كيفية التخلص من شرب الخمر

كيفية التخلص من شرب الخمر
كيفية التخلص من شرب الخمر

عناصر المقال

كيفية التخلص من شرب الخمر، يؤدي شرب الخمر إلى العديد من المشاكل الجسدية والعقلية لشاربها، بسبب تأثيراتها الكبيرة على الجهاز العصبي، وتتضاعف هذه الأضرار عندما يزيد معدل تناولها لدرجة الإدمان، فقد تكون المضاعفات خطيرة ومتفاقمة لدرجة إصابة صاحبها بالاضطراب الذهاني أو حتى دفعه إلى الانتحار، بالإضافة إلى أضرار إدمان الخمور على الحياة الاجتماعية للفرد، ولذلك سأقدّم لكم في هذا المقال طرق التخلّص من شرب الكحوليات والخمر.

شرب الخمر

الخمر أو النبيذ أو الكحول هو مادّةٌ كيميائيّة صيغتها بالتفصيل C2H3O5، أو كما تدعى بالكحول الإيتيلي أو الإيتانول كاسمٍ علمي، وتتصف بأنّها مادةٌ سائلة وطيّارةٌ في الحرارة العادية وذات كثافةٍ أقلّ من الماء وتختلط معه بجميع النّسب، كما أنّها قابلة للاشتعال، ويمكن استخلاص الكحول من تَخمير كثيرٍ من أنواع الفواكه والحبوب كالعنب والتمر والتفاح والقمح والشعير وغيرها، ولها استعمالات متعدّدة بعضها نافعٌ كاستعمالها في المجال الطّبّي في التّعقيم لقتل المكروبات، وأخرى ضارّة فهي موجودةٌ في المشروبات كالخمر والوسكي والبيرة وغيرها بنسبٍ معينةٍ حيث تُدعى هذه المشروبات بالمُسكِرات لما لها من تأثير مُثبِّطٍ للعقل بمجرّد تناولها بالإضافة لأضرارٍ أخرى، ويبحث الكثير من الأشخاص عن طرق للتخلّص من هذه العادة قبل أن تتحول لإدمان.[1]

كيفية التخلص من شرب الخمر

يمكن التخلّص من شرب الكحول بسهولة طالما أنّه لم يصل إلى مرحلة الإدمان، وتساعد في ذلك بعض التدابير المنزلية وتغيير نمط حياة الشخص، وفيما يأتي أهم الطرق التي تفيد في التخلّص من هذه العادة السيئة:[2]

تقليل كمية الخمر المتناولة

من المهم عند محاولة التخلص من عادة شرب الخمر البدء بتقليل الكمية المتناولة بشكلٍ تدريجي، إذ إنّ التخلص منه لا يمكن أن يتم دفعةً واحدةً؛ لأنّ التحول من الإفراط إلى الإقلاع المفاجئ سيلحق بالفرد كوارث نفسية وبدنية، وسوف تظهر عليه أعراض الانسحاب المزعجة، والتي قد تتسبب في عودة الشخص للشرب من جديد.

تعزيز الرادع الديني

ينبغي تذكير الشخص المعتاد على شرب الخمر، أنّ ما يفعله يعتبر من الأمور المحرّمة والتي يجب تجنبها والابتعاد عنها، إذ إنّها تعرض صاحبها لسخط الله، مما يتطلب منه ضرورة العودة إلى الطريق الصحيح، والالتزام بتعاليم الدين وأموره، وتأدية الفرائض في وقتها، واللجوء إلى الله بالصلاة والدعاء، وطلب المساندة والعون منه للتخلص من إدمان الخمر والمشروبات الكحولية.

الابتعاد عن رفقاء السوء

غالبًا ما يتسبب البقاء مع رفقاء السوء إلى الإدمان على عادات سيئة وإهدار الوقت والصحة، ولذلك يفترض من مدمن الخمور أن يبتعد عن رفقاء السوء، وأن يخالفهم ولا يلتقي بهم، ليبتعد عن تشجيعهم له بشرب الخمر واعتباره أمراً بسيطاً وعادياً، والبحث عن رفقاء أسوياء يدلّونه على طريق الصواب ويبعدونه عن طريق الضلال.

تعزيز الإرادة القوية

لا بدّ من تعزيز الإرادة وتقويتها للتغلب على الرغبة بشرب الخمر، كما ويتوجّب على شارب الكحول أن يثبت على قراره، ولا يتراجع عنه وأن يبتعد عن تناول الخمور قدر المستطاع، لأنّ العودة إلى شرب الخمر قد ينجم عنها الكثير من الأضرار الجسدية والنفسية.

الإكثار من شرب الماء

من المعروف أنّ شرب الماء مفيد جدًا لجسم الإنسان، إذ يساعد الإكثار من شربه في تخليص الجسم من السموم بشكل طبيعي، وتزويده بالرطوبة، وتحسين قدرته على القيام بوظائفه، ويزيد من قدرة الجسم على التشافي والتعافي، ويشعر الشخص بالتحسن، لذلك ينصح الذكور بشرب ثلاثة لترات من الماء كلّ يوم، في حين يجب على الإناث شرب لترين منه، وقد يساعد ذلك في إخراج سموم الخمر من الجسم والتخلّص من شربه.

تناول الطعام قبل شرب الخمر

يمكن أن يؤدي تناول الطعام قبل البدء شرب الخمر إلى تقليل الرغبة بشربه، وأنّه يزيد صعوبة دخول الشخص إلى حالة الثمالة، مما يشجع الفرد على الابتعاد عنه، ويحفزه على ترك هذه العادة السيئة.

التخلص من مسببات شرب الخمر

قد تزيد مسببات شرب الخمر من الرغبة بشربه، وينبغي على مدمن الخمر أن يتخلص من كلّ الأسباب التي تدعوه إلى الاحتفاظ بالخمر، وتعينه على استعماله، كي يتمكن من تركه بشكلٍ نهائي، كأن يتوقف عن إضافته إلى الأكل وتقديمه للأصدقاء.

الابتعاد عن تفسير سبب الإقلاع عن الخمر

ينبغي على شارب الخمر أن يبتعد عن تفسير الشخص للآخرين سبب إقلاعه عن شرب الخمر؛ لأنّ الأشخاص الآخرين فعلياً لا يشعرون بكمّ الألم والمعاناة التي يعانيها، كما سيرون ذلك أمراً طبيعياً، وسيحاولون تبرير الأمر بوجود كثير من الناس يدمنون على الخمر.

تجنب اليأس من النفس

يقنع شاربو الخمر أنفسهم بعدّة أمور تسبب لهم الشعور باليأس، كأن يجدوا أعذاراً لأنفسهم لتبرير فعلتهم، مثل أنّهم كانوا يشربون الخمر منذ فترات طويلة، وسيصعب عليهم التخلص منه، أو أنّهم حاولوا التخلص منه أكثر من مرة إلا أنّهم لم ينجحوا من الأفكار السلبية التي تهزمهم، وتزيد يأسهم مما يتطلب إقناع النفس أنّ الاستعداد للتخلص من شرب الخمر يعتبر محاولةً ناجحةً.

تغيير الروتين

يساعد تغيير الروتين اليومي والعادات المتبعة في التخلص من شرب الخمر، مثل تغيير الأوقات التي كان الشخص يشرب فيها الخمر، أو تغيير الأنشطة المرتبطة بتناوله، فإذا كان معتاداً على تناوله بعد العودة من العمل على سبيل المثال، أو الخروج من المنزل، أو في أوقات فراغه، فعليه أن يغير نشاطاته، كأن يذهب بزيارة للأصدقاء، أو يقوم بممارسة التمارين الرياضية، أو يقرأ كتاباً، أو يدوّن مخططاته، والأمور التي تشغله، وتلهيه، وتنسيه الخمر.

التخلص من شرب الخمر بالأعشاب

قد تساعد بعض الأعشاب في الحدّ من شرب الخمر، إذ تشير بعض الدراسات أنه قد تكون بعض الأعشاب مفيدة لبعض الأشخاص، إلّا أنّه يجب الانتباه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل استخدامها، فقد تتسبب بظهور آثار جانبية غير مرغوب فيها، ومن هذه الأعشاب ما يأتي:[3]

الزعتر

والذي يعدّ أحد أهم الأعشاب التي يكثر استخدامها بكثرة في حالة التخلص من الكحول، حيث يتم شرب كأس من أعشاب الزعتر، وذلك بعد غليها، ويفضل عمل هذه العملية عدّة مرات يوميًا، وشرب كوب منه عدة مرات في اليوم، حتى يمكن الوصول إلى نتائج مفيدة.

عشبة المر

قد تكون عشبة المر من الأعشاب التي لا يرغب بشربها العديد من الأشخاص بسبب مذاقها غير المحبب، ولكن يمكن أن احضيرها بنقع ملعقتين من الحجم الكبير في لتر من الماء، وغليها لمدة 10 دقائق فقط، ثم يتم تصفيتها وتبريدها، وينصح بشرب ملعقة كبيرة لمرات متتالية في اليوم، وسوف تلاحظ مدى التغير الذي يحدثه في التأثير على شهيتك للكحول.

الصبار

قد يساعد مشروب الصبار في علاج إدمان الخمر، فضلًا على الإفادة الكبيرة التي يقدمها لجسم الإنسان، كالوقاية من أمراض الكبد والقلب والأوعية الدموية، نظرًا لاحتوائه على مضادات الأكسدة والعناصر الغذائية الأخرى.

التوت وأعشاب الحبة السوداء

من الأعشاب التي دائما ينصح باستخدامها في علاج شرب الخمر هي أعشاب الحبة السوداء والتوت، ويمكن الاستفادة منها عن طريق غلي ملعقتين كبيرتين من أعشاب الحبة السوداء، بالإضافة إلى ملعقتين من بذور التوت ومن ثم إضافة القليل من مسحوق الأرز، ويتم وضع هذا المزيج في كأس لمدة ربع ساعة، ويتم تحليته بعد تبريده، ويتم شرب كوب منه في الصباح وكوب آخر في المساء.

عشبة القيصوم

وهي أحد الأعشاب المستخدمة في الطب البديل منذ القدم، والتي يمكن أن تساهم بفعالية قوية في التخفيف من أضرار شرب الخمر، والتوقف عن تناوله، وقد وجدت بعض الدراسات أنّ لهذه العشبة تأثير كبير جدًا، حيث وجد بالتجربة أن الشخص الذي يشرب الخمر إذا تناول نصف ملعقة من مطحون نبات القيصوم، مع كوب ماء فإنه يصحو فورا من سكرته ويدرك الأشياء جيدا من حوله، وفي حال استخدامها لمدة أسبوع فإنّها تساعد في تنظيف الجسم من تأثير الكحول نهائيًا، ويجب الانتباه إلى الآثار الجانبية المحتملة لهذه العشبة، مثل الدوار، وكثرة التبول، والحساسية.

عشبة إكليل الجبل

والتي تعرف أيضًا بعشبة الروزماري، ويمكن استخدامه للتخلص من شرب الكحول، من خلال إحضار بعضًا من أوراق إكليل الجبل ونقعها لمدة ربع ساعة في كأس به ماء مغلي، ومن ثم يتم تبريده وتحليته، وشرب فنجان منه 4 مرات يوميًا، ومن الآثار الجانبية التي قد تسببها هذه العشبة خاصةً مع شرب الخمر، التقيؤ والإسهال والاضطرابات الهضمية الأخرى.

البابونج والهندباء

يستخدم البابونج للسيطرة على أعراض الانسحاب بشكل طبيعي ولتحسين عملية النوم، فيما يستخدم نبات الهندباء للمساعدة على تنظيف السموم من الكبد ودعم عملية خروج الكحول من الجسم.

شاهد أيضًا: كيفية التخلص من التوتر والقلق والاكتئاب

أطعمة تساعد على علاج إدمان الكحول

يؤثّر النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص على قدرته على التخلّص من شرب الكحول، وفيما يأتي سوف نقوم بسرد بعضًا من الأطعمة التي من المتوقع أن يكون لها تأثير موازي للأعشاب، كما يمكن أن تفيد في استعادة الشخص لحياته الطبيعية والصحية:[1]

الأطعمة الغنية بفيتامين B

ومن أهم الأطعمة الغنية بفيتامين B، الفواكه كالموز والأفوكادو، والخضروات مثل البطاطس، وكذلك لحوم الأبقار والكبدة وسمك التونة، والحبوب الكاملة مثل الشوفان، وقد وجدت العديد من الأبحاث والتجارب التي أجريت على عدد من الأفراد الذين كانوا يشربون الخمر، أن احتواء الطعام على هذا الفيتامين يقلل من شهوة شرب الكحول، فمن المعروف أن شهوة الشرب تزداد في فترات معينة أثناء اليوم، وخاصة في الليل لذا فقد يساعد تناول مثل هذه الأطعمة من كبت هذه الرغبة، ومن المتوقع أن يخفف الشهوة بصفة عامة ومستمرة.

الأطعمة الغنية بالنشويات

قد تفيد الأطعمة التي تحتوي على نسبة متوسطة من النشويات في تقليل الرغبة بشرب الكحول، ومن أبرز هذه الأطعمة، الأرز والخبز الأسمر والباستا، ويرجع السبب في أهميتها أنّها تحتوي على نسبة منخفضة من الكربوهيدرات، فتؤدّي إلى رفع نسبة السكر في الدم، وبالتالي فإن شهوة الشرب تقل تدريجيًا.

الخضروات الموسمية

تساعد الخضروات الموسمية بشكلٍ عام في إخراج سموم الخمر من الجسم، فتطردها وتقلل مستوياتها في الجسم، ولذلك لا بدّ من إضافة حصة منها ضمن النظام الغذائي اليومي، وذلك لاحتوائها على نسبة كبيرة من الألياف والمواد الغذائية التي تساعد الجهاز الهضمي في تنظيف نفسه بصفة دورية.

الأطعمة غير المطبوخة

أثبتت العديد من الدراسات والأبحاث التي نشرت في السنوات الأخيرة، أن 60-70 % من الأطعمة غير المطبوخة يمكن أن تساهم في تقليل رغبة الشخص بشرب الخمر، وأشهر الأمثلة على الأطعمة غير المطبوخة، وصفات السلطة التي تحتوي على نسبة لا بأس بها من الخضار والفواكه الطازجة غير المطبوخة، وينبغي أن نوضح أن كل هذه الأطعمة الطبيعية والتي تحتوي على نسبة عالية من الفيتامينات تساهم بدور كبير في تسين ودعم صحة الشخص بشكلٍ عام.

الأطعمة التي تحتوي L-Glutamine

يعد الغلوتامين L-Glutamine أحد أهم الأحماض الأمينية المفيدة لجسم الإنسان، وتوجد بوفرة في الأطعمة الغنية بالبروتينات، كالبيض ولحوم الدجاج واللحوم الحمراء، ويجب أن تكون هذه المأكولات مطبوخة بشكل صحي، لتساعد على كبت الرغبة بشرب الكحول، فقد وجدت العديد من الأبحاث أنّ هذه الأحماض الأمينية تساهم في تقليل الشهوة لدى الأفراد الذين يتعاطون المشروبات الكحولية، كما أنّها يمكن أن تحسن من المزاج العام والنوم، وتساعد على الاسترخاء لفترات طويلة، لذلك ينصح دائما بتناولها والتركيز عليها في الوجبات.

العلاج الطبي لإدمان الكحول

في حال لم تنفع العلاجات الطبيعية في التخلّص من شرب الكحول، فقد يتم اللجوء للتدخل الطبي، ويمكن أن تتنوع معالجة ذلك اعتمادًا على احتياجات الشخص، فقد تستلزم المعالجة تدخلاً قصيرًا أو استشارة فردية أو جماعية أو برنامج علاج بالعيادات الخارجية، أو إقامة داخلية سكنية، ويكون الهدف الرئيسي للعلاج هو التوقف عن تعاطي الكحول لتحسين جودة الحياة، وتتضمن العلاجات الطبية لشرب الخمر ما يأتي:[4]

  • إزالة السموم والامتناع عن التعاطي: عادةً ما يبدأ العلاج ببرنامج للتخلص من سمية الكحول، والامتناع عن التعاطي تحت الإشراف الطبي، وتستغرق هذه المرحلة عمومًا من يومين إلى سبعة أيام، وقد يحتاج الشخص إلى أخذ أدوية مهدئة لمنع ظهور أعراض الانسحاب، ولا تُجرى عملية إزالة السمية عادةً إلا في مركز علاج داخلي أو في مستشفى.
  • وضع خطة علاجية وتعلُّم مهارات جديدة: يشارك في هذه الخطوة عادةً مجموعة من المتخصصين في علاج إدمان الكحول، وتتضمن تحديد الأهداف وأساليب تغيير السلوك، واستخدام كتيبات المساعدة الذاتية والتوجيه المعنوي والرعاية التفقدية، كل ذلك في أحد مراكز العلاج.
  • الاستشارات النفسية: وتساعد هذه الخطوة في تقديم التوجيه المعنوي والعلاج، سواءً في جماعة أو الشخص بمفرده، مما يساعد في فهم المشكلة مع إدمان الكحوليات بصورة أفضل والحصول على الدعم المناسب خلال مرحلة التعافي من الآثار النفسية للإدمان.
  • الأدوية الفموية: قد يلجأ الطبيب إلى وصف الأدوية التي تؤخذ عن طريق الفم، كما في الآتي:

    • هناك عقار يُطلق عليه ثنائي السلفيرام قد يساعدك في الامتناع عن تعاطي المشروبات الكحولية، إلا أنّه لن يعالج إدمان الكحول ولا يقتل الرغبة الملحة في تعاطيها، وفي حال قام الشخص بشرب الخمر مع تناول هذا الدواء، فإنّه سيحدِث رد فعل جسدي يتضمن احمرار الجلد والغثيان والقيء والصداع.

    • كما يمكن أن يمنع دواء نالتريكسون، الأحاسيس الجيدة التي يسببها الكحول، كما يقلل من الرغبة في الشرب.

    • وقد يساعد دواء أكامبروسيت في مقاومة الرغبة الشديدة والملحة لمعاودة تعاطي الكحوليات فور توقف الشخص عنها.

  • حقن الأدوية: يتم حقن دواء فيفترول، وهو أحد أشكال عقار النالتريكسون، مرة في الشهر، على يد اختصاصي رعاية صحية، وعلى الرغم من أن أدوية مماثلة يمكن أخذها في شكل أقراص، إلّا أنّ حقن هذا الدواء يمكن أن تكون أسهل لتعافي المدمنين من شرب الكحول، نظرًا لسهولة الانتظام في الحصول عليه.
  • الدعم المتواصل: يعدّ الدعم من أهم خطوات العلاج، حيث تساعد برامج العناية ومجموعات الدعم اللاحقة للعلاج، المدمنين على التعافي من تعاطي الكحوليات حتى يتوقفوا عن تناولها والسيطرة على الانتكاسات والتكيف مع التغيرات الضرورية في نمط الحياة، وهذا يشمل الرعاية الدوائية والنفسية أو حضور مجموعات الدعم.
  • معالجة الاضطرابات النفسية: عادةً ما يترافق تعاطي الكحول اضطرابات الصحة العقلية والنفسية الأخرى، فإذا كان الشخص مصابًا بالاكتئاب أو القلق أو أي حالة أخرى تؤثر على صحتك العقلية، فهو بحاجة إلى العلاج النفسي، أو إلى أدوية أو طرق علاج أخرى.
  • الممارسة الروحية: فقد تساعد الممارسات الروحية المنتظمة الأشخاص المدمنين على شرب الكحول، في الحفاظ على الدرجة التي وصلوا إليها من التعافي، وذلك بالاقتران مع اكتساب العديد من الأشخاص بصيرة كبيرة بجوانبهم الروحية، يكون ذلك بمثابة العنصر الأساسي في الشفاء.
  • المعالجة الطبية للحالات المرضية الكامنة: عادةً ما تتحسن المشاكل الصحية والأمراض المتعلقة بالكحوليات بمجرد التوقف عن شربها، ولكن قد تتطلب بعض الحالات الصحية باستمرار العلاج والرعاية التفقدية.

علاج إدمان الخمر في المنزل

على الأشخاص الراغبين في التخلص من الإدمان على الكحوليات، أن يستشيروا الطبيب في البداية قبل تجريب أي علاج منزلي، وألّا يستبدلوا العلاج الطبي التقليدي أو العلاج النفسي بالطب البديل، وقد تساعد التدابير الآتية في دعم الخطة العلاجية أثناء فترة التعافي من الإدمان على شرب الخمر:[4]

  • ممارسة التأمل: إذ يساعد التأمل على تركيز الانتباه، وإبعاد سلسلة الأفكار المشوشة التي قد تجعل العقل مزدحمًا مسببة للشخص الإجهاد النفسي.
  • ممارسة اليوجا: قد تساعد سلسلة وضعيات اليوجا وتمارينها في التحكم في التنفس والاسترخاء والسيطرة على الإجهاد النفسي.
  • العلاج بالوخز بالإبر الصينية: ينطوي العلاج بالوخز بالإبر على إدخال إبر رفيعة تحت الجلد، ممّا قد يساعد في تقليل القلق والاكتئاب.

شاهد أيضًا: كيفية التخلص من الدوخة اثناء السفر

العلاجات المنزلية وتغيير نمط الحياة

يعدّ تغيير نمط الحياة جزءًا من خطة التعافي، إذ يجب التركيز على تغيير العادات، ومحاولة تبني خيارات جديدة لنمط الحياة، وفيما يلي الإستراتيجيات التي قد تساعد الشخص في ذلك:[4]

  • اتباع العادات الصحية؛ على سبيل المثال، الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الأنشطة البدنية بانتظام، والابتعاد عن مسببات الإجهاد التوتر، وتناول الأطعمة الصحية، والابتعاد عن الوجبات الجاهزة والمأكولات الغنية بالسكريات، والمشروبات الغازية وغيرها من الأطعمة غير الصحية.
  • مراعاة موقف الشخص في المحيط الاجتماعي؛ يجب على الشخص أن يخبر أصدقائه وأفراد أسرته بمنتهى الصراحة أنه يحاول تجنب شرب المشروبات الكحولية، ويجب أن يكون الأهل والأصدقاء داعمين للغاية، إذ يساعد ذلك على التعافي بشكلٍ أسرع.
  • تجنب فعل الأشياء التي تسهِّل شرب الخمر؛ فقد جد الشخص أن الكثير من أنشطته تسهِّل له شرب الخمر، فلا بدّ من استبدال تلك الأنشطة بالهوايات أو الأنشطة التي لا تتمركز حول شرب الكحوليات.

ما هي علامات إدمان الكحول

قد تكون علامات إدمان شرب الخمر خفيفة أو متوسطة أو شديدة، وذلك اعتمادًا على كل شخص على حدى، ومن هذه العلامات والأعراض ما يأتي:[2]

  • العجز عن تقليل كمية الكحوليات التي يشربها الشخص.
  • خوض محاولات غير ناجحة في خفض الكميات التي يتم شربها.
  • قضاء الكثير من الوقت في شُرب الخمر أو التعافي من آثار شُربها.
  • الشعور برغبة ملحّة أو حاجة ماسة إلى شُرب الخمر.
  • العجز عنالالتزام بالعمل أو الدراسة أو المنزل بسبب تكرار شُرب الخمر.
  • الاستمرار في شُرب الكحوليات رغم تسببها في مشكلات بدنية أو اجتماعية أو مهنية أو في العلاقات مع الآخرين.
  • الانقطاع عن المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والهوايات أو الإقلال منها لشُرب الكحوليات.
  • شُرب الخمر في وضع غير آمن؛ كأثناء القيادة أو ممارسة السباحة.
  • اعتياد الجسم على الكحول ومن ثم الاحتياج إلى شُرب المزيد منها للشعور بتأثيرها، أو الشعور بتأثير أقل عند شُرب الكمية المعتادة.
  • الشعور بأعراض الامتناع عن الشُرب؛ مثل الغثيان والتعرّق والرجفة، وذلك عند عدم شُرب الكحول، أو شربها من أجل تجنب هذه الأعراض.

أسباب الإدمان على شرب الكحول

غالبًا ما يستغرق إدمان الكحول من عدّة سنوات إلى عدة عقود، وبالنسبة لبعض الأشخاص المعرّضين للخطر يمكن أن يحدث ذلك خلال أشهر، ومع مرور الوقت يمكن أن يؤدي استهلاك الكحول بانتظام إلى الإضرار بالجسم والإخلال بتوازن المواد الآتية في الجسم:[2]

  • حمض الغاما-أمينوبيوتيريك (GABA) في الدماغ؛ والذي يتحكّم بإفراز الغلوتامت من الجهاز العصبي.
  • الغلوتامات؛ والذي يرفع مستويات الدوبامين في الدماغ بعد شرب الكحول، فقد تجعل مستويات الدوبامين الشرب أمرًا ممتعًا، وعلى المدى الطويل أو المتوسط يمكن للإفراط في شرب الكحول أن يغير بنسبة كبيرة من مستويات هذه المواد الكيميائية في الدماغ، مما يُظهر حاجة الجسم إلى الكحول من أجل الشعور بالراحة وتجنب الشّعور بالضيق.

كما يرتبط عدد من عوامل الخطر بالإفراط في شرب الخمر، ومن هذه العوامل ما يأتي:

  • العوامل الوراثية: قد تجعل العوامل الوراثية المحددة بعض الأشخاص أكثر عرضةً للإدمان على الكحول والمواد الأخرى، وقد يكون هناك تاريخ عائلي من الإدمان.
  • العمر الذي شرب فيه الشخص أول مرة: فقد أشارت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يبدؤون شرب الكحول قبل سن 15 عامًا قد يكونون أكثر عرضةً لإدمان المشروبات الكحولية في وقت لاحق من العمر.
  • سهولة الحصول على الكحول: يُلاحظ وجود علاقة بين سهولة الحصول على الكحول، كأن تكون أسعارها رخيصة، وإدمانها والوفيات المرتبطة بها؛ حيث سجلت إحدى الدراسات، انخفاضًا كبيرًا في الوفيات المرتبطة بالكحول بعد أن رفعت إحدى الولايات الضرائب عليها.
  • التوتر الإجهاد: إذا كانت مستويات التوتر والقلق مرتفعةً فقد يقوم الشخص بشرب الخمر في محاولةٍ للقضاء على هذه الاضطرابات، إذ ترتبط بعض هرمونات التوتر بإدمان الكحول.
  • تدني احترام الذات: فالأشخاص الذين لديهم تدنٍّ في تقدير الذات هم أكثر عرضةً للاستهلاك الزائد.
  • الإصابة بالاكتئاب: فالأشخاص المصابون بالاكتئاب قد يستخدمون الكحول عن قصد أو عن غير قصد كوسيلة للعلاج الذاتي، ومن ناحية أخرى قد يزيد استهلاك الكثير من الكحول من خطر الاكتئاب بدلًا من الحد منه.

أضرار شرب الكحول

يؤدي شرب الخمر إلى العديد من المشاكل الجسدية والعقلية لشاربها بسبب تأثيرها على الجسم بشكل عام، والجهاز العصبي بشكل خاص، وبالتالي يكون حجم أضرار إدمان الخمور عندما يزيد معدل تناولها لهذه الدرجة، وقد تكون أضرار إدمان الكحول متفاقمة لدرجة إصابة صاحبها بالاضطراب الذهاني أو حتى دفعه إلى الانتحار، إضافة إلى أضرار إدمان الخمور على الحياة الاجتماعية للفرد، وفيما يأتي تفصيل لأضرار شرب الخمر:[5]

تأثير شرب الكحول على الجسم

تتعدد أضرار إدمان الخمور فمنها الجسدية ومنها النفسية لدرجة أنها قد تصل بالبعض ليس فقط للإصابة بأزمة نفسية وعصبية وإنما تصل إلى الإصابة بمرض عقلي مما يعني أن الفرد قد يخسر حياته تماماً بسبب إدمانه للخمر، ومن أضرار شرب الخمر على الجسم ما يأتي:

  • الإصابة بمرض الإكتئاب.
  • الإصابة بحالة الفصام الحاد.
  • اضطراب النوم، كالأرق أو النوم الكثير.
  • الاضطراب الذهانية.
  • الاضطراب ثنائي القطب.
  • الانتحار؛ فقد يتسبب إدمان الخمر في كثير من الأحيان إلى دفع  الشخص للانتحار خاصةً إن لم يساعده شرب الكحول على نسيان مشاكله أو إيجاد حل قاطع لها وهو ما يحدث عادةً.
  • تخدير المَراكز العصبيّة العليا بمخ الإنسان.
  • انخفاض معدل سريان الدورة الدموية في شرايين المخ.
  • بطء إدراك الشخص للمعلومات التي يتلقاها وبطء ردود الأفعال.
  • صعوبة التحكم في حركة الجسم والأطراف مع فقدان الاتزان، وعدم القدرة على القيام بأنشطة تحتاج إلى تركيز كالقيادة.
  • الترنّح، وضعف قدرة الحواس في أحيان كثيرة، وهو ما قد يتطور إلى احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية.
  • تلف الدماغ.
  • احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية والعصبية التي قد تصل لحد الهذيان.
  • اضطرابات الذاكرة والتعلم والقدرة على الحساب والتذكر.
  • تأثر أعضاء الجسم الأخرى، مثل الكبد أو الكلى فيصاب الشخص بتشمع الكبد.

تأثير شرب الكحول على المجتمع

يؤثّر شرب الخمر بشكلٍ كبير على الأداء الاجتماعي للشخص ما بين أفراد أسرته أو زملاء عمله، حيث يقل مستوى تركيزه ودرجة تفاعله مع كل من حوله مما يزيد من أزماته الاجتماعية وبالتالي النفسية، ويخسر مدمن الخمور الكثير من علاقاته الاجتماعية، وذلك عندما تظهر عليه أعراض الإدمان ومشاكله المتعددة التي تطول الجسد والنفسية، بل إن فقدان التركيز والذهان في حد ذاته قادر على تخريب أقوى العلاقات الشخصية، بسبب ما قد تسببه تلك الحالة من مشاكل ومواقف مخجلة لصاحبها تجعل الآخرين غير قادرين على التغاضي عنها أو نسيانها، بما فيها الإساءة اللفظية أو الجسدية.

ومن الجدير ذكره، بأنّ المجتمع الذي يكثر فيه مدمنو الكحوليات، تزداد فيه الجريمة والجنح، إذ إنّ هناك مؤشرات كثيرة تؤكد ارتكاب الأفراد للجنح والجرائم خلال أوقات السكر، ممّا يؤكد أن مدمني الكحول يكونوا أكثر عرضة لارتكاب الجرائم بأنواعها خلال فترات التشتت والتغيب عن الواقع، ممّا يوقعهم بعدها في العديد من الأزمات التي لا يستطيعون الخروج منها، وقد تؤدي إلى ضياع مستقبلهم بلا رجعة، مع تشكيل الخطر للأشخاص الآخرين المحيطين بهم.

أضرار إدمان الكحول على المدى الطويل

عادةً ما تتفاقم تأثيرات وأضرار شرب الخمر بمرور الوقت، أي أنّ هناك آثار جديدة تظهر على المدى البعيد وبعد فترة من بدء الإدمان، تتنوع بين مشاكل صحية بدنية وعقلية مزمنة، من بينها ما يأتي:

  • احتمالية الإصابة بأنواع متعددة من السرطان مثل سرطان الحلق أو الحنجرة، سرطان الثدي، سرطان الكبد، سرطان القولون أو سرطان المريء.
  • فقدان الذاكرة.
  • الإصابة بسكتة دماغية.
  • فقدان الانتباه.
  • اضطراب نبضات القلب.
  • التهاب وتليف الكبد.
  • التنكس الدهني.
  • اعتلال عضلة القلب.
  • التسمم الكحولي والذي قد يؤدي إلى تلف العقل ومن ثم الموت، وتظهر على الشخص المصاب بالتسمم الكحولي العلامات الآتية:
    • الاستفراغ والغثيان.
    • بطء التنفس وعدم انتظامه.
    • شحوب لون الجلد واصفراره.
    • انخفاض درجة حرارة الجسم بشكل ملحوظ.
    • نوبات تشنج وفقدان وعي.

الأعراض الانسحابية للكحول

عادةً ما تختلف أعراض الانسحاب لمدمني المشروبات الكحولية من شخص لآخر، وذلك اعتمادًا على نسبة الإدمان وكميات الخمر التي كان يتناولها الشخص، وتتراوح أعراض الانسحاب بين معتدلة وحادّة، لكن لا بدّ أن يتم تجاوزها تحت إشراف الطبيب المختص لتفادي حدوث بعض المضاعفات الخطيرة خلال تلك الفترة، وفي الغالب تبدأ أعراض انسحاب الكحول في غضون ساعات بعد التوقف عن الشرب، ثم تصل إلى الذروة خلال يوم أو يومين، وتتحسن بعد 5 أيام، ولكن في بعض الحالات، قد يعاني بعض الأشخاص من بعض المضاعفات الشديدة، نتيجة لزيادة إفراز بعض الهرمونات التي تؤثر على نشاط الجهاز العصبي، ومن هذه الأعراض ما يأتي:[5]

  • الصداع وآلام الرأس.
  • الشعور بالغثيان والرغبة في التقيّؤ.
  • التعرق الشديد.
  • القلق والشعور بالتوتر والإجهاد.
  • تقلصات المعدة والإصابة بالإسهال.
  • اضطرابات النوم وفقدان التركيز.
  • ارتفاع معدل ضربات القلب.
  • ارتفاع ضغط الدم.

ما هي مدة بقاء الكحول في الجسم

في الحقيقة، يحتاج الجسم إلى ساعة واحدة لمعالجة وحدة كحولية واحدة (أي تعادل 10 ملليتر كحول نقي أو 8 جرام أو بيرة 220 ملليتر بتركيز 5%)، وقد تختلف مدة خروج الكحول من الجسم من شخص إلى آخر، وذلك بناءً على عوامل عديدة مثل العمر والجنس وقوة المشروب الكحولي وكميته وغيرها، وعادةً ما يتراجع مفعول الكحول خلال خمس إلى ست ساعات، لكن الكحول لا يخرج من الجسم نهائياً بهذه السرعة وتبقى آثاره موجودة وتظهر في التحليل على النحو الآتي:[5]

  • يمكن أن يظهر الكحول في اختبار الدم لمدة تصل إلى 12 ساعة تقريباً.
  • يمكن أن تظهر آثار تعاطي الكحول في تحليل التنفس حتى 24 ساعة.
  • يمكن أن تبقى آثار الكحول ظاهرة في تحليل البول لمدة من 3 إلى 5 أيام.
  • تبقى آثار الكحول ظاهرة في تحليل بصيلات الشعر لمدة تصل إلى 90 يوماً.

وختامًا، وفي نهاية هذا المقال، فقد تم التعرّف كيفية التخلص من شرب الخمر، سواءً بالتدابير والعلاجات المنزلية، أو بالعلاجات الدوائية والطبية، الت تشتمل أيضًا على الدعم النفسي والاجتماعي، أو تغيير نمط الحياة واتباع عادات صحية، كما تم تقديم أهم النصائح التي تساعد على التخلص من شرب الخمر، مع ذكر أهم أسباب ومخاطر وعلامات الإدمان على المشروبات الكحولية.

المراجع

  1. ^ medicalnewstoday.com، What causes alcohol addiction? Study investigates، 01/01/2023
  2. ^ healthline.com، Alcohol Addiction، 01/01/2023
  3. ^ pharmacytimes.com، Herbal Approaches to Alcohol Dependence: Evidence and Risks، 01/01/2023
  4. ^ mayoclinic.org، Alcohol use disorder، 01/01/2023
  5. ^ alcoholrehabguide.org، How Long Does Alcohol Stay In Your System?، 01/01/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *