ما هو حكم قول يا ساتر عند الخوف أو الحزن

ماذا تعني كلمة يا ساتر

لقد ورد في معجم المعاني للغة العربية أنّ عبارة يا ساتر برمّتها تعني الاستجارة بالله سبحانه وتعالى بأن يستر أو ينجي من المصائب كلها وأن يرفع العبد من هذا الموقف الذي يعيشه ويستره بستره وينجيه بنجاته ويرحمه برحمته، هذا هو المعنى المرجو من لفظة يا ساتر كما ذكر اللغويون والمحققون.^[1]

شاهد أيضاً: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

حكم قول يا ساتر

إنّ حكم قول يا ساتر من باب الإخبار عن الله تبارك وتعالى فإنّه جائز لا بأس لأنّ باب الإخبار عن الله أوسع من باب أسمائه، فأسماء الله سبحانه وتعالى توقيفية أي لا يُمكن لأحد أن يزيد عليها ولكن باب الصفات أوسع وأعم، فلا حرج من الإخبار عن الله بأنّه ساتر يستر الذنب ويستر الخطيئة ويعفو عن الناس، وقد ورد أنّ الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- كان يقول: “يا دليل الحيارى دلني على طريق الصالحين”، ولم يرد أنّ من أسماء الله سبحانه دليل الحيارى لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة.^[2]

هل ساتر اسم للشيطان

إنّ الساتر هو ليس اسمٌ من أسماء الشيطان لا من ناحية مدلول اللفظة ولا من ناحية المعنى، وذلك لنّ الشيطان أبعد ما يكون عند الستر أو الخيرات بل هو عدو الإنسان المُبين، قال تعالى في صف الشيطان في القرآن الكريم: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ}،^[3] وهذه الصفات أبعد ما تكون عن لفظة الساتر التي تُعرف في اللغة العربية بالإخفاء أي إخفاء الذنب وستره عن أعين الناس.^[4]

شاهد أيضاً: حكم قول يحلها الف حلال ابن عثيمين

حكم قول يا ساتر ابن باز

ذكر فضيلة الشيخ ابن باز أنّه لا بأس للمسلم أن يقول يا ساتر حين يعتريه أمر أو نحوه، وقال في تفصيل الفتوى:^[5]

“لا أعلم فيه شيء؛ لأن في المعنى: هو الساتر وهو الستار سبحانه، لكن لم يرد في الآيات ولا في الأحاديث اسم الساتر والستّار، لكن هذه الأسماء يُوصف بها من غير أن تُعد في أسمائه كالموجود والشيء والذات، له ذات مقدسة وهو شيء عظيم وهو موجود عظيم له الأسماء الحسنى، لكن لا يعد في أسمائه الذات والموجود والشيء، وهكذا الساتر والستّار لا نعلم فيها حديثًا صحيحًا، لكن ورد (الستّير) (حيِّي ستِّير) بمعنى الستّار وبمعنى الساتر ، لكنها صفة مبالغة”.

حكم قول يا ساتر ابن عثيمين

إنّ حكم قَولُ يا سَاتِر في الإسلام جائز على رأي الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ويُعرج في قوله بأنّ الساتر هو صفة من صفات الله تبارك وتعالى وليس اسمٌ من أسمائه وذلك لأنّ الله هو الذي يستر للعباد، ولو أراد العبد شيئًا أعمّ من الستر فليقل يا رحمن لأنّ الرحمة أعمّ ممن الستر وكذلك فإنّها تشملها، والله أعلم.^[6]

شاهد أيضاً: حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي

حكم قول يا ساتر الألباني

لم يأت الشيخ الألباني على ذكر شيء من حكم قول الله يا ساتر ولكن غالبية أهل العلم والجماعة على أنّ هذه اللفظة لا شيء فيها ولكن يجب أن يعلم المسلم على وجه تامٍ أنّ الساتر ليس اسمٌ من أسماء الله تبارك وتعالى بل هو صفة من صفاته، لأنّ أسماء الله تعالى هي توقيفية كما ذُكر آنفًا، والله أعلم.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال ما هو حكم قول يا ساتر عند الخوف أو الحزن وذكرنا معلومات هامة وتفصيلية حول كلمة يا ساتر وما يُمكن أن يقوله المُسلم حال ضاقت عليه الأرض بما رحُبت ونحو ذلك من المعلومات الأخرى التي لا يسع المسلم جهلها.