ما هو حكم من نسي التقصير أو الحلق في الحج

ما هو حكم من نسي التقصير أو الحلق في الحج هو حكم شرعي من أهم الأحكام الشرعية التي يجب على كل من يرغب أداء مناسك الحج أن يعرفه ويعرف الرأي الإسلامي الصحيح لمسألة نسيان التقصير أو الحلق، لذا فإنّنا سوف نقوم بتخصيص الحديث في هذا المقال عن حكم الحلق والتقصير في الحج وعن حكم من ترك الحلق في الحج وعن الحلق والتقصير للمرأة في الحج.

حكم الحلق والتقصير في الحج

ذهب جمهور أهل العلم وهو رأي الحنيفة والمالكية والحنابلة إلى أنّ الحلق أو التقصير في الحج واجب على المسلمين، والأدلة على هذا الحكم واضحة من القرآن الكريم ومن السنة النبوية الشريفة، وفيما يأتي نذكر هذه الأدلة: ^[1]

• الدليل الأول: قال تعالى في سورة الفتح: {لَّقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ ۖ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ ۖ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا}. ^[2]
• الدليل الثاني: عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَجَ  مُعْتَمِرًا، فَحالَ كُفّارُ  قُرَيْشٍ بيْنَهُ وبيْنَ البَيْتِ، فَنَحَرَ هَدْيَهُ وحَلَقَ رَأْسَهُ بالحُدَيْبِيَةِ، وقاضاهُمْ علَى أنْ يَعْتَمِرَ العامَ المُقْبِلَ، ولا يَحْمِلَ سِلاحًا عليهم إلَّا سُيُوفًا، ولا يُقِيمَ بها إلَّا ما أحَبُّوا، فاعْتَمَرَ مِنَ العامِ المُقْبِلِ، فَدَخَلَها كما كانَ صالَحَهُمْ، فَلَمَّا أنْ أقامَ بها ثَلاثًا، أمَرُوهُ أنْ يَخْرُجَ فَخَرَجَ”. ^[3]

حكم من نسي التقصير أو الحلق في الحج

ذكر أهل العلم أنّ التقصير أو الحلق في الحج أو في العمرة ليس مشروطًا أن يكون بمكة المكرمة، فإذا نسي الحاج أن يقصر أو يحلق وتذكر بعدما عاد إلى بلاده فله أن يحلق ويقصر بنية النسك وهذا يجزئ بإذن الله تعالى، وفيما يأتي قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في هذا الحكم: ^[4]

التقصير والحلق ليس بشرطٍ أن يكون في مكة، فإذا نسي ورجع إلى جدة أو الطائف أو الرياض أو الشام أو أي مكانٍ؛ إذا تذكَّر حلق وقصَّر، سواء عمرة أو حجّ، حلق أو قصَّر، والحمد لله،والإنسان له أن يحلق لنفسه، وله أن يُقصِّر لنفسه ويُقصّر لزوجته، لا بأس بذلك، ولكل أحدٍ أن يُقصّر لنفسه: المرأة تُقصّر لنفسها، والرجل يُقصّر لنفسه أو يحلق لنفسه، لا بأس.

حكم من ترك الحلق في الحج

إذا ترك الحاج الحلق أو التقصير وهو يعلم بوجوب الحلق فعليه الدم، وذلك لأنّ رسول الله -صلّآ الله عليه وسلّم- قال في الحديث الذي رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه: “خُذُوا عَنِّي، خُذُوا عَنِّي، قدْ جَعَلَ اللَّهُ لهنَّ سَبِيلًا، البِكْرُ بالبِكْرِ جَلْدُ مِئَةٍ ونَفْيُ سَنَةٍ، والثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ جَلْدُ مِئَةٍ، والرَّجْمُ” ^[5] وقد أمر رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أصحابه بالحلق والتقصير، ولذا فعلى المؤمن أن يتبع ما فعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحج، والله تعالى أعلم. ^[6]

الحلق والتقصير للمرأة في الحج

إنّ الثابت عن أهل العلم هو أنّه يجب على المرأة التقصير في الحج وليس الحلق، وهذا ما أجمع عليه علماء المذاهب الأربعة وبه قال ابن المنذر وابن عبد البر وابن قدامة والإمام النووي، والدليل هو حديث رواه عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “ليسَ على النِّساءِ حَلقٌ إنَّما على النِّساءِ التَّقصيرُ” ^[7]والسبب في هذا التشريع هو حاجة النساء إلى التجمل والتزين، لذا شرع الله تعالى لهم التقصير لا الحلق في الحج والعمرة، والله تعالى أعلم. ^[1]

مقالات قد تهمك

إلى هنا وبهذه الأحكام الشرعية نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على حكم الحلق والتقصير في الحج ثم تحدثنا عن ما هو حكم من نسي التقصير أو الحلق في الحج وألقينا فيه الضوء على حكم ترك الحلق في الحج وحكم الحلق والتقصير للمرأة في الحج.