هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية

هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية
هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية

هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية ، من المعلومات التي يجهلها كثير من المسلمين، حيث أنَّ النية في الإسلام متربطة بمختلف العبادات والطاعات، ولذلك يحرص كثيرون على أن تكون النية حاضرة من أجل صيام اليوم التالي، ويجب على المسلم الإحاطة بمثل هذه المعلومات حتى لا يقع في الخطأ ويضيع صيامه، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن شهر شعبان في الإسلام، ونتعرف على حكم صيام النصف من شبعان بدون نية، وعلى حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان والنصف الأول، وفضل صيام شعبان وغير ذلك.

شهر شعبان في الإسلام

إنَّ شهر شعبان واحد من شهور السنة الهجرية المعتمدة في التقويم الإسلامي، وهو الشهر الثامن ضمن ترتيب الأشهر الهجرية، حيث يأتي قبل شهر رمضان المبارك وبعد شهر رجب، وقد جاءت أقوال وآراء عديدة في سبب تسمية شهر شعبان بهذا الاسم، حيث قيل أنَّ سبب هذه التسمية هو أنَّ العرب كانوا يتشعبون في الصحراء بمعنى يتفرقون وذلك من أجل البحث عن الماء أو من أجل خوض الحروب والمعارك بعد أن حرمهم شهر رجب من ذلك لأنه يعدُّ من الأشهر الحرم وفي هذه الأشهر يكون القتال محرمًا، وقد حظيَ شهر شعبان بأهمية كبيرة وفضائل عظيمة في الإسلام بسبب ما ورد من أحاديث في السنة النبوية تدل على ذلك، كما أنَّ شهر شعبان يضم ليلة النصف من شعبان التي يحتفل بها المسلمون ويعظمونها ما ورد فيها من أحاديث تعظم شأنها.[1]

شاهد أيضًا: حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية

ذهب كثير من الفقهاء والعلماء في الإسلام إلى أنَّ صيام التطوع لا يحتاج إلى نية، وقد ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّه لا يشترط النية لصيام التطوع، ولكن يشترط أن لا يكون قد وقع ما ينافي الصوم قبل النية مثل الطعام والشراب وغيرها من المفطرات، وقد استندوا في ذلك إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ”،[2] وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعلون مثله، فإذا أصبح أحدهم ولم يجد ما يأكله ينوي الصيام إذا لم يكن قد أكل شيئًا بعد الفجر وحتى وقت العزم على صيام التطور، وهذا بخلاف صيام الفرض الذي يحتاج إلى نية، ولذلك فإنَّ صيام النصف من شعبان بدون نية جائز عند من يبيح صيام النصف من شعبان، لأن بعض الفقهاء أشاروا إلى عدم جواز تخصيص يوم النصف من شعبان للصيام، لأنه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن يمكن صيام ثلاثة أيام البيض من شهر شعبان: وهي اليوم 13 واليوم 14 واليوم 15 من الشهر، كونها مستحبة في شهر شعبان وفي جميع الشهور، وقد فصل شيخ الإسلام ابن تيمية في موضوع نية صيام التطوع حيث قال:[3]

“وأما القول الثالث فالفرض لا يجزئ إلا بتبييت النية، كما دلَّ عليه حديث حفصة وابن عمر رضي الله عنهم، لأن جميع الزمان فيه الصوم، والنية لا تنعطف على الماضي، وأما النفل فيجزئ بنية من النهار كما دل عليه قوله “إني إذاً صائم” كما أن الصلاة المكتوبة يجب فيها من الأركان ـ كالقيام والاستقرار على الأرض ـ ما لا يجب في التطوع توسيعًا من الله على عباده في طرق التطوع، فإن أنواع التطوعات دائمًا أوسع من أنواع المفروضات”.

حكم صيام النصف الأول من شعبان

يستحب صيام أكثر شهر شعبان كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان شهر شعبان أكثر شهر يصوم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حسب ما ورد من أحاديث صحيحة عن السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، فقد ورد في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “ان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَصومُ حتى نقولَ: لا يُفطِرُ، ويُفطِرُ حتى نقولَ: لا يصومُ، وما رأيتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صِيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رَمضانَ، وما رأيتُه في شَهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شَعبانَ”،[4] ولذلك لا بأس في صيام النصف الأول من شهر شعبان، ويفضل أن يوصلها المسلم مع أيام من النصف الثاني حتى يقتدي بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك.[5]

شاهد أيضًا: أحاديث صحيحة عن ليلة النصف من شعبان

حكم صيام النصف الثاني من شعبان

تفرق الفقهاء من أهل العلم في مذاهب شتى فيما يخصُّ حكم صيام النصف الثاني من شهر شعبان، ولكن يمكن القول بأنَّه إذا كان المسلم قد اعتاد على صيام أيام معينة من الشهر مثل يصوم يومًا ويفطر يومًا أو أن يصوم الإثنين والخميس أو إذا كان عليه قضاء ما فاته من أيام من شهر رمضان الفائت أو إذا كان عليه نذر صيام، فلا حرج في صيام النصف الثاني من شهر شعبان، أما إذا لم يكن للمسلم عادة في الصيام قبل شعبان ولم يكن عليه نذر ولا قضاء من رمضان فإنه لا يشرَع له أن يبتدئ الصيام في النصف الثاني من شهر شعبان ولا في آخر أسبوع منه، إذ نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك في العديد من الأحاديث النبوية، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا انْتَصَفَ شَعْبَانُ فَلا تَصُومُوا”،[6] ومنها أيضًا الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَا يَتَقَدَّمَنَّ أحَدُكُمْ رَمَضَانَ بصَوْمِ يَومٍ أوْ يَومَيْنِ، إلَّا أنْ يَكونَ رَجُلٌ كانَ يَصُومُ صَوْمَهُ، فَلْيَصُمْ ذلكَ اليَومَ”،[7] ولذلك يجوز صيام النصف الثاني من شهر شعبان إذا وصله المسلم بصيام النصف الأول أو بعض أيامه، حسب ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله، إذ كان يصوم أكثر أيام شهر شعبان كما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم.[5]

‎‌حكم صيام يوم الشك

ذهب الفقهاء إلى أنه إذا كانت للمسلم عادة في الصيام قبل شهر شعبان مثل صوم الإثنين والخميس أو يصوم يومًا ويفطر يومًا، وجاء شهر شعبان ووافق آخر يوم الشك من شهر شعبان عادته في الصيام تلك، فيجوز له الصيام ولا حرج في ذلك حسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، ولكن إذا لم يوافق ذلك عادته فلا يجوز ذلك حسب بعض الفقهاء، لأنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد نهى عن ابتداء النصف الثاني من شهر شعبان بالصيام حسب بعض الأحاديث، وقد فصل الإمام المناوي رحمه الله تعالى في كتابه “فيض القدير” في أقوال العلماء في صيام يوم الشك، وأشار إلى وجود أربعة أقوال في صيام التطوع في النصف الثاني من شهر شعبان وهي فيما يأتي سيتم إدراجها بالتفصيل:[5]

  • القول الأول: ذهب أصحاب هذا القول إلى جواز الصيام في النصف الثاني من شعبان بشكل مطلق سواء صام المسلم يوم الشك أو صام ما قبله معه، وسواء صام جميع النصف أو فصل بينها بإفطار يوم، أو أفرد يوم الشك بالصوم أو غيره من هذه الأيام من شهر شعبان.
  • القول الثاني:  ذهب إلى هذا القول أئمة الفتوى كما أشار إلى ذلك الإمام ابن عبد البر رحمه الله وهو أنه لا بأس في صيام الشك تطوعًا.
  • القول الثالث: ذهب أصحاب هذا القول إلى عدم جواز الصيام في النصف الثاني من شعبان سواء يوم الشك أو ما قبله، إلا إذا  وصل المسلم الصيام ببعض أيام النصف الأول من شعبان، أو إذا وافق له عادة في الصيام.
  • القول الرابع: يشير هذا القول إلى تحريم صيام يوم الشك فقط من النصف الثاني من شعبان، ولكن لا بأس في صيام غيره من الأيام في النصف الثاني من شعبان، وهذا ما ذهب إليه أكثر الفقهاء والمحدثين.

شاهد أيضًاحكم الاحتفال بالمولد النبوي في المذاهب الاربعة

فضل صيام شعبان

وردت العديد من الأحاديث الصحيحة التي تحثُّ المسلمين على صيام شهر شعبان وتبين فضل صيامه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شكّ بأنَّ شعبان يأخذ مكانة عظيمة في نفوس المسلمين كونه يأتي قبل رمضان وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الصيام فيه، وقد أوضحت الأحاديث الصحيحة أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم في شعبان، بل وكان شهر شعبان أكثر شهر يصومه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يحذر المسلمين من الغفلة عن شهر شعبان قبل رمضان، ففي الحديث الصحيح عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ” لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الشَّهْرِ مِنَ السَّنَةِ أَكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ وَكانَ يقولُ: خُذُوا مِنَ الأعْمَالِ ما تُطِيقُونَ، فإنَّ اللَّهَ لَنْ يَمَلَّ حتَّى تَمَلُّوا وَكانَ يقولُ: أَحَبُّ العَمَلِ إلى اللهِ ما دَاوَمَ عليه صَاحِبُهُ، وإنْ قَلَّ”،[8] وأشار في الحديث أنَّه في شهر شعبان ترفع الأعمال إلى الله تعالى، وكان يحب النبي عليه الصلاة والسلام أن تُرفع أعماله إلى الله تعالى وهو صائم، ففي الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله تعالى عنه قال: “يا رسولَ اللَّهِ ! لم ارك تَصومُ شَهْرًا منَ الشُّهورِ ما تصومُ من شعبانَ ؟ ! قالَ : ذلِكَ شَهْرٌ يَغفُلُ النَّاسُ عنهُ بينَ رجبٍ ورمضانَ ، وَهوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ ، فأحبُّ أن يُرفَعَ عمَلي وأَنا صائمٌ”،[9]  ولذلك يستحب الصيام في شهر شعبان لأنه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم.[10]

حكم من نوى صيام التطوع ثم أفطر

اختلف الفقهاء في حكم من نوى الصيام للتطوع ثم أفطر هل عليه كفارة أم قضاء، أم ليس عليه شيء، وذلك حسب الأدلة الواردة من الأحاديث النبوية الشريفة، وحسب رؤية كل فريق لها وتفسيرها، وفيما يأتي سيتم ذكر هذه الأقوال بالتفصيل:[11]

القول الأول

ذهب أصحاب هذا القول ومنهم الحنابلة والشافعية إلى أنه لا حرج على المسلم إذا نوى الصيام تطوعًا ثمَّ أفطر، وقد استندوا في ذلك إلى حديث أم هانئ رضي الله عنها أنها قالت: “لمَّا كانَ يومُ الفتحِ فتحُ مكةَ جاءتْ فاطمةُ فجلستْ عن يسارِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ وأمُّ هانئٍ عنْ يمينِه قالتْ فجاءتْ الوليدةُ بإناءِ فيهِ شرابٌ فناولتُهُ فشربَ منه ثمَّ ناولَه أمَّ هانئٍ فشربتْ منهُ فقالتْ يا رسولَ اللهِ لقدْ أفطرتُ وكنتُ صائمةً فقال لها أكنتِ تقضينَ شيئًا قالتْ لا قالَ فلا يضرُّكِ إنْ كانَ تطوعًا”،[12] ويقول الشيخ ابن عثيمين في ذلك أيضًا: “إذا كان الإنسان صائما صيام نفل وحصل له ما يقتضي الفطر فإنه يفطر ، وهذا هو الذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى الله عليه وسلم جاء إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فقال : ( هل عندكم شيء ؟ ) فقالت : أهدي لنا حيس فقال : ( فأرينيه فلقد أصبحت صائما ). فأكل منه صلى الله عليه وسلم ، وهذا في النفل ، وليس في الفرض”، وهذا هو القول الراجح والله أعلم.

القول الثاني

ذهب أصحاب هذا القول إلى أنَّ يجب على المسلم أن يكمل صيام التطوع إذا نوى، وإذا أفطر المسلم في صيام التطوع يجب أن يقضيه ويصوم بدلًا عنه يومًا آخر، واستدلوا على ذلك بالحديث الذي ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “أهدي لي ولحفصة طعام وكنا صائمتين فأفطرنا ثم دخل رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم فقلنا له يا رسول اللهِ إنا أهديت لنا هدية فاشتهيناها فأفطرنا فقال رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم لا عليكما صوما مكانه يوما آخر”،[13] ولكن العديد من المحدثين ضعفوا هذا الحديث، ولذلك لم يأخذ به كثير من الفقهاء.

شاهد أيضًا: أسرار ليلة النصف من شعبان حكم الاحتفال بها

ما حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

اختلفت المذاهب الإسلامية في حكم الاحتفال بإحياء ليلة النصف من شعبان أو تخصيص شيء من العبادات والطاعات فيها، رغم أنها وردت في فضل ليلة النصف من شعبان العديد من الأحاديث النبوية، ولكن جميعها كانت أحاديث ضعيفة أو موضوعة باطلة لا يصح الاستناد إليها حسب كثير من الفقهاء والمحدثين، وقد قال الشيخ أحمد شاكر في ذلك: ” لا فرقَ بين الأحكام وبين فضائل الأعمال ونحوها في عدم الأخذ بالرواية الضعيفة، بل لا حجةَ لأحدٍ إلا بما صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث صحيحٍ أو حسنٍ”، ولذلك يرون أنَّه لا يجوز إحياء ليلة النصف من شعبان ولا نهارها، لأن ذلك بدعة محدثة لا أصل لها في الدين، وقد ورد في الحديث الصحيح عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إنه من يعِشْ منكم بعدِي فسيرَى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديينَ من بعدِي تمسَّكوا بها، وعضُّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ، فإن كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ”،[14] ولذلك لم يبيحوا الاحتفال بها،[15] لكن ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم بمن فيهم فقهاء المذاهب الأربعة إلى جواز الاحتفال بإحياء ليلة النصف من شعبان، وذهبوا إلى استحباب قيام ليلة النصف من شعبان مثل غيرها من الليالي، وذلك بناءً على ما ورد من أحاديث في فضل ليلة النصف من شعبان، واستدلوا لها رغم ضعفها كون ذلك جائز عندهم في فضائل الأعمال، كما في الحديث الذي رويَ عن السيدة عائشة رضي الله عنها وقالت فيه:[16]

أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أعوذُ بعفوِك من عقابِك ، وأعوذُ برضاك من سخَطِك ، وأعوذُ بك منك إليك ، لا أُحصي ثناءً عليك ، أنت كما أثنيتَ على نفسِك فلما رفع رأسَه من السُّجودِ وفرغ من صلاتِه قال : يا عائشةُ ! – أو يا حُمَيراءُ ! – أظننتِ أنَّ النبيَّ قد خاس بك ؟ قلتُ لا : واللهِ يا رسولَ اللهِ ! لكني ظننتُ أنك قُبِضْتَ لطولِ سُجودِك . فقال : أتدرين أيَّ ليلةٍ هذه ؟ قلتُ : اللهُ ورسولُه أعلمُ . قال : هذه ليلةُ النِّصفِ من شعبانَ ، إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يطَّلِعُ على عبادِه في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ ، فيَغفِرُ للمستغفِرين ، ويرحمُ المسترحِمين ، ويؤخِّرُ أهلَ الحِقد كما هم”.[17]

في ختام مقال هل يجوز صيام النصف من شعبان بدون نية تعرفنا على شهر شعبان في الإسلام وتعرفنا على حكم صيام النصف من شعبان بدون نية، وتعرفنا على حكم صيام النصف الأول من شعبان والنصف الثاني، كما تمَّ إدراج فضل صيام شهر شعبان، وحكم من نوى صيام التطوع ثم أفطر، وأخيرًا حكم الاحتفال بإحياء ليلة النصف من شعبان.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل صيام نصف من شعبان بدعة ؟
اختلف الفقهاء في صيام النصف من شعبان، ولكن ذهب كثير من الفقهاء إلى أنَّ تخصيص صيام يوم 15 من شعبان وحده للصيام بدعة لا أصل في الشرع، ولم يفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا صحابته من بعده، ولم يرد في صيامها أيَّ حديث صحيح، ولذلك لا يجوز للمسلم أن يخصص شيئًا من العبادات والطاعات فيما لم يرد فيه نص صريح وصحيح، ولكن يمكن صيام الأيام البيض من شهر شعبان بما فيها يوم النصف من شعبان وهي: يوم 13 ويوم 14 ويوم 15، لأن صيامها مستحب في شهر شعبان وفي بقية الشهور، وبذلك يصوم المسلم معها النصف من شعبان وينال الأجر من الله تعالى.
هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردا ليلة النصف من شعبان؟
إنَّ تخصيص يوم النصف من شعبان بالصيام غير مشروع في الإسلام كما سبق، وذلك لأنه لم يرد نص صريح وصحيح في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد أن أحدًا من الصحابة خصص هذا اليوم للصيام، ولكن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم أكثر شهر شعبان حسب الأحاديث الصحيحة، ولذلك إذا وافق يوم الجمعة عادة المسلم في الصيام قبل شعبان كأن يصوم يومًا ويفطر يومًا، ووافقت عادته يوم الجمعة في النصف من شعبان فلا حرج في ذلك، أمَّا إذا لم تكن له عادة، وخصص فقط يوم النصف من شعبان للصيام فهذا لا يشرع حسب الراجح من الأقوال والله تعالى أعلم.
كيف ننوي صيام شعبان؟
ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّ صيام التطوع لا يشترط فيه النية، ولذلك يعقد المسلم على العزم ويصوم يومه، وحتى لو لم يكن ينوي الصيام، ولكن يشترط ألا يكون قد قام بفعل يبطل الصيام مثل الأكل والشرب، وقد ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت فيه: " دَخَلَ عَلَيَّ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ذَاتَ يَومٍ فَقالَ: هلْ عِنْدَكُمْ شيءٌ؟ فَقُلْنَا: لَا، قالَ: فإنِّي إذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللهِ، أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقالَ: أَرِينِيهِ، فَلقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فأكَلَ"، وهذا دليل على جواز صيام التطوع بدون نية.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، شعبان، 01/03/2023
  2. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 1154، صحيح
  3. ^ islamweb.net، لا حرج في عدم تبييت النية في صوم التطوع.، 01/03/2023
  4. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 1156، صحيح
  5. ^ islamweb.net، صيام النصف الثاني من شعبان، 01/03/2023
  6. ^ صحيح الترمذي، أبو هريرة، الألباني، 590، صحيح
  7. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 1914، صحيح
  8. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 782، صحيح
  9. ^ صحيح النسائي، أسامة بن زيد، الألباني، 2356، حسن
  10. ^ islamonline.net، صيام شهر شعبان حكمه وفوائده، 01/03/2023
  11. ^ islamqa.info، إذا شرع في صيام نفل ثم أفطر هل يلزمه قضاؤه، 01/03/2023
  12. ^ صحيح أبي داود، أم هانئ، الألباني، 2456، صحيح
  13. ^ سنن أبي داود، عائشة أم المؤمنين، أبو داود، 2457، سكت عنه
  14. ^ مجمع الفتاوى لابن عثيمين، العرباض بن سارية، ابن عثيمين، 227، صحيح
  15. ^ binbaz.org.sa، حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان، 01/03/2023
  16. ^ aliftaa.jo، حكم إحياء ليلة النصف من شعبان، 01/03/2023
  17. ^ ضعيف الترغيب، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 622، ضعيف

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *