلم عادة في الصيام مثل صيام الإثنين والخميس أو ثلاثة أيام من كل شيء أو يومًا بيوم، ولم يكن عليه قضاء ولا نذر لا يجوز له الصيام، إلا إذا وصل صيام النصف الثاني مع صيام النصف الأول من الشهر، لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم أكثر أيام الشهر، وقد أشار الإمام المناوي رحمه الله تعالى في كتب فيض القدير إلى وجود أربعة أقوال في صيام التطوع في النصف الثاني من شهر شعبان وهي فيما يأتي مفصلةً:^[5]

• القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز الصيام في النصف الثاني من شعبان مطلقًا سواء صام المسلم يوم الشك أو صام ما قبله، وسواء صام جميع النصف أو فصل بينها بإفطار يوم، أو أفرد يوم الشك بالصوم أو غيره من هذه الأيام من شهر شعبان.
• القول الثاني:  ذهب إليه أئمة الفتوى كما أشار إلى ذلك الإمام ابن عبد البر رحمه الله تعالى وهو أنه لا بأس في صيام الشك تطوعًا.
• القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى عدم جواز الصيام في النصف الثاني من شعبان سواء يوم الشك أو ما قبله، إلا إذا  وصل المسلم الصيام ببعض أيام النصف الأول من شعبان، أو إذا وافق له عادة في الصيام كما سبق.
• القول الرابع: يشير هذا القول إلى تحريم صيام يوم الشك فقط من النصف الثاني من شعبان، ولكن لا بأس في صيام غيره من الأيام في النصف الثاني من شعبان، وهذا ما ذهب إليه أكثر الفقهاء من أهل العلم.

شاهد أيضًا: أحاديث صحيحة عن ليلة النصف من شعبان

هل يجوز صيام اخر يومين من شعبان

كما سبق فإنَّه إذا كانت للمسلم عادة في الصيام قبل شهر شعبان كأن يصوم يومي الإثنين والخميس أو يومًا بيوم، وجاء شهر شعبان ووافق آخر يوم أو يومين من شهر شعبان عادته في الصيام تلك، يجوز له الصيام ولا حرج في ذلك حسب ما ذهب إليه كثير من الفقهاء من أهل العلم، ولكن إذا لم يوافق ذلك عادته فلا يجوز ذلك، لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد نهى عن ابتداء النصف الثاني من شهر شعبان بالصيام.^[6]

صيام الأيام البيض لشهر شعبان

ثبتَ أنَّه لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أيَّ حديث صحيح حول تخصيص منتصف شهر شعبان للصيام دون أيام شعبان سواء قبله أو بعده، لذلك لا يجوز عند كثير من الفقهاء صيام النصف من شعبان وتفرده بالصيام، لأنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم أنَّهم جعلوا ذلك اليوم للصيام، ولكن يجوز صيام الأيام البيض من شهر شعبان وهي: اليوم الثالث عشر واليوم الرابع عشر واليوم الخامس عشر من الشهر، لأنَّ صيامها مستحبًا في شهر شعبان وفي كل شهر كما ثبت في الحديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: “أمرنا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أن نصومَ منَ الشَّهرِ ثلاثةَ أيَّامِ البيضِ ثلاثَ عشرةَ وأربعَ عشرةَ وخمسَ عشرة”،^[7] وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر أيام شهر شعبان وفي ذلك يقول الإمام ابن باز رحمه الله:^[8]

“ليس له أصل، كونه يخص اليوم الخامس عشر ليس له أصل، وليس في السنة الصحيحة ما يدل على ذلك، لكن إذا صام أيام البيض الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر هذا مستحب في جميع الشهور، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم أيام البيض، ويصوم شعبان كله، وربما صام أكثره، تارة يصوم أكثره وتارة يصومه كله شعبان عليه الصلاة والسلام”.

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

هل يجوز صيام شهر شعبان بأكمله

إنَّ صيام شهر شعبان بأكمله مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنَّه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه صام شهرًا كاملًا غير رمضان، ولكنَّه كان يصوم أكثر أيام شهر رمضان، وقد ورد في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ”،^[9] ولذلك فإنَّ السنة ألا يصوم المسلم شهر شعبان بأكمله ولكن يصوم أكثر أيامه كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وسلم.^[10]

فضل صيام شهر شعبان

لقد رويت العديد من الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤكد للمسلمين فضل صيام شهر شعبان، حيث أنَّ الصيام في شهر شعبان يعد تمرينًا وتعودًا على صيام شهر رمضان، حيث أنَّ شهر رمضان يأتي بعد شهر شعبان، وفيما يأتي سوف يتم إدراج الأحاديث التي تدل على فضل صيام شهر شعبان:^[11]

• ورد في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ” لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الشَّهْرِ مِنَ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ وَكانَ يقولُ: خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حتَّى تَمَلُّوا وَكانَ يقولُ: أَحَبُّ العَمَلِ إلى اللهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ، وإنْ قَلَّ”،^[12] وهذا الحديث دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أكثر شهر يصومه هو شهر شعبان.
• ورد في الحديث الصحيح  أيضًا عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنها قالت: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُ حتَّى نَقُولَ: لا يُفْطِرُ، ويُفْطِرُ حتَّى نَقُولَ: لا يَصُومُ، فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ”،^[13] وهذا الحديث أيضًا يشير إلى أنَّ أكثر شهر شعبان كان رسول الله صلى الله عليه يصومه بعد رمضان، لما فيه من فضل كبير وأجر جزيل.
• عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه قال: “يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”،^[14] وفي هذا الحديث أيضًا يشير النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ المسلمون كانوا يغفلون عن صيام شهر شعبان، وفي ذلك يحثُّهم على صيامه، وأنَّ الأعمال ترفع فيه إلى الله تعالى، ويحب النبي صلى الله عليه وسلم أن ترفع أعماله وهو صائم فيه.

دعاء شهر شعبان

يرغب بعض الزوار بالحصول على أدعية شهر شعبان، ويشار إلى أنَّ لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاءً مخصصًا في شهر شعبان، ولكن ورد في الحديث الضعيف عن السيدة عائشة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في ليلة النصف من شعبان بقوله: “أعوذُ بعفوِك من عقابِك ، وأعوذُ برضاك من سخَطِك ، وأعوذُ بك منك إليك ، لا أُحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسِك فلما رفع رأسَه من السُّجودِ وفرغ من صلاتِه قال : يا عائشةُ ! – أو يا حُمَيراءُ ! – أظننتِ أنَّ النبيَّ قد خاس بك ؟ قلتُ لا : واللهِ يا رسولَ اللهِ ! لكني ظننتُ أنك قُبِضْتَ لطولِ سُجودِك . فقال : أتدرين أيَّ ليلةٍ هذه ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : هذه ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلِعُ على عبادِه في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ، فيَغفِرُ للمستغفِرين ، ويرحمُ المسترحِمين ، ويؤخِّرُ أهلَ الحِقد كما هم”،^[15] ويمكن الدعاء في شهر شعبان بمختلف الأدعية المأثورة والمشروعة التي يطلب فيها المسلم الرحمة والمغفرة وغير ذلك، وفيما يأتي سيتم إدراج دعاء شهر شعبان:

اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا، اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة، إنك أنت الوهاب، اللهم اغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار، وكفر عنا سيئاتنا وأدخلنا الجنة مع الأبرار، اللهم توفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين واجعلنا من ورثة جنة النعيم، اللهم خذ بنواصينا إلى البر والتقوى ووفقنا إلى العمل بما تحب وترضى، اللهم فرج عنا ما أهمنا وما أغمنا وعن جميع المسلمين يا رب العالمين، اللهم ولي علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا، اللهم أغث البلاد والعباد بفضل ورحمة منك يا ذا الجود والكرم يا أرحم الراحمين.

في ختام مقال حكم صيام اخر اسبوع من شعبان 1445 تعرفنا على شهر شعبان وعلى فضل صيام شهر شعبان في الإسلام، كما تعرفنا على حكم صيام النصف الثاني من شعبان، وحكم آخر أسبوع من شهر شعبان 2023، كما تعرفنا على حكم صيام الأيام البيض من شهر شعبان، كما تعرفنا على صيام آخر يومين من شهر شعبان قبل رمضان وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.