اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع المهر

اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع المهر
اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع المهر

اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع المهر هو من المواضيع المهمة التي ينبغي على جميع المتزوجين من المسلمين أن يعرفوا الرأي الشرعي الحقيقي لها، وذلك من أجل التزام أوامر الله تعالى وتجنب نواهيه في مثل هذه الأمور الحساسة التي تتعلق بتنظيم العلاقات بين المسلمين في المجتمعات الإسلامية، ومن خلال هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على تعريف الطلاق، وسنتحدث عن اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع الذهب وعن مجموعة من الأمور التي تتعلق بإرجاع المهر والذهب بعد الطلاق في حال كانت الزوجة هي التي طلبت الطلاق.

ما هو الطلاق

يمكن القول في تعريف الطلاق بأنّه انفصال الزوجين عن بعضهما البعض، أو هو إلغاء عقد النكاح وإبطاله من خلال تلفظ الزوج بألفاظ الطلاق، كأن يقول لزوجته أنت طالق، أي أنّ الطلاق هو حل عقد النكاح بلفظ واضح وصريح مع النية، ولا بد من القول إنّ الطلاق يقع أيضًا إذا كان بأحد الألفاظ التي لها علاقة بشكل مباشر بالتطليق، مثل أن يقول الشخص لزوجته اذهبي إلى بيت أهلك، أو أنت حرام علي، أو غير ذلك، وجدير بالقول إنّ القرآن الكريم فصل للمسلمين في الكثير من أحكام الطلاق، فقد ورد الطلاق في عدد كبير من الآيات القرآنية، حتّى أنّه في القرآن الكريم سورة خاصة اسمها سورة الطلاق تتحدث عن الكثير من الأحكام الشرعية الخاصة بالطلاق، وفيما يأتي سوف نلقي الضوء على بعض الآيات القرآنية التي تتحدث عن الطلاق في القرآن الكريم: [1]

  • قول الله تعالى في سورة الطلاق: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَٰلِكَ أَمْرًا}. [2]
  • قول الله تعالى في سورة البقرة: {لطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}. [3]
  • قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}. [4]

شاهد أيضًا: ما هو الطلاق البائن ، أنواع الطلاق البائن في الإسلام

اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع المهر

إذا تم التأكد من رغبة الزوجة بالطلاق من غير وجود سبب شرعي يدعو إلى الطلاق وبعد التأكد من الطلاق بكامل رغبتها من دون أي تضييق، فعندها يجوز للزوج أن يمتنع عن طلاقها حتّى ترد عليه كامل المهر، واستدل أهل العلم على هذا الحكم الشرعي بحديث رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، قال فيه: “أنَّ امْرَأَةَ ثَابِتِ بنِ قَيْسٍ أتَتِ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللَّهِ، ثَابِتُ بنُ قَيْسٍ، ما أعْتِبُ عليه في خُلُقٍ ولَا دِينٍ، ولَكِنِّي أكْرَهُ الكُفْرَ في الإسْلَامِ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أتَرُدِّينَ عليه حَدِيقَتَهُ؟ قالَتْ: نَعَمْ، قالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: اقْبَلِ الحَدِيقَةَ وطَلِّقْهَا تَطْلِيقَةً”. [5]

وجدير بالقول إنّه لا حرج على الزوج لو أنّه طالب بمهره كاملًا من زوجته التي طلبت الزواج دون أي عذر شرعي، ورد في الموسوعة الفقهية ما سيأتي: “ذهب المالكية والشافعية إلى جواز أخذ الزوج عوضًا من امرأته في مقابل فراقه لها، سواء كان العوض مساويًا لما أعطاها، أو أقل، أو أكثر منه، ما دام الطرفان قد تراضيا على ذلك، وسواء كان العوض منها أو من غيرها، وسواء كان العوض نفس الصداق أو مالًا آخر غيره أكثر أو أقل منه، وذهب الحنابلة إلى أن الزوج لا يستحب له أن يأخذ منها أكثر مما أعطاها”، والله تعالى أعلم. [6]

شاهد أيضًا: كيف أعرف أن الطلاق خير لي ، نصائح للزوجة التي تريد الطلاق

اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع الذهب

إذا طلبت المرأة الطلاق للضرر فإنّه من حقها أن تأخذ المهر كله مع الذهب كاملًا إذا كان هذا بعد دخول الزوج بها أو بعد الخلوة الصحيحة، أما إذا طلبت المرأة الطلاق للضرر قبل الدخول فلها نصف المهر، أما إذا طلبت الزوجة الطلاق من غير وجود سبب أو ضرر من الزوج فإنّه يجب عليها أن تعيد الذهب والمهر لزوجها مقابل أن يطلقها، ولا يحق للزوج أن يطلب التعويض لأنّ الضرر منه في الأصل، أما إذا لم يكن هنالك ضرر من الزوج فلا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق في الأصل، وإذا طلبته فمن حق الزوج أن يمتنع عن تطليقها حتّى تقوم بخلعه وفق ما يتفق الزوجان عليه، فإنّ تم الخلع على عوض معين ومحدد فإنّه ليس للزوج غير ما تم الاتفاق عليه، وقد ورد عن ابن رحال أنّه قال في هذه المسألة الفقهية المهمة: “إن من أهدى هدية قبل البناء، وطلّق قبله، أو بعده؛ فلا رجوع له مطلقًا، وإن كانت قائمة”، والله تعالى أعلم. [7]

هل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق

إذا كان العفش قد اشترته الزوجة من مالها الخاص ولديها ما يثبت ذلك، فلها الحق في أن تطلب من الزوج هذا العفش، والإثباتات قد تكون شهودًا على أنّ العفش من مال الزوجة أو فواتير شراء أو أن يعترف الزوج بأنّ العفش من مال زوجته، عندها يحق للزوجة أن تأخذ الأثاث والعفش الذي اشترته من مالها، أمّا إذا كان الأثاث والعفش من مال الزوج، فليس لها أن تطلب منه شيئًا، لأنّ حق لصاحبه الذي اشتراه من ماله.

شاهد أيضًا: نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

اذا طلبت الزوجة الطلاق هل يحق لها المؤخر

إذا طلبت الزوجة الطلاق بغير عذر أو سبب شرعي واضح فإنّه لا يحق لها المطالبة بالمُؤخَّر أو بحقها من الصداق بشكل عام، أمّا إذا طلبت الطلاق بعذر شرعي أو سبب منطقي فلها أن تطالب بالمُؤخَّر وبكامل حقها من الصداق، وجدير بالقول إنّه إذا كانت الزوجة سببًا في تطليق الزوجة لها، أي أنّها لم تطلب الطلاق ولكنّ زوجها طلقها من نفسه لما رأى منها من سوء على سبيل المثال، ففي هذه الحالة يحق لها أن تطالب بكل حقوقها من الصداق، ولا يسقط الصادق عن الزوج في هذه الحالة إلّا إذا تنازلت عنه، قال تعالى في سورة النساء: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} [8]وقال تعالى في سورة البقرة: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُون}. [3]والله تعالى أعلم. [9]

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

هل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق قبل الدخول

ذهب علماء المسلمين إلى أنّه للزوجة الحق في المطالبة بنصف المهر إذا حصل الطلاق قبل الدخول، أي إذا طلق الرجل زوجته بعد العقد وقبل الدخول بها فله نصف المهر ولها نصف المهر، أمّا إذا كان الطلاق بعد الخلوة والوطء فليس للرجل شيء من المهر، وللزوجة الحق بالمطالبة بالمهر كله إذا كانت قد طلبت الطلاق لسبب شرعي واضح، قال تعالى في سورة البقرة: {إِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [10]وفيما يأتي ننقل فتوى الشيخ ابن باز في هذه المسألة: [11]

بين الله عز وجل في كتابه العظيم أن الزوج إذا طلق زوجته قبل الدخول فله النصف وليس له الجميع، قال تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ} [البقرة:237] الزوج له النصف والمرأة لها النصف إذا طلقها قبل المسيس، يعني: قبل الدخول بها، قبل وطئها وقبل الخلوة بها، الخلوة ملحقة بالوطء كما أفتى بذلك الخلفاء الراشدون؛ لأنها مظنة المسيس، فإذا طلقها قبل الدخول والخلوة فله النصف، وإن طلقها بعد الدخول بها أو الخلوة بها فليس له شيء، المهر لها كامل.

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف الطلاق، ثم تحدثنا عن اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع المهر ومررنا فيه على اذا طلبت الزوجة الطلاق هل ترجع الذهب وهل الأثاث والعفش من حق الزوجة إذا طلبت الطلاق وهل يحق للزوج استرجاع المهر إذا طلبت الزوجة الطلاق قبل الدخول وغير ذلك من الأحكام الشرعية المتعلقة بالطلاق في الإسلام.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
ما هو حكم المرأة التي تطلب الطلاق بدون سبب؟
لا يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق بدون سبب واضح، وإذا طلبت الطلاق فمن حق الزوج أن يمتنع عن تطليقها حتّى تعيد له كامل المهر وما يتم الاتفاق عليه بينهما قبل أن يقع الطلاق، ولا بد من ذكر قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أيما امرأةٍ سألت زوجها طلاقًا من غير بأسٍ، فحرامٌ عليها رائحةُ الجنةِ".
متى يرجع المهر للزوج بعد الطلاق؟
يرجع المهر للزوج بعد الطلاق في حال طلبت الزوجة الطلاق بغير سبب، فإذا تم التأكد من عدم وجود سبب شرعي يخول الزوجة بطلب الطلاق، عندها يحل للزوج أن يطلقها بناء على رغبتها وأن يرجع المهر إليه كاملًا.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، الطلاق في الإسلام، 24/02/2023
  2. ^ سورة الطلاق، الآية 1.
  3. ^ سورة البقرة، الآية 229.
  4. ^ سورة البقرة، الآية 228.
  5. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 5273، أورده في صحيحه.
  6. ^ islamqa.info، عقد عليها وخلا بها ثم طلبت الطلاق فهل له أن يسترد كل ما أعطاها ؟، 24/02/2023
  7. ^ islamweb.net، حق الزوج في الذهب والهدايا إذا طلبت المرأة الطلاق، 24/02/2023
  8. ^ سورة النساء، الآية 4.
  9. ^ islamweb.net، تسبب الزوجة في الطلاق هل يسقط حقها من الصداق، 24/02/2023
  10. ^ سورة البقرة، الآية 237.
  11. ^ binbaz.org.sa، صداق المرأة المطلقة قبل الدخول بها بعد العقد عليها، 24/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *