حكم محبة غير الله كمحبة الله

حكم محبة غير الله كمحبة الله
حكم محبة غير الله كمحبة الله

حكم محبة غير الله كمحبة الله من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الأشخاص في العالم العربي من المسلمين، فمن الضروري الاطلاع على مثل هذه المعلومات حتى لا يقع المسلم فيما لا يرضي الله تعالى، وحتى يتمكن من إرضاء الله بما يليق به جل وعلا، وسوف نقدم للزوار الكرام بشكل مفصل حكم حب الله مثل غير الله، وسوف نتعرف على حكم من لا يحب الله تعالى في الإسلام، وسوف نعرف هل يجوز أن أحب شخص أكثر من الله، وسوف نعرف هل عدم محبة الله كفر، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة الأخرى.

حكم محبة غير الله كمحبة الله

لقد أجمع الفقهاء المسلمون على أنه لا يجوز للمسلم أن يحب غير الله تعالى كحب الله، ومن قام بذلك فقد اتخذ لله أندادًا من دون الله تعالى، وهذا نوع من أنواع الشرك والعياذ بالله، فقد ورد في كتاب الله تعالى قوله: “وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ”،[1] ولذلك لا يجوز للمسلم ولا بأي حال من الأحوال أن يحب أحدًا أو شيئًا غير الله كما يحب الله تعالى، وقد ورد عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في هذا الشأن ما مفاده: “إنَّما ذُموا بأن أشركوا بين الله وبين أندادهم في المحبة ولم يخلصوها لله، كمحبة المؤمنين له، وهذه التسوية المذكورة في قوله تعالى – مخبرًا عنهم وهم في النار – أنَّهم يقولون لآلهتهِم وأندادِهم، وهي محضرة معهم في العذاب: “تَاللَّهِ إِنْ كُنَّا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ * إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ الْعَالَمِينَ”،[2] والله تعالى أعلم.[3]

حكم من لا يحب الله في الإسلام

لا يصح أن يكون المسلم مسلمًا دون أن يحب الله تعالى، فاعتناق الإسلام يقتضي محبة الله تعالى ورسوله ودينه، وفي ذلك يقول ابن باز رحمه الله: “هذا الباب في بيان إثبات محبَّة الله، وأنها من أهم المهمات، ومن أفضل العبادات، وأنها أساس لهذا الدين، فإنَّ حبَّه يقتضي إخلاص العبادة له، وطاعة أوامره، وترك نواهيه، والوقوف عند حدوده”، ويقول الشيخ سفر الحوالي: “ومن هنا كانت المحبة أصل أعمال القلوب، وشرطاً من شروط لاإله إلا الله، فإن الإسلام هو الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله، فمن لا محبة له لا إسلام له البتة، بل هي حقيقة شهادة أن لا اله إلا الله، فإن الإله هو الذي يألهه العباد حبا وذلا وخوفا ورجاء وتعظيما وطاعة له، بمعنى: مألوه ـ وهو الذي تألهه القلوب، أي تحبه وتذل له، وأصل: التأله ـ التعبد، والتعبد آخر مراتب الحب، يقال: عبده الحب وتيمه إذا ملكه وذلله لمحبوبه”، فمن لا يحب الله تعالى قد يكون خرج من الإسلام والعياذ بالله.[4]

محبة غير الله كمحبة الله شرك إسلام ويب

ذهب الفقهاء من أهل العلم في موقع إسلام ويب إلى أنه محبة غير الله مثل محبة الله شرك، والذي يحب أحدًا غير الله أكثر من الله تعالى أو مثل حبه لله تعالى فهو من المشركين وليس من المؤمنين، وقد دلت على ذلك الكثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة، وأجمع على ذلك أهل العلم، فلا يصح إسلام المسلم دون حب الله تعالى والإخلاص والانقياد له، فقد ورد في قوله تعالى: “قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ”.[5]

حقيقة محبة الله تعالى والمحبة لغير الله ابن باز

إن محبة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم مقدمة على كل شخص، ولا يجوز للمسلم أن يحب أحدًا أكثر من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويجب أن تظهر هذه المحبة من خلال طاعة الله تعالى ورسوله والانقياد لما أمر به جل وعلا، وأن يبتعد عن معاصيه، وأما أن يعصي الله تعالى في سبيل الآخرين أو في سبيل حب الآخرين، ولذلك فإن الإسلام ينطوي على محبة الله تعالى، وتقديم حبه على كل شخص وحتى على النفس ذاتها.[6]

حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم

إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، ولا يكون المسلم مسلمًا ولا مؤمنًا حتى يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من كل شيء حتى أكثر من نفسه، وقد ثبت ذلك في الحديث الصحيح، فقد ورد في الحديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَا يُؤْمِنُ أحَدُكُمْ، حتَّى أكُونَ أحَبَّ إلَيْهِ مِن والِدِهِ ووَلَدِهِ والنَّاسِ أجْمَعِينَ”،[7] وهذا دليل ثابت على انتفاء الإيمان عن كل من لا يكون النبي عليه الصلاة والسلام أحب إليه من نفسه ومن كل الناس، ولذلك فمحبته واجبة مفروضة، وتتمثل محبة النبي صلى الله عليه وسلم من خلال الإيمان به واتباع ما جاء به من تعاليم، وتزيد بالاطلاع على سيرته العطرة والسير على خطاه والحرص على اتباع سننه والابتعاد عما نهى عنه، والإكثار من الصلاة عليه، وقد ورد في موقع إسلام ويب حول ذلك ما مفاده:[8]

“تزيد محبة النبي صلى الله عليه وسلم بالنظر في سيرته وأخلاقه ومعرفة ما اختصه به الله تعالى من الخصائص والميزات، وبالعلم بأن كل خير يحصل للعبد في الدين والدنيا، فإنما هو ببركة بعثته، ويمن سفارته صلى الله عليه وسلم. وحب عائشة وخديجة ـ رضي الله عنهما ـ من الدين، ولكن لا يجوز أن يحبهما شخص فوق محبة النبي صلى الله عليه وسلم”.

مقالات قد تهمك

حكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم ومعانيها وفضلها هل يجوز الدعاء عند قبر الرسول
حديث يدل على محبه الرسول صلى الله عليه وسلم للانصار هل يجوز التوسل بالنبي وحكم التوسل عند المذاهب الأربعة

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم محبة غير الله كمحبة الله وقد تعرفنا على أقوال العلماء في محبة الله تعالى مثل محبة غير الله، كما تعرفنا على هل محبة غير الله شرك حسب موقع إسلام ويب، حكم حب النبي صلى الله عليه وسلم في الإسلام، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة ، الآية 165
  2. ^ سورة الشعراء، الآيات 97-98
  3. ^ alukah.net، محبة غير الله كحب الله شرك، 31/10/2024
  4. ^ islamweb.net، لا يمكن تصور مسلم لا يحب الله ورسوله ودينه، 31/10/2024
  5. ^ سورة التوبة ، الآية 24
  6. ^ binbaz.org.sa، ما حقيقة محبة الله تعالى والمحبة لغير الله؟، 31/10/2024
  7. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 15، صحيح
  8. ^ islamweb.net، وجوب محبة النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من غيره، 31/10/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *