قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح
قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح من أهم القصائد التي تحدثت عن المعلم والتي ذكرت حقه على طلابه وعلى كل النّاس من حوله، فالمعلم هو الشعلة التي تنير دروب الناس أجمعين، كيف لا وهو الرجل الذي لا يخذل أحدًا وهو النعمة التي تُسبغ على الناس كافة، فيُحاول جهده أن يخرجهم من ظلمة الجهل وعماه إلى نور المعرفة وقوته، وسيكون شرح هذه القصيدة وتفصيلها في هذا المقال.

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح

قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح هذه القصيدة من تأليف أحمد شوقي حيث قال فيها:[1]

قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا

أَعَلِمتَ أَشرَفَ أَو أَجَلَّ مِنَ الَّذي
يَبني وَيُنشِئُ أَنفُساً وَعُقولا

سُبحانَكَ اللَهُمَّ خَيرَ مُعَلِّمٍ
عَلَّمتَ بِالقَلَمِ القُرونَ الأولى

أَخرَجتَ هَذا العَقلَ مِن ظُلُماتِهِ
وَهَدَيتَهُ النورَ المُبينَ سَبيلا

وَطَبَعتَهُ بِيَدِ المُعَلِّمِ تارَةً
صَدِئَ الحَديدُ وَتارَةً مَصقولا

أَرسَلتَ بِالتَوراةِ موسى مُرشِداً
وَاِبنَ البَتولِ فَعَلِّمِ الإِنجيلا

يتحدث هنا شوقي عن فضل المعلم وكيف بفضل تعليمه استطاع أن  يُخرج الناس من الظلام إلى النور، نور المعرفة والهداية ويضرب مثالًا على ذلك نبي الله تعالى موسى عليه السلام، فقد أرسله الله تبارك وتعالى حتى يُعلم الناس التوراة وهو كتاب الله.

 

شاهد أيضًا: عبارات قصيرة عن يوم المعلم العالمي 

وَفَجَرتَ يَنبوعَ البَيانِ مُحَمَّداً
فَسَقى الحَديثَ وَناوَلَ التَنزيلا

عَلَّمتَ يوناناً وَمِصرَ فَزالَتا

عَن كُلِّ شَمسٍ ما تُريدُ أُفولا

وَاليَومَ أَصبَحَتا بِحالِ طُفولَةٍ
في العِلمِ تَلتَمِسانِهِ تَطفيلا

مِن مَشرِقِ الأَرضِ الشَموسُ تَظاهَرَت
ما بالُ مَغرِبِها عَلَيهِ أُديلا

يا أَرضُ مُذ فَقَدَ المُعَلِّمُ نَفسَهُ
بَينَ الشُموسِ وَبَينَ شَرقِكِ حيلا

لم يكتف شوقي بذكر نبي الله تعالى موسى عليه السلام مثالًا، بل ضرب مثال النبي محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي علم الناس دينهم وأمور دنياهم، ويُشير شوقي في كلامه إلى أنّ الأرض تفقد رونقها بفقد المعلم قيمته، لذلك لا بدّ من الحفاظ على قدره.

شاهد أيضًا: حكم اهداء المعلم في يوم المعلم

ذَهَبَ الَّذينَ حَمَوا حَقيقَةَ عِلمِهِم
وَاِستَعذَبوا فيها العَذابَ وَبيلا

في عالَمٍ صَحِبَ الحَياةَ مُقَيَّداً
بِالفَردِ مَخزوماً بِهِ مَغلولا

صَرَعَتهُ دُنيا المُستَبِدِّ كَما هَوَت
مِن ضَربَةِ الشَمسِ الرُؤوسُ ذُهولا

سُقراطُ أَعطى الكَأسَ وَهيَ مَنِيَّةٌ
شَفَتَي مُحِبٍّ يَشتَهي التَقبيلا

عَرَضوا الحَياةَ عَلَيهِ وَهيَ غَباوَةٌ
فَأَبى وَآثَرَ أَن يَموتَ نَبيلا

إِنَّ الشَجاعَةَ في القُلوبِ كَثيرَةٌ
وَوَجَدتُ شُجعانَ العُقولِ قَليلا

يبدأ أحمد شوقي الآن بالحديث عن الأخلاق الحميدة التي يجب على الإنسان أن يحتويها في داخله، ويضرب مثالًا على ذلك بسقراط وهو الحكيم الذي وهب تلاميذه الحكمة، وكل معلم في داخله ذلك سقراط الرجل الحكيم.

شاهد أيضًا: قصيدة عن المعلم باللغة العربية الفصحى

إِنَّ الَّذي خَلَقَ الحَقيقَةَ عَلقَماً
لَم يُخلِ مِن أَهلِ الحَقيقَةِ جيلا

وَلَرُبَّما قَتَلَ الغَرامُ رِجالَها
قُتِلَ الغَرامُ كَمِ اِستَباحَ قَتيلا

أَوَكُلُّ مَن حامى عَنِ الحَقِّ اِقتَنى
عِندَ السَوادِ ضَغائِناً وَذُحولا

لَو كُنتُ أَعتَقِدُ الصَليبَ وَخَطبُهُ
لَأَقَمتُ مِن صَلبِ المَسيحِ دَليلا

أَمُعَلِّمي الوادي وَساسَةَ نَشئِهِ
وَالطابِعينَ شَبابَهُ المَأمولا

وَالحامِلينَ إِذا دُعوا لِيُعَلِّموا
عِبءَ الأَمانَةِ فادِحاً مَسؤولا

كانَت لَنا قَدَمٌ إِلَيهِ خَفيفَةٌ
وَرِمَت بِدَنلوبٍ فَكانَ الفيلا

حَتّى رَأَينا مِصرَ تَخطو إِصبَعاً
في العِلمِ إِن مَشَتِ المَمالِكُ ميلا

تِلكَ الكُفورُ وَحَشوُها أُمِّيَّةٌ
مِن عَهدِ خوفو لا تَرَ القِنديلا

لا يزال أحمد شوقي ينسج في أبياته حول أزلية الحقيقة والعلم والفهم، تلك الحقيقة التي لا يُمكن لأي إنسان أن يتغاضى عنها، تلك الحقيقة التي يملكها المعلم وحده ويسوقها إلى النّاس من بعده، ويأتي شوقي على ذكر الأمم البائدة من خوفو وغيره.

شاهد أيضًا: شعر قصير عن يوم المعلم العالمي

تَجِدُ الَّذينَ بَنى المِسَلَّةَ جَدُّهُم
لا يُحسِنونَ لِإِبرَةٍ تَشكيلا

وَيُدَلَّلونَ إِذا أُريدَ قِيادُهُم
كَالبُهمِ تَأنَسُ إِذ تَرى التَدليلا

يَتلو الرِجالُ عَلَيهُمُ شَهَواتِهِم
فَالناجِحونَ أَلَدُّهُم تَرتيلا

الجَهلُ لا تَحيا عَلَيهِ جَماعَةٌ
كَيفَ الحَياةُ عَلى يَدَي عِزريلا

وَاللَهِ لَولا أَلسُنٌ وَقَرائِحٌ
دارَت عَلى فِطَنِ الشَبابِ شَمولا

وَتَعَهَّدَت مِن أَربَعينَ نُفوسَهُم
تَغزو القُنوطَ وَتَغرِسُ التَأميلا

عَرَفَت مَواضِعَ جَدبِهِم فَتَتابَعَت
كَالعَينِ فَيضاً وَالغَمامِ مَسيلا

تُسدي الجَميلَ إِلى البِلادِ وَتَستَحي
مِن أَن تُكافَأَ بِالثَناءِ جَميلا

ما كانَ دَنلوبٌ وَلا تَعليمُهُ
عِندَ الشَدائِدِ يُغنِيانِ فَتيلا

يُنكر أحمد شوقي جهل الأجيال الحديثة ويُذكرهم كيف كان آباؤهم من قبلهم يُحسنون كل أمر، ويُؤنبهم أحمد شوقي أن كيف يقبلون أن يكونون في عداد الجاهلين وهم أبناء الحضارات القديمة، فالجهل لا يُؤدي بالإنسان إلا إلى العمى.

رَبّوا عَلى الإِنصافِ فِتيانَ الحِمى
تَجِدوهُمُ كَهفَ الحُقوقِ كُهولا

فَهوَ الَّذي يَبني الطِباعَ قَويمَةً
وَهوَ الَّذي يَبني النُفوسَ عُدولا

وَيُقيمُ مَنطِقَ كُلِّ أَعوَجِ مَنطِقٍ
وَيُريهِ رَأياً في الأُمورِ أَصيلا

وَإِذا المُعَلِّمُ لَم يَكُن عَدلاً مَشى
روحُ العَدالَةِ في الشَبابِ ضَئيلا

وَإِذا المُعَلِّمُ ساءَ لَحظَ بَصيرَةٍ
جاءَت عَلى يَدِهِ البَصائِرُ حولا

وَإِذا أَتى الإِرشادُ مِن سَبَبِ الهَوى
وَمِنَ الغُرورِ فَسَمِّهِ التَضليلا

وَإِذا أُصيبَ القَومُ في أَخلاقِهِم
فَأَقِم عَلَيهِم مَأتَماً وَعَويلا

إِنّي لَأَعذُرُكُم وَأَحسَبُ عِبئَكُم
مِن بَينِ أَعباءِ الرِجالِ ثَقيلا

وَجَدَ المُساعِدَ غَيرُكُم وَحُرِمتُمُ
في مِصرَ عَونَ الأُمَّهاتِ جَليلا

يأتي أحمد شوقي على فكرة هامة في هذا المقام وهي تربية الإنسان على العدل والإنصاف، فلو غاب عن الإنسان كل شيء وبقي معه الإنصاف والعدل لكان خير النّاس، وأخير أهل الأرض المعلم المنصف الذي لا يجور على طلابه ولا يسيء إليهم.

وَإِذا النِساءُ نَشَأنَ في أُمِّيَّةً
رَضَعَ الرِجالُ جَهالَةً وَخُمولا

لَيسَ اليَتيمُ مَنِ اِنتَهى أَبَواهُ مِن
هَمِّ الحَياةِ وَخَلَّفاهُ ذَليلا

فَأَصابَ بِالدُنيا الحَكيمَةِ مِنهُما
وَبِحُسنِ تَربِيَةِ الزَمانِ بَديلا

إِنَّ اليَتيمَ هُوَ الَّذي تَلقى لَهُ
أُمّاً تَخَلَّت أَو أَباً مَشغولا

مِصرٌ إِذا ما راجَعَت أَيّامَها
لَم تَلقَ لِلسَبتِ العَظيمِ مَثيلا

البَرلَمانُ غَداً يُمَدُّ رُواقُهُ
ظِلّاً عَلى الوادي السَعيدِ ظَليلا

نَرجو إِذا التَعليمُ حَرَّكَ شَجوَهُ
أَلّا يَكونَ عَلى البِلادِ بَخيلا

إنّ المرأة هي أساس كل خير هذا ما يسوقه أحمد في كلامه، فالمرأة التي تربت على العلم ستُنتج جيلًا متعلمًا، واليتيم هو ليس من مات أبواه فقط، بل اليتيم حقًا هو من لم يجد أي شخص يُعينه على فهم الحياة والتمسك بها.

قُل لِلشَبابِ اليَومَ بورِكَ غَرسُكُم
دَنَتِ القُطوفُ وَذُلِّلَت تَذليلا

حَيّوا مِنَ الشُهَداءِ كُلَّ مُغَيَّبٍ
وَضَعوا عَلى أَحجارِهِ إِكليلا

لِيَكونَ حَظُّ الحَيِّ مِن شُكرانِكُم
جَمّاً وَحَظُّ المَيتِ مِنهُ جَزيلا

لا يَلمَسُ الدُستورُ فيكُم روحَهُ
حَتّى يَرى جُندِيَّهُ المَجهولا

ناشَدتُكُم تِلكَ الدِماءَ زَكِيَّةً
لا تَبعَثوا لِلبَرلَمانِ جَهولا

فَليَسأَلَنَّ عَنِ الأَرائِكِ سائِلٌ
أَحَمَلنَ فَضلاً أَم حَمَلنَ فُضولا

إِن أَنتَ أَطلَعتَ المُمَثِّلَ ناقِصاً
لَم تَلقَ عِندَ كَمالِهِ التَمثيلا

فَاِدعوا لَها أَهلَ الأَمانَةِ وَاِجعَلوا
لِأولى البَصائِرِ مِنهُمُ التَفضيلا

إِنَّ المُقَصِّرَ قَد يَحولُ وَلَن تَرى
لِجَهالَةِ الطَبعِ الغَبِيِّ مُحيلا

فَلَرُبَّ قَولٍ في الرِجالِ سَمِعتُمُ
ثُمَّ اِنقَضى فَكَأَنَّهُ ما قيلا

الإنسان الذي يزرع خيرًا لا بدّ له أن يقطف خيرًا، هذا ما يقوله أحمد شوقي، وخير النّاس بعد المتعلم الشهيد الذي قدّم روحه فداء لأرضه وهو لا يزال يتغنى بحب الوطن، ذلك الوطن الذي كلما سالت عليه دماء زاكية كلما ربت أرضه واخضرت وأينع زهرها.

وَلَكَم نَصَرتُم بِالكَرامَةِ وَالهَوى
مَن كانَ عِندَكُمُ هُوَ المَخذولا

كَرَمٌ وَصَفحٌ في الشَبابِ وَطالَما
كَرُمَ الشَبابُ شَمائِلاً وَمُيولا

قوموا اِجمَعوا شَعبَ الأُبُوَّةِ وَاِرفَعوا
صَوتَ الشَبابِ مُحَبَّباً مَقبولا

ما أَبعَدَ الغاياتِ إِلّا أَنَّني
أَجِدُ الثَباتَ لَكُم بِهِنَّ كَفيلا

فَكِلوا إِلى اللَهِ النَجاحَ وَثابِروا
فَاللَهُ خَيرٌ كافِلاً وَوَكيلا

يبث أحمد شوقي في نهاية قصيدته تلك روح الجماعة في الشباب، وروح التضحية التي يجب أن تكون في نفس كل شاب، وفي النهاية لا يحيا على هذه الأرض سوى من قدم روحه في سبيل حماية وطنه، صحيح هو مات بالجسد لكنّ روحه الطاهرة تحوم في السماء الدنيا، وبذلك يكون تمام الحديث عن قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح.

شاهد أيضًا: أجمل عبارات قيلت في المعلم قصيرة

الصور البيانية في قصيدة قم للمعلم

بعد أن أتينا بالحديث عن قصيدة  قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح وردت في تلك القصيدة مجموعة من الصور البيانية بينها:

  • أخرجت هذا العقل من ظلماته: شبه الشاعر العقل بالشيء الذي يُخرج ويُدخل وكأنه يُمكن للإنسان أن يتحكم فيه.
  • من مشرق الأرض الشموس تظاهرت: شبه الشاعر الشموس وكأنّها مثل الإنسان الذي يتظاهر، وجعل للأرض أكثر من شمس واحدة.
  • صرعته دنيا المستبد: شبه الشاعر الدنيا بالإنسان القوي الذي يصرع.
  • الحقيقة علقمًا: شبه الشاعر الحقيقة بالعلقم الذي يمتاز بطعمه المر.

 

قم للمعلم وفه التبجيلا حافظ إبراهيم

بعد أن ذكرنا قصيدة قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح لا بدّ من ذكر أنّه وردت على بعض الألسنة ردًا على قصيدة قم للمعلم وفه التبجيلا قصيدة أخرى وتداولوا أنّها لحافظ إبراهيم، ولكنّ الحقيقة أنّها لإبراهيم طوقان ونصها هو:

شوقي يقول وما درى بمصيبتي
قم للمعلم وفّه التبجيلا

اقعد فديتك هل يكون مبجلاً
من كان للنشء الصغار خليلا

ويكاد يقلقني الأّمير بقوله
كاد المعلم أن يكون رسولا

لو جرّب التعليم شوقي ساعة
لقضى الحياة شقاوة وخمولا

حسب المعلم غمَّة وكآبة
مرآى الدفاتر بكرة وأصيلا

مئة على مئة إذا هي صلِّحت
وجد العمى نحو العيون سبيلا

ولو أنّ في التصليح نفعاً يرتجى
وأبيك لم أكُ بالعيون بخيلا

لكنْ أصلّح غلطةً نحويةً
مثلاً واتخذ الكتاب دليلا

مستشهداً بالغرّ من آياته
أو بالحديث مفصلاً تفصيلا

وأغوص في الشعر القديم فأنتقي
ما ليس ملتبساً ولا مبذولا

وأكاد أبعث سيبويه من البلى
وذويه من أهل القرون الأُولى

فأرى حماراً بعد ذلك كلّه
رفَعَ المضاف إليه والمفعولا

لا تعجبوا إن صحتُ يوماً صيحة
ووقعت ما بين البنوك قتيلا

يا من يريد الانتحار وجدته
إنَّ المعلم لا يعيش طويلا

وبذلك نكون قد أنهينا حديثنا عن قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا شرح وبيّنا أهم الصور البيانية التي جاءت في القصيدة وماذا كان يقصد أحمد شوقي في بعض العبارات فيها، وما هي أهم الردود التي جاءت على قصيدة أمير الشعراء من باقي الشعراء.

المراجع

  1. ^ aldiwan.net، قم للمعلم، 28/09/2021

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *