عناصر المقال
شرح قصيدة لم يك وقافا لدريد بن الصمة والمفردات الصعبة فيها من الأمور التي يبحث عنها كثير من عشاق الشعر العربي وبشكل خاص الشعر الجاهلي، وسوف نقدم للزوار في هذا المقال معلومات عن الشاعر الجاهلي دريد بن الصمة، وسوف نتعرف على معاني وشرح أبيات قصيدته في رثَاء أخيه عبد الله بن الصمة، وسوف نتعرف على معاني الألفاظ والكلمات الصعبة فيها، وعلى أبرز الصور الفنية والبلاغية في القَصيدة وغير ذلك من المعلومات الأخرى.
من هو كاتب قصيدة لم يك وقافا
إن كاتب قصيدة لم يك وقافا هو الشاعر الجاهلي دريد بن الصمة، والذي يعدُّ أحد أشهر الشعراء في العصر الجاهلي، وهو فارس وشاعر من قبيلة بني جشم من هوازن، واسمه الكامل هو دريد بن الصمة وقيل معاوية بن الحارث بن معاوية بن بكر بن علقمة وقيل علقة بن جداعة بن غزية بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن، كان واحدًا من صناديد العرب وأحد المعمرين في العصر الجاهلي، كما كان سيد وفارس قبيلته بني جشم بن معاوية وقائدههم، وقيل إنَّه غزا نحو من مئة غزوة لم يهزم في غزوة منها، أدرك دريد بن الصمة الإسلام لكنه لم يسلم ومات مقتولًا على الكفر في يوم موقعة حنين، وقد كان أحد الزعماء في سوق عكاظ وكانت تأتي الوفود إليه في كل عام من جميع المناطق للتجارة والتفاخر والأدب، توفي في عام 630م تقريبًا.[1]
شرح قصيدة لم يك وقافا
تعدُّ قصيدةُ دريد بن الصمَّة في رثاء أخيه عبد الله من أشهر قصائده وهي من أشهر قصائد الرثاء في الشعر العربي، حيث يقول في مطلعها: أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ، وقد كتبها الشاعر على البحر الطويل وقافية الدال المكسورة، وهي من القصائد الطويلة إذ بلغ عدد أبياتها 44 بيتًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح القصيدة:
- أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ
بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ
وَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَها
وَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِ
يبدأ دريد بن الصمة القصيدة على عادة شعراء العصر الجاهلي بتوجيه الحديث إلى محبوبته، ولكنه هنا يخاطب زوجته أم معبد التي اضطر أن يطلقها بعد لامته كثيرًا على كثرة بكائه على موت أخيه فيقول: هل بليت العلاقة بيينا يا أم معبد وصارت حبال المودة قديمة وبالية بعد كل تلك السنوات معًا، وكيف أخلفت مواعيدنا التي لم نكن نخلفها سابقًا، وقد فارقَتني وأنا لا أرجو عودتها ولا أشكرها رغم حزني الكبير على فراقها، لأنها لم ترِد أن تعود إليَّ أبدًا، ثمَّ يتابع الشاعر حديثه في بقية الأبيات عن فراق زوجته حتى ينتقل بعد ذلك إلى موضوع القصيدة الرئيسي وهو رثاء أخيه عبد الله.
- وَقُلتُ لِعارِضٍ وَأَصحابِ عارِضٍ
وَرَهطِ بَني السَوداءِ وَالقَومُ شُهَّدي
عَلانِيَةً ظُنّوا بِأَلفَي مُدَجَّجٍ
سَراتُهُمُ في الفارِسيِّ المُسَرَّدِ
وَقُلتُ لَهُم إِنَّ الأَحاليفَ أَصبَحَت
مُطَنِّبَةً بَينَ السِتارِ فَثَهمَدِ
يتحدث الشاعر هنا عن المعركة التي قتِل فيها أخوه عبدُ الله، حيث يقول: لقد أخبرت قومنا الذين كانوا معنا في عارض وكل من كان معنا يشهد على ما قلته لهم، فقد أخبرتهم أنَّ القبائل ستجتمع وتهجم عليكم لأنها أصبحت قريبة، والأفضل أن لا ننزل في ها المكان وأن نغادر إلى مكان بعيد، ولكنَّ أخي عبد الله لم يسمع نصيحتي وأصر على النزول في عارض حتى أتت قبائل غطفان من عبس وفزارة وأشجع واقتصَّت من القوم لأنهم كانوا قد قاموا بغزو بعض القبائل من غطفان وغنموا منها كثير من الأموال.
- فَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى
غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي
وَهَل أَنا إِلّا مِن غَزِيَّةَ إِن غَوَت
غَوَيتُ وَإِن تَرشُد غَزيَّةُ أَرشَدِ
ولكنني كنت واحدًا منهم في النهاية، ولما هجمَت القبائل علينا اضطررت أن أقاتل إلى جانب أخي وقومي، فأنا أحد أفراد قبيلة غزية، إذا قاتلت وغزت غزوت معها، وإذا ما رشدت وابتعدت عن الحروب مشيت معها كما مشت.
- دَعاني أَخي وَالخَيلُ بَيني وَبَينَهُ
فَلَمّا دَعاني لَم يَجِدني بِقُعدَدِ
فَجِئتُ إِلَيهِ وَالرِماحُ تَنوشُهُ
كَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ
وفي أثناء تلك المعركة سمعت أخي عبد الله يناديني، وفورًا توجهت إليه من أجل مساندته فأنا لم أكن جبانًا ولا ضعيفًا في يوم من الأيام، وقد علم أخي أنني لم أكن كذلك، وعندما اقتربت منه وجدته وقد أكثر القوم به ضربًا وقتلًا وكانت الرماح تنهش جسده مثل الأشواك التي تنغرس في الثوب.
- وَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَت
إِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقبِ مُقَدَّدِ
فَما رِمتُ حَتّى خَرَّقَتني رِماحُهُم
وَغودِرتُ أَكبو في القَنا المُتَقَصِّدِ
وعندما أتيت إليه كنت مثل الناقة التي أعدَّ لها من جلد وليدها تمثالًا منفوخًا وقد أصابها ذعر شديد على ولدها فأقبلت ووجدته مثقوبًا ممدًا على الأرض لا أمل فيه ولا رجاء، ولم أزل في ذلك المكان حتى اخترقتني رماح القوم، وتركوني جريحًا في ساحة المعركة من غير حول ولا قوة.
- نادوا فَقالوا أَردَتِ الخَيلُ فارِساً
فَقُلتُ أَعَبدُ اللَهِ ذَلِكُمُ الرَدي
فَإِن يَكُ عَبدُ اللَهِ خَلّى مَكانَهُ
فَلم يكُ وَقّافاً وَلا طائِشَ اليَدِ
وبعد أن مات أخي صار القوم يصرخون وعلا صياحهم ويقولون لقد قتل في المعركة بطل مغوار، فقلت لهم إذا كان عبد الله مات فإنَّ ذلك هو لفاجعة التي لا توجد فاجعة أكبر منها، فإذا مات وترك مكانه فارغًا لن يملأه أحد من بعده، يكفي أنه لم يكن في يوم من الأيام طائش اليد بل كانت ضرباته لا تخيب، ولم يكن جبانًا في يوم من الأيام بل كان دائمًا مقدامًا شجاعًا لا يهاب الموت.
- تَراهُ خَميصَ البَطنِ وَالزادُ حاضِرٌ
عَتيدٌ وَيَغدو في القَميصِ المُقَدَّدِ
وَإِن مَسَّهُ الإِقواءُ وَالجَهدُ زادَهُ
سَماحاً وَإِتلافاً لِما كانَ في اليَدِ
كان دائمًا يُرى جائعًا بطنه منقبضة إلى داخل جسده رغم أن الزاد والطعام موجود وكثير لكن ذلك لشدة بأسه وقوته، ورغم أنَّه صنديد وشديد ولكنه كان يروح ويأتي بثوب ضيق على جسده، وإذا ما أصابته فاقة أو ضعف ولم يجد ما ينفقه فإنَّه يكثر من إنفاقه ولا يتوانى عن العطاء حتى يتلف كل ما يملكه لكثرة كرمه وسخائه.
- قَليلٌ تَشَكّيهِ المُصيباتِ حافِظٌ
مِنَ اليَومِ أَعقابَ الأَحاديثِ في غَدِ
فَلا يُبعِدَنكَ اللَهُ حَيّاً وَمَيِّتاً
وَمَن يَعلُهُ رُكنٌ مِنَ الأَرضِ يَبعُدِ
لقد كان أخي عبد الله لا يشكو ولا يتذمر إذا حلت عليه مصيبة أو نائبة من نوائب الدهر، وكان يعرف ما سوف يحدث في الغد ويحفظ نهايات تلك الأحاديث بسبب فطنته وفراسته وبراعته وحنكته، فأسال الله تعالى أن لا يبعدك عني حيًّا أو ميتًا، ولكن للأسف كل من يموت ويدفن تحت التراب وتعلوه الأرض سوف يبعد عن الناس ويبعدون عنه دون شك.
الصور الفنية في قصيدة لم يك وقافا
تضمَّنت القصيدة السابقة العديد من الصور البلاغية التي تضفي على الأبيات فيها لمسات جمالية وتحاول إيصال المعاني إلى القراء بطريقة مختلفة، وتُستخدم الصور البيانية بشكل كبير في الشعر ولها أنواع عديدة مثل الاستعارات والتشبيهات والكنايات وغير ذلك، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية في القصيدة:
- تشبيه تام: ورد تشبيه تام كما في قوله: وَكُنتُ كَذاتِ البَوِّ ريعَت فَأَقبَلَت إِلى جَلَدٍ مِن مَسكِ سَقبِ مُقَدَّدِ، فقد شبه نفسه بالناقة ذات البو، فأنا هو المشبه وذات البو المشبه به، والكاف أداة التشبيه، ووجه الشبه إقبالها على وليدها وهي خائفة ومذعورة عليه.
- تشبيه مجمل: ورد في قول الشاعر: وَالرِماحُ تَنوشُهُ كَوَقعِ الصَياصي في النَسيجِ المُمَدَّدِ، فقد شبَّه الرماح بالصياصي في النسيج، فالمشبه هو الرماح والمشبه به هو الصياصي في النسيج وأداة التشبيه هي الكاف، ولم يذكر وجه الشبه.
- أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق في القصيدة في قول الشاعر: فَلَمّا عَسوني كُنتُ مِنهُم وَقَد أَرى غِوايَتَهُم وَأَنَّني غَيرُ مُهتَدي، فكلمة غوايتهم عكس كلمة أهتدي في المعنى.
معاني المفردات الصعبة في قصيدة لم يك وقافا
كثير من المفردات التي يستخدمها الشعراء في الشعر غير مستخدمة في الحياة العادية، ولذلك يجد الكثيرون صعوبة في فهم بعض الكلمات في القصائد خصوصًا في قصائد الشعر الجاهلي، بسبب لتطور اللغة العربية عبر القرون والفارق الكبير بين اللهجات العامية في الدول العربية واللغة العربية الفصحى المستخدمة في الأدب العربي، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم المفردات الصعبة في القصيدة:
المفردة | شرح المفردة |
أرثَّ | بمعنى هل اهترأَ وبلي وصار قديمًا |
نوالها | عطاءها |
بانت | فارقت وغادرت |
عارض | اسم مكان في شبه الجزيرة العربية قديمًا |
رهط | الجماعة من الناس |
سراتهم | زعماؤهم وأسيادهم |
مطنبة | مجتمعة |
خميص | ضامر البطن |
الإقواء | الفاقة والعيب |
ركن | جزء من المكان |
غضاب | سريعو الغضب |
المقدد | الجاف أو الضيق |
تشكيه | من التشكي وهو التذمر |
شرح قصيدة لم يك وقافا pdf
كثيرون من الأشخاص يفضلون الحصول على شرح أبيات قَصيدة درِيد بنِ الصمَّة على شكل ملف بصيغة pdf من أجل استخدامه في أغراض كثيرة، فقد يرغب البعض بالحصول على الملف للاحتفاظ به على الموبايل أو على الحاسوب أو أي جهاز آخر لاستخدامه في وقت لاحق، أو من أجل طباعة الملف والحصول عليه ورقيًا والاستفادة منه في إعداد بحث أو تحليل عن قَصيدة أرث جديد الحبل من أم معبد، ويمكن الحصول على شرح أبيات القَصيدة على شكل ملف بصيغة pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة لم يك وقافا لدريد بن الصمة والمفردات الصعبة فيها وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن الشاعر دريد بن الصمة، كما تعرفنا على شَرح أبيات قصيدته في رثاء أخيه، وعلى أهمِّ الصور الفنية فيها إضافة إلى شرح الكلمات والمفردات الصعبة، كما تمَّ إدراج شَرح القَصيدةِ بصيغة pdf وغير ذلك من المعلومات.
المراجع
- ^ wikiwand.com، دريد بن الصمة، 08/09/2023
التعليقات