شرح قصيدة ملحمة ميسلون والصور الفنية فيها

شرح قصيدة ملحمة ميسلون والصور الفنية فيها
شرح قصيدة ملحمة ميسلون

شرح قصيدة ملحمة ميسلون والصور الفنية فيها، وهو موضوع هذا المقال، تُعتبر من القصائد الشعرية الوطنية المميزة، وهي من الشروح التي يبحث عنها كثير من عشاق الشعر العربي، وقد نظمها الشاعر للحديث عن المستعمر الذي دخل إلى دمشق ودمر أرضها، ثمّ ليبين بطولات أبناء الوطن في الدفاع عن الأرض والعرض، وتعتبر قصيدة قصيرة فقد بلغ عدد أبيات القصيدة كاملة 11 بيتًا، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على القصيدة، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر خير الدين الزركلي، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

لمحة عن كاتب قصيدة ملحمة ميسلون

أنَّ كاتب قصيدة ملحمة ميسلون هو الشاعر العربي خير الدين الزركلي، والذي يشتهر باسم المؤرخ المناضل، ولد في بيروت في اليوم 25 يونيو / حزيران من عام 1893م، وتولى منصب سفير السعودية إلى مصر، كان له دور كبير في ترجمة العَلَوم من القديم أو الحديث، وقد تميز في الجمع بين الدقة في تحرير الترجمة، والعناية بإظهار ملامح الشخص الذي ترجم له، مع الحفاظ على الأمانة والموضوعية، وقد كان شاعرًا مجيدًا، حيث كان ينظم القصائد الحماسية التي تتغنى بأمجاد الوطن، كما أصدر الزركلي جريدة أسبوعية بعنوان “الأصمعي” نشر فيها عصارة فكره المتقد، ونافح عن أمجاد العرب والعروبة، ثمّ أصدر جريدة يومية باسم “المفيد”، وقد توفي في القاهرة عام 1976م قبل رؤية الطبعة الأخيرة الأنيقة من كتابه الأعلام الذي قضى حياته في تأليفه، حتى أصبح يتكون من 8 مجلدات كبيرة.[1]

شرح قصيدة ملحمة ميسلون

إنَّ هذه القَصيدَة تعدُّ واحدة من أشهر قصائد الشاعر خير الدين الزركلي، وقد نظمها للحديث عن بطولات أبناء الوطن والاعتزاز بها، كما ذكر فيها المصائب التي حلت على مدينة دمشق، حيث يقول الشاعر في مطلعها: الله للحدثان كيف تكيد بردى يغيض وقاسيون يميد، كما بين كيف تمّ ابعاده عن وطنه مرغمًا، بالإضافة إلى الحديث عن الطريقة التي هدر فيها المستعمر دماء الشاعر دون رحمة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القََصيدة بالتفصيل:

  • الله للحدثان كيف تكيد بردى يغيض وقاسيون يميد
    تفد الخطوب على الشعوب مغيرة لا الزجر ينفعها ولا التنديد

يبدأ الشاعر الأبيات بطلب العون من الله -سبحانه وتعالى- على مصائب الدهر التي حلت على دمشق، حيث إنّ هذه المصائب تسببت في جفاف المياه واهتزاز واضطراب جبل قاسيون، فقد كانت تتوالى هذه المصائب على الوطن، وعلى الرغم من ذلك لا يستسلم أبناؤه، ولكن لم يستطع أن يوقفها الاستنكار وصرخات التوبيخ.

  • غلت المراجل فاستشاطت أمة عربية غضبًا وثار رقود
    زحفت تذود عن الديار ومالها من قوة، فعجبت كيف تذود
    وقد شهدت جموعها وثابة لو كان يدفع بالصدور حديد

يبين الشاعر في هذه الأبيات غضب المواطنين الدمشقيين من الاحتلال، فيقول امتلأت صدور الرجال بالحقد والغضب على المستعمر، فقد انتفض الجميع للدفاع عن وطنهم، وهبوا من كل مكان ثائرين عليه، حيث بدأت مجموعات الشباب السوريين بالدفاع عن أرضها وعرضها وهي متسلحة بالإرادة الصلبة والعزيمة والإيمان، فيا عجبًا من إرادتهم وشجاعتهم، يتابع الشاعر الحديث عن حشود الأبطال التي تدافع عن وطنها بصدور عارية بكل قوة وشجاعة، فيا ليتها تستطيع أن تصد أسلحة العدو المتطورة.

  • جهروا بتحرير الشعوب وأثقلت متن الشعوب سلاسل وقيود
    خدعوك يا أم الحضارة فارتمت تجني عليك فيالق وجنود

يظهر الشاعر النية الحقيقية للاستعمار، فقد ادعوا بنشر الحرية والعلم في بلادنا، إلا أنهم في الحقيقية قدموا لتكبيل الشعوب واستبعادهم، فقد غدروا المستعمرين في دمشق ودخلت جحافل الغزاة وراحت تستبيح أرضها وتستعبد أبناءها، ونشروا الدمار والدماء في ربوعها الطاهرة.

  • أنا في هواك كما يشاء هواك لي كلف بحبك يا دمشق ودود
    لم أنأ عنك قلى ولا لنقيصةٍ ما أنت إلا ربعي المحمود
    أقصيت عنك ولو ملكت أعنتي لم تنبسط بينك وبيني بيد
    نذورا دمي حنقًا علي، وفاتهم أنّا لشقي بما لقيت سعيد

يعبر الشاعر في هذه الأبيات عن حبه لمدينة دمشق، وتعلقه بها، حيث يقول أنا عشقي وحبي لك يا دمشق لا ينتهي، وأنا شديد التعلق بك، وأحبك بكل طاقتي، ويخبرها أنه لم يبتعد عنها بغض أو كره ولا لعيب فيها، فهي دياره التي يحبها ويعشقها، ليتابع القول إنه ابتعد عنها رغمًا عنه، ولو ملك زمام أمره لما سمح لتلك المسافات أن تفصل بينهما، حيث يتحدث الشاعر عمّ أصابه  في دمشق، فيقول إنهم هدروا دمي وروحي بسبب غيظهم وحقدهم علي، ولم يعرفوا أني سعيد بما ألاقيه من أجل وطني الحبيب “دمشق”.

معاني المفردات في قصيدة ملحمة ميسلون

يجد بعض من القراء صعوبة في فهم تلك الكلمات الواردة في قصيدة ملحمة ميسلون، وذلك لأنّ الكلمات العربية المستخدمة في القصيدة لا يتم استخدامها بين الناس في الأيام العادية، كما قد يكون ذلك بسبب الفارق الكبير بين اللهجات العامية المختلفة في العالم العربي واللغة العربية الفصحى، أو بين اللغة المستخدمة في الشعر سواء كانت عامية أو فصيحة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات في هذه القصيدة:

المفردة معنى المفردة
الحدثان مصائب الدهر.
تكيد تمكر.
يغيض يغيب في الأرض.
يميد يضظرب.
تفد تأتي.
الخطوب المصائب.
مغيرة تهجم.
الزجر المنع.
التنديد الانتقاد.
المراجل القدور الضخمة.
تذود تدافع.
وثابة تقفز.
المتن الظهر.
أم الحضارة دمشق.
جهروا أعلنوا.
استشاطت اشتد غضبها.
 فيالق فرق كبيرة من الجيش.
بيد الصحارى.
حنقًا اشتد غيظه.
رقود النوم.
كلف عاشق مولّع.
أنأ ابتعد
القلى البُغض.
الربع الدار.
أقصيت أبعدت.
أعنتي زمام أمري.
نذروا دمي هدروا دمي.
الشقي التعيس.

الأفكار العامة في قصيدة ملحمة ميسلون

أظهر الشاعر خير الدين الزركلي في قصيدته المشهورة التي تحدث فيها عن مواجهة أبناء دمشق المحتل مجموعة من الأفكار الرئيسية المهمة، فقد اهتم الشاعر ألا تقتصر قصيدته على فكرة واحدة، من أجل فهم كافة الأبيات والمغزى منها بكل سلاسة، ولذلك حرص على أن تسيطر هذه الأفكار على أجواء القصيدة  لتصل إلى جميع القراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في القصيدة:

  • الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر عن المصائب الكثيرة التي أصابت دمشق الحبيبة.
  • الفكرة الثانية: يعبر الشاعر عن حبه لمدينة دمشق وتعلقه فيها.
  • الفكرة الثالثة: يوضح الشاعر الكذب والنفاق والخداع الذي تمّت مواجهته مع المستعمر.
  • الفكرة الرابعة: يبين الشاعر انتفاضة أبناء مدينة دمشق في وجه المستعمر.
  • الفكرة الخامسة: توضيح الشاعر لبطولات أبناء دمشق، والتأكيد على الانتماء للوطن.

الصور الفنية في قصيدة ملحمة ميسلون

تحتوي قصيدة ملحمة ميسلون على بعض الصور الفنية والبلاغية، والتي تزيدها جمالًا وتضفي على المعاني لمسات رائعة، فهذه الصور تساهم في إيصال المعاني المقصودة إلى القراء بطرق محببة، كما تجمع بين الإبداع والرقي في مجموعة من الأبيات، وتتنوع أشكال الصور البلاغية بين التشبيهات والطباق والكنايات والاستعارات وغيرها من الأساليب التي يكثر استخدامها في الشعر عمومًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية في تلك القصيدة:

  • استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: تفد الخطوب على الشعوب مغيرة لا الزجر ينفعها ولا التنديد، فقد شبَّه الشاعر الزجر بالإنسان الذي يدفع، فقد ذكر المشبه وهو الزجر، وحذف المشبه به وهو الشخص وأبقى شيئًا من لوازمه، كما شبه الشاعر المصائب بالإنسان الذي يأتي، فقد حذف المشبه به، وأبقى على شيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
  • استعارة تصريحية: فقد وردت في عدة مواضع في القصيدة، وجاءت في قول الشاعر: خدعوك يا أم الحضارة فارتمت تجني عليك فيالق وجنود، فقد شبه الشاعر دمشق بالأم، حيث إنه حذف المشبه وهو دمشق، وصرّح بالمشبه به أم الحضارة، كما جاءت في قوله: غلت المراجل فاستشاطت أمة عربية غضبًا وثار رقود، فقد شبه الشاعر صدور الشعب بالقدور التي تغلي، وحذف المشبه وهو الصدور، وصرّح بالمشبه به وهو المراجل.
  • أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق في القصيدة أكثر من مرة كما في قول الشاعر: لم أنأ عنك قلى ولا لنقيصةٍ ما أنت إلا ربعي المحمود، فقد ذكر كلمة قِلى وكلمة المحمود وهما كلمتان متعاكستان، كما جاء في قوله: نذورا دمي حنقًا علي، وفاتهم أنّا لشقي بما لقيت سعيد، فقد ذكر كلمة الشقي وكلمة السعيد وهما كلمتان متعاكستان.
  • أسلوب الجناس: ورد أسلوب الجناس بأنواعه في القصيدة أكثر من مرة كما في قول الشاعر: أقصيت عنك ولو ملكت أعنتي لم تنبسط بينك وبيني بيد، فقد ورد في كلمة بيني وكلمة بينك، ويعتبر جناس ناقص، حيث جاء الاختلاف في عدد الأحرف بين اللفظين.

السمات الفنية في قصيدة ملحمة ميسلون

اشتملت قصيدة ملحمة ميسلون للشاعر العربي خير الدين الزركلي على عدد من الخصائص الفنية، مما أعطتها قيمة فنية وجمالية تختلف عن القصائد الشعرية العربية الأخرى، وفيما يأتي سيتم بيان مجموعة من أهم الخصائص الفنية التي تميزت بها القصيدة:

  • دقة الوصف.
  • جمال وعمق المعاني.
  • سرد حقائق تاريخية ثابتة.
  • غلب على النص الطابع الوطني.
  • الفصاحة والبلاغة في العبارات.
  • صياغة واضحة للجمل والمفاهيم.
  • توظيف المفردات اللغوية العميقة بإتقان.
  • عدم  الإكثار من استخدام الصور الفنية.
  • تناول الشاعر موضوع القصيدة برؤية واقعية.
  • استخدام الشاعر أسلوب النداء، والأسلوب الخبري والإنشائي.
  • توظيف العديد من المحسنات البديعية مثل الجناس والطباق.

شرح قصيدة ملحمة ميسلون PDF

تعتبر قصيدة ملحمة ميسلون من أشهر القصائد التي كتبها الشاعر خير الدين الزركلي، فقد كانت هذه القصيدة تتحدث عن المعتدين الذي دخلوا مدينة دمشق طمعًا في السيطرة عليها، حيث تعرض بطولات أبناء الوطن الصادقة في الدفاع عنها، ومن أهمية هذه القصيدة يبحث العديد من الزوار عن شرحها بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة ملحمة ميسلون للشاعر خير الدين الزركلي بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ تعتبر من الصيغ المميزة والفريدة من نوعها، فهي تهتم بحفظ المواضيع والشروحات والملخصات، سواء كان على الجهاز المحمول مثل الموبايل والآيباد أو الحاسوب وغير ذلك، وبالتالي استعمالها في أوقات أخرى لاحقة، كما توفر للبعض إمكانية الحصول على الملفات من أجل طباعتها واستخدامها بشكل ورقي في أمور عديدة.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا لأبو تمام شرح قصيدة الشاعر والفقر وبعض الصور الفنية فيها
شرح قصيدة صنت نفسي عما يدنس نفسي للبحتري والمفردات الصعبة فيها شرح قصيدة ما في المقام لذي عقلٍ وذي أدب وأفكارها الرئيسة
شرح قصيدة لا تعذليه لابن زريق البغدادي وما اهم الافكار فيها شرح قصيدة بطاقة هوية لمحمود درويش والصور الفنية فيها
شرح قصيدة قصة الأمس لأحمد إبراهيم فتحي وأهم الصور الفنية فيها

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة ملحمة ميسلون والصور الفنية فيها، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر خير الدين الزركلي، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدةِ ملحمة ميسلون، وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية، بالإضافة إلى أهم السمات الفنية في القصيدة نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ marefa.org، خير الدين الزركلي، 11/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *