عناصر المقال
هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين وخصوصًا في شهر رمضان المبارك، حيث يقيم كثيرون خارج بلدانهم سواء من أجل العمل أو غيرها ويرغبون بإخراج الزكاة في بلدهم، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن أحكام زكاة الفطر وحكمها في الإسلام، وحكم إخراج زكاة الفطر للمغترب في بلده، وأقوال العلماء في حكم إخراج زكاة الفطر في غير بلد المزكي، وحكم تكليف شخص آخر بإخراج زكاة الفطر، وغيرها من التفاصيل.
أحكام زكاة الفطر
إنَّ زكاة الفطر في الإسلام تعدُّ فريضة على مسلم صغيرًا كان أو كبيرًا ذكرًا أو أنثى، وترتبط بشهر رمضان المبارك، ومن شروطها حتى تجب على المسلم أن يدرك شيئًا من رمضان قبل غروب شمس آخر يوم منه وان يدرك أول جزء من شوال، وبذلك تجب عليه زكاة الفطر، وقد استند الفقهاء في حكمها على الحديث الذي ورد عن الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ”،[1]ومن المعروف أن وقت إخراج زكاة الفطر يبدأ من بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان ويستمر حتى صلاة عيد الفطر، وقد أجاز كثير من الفقهاء إخراجها من أول شهر رمضان، وهي طهور للصائم ومساعدة للفقراء حتى لا يضطروا للسؤال في يوم العيد كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، يجب على المسلم أن يخرج زكاة الفطر عن كل شخص يعوله وينفق عليه من أسرته، ويقدمها إلى الفقراء والمحتاجين.[2]
هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده
اختلف الفقهاء في حكم إخراج زكاة الفطر في غير البلد التي يقيم فيها المزكي، ولكن الراجح أنه يجوز للمسلم المغترب أن يخرج زكاة الفطر في بلده، ولا حرج عليه في ذلك، رغم أن الأحوط كما أشار البعض أن يخرجها في البلد الذي يقيم فيه، وقد استند في الفقهاء في ذلك على حديث عطاء والد إبراهيم الذي ورد فيه: “أنَّ زيادًا – أو بعضَ الأمراءِ – بعثَ عِمرانَ بنَ حُصَيْنٍ على الصَّدقةِ ، فلمَّا رجعَ قالَ لعمرانَ : أينَ المالُ ؟ قالَ : ولِلمالِ أرسلتَني ، أخَذناها مِن حيثُ كنَّا نأخذُها على عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ووَضعناها حيثُ كنَّا نَضعُها علَى عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ”،[3] ولذلك يجوز إخراجها ولا حرج في ذلك.[4]
حكم إخراج الزكاة في غير البلد المقيم فيها المذاهب الأربعة
لقد وردت أقوال عديدة في حكم دفع زكاة الفطر في غير بلد الإقامة للشخص المزكي، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أقوال العلماء والمذاهب الأربعة في ذلك:[5]
- المذهب الحنفي: ورد في المذهب الحنفي أن إخراج زكاة الفطر في غير بلد المقيم جائز مع الكراهة، ولكن إذا كان ذلك من أجل دفعها للأقارب من الفقراء، أو لفقراء أشد حاجة أو لطالب علم، فعند ذلك تنتفي الكراهة ويجوز ذلك ولا حرج فيه.
- المذهب الحنبلي: يرى أصحاب هذا المذهب أنه يجب إخراج زكاة الفطر في مكان إقامة المسلم الصائم، ولكن إذا اقتضت الحاجة والضرورة نقلها جاز ذلك.
- المذهب الشافعي: يرى أصحاب المذهب الشافعي أنَّ نقل زكاة الفطر وإخراجها في بلد غير بلد المقيم لا يجوز، إلا إذا لم يجد المسلم فقراء في البلد الذي يقيم فيه، عند ذلك ينقلها إلى فقراء بلده ولا حرج عليه في ذلك.
- المذهب المالكي: ورد عن أصحاب المذهب المالكي أنه لا يجوز نقل زكاة الفطر إلى بلد آخر، إلا إذا وقع أمر ما في البلد، واقتضت الضرورة ذلك، وقتها يقوم الحاكم بجمعها وإخراجها في بلد آخر، وذلك حسب اجتهاده ونظره.
حكم إخراج المغترب زكاة الفطر في بلده ابن باز
لقد ورد عن ابن باز رحمه الله تعالى أنه يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده ولا حرج عليه، ولكن الأفضل أن يخرجها في البلد الذي يقيم فيه، وهذا الأحوط حسب ما ذهب إليه الفقهاء من أهل العلم، وقد سئل ابن باز رحمه الله عن ذلك فأشار بما مفاده:[4]
“لا حرج في ذلك، لا حرج في هذا، لكن الأحوط أن تخرجوا زكاة الفطر في البلاد التي تقيمون فيها، هذا هو الأحوط لكم، إخراجها في البلد التي أنت مقيم فيها، هذا أولى؛ لأنها مواساة لأهل البلد التي أنت فيها، فإذا أرسلتها إلى فقراء بلدك أجزأت -إن شاء الله-، لكن الأحوط والأفضل هو إخراجها في البلد التي أنت مقيم فيه، لأن جملة من العلماء يقولون: يجب إخراجها في البلد التي يصوم فيها المسلم، يخرج الزكاة في البلد التي هو مقيم فيها، هذا عند جمع من أهل العلم، وإذا نقلها للحاجة فلا بأس”.
هل يجوز تكليف شخص بإخراج زكاة الفطر
قد يضطر بعض الأشخاص إلى تكليف شخص آخر يقوم مقامه بإخراج زكاة الفطر، وقد وردت أقوال عديدة في ذلك، ولكن الراجح حسب ما ذهب إليه الفقهاء أنَّه يجوز توكيل شخص آخر بإخراج زكاة الفطر عن المسلم، والأولى أن يخرجها في البلد الذي يقيم فيه، ولكن إذا دعت الحاجة إلى غير ذلك فلا حرج، أي يجوز له إذا كان مغتربًا أن يكلف شخصًا في بلده ليقوم بإخراج زكاة الفطر عنه، كما يحرص على أن يقوم بإخراجها قبل العيد بيوم أو يومين فقط خروجًا من الخلاف، وأن يخرجها طعامًا من قوت البلد، وذلك أيضًا خروجًا من الخلاف، وقد ورد في موقع إسلام ويب ما مفاده في هذه المسألة: “وبما ذكرنا يتبين لك أنه لا بأس في توكيل جهة معينة في توزيع صدقة الفطر على الفقراء، وأن الأحوط للوكيل أن لا يخرج الصدقة إلا قبل العيد بيوم أو يومين خروجاً من الخلاف، والأحوط كذلك أن لا يخرجها مالاً وإنما يشتري بها من الأصناف المجزئة في صدقة الفطرعملاً بقول الجمهور”.[6]
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال هل يجوز للمغترب إخراج زكاة الفطر في بلده وأقوال العلماء في ذلك وقد تعرفنا على أحكام زكاة الفطر وحكمها بشكل مختصر، كما تمَّ إدراج حكم إخراج المغترب زكاة الفطر في بلده ودفعها إلى فقراء بلده، وأقوال الفقهاء في هذه المسألة، وحكم تكليف شخص آخر بإخراج زكاة الفطر، وغير ذلك من المعلومات والأحكام الأخرى.
المراجع
- ^ صحيح الترغيب، عبد الله بن عباس،الألباني،1085،حسن
- ^ islamway.net، زكاة الفطر، 04/04/2024
- ^ صحيح أبي داود، عطاء والد إبراهيم، الألباني، 1625، صحيح
- ^ binbaz.org.sa، حكم إرسال المسافر زكاة الفطر إلى فقراء بلده، 04/04/2024
- ^ islamonline.net، هل يجوز نقل الزكاة، 04/04/2024
- ^ islamweb.net، مسائل في زكاة الفطر والتوكيل بإخراجها، 04/04/2024
التعليقات