هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة ومن أين يحرم المسلمون

هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة ومن أين يحرم المسلمون
هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة

هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة ومن أين يحرم المسلمون، ومن أين يحرم المسلمون الذين يريدون الدخول في مناسك الحج والعمرة، وما هو الإحرام وما حكمه، فالحج والعمرة من أعظم العبادات وأجلها، والحج ركنٌ من أركان الإسلام الخمسة التي لا يقوم إسلام المرء إلا بها، وللحج والعمرة شروط وأحكام وأركان وواجبات وسنن، وعلى المسلم أن يأتي بها ليكون حجه أو عمرته على درجةٍ من الصحة تُقبل منه ولا يتحتم عليه أن يعيدها أو يدفع كفارة أو أن يكون عليه فدية ودم، وعبر هذا المقال سيتم بيان حكم الإحرام من مكان الإقامة في مكة المكرمة.

مفهوم الإحرام

يعرف الإحرام لغةً من الدخول في الحرمة فلو قيل أحرم الرجل إذا دخل في حرمة عهدٍ أو ميثاق، فيصبح بعض ما كان عليه حلالًا حرامًا عليه، وفي الشرع يعرف الإحرام أنه نية الدخول في النسك، وهذا ما عرّفه به جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة، والإحرام فرضٌ من فرائض الحج والعمرة، فالعبادات في الشريعة الإسلامية لا تقبل إلا بعقد النية، ولأن الإحرام هو نية الدخول في النسك فلا يقبل النسك إلا بالإحرام، وقد شرّع الإحرام للمسلمين تحقيقًا لعبودية المسلمين لله سبحانه، وإظهارًا للمساواة بين كافة المسلمين والتذكير باليوم الآخر ويوم الحساب والحشر لأن اجتماع الناس يكون يومئذٍ كاجتماعهم للحج والعمرة محرمين، ومن سنن الإحرام الاغتسال وإحرام الرجل في إزارٍ ورداء والتطيب والإحرام عقب صلاةٍ مفروضة والتلبية مع الإحرام.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز وضع كريم الشعر بعد الاحرام وحكم استعمال المرطبات

هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة

يجوز للمسلم الذي يأتي إلى مكة المكرمة وليس في نيته الحج والعمرة ثم نواها وهو فيها أن يحرم من الفندق ولا حرج عليه في ذلك، أما إن كان قادمًا إلى مكة المكرمة وفي نيته الحج أو العمرة فلا يجوز له أن يتجاوز الميقات المحدد للجهة القادم منها دون أن يحرم منه، وقد حدد النبي -صلى الله عليه وسلم- المواقيت لأهل الأمصار، لا يجوز لهم أن يتجاوزوها دون أن يحرموا من عندها، وقد ذكر أهل العلم أن المسلم القادم إلى مكة مع نية الحج أو العمرة فإنه يلزمه الإحرام من الميقات الذي سيمر به سواءً كان برًا أو جوًا وذلك لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي وزّع فيه وقسم للناس مواقيتهم فيه والله ورسوله أعلم.[2]

هل يجوز لأهل مكة الإحرام من منازلهم دون الذهاب إلى الميقات

اختلف أهل العلم في مسألة إحرام أهل مكة من بيوتهم، والراجح أنه لا يجوز لهم الإحرام من بيوتهم إنما يجب أن يخرجوا إلى أدنى الحل، فلا يجوز الإحرام للعمرة من مكة، أما في الحج فلا حرج عليهم أن يحرموا من منازلهم، فمن أراد أن يعتمر من مكة فعليه أن يخرج لأدنى الحل، وذكر ابن قدامة في المغني: “وأهل مكة إذا أرادوا العمرة فَمِن الْحِلّ ، وإذا أرادوا الحج فمن مكة . أهل مكة ومن كان بها ، سواء كان مقيما بها أو غير مقيم ؛ لأن كل من أتى على ميقات كان ميقاتا له ، وكذلك كل من كان بمكة فهي ميقاته للحج ، وإن أراد العمرة فمن الْحِلّ لا نعلم في هذا خلافا ، ولذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم عبد الرحمن بن أبي بكر أن يعمر عائشة من التنعيم” والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز لبس الاحرام المخيط للمرأة والرجل في النسك

من كان بمكة وأراد أن يعتمر مرة أخرى ماذا يفعل

إن المسلم الذي يريد أن يكرر العمرة في السفرة الواحدة عن نفسه أو عن غيره فإنه يقوم بأمرٍ ليس من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يقم به صحابته الكرام -رضوان الله عنهم- فالأصل في سفرة عمرة، ولكن ذكر بعض أهل العلم أنه يباح لمن أراد أن يعتمر في سفرته مرةً أخرى أن يعتمر بالتحديد إن كان من أهل الآفاق ويشق عليه السفر والعودة من جديد، فحينئذٍ يلزمه أن يخرج إلى أدنى حلٍ له فيحرم منه بالعمرة الثانية، وذلك لما ورد عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: “يا رَسولَ اللَّهِ، اعْتَمَرْتُمْ ولَمْ أعْتَمِرْ، فَقالَ: يا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، اذْهَبْ بأُخْتِكَ، فأعْمِرْهَا مِنَ التَّنْعِيمِ، فأحْقَبَهَا علَى/ نَاقَةٍ فَاعْتَمَرَتْ”.[3] فالخروج في هذه الحالة إلى الحل ليكون الجمع في النسك بين الحل والحرم، كما يفعل الحاج في وقوف عرفات فهي من الحل ثم يدخل مكة للطواف وغيره من الأعمال، ولا يلزم من يخرج للحل ليحرم من جديد لعمرةٍ ثانية أن يقوم بتغيير ملابس الإحرام التي اعتمر بها لأول مرة، بل يحرم بها إن كانت قد حققت شروط لباس الإحرام والله ورسوله أعلم.[4]

مواقيت الإحرام المكانية

ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-  في الصحيح أنّه قال: “إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَّتَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِهِنَّ مِمَّنْ أرَادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، ومَن كانَ دُونَ ذلكَ، فَمِنْ حَيْثُ أنْشَأَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِن مَكَّةَ”.[5]وفي هذا الحديث يبيّن المواقيت التي يحرم من عندها المسلمون للحج والعمرة، وهي كما يأتي:[6]

  • ميقات ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة أو من جاء من جهتهم ويعرف اليوم بأبيار علي، ويصل إليها اليوم عمران المدينة المنورة، ويبعد عن مكة المكرمة حوالي 428 كيلو مترًا.
  • ميقات الجحفة: وهو ميقات أهل الشام ومن جاء من جهتهم، واليوم يحرم الناس من رابغ من جهة الشام، وتبعد عن مكة المكرمة مائة وستة وثمانين كيلو مترًا، ويحرم منها أهل الشام ومصر والسودان وأهل المغرب وأفريقيا وشمال الجزيرة.
  • ميقات قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد والمسمى اليوم السيل، ويبعد عن مكة المكرمة ثمانية وسبعين كيلو مترًا، ويحرم منه كل من أهل نجد وأهل الشرق كله والعراق وإيران وغيرهم.
  • ميقات يلملم: وهو ميقات أهل اليمن ومن جاء من جهتهم، ويسمى اليوم لملم والسعدية، ويحرم منه أهل اليمن الساحلي وسواحل السعودية وإندونيسيا وماليزيا والصين وغيرهم وحجيج جنوب آسيا.
  • ميقات ذات عرق: وهو ميقات أهل العراق، ويبعد عن مكة المكرمة مائة كيلو مترًا، ويحرم الناس اليوم من قرن المنازل لمرور الطرق فيها والله أعلم.

شاهد أيضًا: دعاء الطواف والسعي في العمرة والحج بالأشواط مكتوب

شروط أداء مناسك الحج والعمرة

أكد أهل العلم أنّ لأداء مناسك الحج والعمرة ووجوبها على المسلم عدّة شروط وأمور لا بدّ أن تتوافر فيه، وقد لخّصوها في خمسة أمور، والتي تتمثل بالآتي:

  • الإسلام: فالعبادات كلّها لا تقبل ولا تجب إلا على المسلم، والعبادات لا تجب في حق الكافر ولا تقبل منه، ولكي يؤدي الكافر العبادات يؤمر أولًا بالدخول في الإسلام، فإن أسلم يعلّم أصول الدين ويؤمر بالصلاة والزكاة الصيام والحج وسائر العبادات المفروضة.
  • البلوغ والعقل: فالطفل والمجنون لا يكلفان بعبادة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الصحيح: “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ، وعنِ المجنونِ حتَّى يعقلَ”.[7] فالطفل لا يجب عليه الحج ولا العمرة حتى يبلغ الحلم، والمجنون حتى يرجع عقله.
  • الحرية: فالعبد والمملوك لا يجب في حقه الحج ولا العمرة لأنّ حق سيده يشغله، ولا يجب عليه حتى يكون حرًا.
  • الاستطاعة: وهو ما يعرف بالقدرة، فمن شروط الحج والعمرة أن يكون المسلم قادرًا عليها مستطيعًا بدنيًا وماليًا ويستطيع تحمل صعوبات السفر إلى بيت الله الحرام، وأن يكون قادرًا على تحمل النفقات المالية التي توصله إلى المسجد الحرام ذهابًا وإيابًا، وأن تكون النفقة المقدرة بالاستطاعة زائدة عن حاجته ونفقته ونفقة عياله وتكفيه في رحلة الحج والعمرة والله رسوله أعلم.
  • المحرم: وهو شرط خاص بالنساء، فلا يجب على النساء الحج أو العمرة إن لم يتوافر لديها محرمًا في أصح أقوال أهل العلم، ولا يحل لها السفر مع غير ذي محرم والله ورسوله أعلم.

في ختام هذا المقال، تم معرفة هل يجوز الإحرام من الفندق بمكة ومن أين يحرم المسلمون، وبيان حكم إحرام أهل مكة للحج والعمرة من منازلهم، كما سلّط الضوء على مواقيت الإحرام التي حددها النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الأمصار بعد أن عرّف الإحرام وبيّن شروط الحج والعمرة على المسلمين.

المراجع

  1. ^ dorar.net، الفصْلُ الأوَّلُ: تعريفُ الإحرامِ، وحُكْمُه، والحِكْمَةُ منه، 24/04/2023
  2. ^ islamweb.net، إحرام من قدم جدة زائرا وينوي العمرة، 24/04/2023
  3. ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 1518، صحيح
  4. ^ islamqa.info، من كان بمكة وأراد أن يعتمر مرة أخرى ماذا يفعل ؟، 24/04/2023
  5. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 1524، صحيح
  6. ^ alukah.net، المواقيت المكانية، 24/04/2023
  7. ^ صحيح أبي داود، علي بن أبي طالب، الألباني، 4403، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *