هل يجوز للرجل ان يغسل زوجته وهل يجوز للزوج دفن زوجته

هل يجوز للرجل ان يغسل زوجته وهل يجوز للزوج دفن زوجته
هل يجوز للرجل ان يغسل زوجته

هل يجوز للرجل ان يغسل زوجته وهل يجوز للزوج دفن زوجته، معلومات دينية يجهلها كثير من الناس وتثير دائمًا خلطًا بين المسلمين، ومن الضروري أن يتعرف المسلم على مثل هذه المعلومات الدينية حتى لا يقع فيما لا يرضي الله تعالى، وأن يتمكن من القيام بالطاعات والعبادات وفق ما أمر به الله تعالى، وسوف نتعرف في هذا المقال على معلومات عن غسل الميت في الإسلام، وعلى حكم غسل الزوج لزوجته المتوفاة، وحكم غسل الزوج لزوجته من الجنابة وحكم دفن الزوج لزوجته وغيرها من الأحكام المتعلقة.

غسل الميت في الإسلام

يعدُّ غسل الميت في الإسلام فرض كفاية، وفرض الكفاية هو ما يكفي أن يقوم به بعض المسلمين، فإذا قام به بعض المسلمين سقط الإثم عن جميع المسلمين وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع، وقد استند الفقهاء في هذا الحكم إلى ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أمر المسلمين بغسل الموتى، ويغسل الميت كما يغسل الحي من رأسه حتى أخمص قدميه، والواجب في غسل الميت أن يعمَّم بالماء مرة واحدة على جميع جسده، ولكن الأفضل والمستحب سنةً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبدأ الغسل بمواضع الوضوء، فيتمُّ مسح أسنان الميت ثم تنظيف أنفه ثم يغسل وجهه ثلاث مرات، بعد ذلك يتم غسل الذراعين والمرفقين ثلاث مرات أيضًا، ثم يتم مسح رأسه وأذنيه، وتغسل قدميه، ثم يصب على رأسه الماء ثلاث مرات، ويفيض الماء على جسمه بعد ذلك بدءًا بالجانب الأيمن ثم الجانب الأيسر، ويستحب أن يكرر ذلك ثلاث مرات أيضًا على الجسم، أو خمس مرات وهذا أفضل، والله تعالى أعلم.[1]

شاهد أيضًا: هل يشعر الميت برمضان وهل يكون للميت شعور بالوقت

هل يجوز للرجل ان يغسل زوجته

إنَّ الرجل يجوز له أن يغسل زوجته المتوفاة في الإسلام وليس عليه حرج في ذلك، حتى لو لم يدخل بها وحتى لو كانت المرأة في عدة الطلاق الرجعي، وقد دلَّ على جواز غسل الزوج لزوجته كثير من الأحاديث النبوية الصحيحة، فقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “رجَعَ إليَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ يومٍ مِن جِنازةٍ بالبَقيعِ، وأنا أجِدُ صُداعًا في رَأْسي، وأنا أقولُ: وارَأْساهُ، قال: بلْ أنا وارَأْساهُ، ثم قال: ما ضَرَّكِ لو مِتِّ قَبْلي، فغَسَّلتُكِ وكَفَّنتُكِ، ثم صَلَّيتُ عليكِ، ودَفَنتُكِ”،[2] وقد نسب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الفعل لنفسه، وهذا يدل على جواز غسل الرجل الزوجته، وفي حديث آخر عن أسماء بنت عميس رضي الله عنه أنها قالت: أَنَّ فَاطِمَةَ رضي الله عنها أَوْصَتْ أَنْ يُغَسِّلَهَا عَلِيٌّ رضي الله عنه”،[][3] وهذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أهل العلم، وقد ورد عن النووي رحمه الله تعالى قوله:[4]

“وأما غسله زوجته فجائز عندنا , وعند جمهور العلماء , حكاه ابن المنذر عن علقمة وجابر بن زيد وعبد الرحمن بن الأسود …ومالك والأوزاعي وأحمد وإسحاق ، وهو مذهب عطاء وداود وابن المنذر وقال أبو حنيفة والثوري : ليس له غسلها ، وهو رواية عن الأوزاعي واحتج لهم بأن الزوجية زالت فأشبه المطلقة البائن”.

هل يجوز للزوج لمس زوجته بعد وفاتها

بما أنَّ غسل الزوج لزوجته بعد وفاتها جائز، فهذا يدل على جواز لمس الزوج لزوجته ولا حرج عليه في ذلك، وقد دلت العديد من الأحاديث على جواز غسل الرجل لزوجته وهي أحاديث صحيحة وثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولو لم يكن لمس الزوجة بعد وفاتها جائزًا لم يجز غسلها من قبَل الزوج، ولذلك لا حرج على المسلم إذا توفيت زوجته أن يلمسها أو يلمس يديها أو بقية جسدها والله تعالى أعلم.[4]

شاهد أيضًا: تفسير حلم الجلوس مع الميت والتحدث معه

هل يجوز للزوج تقبيل زوجته المتوفاة

يجوز للرجل أن يقبل زوجته بعد وفاتها، ولم يرد في الإسلام أي دليل يمنع ذلك، بل وردت العديد من الأحاديث التي تشير إلى مشروعية تقبيل الميت توديعًا له وحزنًا عليه، فقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قبَّلَ عُثمانَ بنَ مَظعونٍ وهو مَيِّتٌ، ودُموعُه تَسيلُ على خَدِّ عُثمانَ بنِ مَظعونٍ”،[5] وهذا يدل على إباحة تقبيل الميت، والزوج والزوجة مباح لهما ملامسة بعضهما في الحياة الدنيا وتقبيل بعضهما وأكثر من ذلك، ويجوز للزوجين أن يغسل أحدهما الآخر، وهذا يدل أيضًا على جواز تقبيل الزوج لزوجته المتوفاة والعكس أيضًا، وهو جواز تقبيل الزوجة لزوجها المتوفاة.[6]

هل يجوز للرجل أن يغسل أمه

يجوز للابن أن يغسل أمه بعد وفاتها إذا لم يكن هناك أية امرأة من النساء يجوز لها أن تغسلها، وفي هذه الحالة يغسلها من فوق ثوب ولا ينظر إلى جسدها ولا يباشر جسدها بيديه، إذ يمكن أن يلف يديه بخرقة وما شابه ذلك ويغسلها، ولكن إذا وجدت من النساء من يجوز لها أن تغسلها لا يجوز له أن يغسلها حسب جمهور الفقهاء من أهل العلم، ويشير ابن قدامة الحنبلي إلى هذا الحكم في قوله: “فإن دعت الضرورة إلى ذلك بأن لا يوجد من يغسل المرأة من النساء، فقال مهنا: سألت أحمد عن الرجل يغسل أخته إذا لم يجد نساء قال: لا. قلت: فكيف يصنع؟ قال: يغسلها وعليها ثيابها، يصب عليها الماء صباً. قلت لأحمد: وكذلك كل ذات محرم تغسل وعليها ثيابها؟ قال: نعم. وقال الحسن ومحمد ومالك: لا بأس بغسل ذات محرم عند الضرورة”.[7]

هل يجوز للزوج أن يغسل زوجته من الجنابة؟

يجوز للرجل أن يغسل زوجته من الجنابة ولا حرج عليه في ذلك، كما يجوز للزوجة أن تغسل زوجها من الجنابة، فقد أجمع الفقهاء من أهل العلم أنّه لا يوجد أن جزء في جسد الزوجين محرم على الآخر، ولا يوجد أي جزء في الزوجة يعد عورة بالنسبة للزوج وكذلك بالنسبة للزوجة، ويحل لهما النظر لبعضهما بالمطلق، وملامسة بعضهما وفي كل الأجزاء ولا حرج في ذلك حتى ملامسة الفرج، وبما أنّ مس الزوج لزوجته مباح يجوز له أن يغسل زوجته من الجنابة، وقد ثبت في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا ورسول الله – صلى الله عليه وسلم- من إناء – بيني وبينه – واحد؛ فَيُبَادِرُنِي حتى أَقُولَ: دَع لي دَع لي”،[8] وهذا دليل قوي على جواز غسل الزوج لزوجته من الجنابة والله تعالى أعلم.[9]

هل يجوز للزوجة أن تغسل زوجها

يجوز للزوجة أيضًا أن تغسل زوجها بعد وفاته ولا حرج عليها في ذلك، كما يجوز للزوج أن يغسل زوجته، وقد دلَّ على ذلك حديث السيدة عائشة رضي الله عنها حيث قالت: “لمَّا أرادوا غسلَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ قالوا : واللَّهِ ما ندري أنُجرِّدُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من ثيابِهِ كما نجرِّدُ مَوتانا ، أم نَغسلُهُ وعلَيهِ ثيابُهُ ؟ فلمَّا اختَلفوا ألقى اللَّهُ عليهمُ النَّومَ حتَّى ما منهم رجلٌ إلَّا وذقنُهُ في صَدرِهِ ، ثمَّ كلَّمَهُم مُكَلِّمٌ من ناحيةِ البيتِ لا يَدرونَ من هوَ : أن اغسِلوا النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ وعلَيهِ ثيابُهُ ، فقاموا إلى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فغسَلوهُ وعلَيهِ قميصُهُ ، يصبُّونَ الماءَ فوقَ القميصِ ويدلِّكونَهُ بالقَميصِ دونَ أيديهم ، وَكانت عائشةُ تقولُ : لو استَقبلتُ من أمري ما استدبرتُ ، ما غسَلَهُ إلَّا نساؤُهُ”،[10] ودل قول السيدة عائشة رضي الله عنها جواز تغسيل الزوجة لزوجها بعد وفاته والله تعالى أعلم.[4]

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز للرجل ان يغسل زوجته وهل يجوز للزوج دفن زوجته وقد تعرفنا على غسل الميت في الإسلام، كما تعرفنا على حكم تغسيل الزوج لزوجته المتوفاة، كما عرفنا حكم تقبيل الزوج لزوجته الميتة، وحكم غسل الزوجة لزوجها، كما عرفنا حكم غسل الرجل لأمه المتوفاة وغير ذلك من المعلومات والأحكام المتعلقة.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa، صفة غسل الميت وتكفينه، 20/04/2023
  2. ^ تخريج المسند لشعيب، السيدة عائشة، شعيب الأرناؤوط، 25908، حسن
  3. ^ نيل الأوطار، أسماء بنت عميس، الشوكاني، 35، إسناد حسن
  4. ^ islamqa.info، حكم غسل أحد الزوجين للآخر بعد الوفاة، 20/04/2023
  5. ^ تخريج سير أعلام النبلاء، السيدة عائشة، شعيب الأرناؤوط، 159، حسن بشاهده
  6. ^ islamweb.net، الدليل على جواز تقبيل الزوج لزوجته الميتة، 20/04/2023
  7. ^ islamweb.net، هل يجوز للابن أن يغسل أمه بعد موتها، 20/04/2023
  8. ^ صحيح مسلم، السيدة عائشة، مسلم، 321، صحيح
  9. ^ islamway.net، هل يجوز للزوج أن يغسل زوجته من الجنابة، 20/04/2023
  10. ^ صحيح أبي داود، السيدة عائشة، الألباني، 3141 ، حسن

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *