إخراج زكاة الفطر نقدا في المذاهب الأربعة والأدلة على ذلك

إخراج زكاة الفطر نقدا في المذاهب الأربعة والأدلة على ذلك
إخراج زكاة الفطر نقدا في المذاهب الأربعة

إخراج زكاة الفطر نقدا في المذاهب الأربعة والأدلة على ذلك من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين من أجل إخراج زكاة الفطر قبل انتهاء شهر رمضان وإخراجها كما ينبغي، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات مهمة عن زكاة الفطر وحكمها في الإسلام، وسوف نتعرف على حكم دفع زكاة الفطر نقدًا حسب ما ورد في أقوال المذاهب الأربعة، مع ذكر الأدلة المعتمدة في كل قول، إضافة إلى إدراج أسماء الصحابة الذين أخرجوا زكاة الفطر نقدًا، وما إلى هنالك من معلومات أخرى.

حكم زكاة الفطر في الإسلام

إنَّ زكاة الفطر تعتبر واحدة من أهم العبادات المرتبطة بشهر رمضان، وهي فريضة على كل مسلم سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، ذكرًا أو أنثى، وقد وردت العديد من الأحاديث التي دلت على هذا الحكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ ورد عن الصحابي عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ”،[1] والحكمة من زكاة الفطر أنها تطهير للصائم وجبر لصيامه وغسل لذنوبه، كما أنها تجبر الخلل الذي قد يقع في الصيام بسبب ذنب أو ما شابه ذلك، والواجب على المسلم أن يدفع زكاة الفطر عنه وعن كل شخص يعوله وينفق عليه، حيث يعطيها للفقراء حصرًا، وقد بين الفقهاء أن وقت زكاة الفطر تبدأ من بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى قبل صلاة العيد، وأتاح بعض الفقهاء إمكانية إخراجها من بداية الشهر الفضيل.[2]

إخراج زكاة الفطر نقدا في المذاهب الأربعة

لقد اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم دفع زكاة الفطر نقدًا، وذلك بناء على ما ورد من أدلة في هذه المسالة، وحسب تفسيرات وتأويلات المفسرين والأئمة واجتهاداتهم حول هذه المسألة، وفيما يأتي سوف يتم التفصيل في أقوال العلماء في حكم دفع زكاة الفطر نقدًا:[3]

حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند الحنفية

ذهب الإمام أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى إلى جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، وإلى هذا ذهب الإمام الثوري والإمام البخاري رحمهما الله تعالى، وقد احتجوا بأنَّ معاذ رضي الله عنه بعد أن بعثه رسول الله عليه الصلاة والسلام لأهل اليمن طلب منهم أن يحضروا بدل الشعير والذرة ثيابًا من خميص، وقد ذكر هذا الحديث البخاري في صحيحه معلقًا، إذ ورد عن الإمام النووي قوله: “واحتج المجوزون للقيمة بأن معاذا رضي الله عنه قال لأهل اليمن حيث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأخذ زكاتهم وغيرها : ائتوني بعرض ثياب خميص أو لبيس في الصدقة مكان الشعير والذرة أهون عليكم وخير لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ذكره البخاري في صحيحه تعليقا بصيغة جزم”.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند الشافعية

ذهب الشافعية إلى عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، وذلك حسب ما ورد في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ علَى كُلِّ حُرٍّ، أوْ عَبْدٍ ذَكَرٍ أوْ أُنْثَى مِنَ المُسْلِمِينَ”،[4] وقد بينوا أن النبي صلى الله عليه وسلم فرض هذه الزكاة ولذلك لا يجوز تغييرها، وهي مثل الأضحية التي لا يجوز العدول عنها وغيرها من الأمور التي فرضها الشرع الإسلامي الحنيف.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند الحنابلة

ذهب أصحاب المذهب الحنبلي إلى عدم جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا، بل يجب إخراجها من قوت أهل البلد كما أشاء الفقهاء، وعن الإمام النووي في بيان حجة المانعين لإخراج زكاة الفطر مالًا ورد قوله: “أن الشرع نص على بنت مخاض وبنت لبون وحقة وجذعة وتبيع ومسنة وشاة وشياه وغير ذلك من الواجبات فلا يجوز العدول ، كما لا يجوز في الأضحية ولا في المنفعة ولا في الكفارة وغيرها من الأصول التي وافقوا عليها ولا في حقوق الآدميين”.

حكم إخراج زكاة الفطر نقدا عند المالكية

ذهب المالكية أيضًا إلى أن إخراج زكاة الفطر نقدًا غير جائز، وذلك التزامًا بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحاديث، ولو أراد النبي إباحة ذلك لأشار في الحديث إلى ذلك، وقد قاسوا ذلك على بقية الأمور المفروضة في الشريعة الإسلامية.

حكم  دفع زكاة الفطر نقدا ابن تيمية

ذهب الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى إلى أنَّ دفع زكاة الفطر نقدًا جائز إذا استدعت الضرورة إلى ذلك، ولكن إذا لم تدعُ الحاجة إليه فلا يجوز، فإذا دعت المصلحة إلى ذلك يجوز إخراج زكاة الفطر من المال أو النقود ولا حرج في ذلك، وذكر عنه قوله: ” يجوز إخراج القيمة في الزكاة، للعدول إلى الحاجة والمصلحة، مثل أن يبيع ثمرة بستانه؛ إذ قد ساوى الفقراء بنفسه، وقد نص أحمد على جواز ذلك؛ ومثل أن يجب عليه شاة وليست عنده، أو يكون المستحقون طلبوا القيمة لكونها أنفع لهم”، وقد نسب قول إلى الإمام أحمد أيضًا بأنه أجاز ذلك وقت الضرورة والله تعالى أعلم.[2]

من هو الصحابي الذي اخرج زكاة الفطر نقدا

يعتقد بعض الأشخاص أنَّ إباحة إخراج زكاة الفطر نقدًا اقتصرت على بعض الفقهاء والأئمة، ولكن أشارت العديد من المصادر إلى أن العديد من الصحابة أخرجوا زكاة الفطر نقدًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم أسماء الصحابة الذين ذهبوا إلى جواز إخراج زكاة الفطر نقدًا:[5]

  • عمر بن الخطاب.
  • عبد الله بن عمر.
  • عبد الله بن مسعود.
  • عبد الله بن عبّاس.
  • معاذ بن جبل.

مقالات قد تهمك

هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام كم تبلغ زكاه الفطر هذا العام وما مقدارها للشخص الواحد
ما هو مقدار زكاة الفطر من الأرز ونقدا ما هي حبوب زكاة الفطر وما مقدارها بالكيلو غرام

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال إخراج زكاة الفطر نقدا في المذاهب الأربعة والأدلة على ذلك وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن زكاة الفطر في الإسلام، كما تعرفنا على أقوال الأئمة الأربعة في حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا، بالإضافة إلى الصحابة الذين أخرجوا زكاة الفطر مالًا وغير ذلك من المعلومات الأخرى.

المراجع

  1. ^ صحيح الترغيب، عبد الله بن عباس،الألباني،1085،حسن
  2. ^ islamway.net، زكاة الفطر، 30/03/2024
  3. ^ islamweb.net، تفصيل كلام أهل العلم في إخراج القيمة في الزكاة، 30/03/2024
  4. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 1504، صحيح
  5. ^ dorar.net، إخراجُ زكاةِ الفِطرِ نُقودًا مجانِبٌ للصَّوابِ، 30/03/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *