شروط الصلاة واركانها وواجباتها

شروط الصلاة واركانها وواجباتها
شروط الصلاة واركانها وواجباتها

شروط الصلاة واركانها وواجباتها من الأمور التي يحرص المسلمون في شتّى بقاع الأرض على معرفتها والإلمام بها، وذلك لأنّ الصلاة هي العماد الذي يقوم به الدّين الإسلاميّ الحنيف، وهي العهد الذي يميّز المسلمين عن غيرهم في الحياة الدنيا، فلا بدّ على المسلم أن يعلم ماهيّة الأركان التي تقوم بها الصلاة وواجباتها وشروط صحتها حتّى لا يقع في الغفلة ويأثم على عدم القيام بها على أكمل وجه.

تعريف الصلاة ومشروعيتها

قبل بيان شروط الصلاة واركانها وواجباتها لا بدّ من التعريف بماهيّة الصلاة ومشروعيتها في الدين الحنيف، فالصلاة في كتب اللغة هي دعاء المسلم لنفسه أو لغيره بالخير، وأمّا في المصطلح الشرعي فهي العبادة المخصوصة ذات الأقوال والأفعال المعلومة التي يفتتحها المسلم بالتكبير، ويختمها بالتسليم.

وقد شرعها الله عز وجل لأمّة المسلمين وغيرها من الملل السابقة، والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي أهمّ تلك الأركان بعد الشهادتين، وقد فرضت شريعة الإسلام خمس صلواتٍ مفروضة في كلّ يومٍ وليلة، وغيرها من صلاة النافلة وصلاة التطوّع لمن أراد أن يستزيد من الخير الوفير والأجر الكبير الذي قد جعله المولى القدير لمقيميها.[1]

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة الوتر ركعة واحدة دون الشفع

شروط الصلاة واركانها وواجباتها

جعل الدين الإسلاميّ للصلاة شروطًا وأركانًا وواجباتٍ لا تصحّ صلاة المسلمين إلا بتحقيقها، منها شروط وجوب الصلاة ومنها ما يشترط لصحتها، وكذلك الأركان التي تقوم عليها صلاة المسلم، والواجبات التي ينبغي على المصلي فعلها في كلّ صلاة، وتفصيل ذلك سيتمّ شرحه فيما سيأتي من فقرات المقال.

شروط الصلاة

إنّ شروط الصلاة تعني ما لا تصح الصلاة بغيرها، فإن لم توجد هذه الشروط لا يترتب على المرء أن يصلّي، ولا تقبل له صلاته، فقد جعل الدّين الإسلاميّ أربع شروط لوجوب الصلاة على الناس أجمعين، وهي:[2]

  • أن يكون المرء مسلمًا: فإن الكافرين لا تجب عليهم الصلاة، فإذا أسلموا وجبت عليهم ولا يطالبون بالقضاء عمّا قد سبق، قال تعالى في سورة الأنفال: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ}.[3]
  • أن يكون المسلم بالغًا: وذلك لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “رُفِع القلمُ عن ثلاثٍ: عن الصبيِّ حتى يبلُغَ، وعن النائمِ حتى يستيقِظَ، وعن المجنونِ حتى يُفِيقَ”.[4]
  • أن يكون المرء عاقلًا: فلا تجب الصلاة على المجانين عند جمهور أهل العلم، والله ورسوله أعلم.
  • الخلو من الحيض والنفاس للمرأة: فلا تجب الصلاة على الحائض أو النفساء، وكذلك لا يجب عليها القضاء لما فاتها من الصلاة في هذه الفترة، والله ورسوله أعلم.

شاهد أيضًا: حكم من فاتته صلاة الجمعة بسبب النوم

شروط صحة الصلاة

كذلك فإنّ للصلاة شروطٌ لا بدّ من توافرها لكي تكون الصلاة صحيحة، وهذه الشروط هي:[2]

  • أن يكون المسلم طاهرًا من الحدثين الأكبر والأصغر: فقد قال تعالى في سورة المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا}.[5]
  • أن يكون المسلم طاهرًا من الخبث والخبائث: وذلك لقوله تعالى في سورة المدثر: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ}،[6] كذلك قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “تنزهوا من البولِ فإنَّ عامَّةَ عذابِ القبرِ منه”.[7]
  • أن يدخل وقت الصلاة: لقوله تعالى في سورة النساء: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}.[8]
  • أن يستر المسلم عورته: ووجوب ذلك كشرط من شروط صحة الصلاة متفقٌ عليه بين الجمهور من الفقهاء إلا عند بعض المالكية، حيث يرى بعض المالكية أن ذلك ليس من الشروط والله أعلم.
  • أن يستقبل المسلم القبلة في صلاته: فقد أجمع أهل العلم على وجوب فعل ذلك في النوافل والفرائض، وذلك لقوله تعالى في سورة البقرة: {وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ.[9]
  • أن يعقد المسلم النية: فالنية هي الأساس في كلّ العبادات، ولا تصحّ الصلاة بغيرها باتفاق أهل العلم، ومحلّها القلب ولا يلزم المسلم النطق بها والله أعلم.

شروط صحة الصلاة

أركان الصلاة بالترتيب

أمّا عن أركان الصلاة فهي أربع عشرة ركنًا، تبدأ بالنية وتنتهي بالترتيب فيما بينها، وهي:[10]

  • النية.
  • تكبيرة الإحرام.
  • القيام في الصلوات الخمس.
  • قراءة الفاتحة في كل ركعة.
  • الركوع.
  • القيام من الركوع.
  • السجود.
  • الجلوس بين السجدتين.
  • الطمأنينة في جميع الأركان.
  • الجلوس للتشهد الأخير.
  • التشهد الأخير.
  • الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد التشهد الأخير.
  • التسليم.
  • الترتيب بين الأركان.

شاهد أيضًا: حكم الكلام من المصلين والإمام يخطب يوم الجمعة

واجبات الصلاة

أمّا عن واجبات الصلاة فهي ثمانية كما أخبر أهل العلم والفقهاء، وهي كما يأتي:[11]

  • التكبير لغير الإحرام.
  • أن يقول المرء: سمع الله لمن حمده إن كان إمامًا أو منفردًا.
  • أن يقول المسلم: ربنا ولك الحمد.
  • قول سبحان ربي العظيم مرة في الركوع.
  • قول سبحان ربي الأعلى مرة في السجود.
  • قول رب اغفر لي عند الجلوس بين السجدتين.
  • الجلوس للتشهد الأول.
  • التشهد الأول.

واجبات الصلاة

شاهد أيضًا: هل يجوز جمع المغرب والعشاء قبل دخول وقت العشاء

سنن الصلاة

إنّ على المسلم أن يهتدي بسنّة الحبيب المصطفى -صلّى الله عليه وسلّم- في صلاته، فكما يجب على المسلم معرفة شروط الصلاة واركانها وواجباتها ليتمّ صلاةً صحيحة، لا بدّ له أن يعرف سنن الصلاة ليكمل أجر صلاته بالعظيم من الثواب والأحر، ونذكر من سنن الصلاة:[12]

  • أن يرفع المسلم يديه حذو منكبيه أو أذنيه: فقد ورد في صحيح البخاري: “أنَّ ابْنَ عُمَرَ، كانَ إذَا دَخَلَ في الصَّلَاةِ كَبَّرَ ورَفَعَ يَدَيْهِ، وإذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ، وإذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَفَعَ يَدَيْهِ، وإذَا قَامَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ رَفَعَ يَدَيْهِ، ورَفَعَ ذلكَ ابنُ عُمَرَ إلى نَبِيِّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ”.[13]
  • وضع اليد اليمنى على اليسرى فوق الصدر: كذلك جاء في صحيح البخاري: “كانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ أنْ يَضَعَ الرَّجُلُ اليَدَ اليُمْنَى علَى ذِرَاعِهِ اليُسْرَى في الصَّلَاةِ قَالَ أبو حَازِمٍ لا أعْلَمُهُ إلَّا يَنْمِي ذلكَ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَالَ إسْمَاعِيلُ: يُنْمَى ذلكَ ولَمْ يَقُلْ يَنْمِي”.[14]
  • أن ينظر المسلم إلى مكان السجود: فعن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “لمَّا دخلَ الْكعبةَ ما خلفَ بصرُهُ موضعَ سجودِهِ حتَّى خرجَ منْها”.[15]
  • أن يدعو المصلي بدعاء الاستفتاح: وقد ورد هذا الدعاء بالعديد من الصيغ، منها: “سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمُك، وتعالى جَدُّك، ولا إله غيرك”.
  • التعوذ بالله قبل تلاوة الفاتحة وقول آمين عقب نهايتها: لقوله تعالى في سورة النحل: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.[16]ويسن قول آمين عقب تلاوة الفاتحة للإمام والمأموم والمنفرد والله أعلم.
  • تلاوة ما تيسر من القرآن بعد القاتحة: وهي من السنن المستحبة للإمام والمنفرد في أول ركعتين من كل الصلوات.
  • الذكر في الصلاة: كالتسبيح في الركوع، والذكر عقب الرفع منه، والدعاء بين السجدتين، والذكر في السجود، والصلاة الإبراهيمية في التشهد الأخير.
  • جلسة الاستراحة: وهي تكون بعد الرفع من السجود الثاني في الركعتين الأولى والثالثة، وهي أن يجلس المصلي جلسة بسيطة قبل أن يكمل قيامه.
  • سنن أخرى: كافتراش القدم اليسرة ونصب اليمنى في التشهدين، والإشارة السبابة في التشهد من أوله لآخره، والدعاء عقب التشهد، والتسليمة الثانية والأذكار عقب الصلاة وغيرها من السنن الكثيرة للصلاة.

شاهد أيضًا: هل يجوز صلاة ركعتين بعد الفجر

مبطلات الصلاة

تبطل صلاة المسلم بأمرين الأول أن يترك المسلم شرطًا من شروط الصلاة واركانها وواجباتها ، والثاني أن يفعل ما يحرم فيها، وفيما يأتي سيتمّ ذكر ما يحرم على المسلم القيام به في صلاته:[17]

  • أن يأكل المسلم أو يشرب عامدًا في صلاته: فقد قال ابن المنذر رحمه الله: “أجمع أهل العلم على أن من أكل أو شرب في صلاة الفرض عامداً أن عليه الإعادة”.
  • أن يتكلم المصلي في غير صلاته عامدًا: فقد روى زيد بن أرقم -رضي الله عنه- في صحيح الترمذي قال: “كنَّا نتَكَلَّمُ خَلفَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في الصَّلاةِ ، يُكلِّمُ الرَّجُلُ منَّا صَاحبَه إلى جنبِه ، حتَّى نزلت ( وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ ) فأمرنا بالسُّكوتِ ونُهينا عنِ الكلامِ”.[18]
  • أن ينشغل المسلم بالعمل في غير الصلاة عامدًا: وقد أوضح ذلك الإمام النووي رحمه الله: “إن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيراً أبطلها بلا خلاف، وإن كان قليلاً لم يبطلها بلا خلاف، هذا هو الضابط ثم اختلفوا في ضبط القليل والكثير على أربعة أوجه إلى أن قال: والرابع وهو الصحيح المشهور وبه قطع المصنف والجمهور: أن الرجوع فيه إلى العادة فلا يضر ما يعده الناس قليلاً، كالإشارة برد السلام، وخلع النعل، ورفع العمامة ووضعها، ولبس خف ونزعه، وحمل صغير ووضعه ودفع مارٍ، ودلك البصاق في ثوبه وأشباه هذا، وأما ما عده الناس كثيراً كخطوات كثيرة متوالية وفعلات متتابعة فتبطل الصلاة”.
  • أن يضحك المسلم في صلاته: ولا حرج على المسلم أن يتبسم ولكن من بان منه حرفان كما قال النووي رحمه الله يبطل الصلاة.

مبطلات الصلاة

شاهد أيضًا: هل يجوز الصلاة عند نزول إفرازات بنية بعد الدورة

شروط الصلاة واركانها وواجباتها pdf

إنّ الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام وعماد الدين الحنيف، لذا ينبغي على كلّ مسلمٍ أن يكون عارفًا بشروط الصلاة واركانها وواجباتها ، وأن يحفظها عن ظهر قلب كي يحافظ على سلامة وصحة صلاته، وإلى جميع الراغبين بالحصول على نسخة من شروط الصلاة واركانها وواجباتها بصيغة الـ pdf لطباعتها أو لسهولة الوصول إليها لاحقًا، يمكنكم الحصول على هذا الملف وتحميله بشكل مباشر “من هنا“.

شاهد أيضًا: صلاة الاستخارة كيف تصلى وكيف تعرف نتائجها

بهذه الصور التي حملت بين جنباتها شروط الصلاة واركانها وواجباتها نصل إلى نهاية هذا المقال، والذي بيّن مفهوم الصلاة ومشروعيتها في الدين الإسلامي، كما ذكر المقال الأركان والواجبات والشروط والسنن والمبطلات لصلاة المسلم كما وردت في الشريعة الإسلامية.

المراجع

  1. ^ alukah.net، تعريف الصلاة وأهميتها، 29/08/2022
  2. ^ alukah.net، شروط الصلاة، 29/08/2022
  3. ^ سورة الأنفال، الآية 38
  4. ^ تخريج مشكل الآثار، عائشة أم المؤنين، شعيب الأرناؤوط، 3987، إسناده صحيح
  5. ^ سورة المائدة، الآية 6
  6. ^ سورة المدثر، الآية 4
  7. ^ الخلاصة، عبد الله بن عباس، النووي، 1/174/ص
  8. ^ سورة النساء، الآية 103
  9. ^ سورة البقرة، الآية 150
  10. ^ islamweb.net، أركان الصلاة وواجباتها وسننها، 29/08/2022
  11. ^ islamqa.info، ما هي أركان الصلاة وواجباتها وسننها؟، 29/08/2022
  12. ^ alukah.net، سنن الصلاة، 29/08/2022
  13. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 739، صحيح
  14. ^ صحيح البخاري، سهل بن سعد الساعدي، البخاري، 740، [صحيح] [قوله: قال إسماعيل... معلق]
  15. ^ صفة الصلاة، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 89، صحيح
  16. ^ سورة النحل، الآية 98
  17. ^ islamweb.net، مبطلات الصلاة ، وهل الشك مما يبطلها ؟، 29/08/2022
  18. ^ صحيح الترمذي، زيد بن أرقم، الألباني، 405، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *