ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع
حكم قول ربنا ولك الحمد

ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع، فألفاظ الصلاة معروفة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لمّا قال صلوا كما رأيتموني أصلي، وفي ها المقال سيكون الوقوف مع معلومات هامة حول قول ربنا ولك الحمد وهل هي واجبة في أحد المذاهب وما هو حكم المصلي الذي ينسى أن يقولها ونحوه من المعلومات الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.

متى نقول ربنا ولك الحمد في الصلاة

ذكر العلماء أنّ المُسلم سواء كان إمامًا أو منفردًا فإنّه يقول ربنا ولك الحمد عندما يستتم واقفًا بعد أن يقول سمع الله لمن حدمه، ويُمكنه أن يزيد على عبارة ربّنا ولَكَ الحَمدُ فيقول: “ربنا ولك الحمد، ملء السموات وملء الأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، وإن زاد على ذلك أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد”، أمّا لو كان مأمومًا فإنّه يحمد ربه فقط.[1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

حكم قول ربنا ولك الحمد

إن حكم قول ربنا ولك الحمد سنة عند جمهور علماء أهل السنة والجماعة، وأمّا الحنابلة وحدهم مَن قالوا إنّ قولها واجب في الصلاة، وقد ورد في المغني عن الحنابلة قولهم: ” والمشهور عن أحمد أن تكبير الخفض والرفع، وتسبيح الركوع والسجود، وقول: سمع الله لمن حمده، وربنا ولك الحمد، وقول: ربي اغفر لي ـ بين السجدتين ـ والتشهد الأول، واجب، وهو قول إسحاق، وداود، وعن أحمد: أنه غير واجب. وهو قول أكثر الفقهاء؛ لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يعلمه المسيء في صلاته، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولأنه لو كان واجبا لم يسقط بالسهو، كالأركان”.[1]

حكم قول ربنا ولك الحمد بعد الرفع من الركوع

لقد اختلف العلماء في عبارة ربّنَا وَلَكَ الحَمدُ فبعضهم قال بوجوبها وبعهم قال بسنتيها ولكن تبادرت بعض الأقوال التي صرّحت بأنّ عبارة ربنا ولك الحمد هي من العبارات المُحدثة بعد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا القول يُعد من الأقوال الباطلة جملة وتفصيلًا، وقد روي عن رفاعة بن رافع -رضي الله عنه- أنّه قال: “كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي ورَاءَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، قالَ رَجُلٌ ورَاءَهُ: رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قالَ: مَنِ المُتَكَلِّمُ قالَ: أنَا، قالَ: رَأَيْتُ بضْعَةً وثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أوَّلُ”،[2] وهذا القول يدل على أنّها كانت مذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام.[3]

شاهد أيضاً: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

حكم قول ربنا ولك الحمد للامام والماموم والمنفرد

لكن ذُكر آنفًا أن الحكم على خلاف ما بين العلماء فالجمهور قال بسنية قَولُ ربنا ولك الحمد بينما جعلها مذهب الإمام أحمد بن حنبل واجبة، واختلفوا في عبارة سمع الله لمن حمده في صلاة الجماعة فما عليه الجمهور أنّ هذه العبارة تكون فالإمام فلا يقولها المأموم ويكتفي المأموم بقوله ربنا ولك الحمد.[4]

حكم نسيان قول ربنا ولك الحمد

إنّ حكم نسيان قول ربّنَا ولكَ الحَمدُ يعتمد في الأصل على حكم هذه العبارة، فلو كان المُصلي آخذًا بسنيتهما فإنّ الصلاة لا تبطل بتركهما حتى ولو تركهما عمدًا، ويُسن عند بعض أهل العلم السجود فيحال تركهما المصلي سهوًا، أمّا بالنسبة لمن اعتبرها وجوبًا أي مذهب الإمام أحمد بن حنبل فإن تركهما عمدًا وهو يعلم بوجوبهما فإنّ صلاته تبطل، أمّا لو تركهما سهوًا فيجبرها السجود، والله أعلم.[5]

شاهد أيضاً: حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي

هل قول ربنا ولك الحمد واجب عند المالكية

إنّ قول ربنا ولك الحمد ليس واجبًا عند المالكية بل إنّه عند المالكية مسنون فهو من جمهور العلماء الذين قالوا بسنيتها، أمّا المذهب الحنبلي فهو على القول بواجب قول ربا ولك الحمد في الصلاة، وقد أخذ بهذا الراي الإمام ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله، لما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: “كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا قامَ إلى الصَّلاةِ يُكبِّرُ حينَ يقومُ، ثم يُكبِّرُ حينَ يركَعُ، ثم يقولُ: سمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، حين يرفَعُ صُلْبَه مِن الرُّكوعِ، ثم يقولُ وهو قائمٌ: ربَّنا ولك الحمدُ”.[6]

إلى هنا يكون قد انتهى مقال ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع ووصل إلى ختامه وتحدثنا عن بعض الأمور الهامة التي لها علاقة بقول ربّنَا ولكَ الحَمدُ في أثناء الصلاة، وكيف يُمكن أن يقولها المسلم في حال كان منفردًا أو مأمومًا أو نحوه.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، موضع قول: ربنا ولك الحمد، 31/03/2023
  2. ^ صحيح البخاري، البخاري، رفاعة بن رافع، 799 ، صحيح
  3. ^ islamweb.net، (ربنا ولك الحمد) من الأذكار الثابتة بعد الرفع من الركوع، 31/03/2023
  4. ^ al-maktaba.org، أرشيف ملتقى أهل الحديث، 31/03/2023
  5. ^ islamweb.net، مذاهب العلماء في قول: سمع الله لمن حمده أو ربنا ولك الحمد، 31/03/2023
  6. ^ dorar.net، المطلب الأوَّلُ: حُكمُ التَّسميعِ والتَّحميدِ، 31/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *