حكم قول يا مسهل وحكم قول يا قاضي الحاجات يا رب

حكم قول يا مسهل وحكم قول يا قاضي الحاجات يا رب
حكم قول يا مسهل

حكم قول يا مسهل، الدعاء هو مستراح المؤمن ومناط حاجاته فيه يستجمع حاجاته ليبثها في دعائه يسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وما يستشعر أنه يليق بالعلي القادر الكريم سبحانه، فقد يثني على الله سبحانه بما لم يرد من أسمائه الحسنى في الكتاب والسنة ولكنه يراها تناسبه سبحانه ولذلك يحتاج أن يرى إن كانت هذه الأسماء والصفات والأفعال يمكن أن تطلق على المولى الجليل بما لا يمس الذات الإلهية وإنما ينال بها القرب والإجابة، لذلك سيتناول لكم موقع تصفح إحدى هذه الصفات وسيناقش حكمها معكم.

هل الميسِّر والمسهـِّل مِن أسماء الله الحسنى

اختلف العلماء في ذلك فمنهم من قيد أسماء الله الحسنى بتسع وتسعين اسمًا وحصروا الدعاء فيها ومنهم من اعتبر أن كل ما ذكر في الكتاب والسنة من أسماء لله ولم تذكر ضمن حديث التسع وتسعين اسمًأ فإنها تضاف إليها وولكن للإجابة عن هذا السؤال هل الميسر والمسهل من أسماء الله الحسنى؟ فالإجابة هي أنها ليسا من أسماء الله الحسنى لأنه الصفة لا يشتق منها اسم ولكن الاسم يمكن أن يشتق منه صفة، وبناء عليه فلا يصِحّ أن يُطلق اسم ( المسهّل ) على الله لأن الأسماء توقيفية، ولذلك فإن هذه الصفات يمكن الدعاء بها ولكن لا يمكن أن تطلق على الله كاسم من غير دعاء، فكل صفة لله مستقاة من أسمائه وأفعاله وتعني كل ما يحسن من أفعال وصفات له سبحانه فهي مما يمكن الدعاء به ولكن لا يمكن أن يسمى الله بها مطلقًا خارج الدعاء، وبالتالي فإن المُيسِّر حسب القول الثاني الأرجح فهو من صفات الله المشتقة من تيسيره للأمور وهذه الصفة لا يعتريها نقص لذا يمكن الدعاء بها، وكذلك المسهِّل فهي مشتقة من تسهيل الله لأمور عباده وهذه الصفة تندرج تحت صفات الله وليست من أسمائه التي لم تذكر في الحديث ولا في الكتاب والسنة ولكنها تليق بجلال الله وتنم عن أفعاله الحسنى في عباده وبالتالي تستحق أن تضاف لأسمائه وصقاته سبحانه العلية التي يدعى بها ويخبر بها عنه وخاصة إذا تم تبيان أنها في حقه سبحانه وذكرت في سياق الدعاء أو الإخبار. والله ورسوله أعلم. [1]

شاهد أيضًا: ما حكم مقولة الله في كل مكان وهل يصح للمسلم قول الله موجود في السماء

حكم قول يا مسهل

بعد تبيان إن كان المسهل والميسر من أسماء الله الحسنى أم لا فعلينا أن ننتقل إلى حكم قول مثل هذه الصفات في الدعاء وخاصة “المسهل”، فإن أفعاله سبحانه هي مقتضى أسماؤه وصفاته، فرحمته ومغفرته هي مقتضى اسمه الرحيم الغفور، وعفوه عن المذنبين هو سبب لاسمه العفو، ورزقه لعباده وإكرامه لهم هو سبب لاسمه الرزاق الكريم، وفي الأثر أن أحمد بن حنبل كان يقول: “يا دليل الحيارى دلني على طريق الصادقين”، وبالتالي فإن تسهيله لأمور العباد هو مقتضى لصفته المسهل ولكن لا تقال إلا مقيدة كأن تقيد بالدعاء فيقال: “يا مسهل يا رب” أو تقيد بغيرها في الخبر كأن يقال: “الله هو المسهل لطالب لعلم طريقًا إلى الجنة” [2]، وبالتالي فإن الدعاء بصفات الله وأسمائه وأفعاله جائزة لا محالة وقد أجمع العلماء على جواز قول: “يا مسهل” وغيرها من صفات الله الحسنى المستقاة من أفعاله الجليلة الرحيمة سبحانه لأن المقصود من هذا القول هو الله تعالى لا سواه للتصريح بقول يا رب آخر النداء في الدعاء سواء قيل ذلك ناسيًا أو جاهلًا أو متعمِّدًا، لما ورد في السنة النبوية عندما “مرَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأبي عيَّاشٍ زيدِ بنِ الصَّامتِ الزُّرْقيِّ وهو يُصلِّي وهو يقولُ اللَّهمَّ إنِّي أسألُك بأنَّ لك الحمدَ لا إلهَ إلَّا اللهُ أنت يا حنَّانُ يا منَّانُ يا بديعَ السَّماواتِ والأرضِ يا ذا الجلالِ والإكرامِ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لقد سألتَ اللهَ باسمِه الأعظمِ الَّذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطَى” []  فلم ينكر عليه دعاءه بصفات الله وأسمائه الغير مذكورة في ال99 اسمًا، والله تعالى أعلم. []

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول يا ساتر عند الخوف أو الحزن

حكم قول يا حبيبي يا رب

نعم يجوز أن أدعو الله بقول يا حبيبي فهو أحب حبيب وهو الودود سبحانه أي المحب الحبيب يحب أولياءه ويحبونه، وقد ذكر ذلك في كتابه العزيز فقال عز من قائل: “فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ” [4] ، فهذا الإخبار مشروع قَالَ البخاري في كتاب فتح الباري عن ابْنُ عَبَّاسٍ قال: “المَجِيدُ: الكَرِيمُ، وَ الوَدُودُ: الحَبِيبُ” أي أن معنى اسم الله الودود هو الحبيب، فهو الغفور الودود سبحانه يغفر لمن أساء لحبه به ويتودد لأوليائه ويتوددون له لحبه بهم فهو الحبيب المحبوب، وينبغي التنبيه إلى أن هذا اللفظ من باب الإخبار ولا نعتقد أنه اسم من أسماء الله الحسنى كالرحيم الودود وغيرها، لأن أسماء الله توقيفية لا مجال للعقل  والاجتهاد فيها فكل ما لم يرد في الكتاب والسنة لم ينزل به الوحي على النبي الأمين وبالتالي ليس من أسماء الله، لا يزاد في أسماء الله الحسنى ولا ينقص فالعقل لا يمكنه إدراك ما يستحقه الله من الاسماء، ولا بد من القول بأن الدعاء بأسماء الله الحسنى أولى مع جواز الدعاء بغيرها كما اسلفنا ولكن ذلك من باب أن ندعوه كما علمنا وأرشدنا سبحانه حيث قال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [5] ، والله تعالى أعلم. [6]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

حكم قول يا حفيظ

إن الحفيظ هو اسم من أسماء الله الحسنى وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم مقيّدًا ومُطلقًا ولم يرد في السنة النبوية المطهرة، وهو في اللغة صيغة مبالغة من اسم الفاعل حافظ، وحفظ الشيء أي صانه من التلف والضياع ورعاه واعتنى به، والحفيظ هو الموكل بالشيء يحفظه فالله حفيظ يحمينا من كل سوء ويرعانا ويصوننا، قال السعدي رحمه الله: “الحفيظ الذي حفظ ما خلقه، وأحاط علمه بما أوجده، وحفظ أولياءه من وقوعهم في الذنوب والهلكات، ولطف بهم في الحركات والسكنات، وأحصى على العباد أعمالهم وجزاءها”، والحفيظ من الأسماء الحسنى التسع والتسعون التي ذكرها النبي في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه حيث قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قالَ: إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وتِسْعِينَ اسْمًا مِئَةً إلَّا واحِدًا، مَن أحْصَاهَا دَخَلَ الجَنَّةَ.” [][] ، وإن مما يعنيه هذه الحديث فإن حفظ هذه الأسماء وكذلك الدعاء بها فإن هذا من إحصائها والله تعالى أعلم وقد أمرنا الله عز وجل أن ندعوه بأسمائه الحسنى فقال تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [5] ، والله تعالى أعلم. []

حكم قول يا قاضي الحاجات يا رب

يجوز أن يدعى الله بقاضي الحاجات من باب الإخبار وخاصة إن كانت هذه الصفة أو الاسم لها معنى حسن دل عليه أفعال أو صفات موجودة في الكتاب والسنة ويصح عن المولى تبارك وتعالى، ولكن الأولى أن يتم الدعاء بالأسماء الحسنى التي جاب به الشرع، كما لا يجوز أن يطلق على الله هذا الاسم لعدم وروده في الكتاب والسنة مما نزل به الوحي كـ ” نَاصِر المُسْتَضْعَفين ” و ” مفرِّج الكربات ” و ” عَالَم الخَفيَّاتِ ” وَ ” بَاعِثَ الأَمْواتِ ” وَ ” مُجِيبَ الدَّعَوَاتِ ” ، وهي أسماء دلَّت على معانيها نصوص من الوحي كثيرة ، فلا حرج في الإخبار عن الله تعالى بها، لأن الفعل أوسع من الاسم ولذلك قد أطلق رب العزة على نفسه أفعالًا لم يسم نفسه بأسماء الفاعل منها كأراد وشاء وأحدث، ويجب التنبيه أن من الخطأ أن يطلق العبد من نفسه على ربه اسماء يشتقها من الأفعال التي تليق بالله ولكنه لم يسم بها نفسه سبحانه لأن الفعل أشمل من الاسم كأن يقول: “الماكر المخادع الفاتن الكائد” وما إلى ذلك، وكذلك فإن الاخبار عن الله سبحانه بالاسم أوسع من تسميته به وضابط الإخبار أن يخبر عنه بمعنى صحيح لم يتم نفيه عنه في الكتاب والسنة وثبت معناه فيهما، وبألفاظ لم تستهلك من كلام الناس ويتفرد الثناء بها لله وحده. [9]

وبذلك نختتم مقالنا هذا أيها الأحبة الكرام كان بعنوان حكم قول يا مسهل، بينا فيه حكم هذا النداء لله بهذا الاسم وبينا إن كان المسهل والميسر من أسماء الله الحسنى و حكم قول يا حبيبي لله عز وجل وحكم الدعاء باسم الله الحفيظ والدعاء بقاضي الحاجات كذلك، نسأل الله أن يجعلكم مستجابي الدعوة ويتقبل منكم صالح الأعمال.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، حكم الدعاء بما ليس من الأسماء الحسنى، 03/04/2023
  2. ^ almeshkat.net، حُـكم قول " يا مسهّل "، 03/04/2023
  3. ^ الترغيب والترهيب، أنس بن مالك،المنذري،2/393،صحيح أو حسن أو ما قاربهما
  4. ^ سورة المائدة، الآية: 54
  5. ^ سورة الأعراف، الآية: 180
  6. ^ islamqa.info، حكم قول : ( الله حبيبي ).، 03/04/2023
  7. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة،البخاري،2736،صحيح
  8. ^ alukah.net، اسم الله تعالى (الحفيظ)، 03/04/2023
  9. ^ islamqa.info، هل يجوز تسمية الله تعالى بـ " قاضي الحاجات " و " شافي الأمراض " والدعاء بهما ؟، 03/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *