نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق
نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق

نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق تحتاج كثيرات من المسلمات إلى بعض النصائح عند التفكير في الطلاق أو عند الشعور برغبة كبيرة بالطلاق من الزوج، إذ تساعد بعض النصائح أحيانًا في تنبيه الزوجة إلى بعض النقاط التي لم تكن تعيها، وقد تساعد في إصلاح المشاكل الواقعة بين الزوجين، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الطلاق في الإسلام وعن حكم الطلاق بشكل مختصر، إضافة إلى نصائح للزوجة عن التفكير بالطلاق، ونصائح للمرأة بعد الطلاق وغيرها من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بالموضوع.

تعريف الطلاق في الإسلام ومشروعيته

إنَّ الطلاق في الإسلام يشير إلى انفصال أحد الزوجين عن الشريك الآخر، وقد أشار أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ الطلاق حلُّ عقد النكاح بشكل كامل بين الزوجين سواء كان بلفظ واضح أو باستخدام كناية مع وجود نية بالطلاق لدى الزوج، ومن ألفاظ الطلاق الصريحة: الطلاق والسراح والفراق، ومن الكنايات قوله: لم يعد بيننا شيء، ارجعي إلى بيت أهلك وغيرها، وقد شرع الله تعالى الطلاق كوسيلة أخيرة لعلاج مشاكل الأزواج عندما لا تنفع في إصلاحها أية حلول أخرى، كما أنَّ مشروعية الطلاق وردت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، إذ قال تعالى في الكتاب العزيز: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”،[1] وفي السنة النبوية ورد في الحديث عن الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “ما أَحَلَّ اللهُ شيئًا أَبغضَ إليه مِن الطَّلاقِ”،[2] وقد أجمع العلماء على مشروعية الطلاق، رغم اختلاف درجة الحكم حسب الحالة والظروف المحيطة بكل علاقة، فقد يكون واجبًا أو مباحًا أو مستحبًا أو مكروهًا أو محرمًا في بعض الأحيان.[3]

شاهد أيضًا: هل يجوز الطلاق في الحيض

نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق

تكون المرأة في كثير من الأحيان وفي معظم  العائلات حلقة الوصل بين أفراد الأسرة جميعًا، كما أنَّها سر تماسك الأسرة وقيام صرح الأسرة المتين الذي يريده الله تعالى متماسكًا قائمًا على ما يرضيه، ويكون وجود الأسرة من عدمه معلقًا بيدي الزوجة وقرارها في النهاية، ولكنها أحيانًا قد تستنفد جميع الحلول والخيارات المتاحة أمامها وتلجأ إلى طلب الطلاق من زوجها وتضحي بالعلاقة الزوجية وبالأسرة لأسباب عديدة ومعقدة كثيرة، ولكن عند التفكير بالطلاق لا بدَّ من الاطلاع على بعض النصائح والاستماع إلى صوت النصيحة الذي قد يحدث أثرًا كبيرًا في نفس الزوجة أحيانًا وقد تعدل عن رأيها وتمنح الأسرة فرصة أخيرة، وفيما يأتي أكثر من نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق بشكل مفصل:

  • فكري قبل كلِّ شيء في مستقبل أولادك الصغار وكيف سوف تصبح حياتهم بعد الطلاق، وكيف سوف يتشردون ويعانون من التشتت ويضيع مستقبلهم، ولن تعود حياتهم كما كانت عليه سابقًا، وسوف يعانون من تسلط البعض عليهم خصوصًا إذا ما تزوج الأب، وكانت زوجته قاسية على الأولاد.
  • أبعدي الطاقة والمشاعر السلبية التي تبعث على الإحباط والتشاؤم من العلاقة الزوجية عنكِ وعن المنزل الذي تعيشين فيه، وحاولي أن تبثي الأمل والحب والتفاؤل في البيت، حيث أنَّ المشاعر السلبية والوقوف تحت قوقعة الإحباط لن تأتي إلا بمزيد من السلبية، بينما يساعد بث التفاؤل والدفء في المنزل على تغيير أجواء المنزل، وقد يتغير الزوج وتتغير معاملته بعد ذلك.
  • لا تترددي في طلب أية شروط أو مطالب يمكن أن تفسح مجالًا للصلح وتكون سبيلًا لتخفيف تلك المشاكل وتجاوزها، ويجب عليكِ إملاؤها للمحافظة على المنزل والعلاقة الزوجية وعلى الأولاد بشكل خاص، كما يمكن تمرير هذه الشروط من أحد الأطراف الخارجية وفرضها على الرجل مثل والده أو أحد إخوته أو أصدقائه.
  • حاولي أيضًا أن تبتعدي عن زوجك فترة من الزمن أو عن المنزل إذا استطعتِ أن تقضي شهرًا في منزل أهلكِ مثلًا، وتأملي في أسباب الخلافات التي تدفعك للتفكير في الطلاق، حيث يمكن أن تتوضح الصورة أمامك أكثر، وتستطيعي أن تقييمي العلاقة الزوجية بينكما بشكل أفضل.
  • حاولي الذهاب إلى أحد المختصين بالعلاقات الأسرية والذين يفتحون أبواب مكاتبهم وعياداتهم من أجل مثل هذه المشاكل، وإذا أمكن دفع الزوج للذهاب أيضًا فإنَّ ذلك قد يساهم بشكل كبير في علاج كثير من المشاكل التي كانت مستعصية على الحل بين الأزواج.
  • عليكِ بالصبر والدعاء لأنهما من أقوى الأسلحة في مواجهة مثل هذه المحن أمام المشاكل الكثيرة والعقبات التي تقف حائلًا دون متابعة الحياة الزوجية واستمرارها كما ترغبين، فلا تيأسي واحتسبي أجرك على الله تعالى، وتضرعي إلى الله تعالى في جميع الأوقات أن يصلح شأنك وشأن زوجك ويجمع بينكما على خير.

أسباب تستحق الطلاق

هناك أسباب كثيرة تستحق أن يضحِّي أحد الطرفين من أجلها بالعلاقة الزوجية رغم صعوبة ذلك على البعض، لأنَّه في بعض الأحيان يكون الطلاق خيرًا لكلا الطرفين وحتى للأولاد أيضًا، وهذا بسبب وجود دوافع قوية تدفع إلى كسر عقد الزواج سواء عند الزوج أو عند الزوجة، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم الأسباب التي تستحق الطلاق من قبل الزوجين:

  • من أهم الأسباب التي تدفع للطلاق تعرض الزوجة للتعنيف والضرب بشكل مستمر من قبَل الزوج، أو التعرض للإهانة عن طريق السب والشتم والتحقير، حيث يلجأ بعض الأزواج إلى إهانة زوجته بشكل مستمر أو تحقيرها سواء بينه وبينها على انفراد أو أمام الأولاد أو أمام الناس، وكذلك إذا كانت الزوجة تعمد دائمًا إلى تحقير زوجها وإهانته أو ضربه إذا كان ضعيفًا.
  • إفشاء الأسرار الخاصة بالحياة الزوجية، حيث يعدُّ هذا من أهم الأسباب التي تستحق الطلاق بين الزوجين، لأنَّ أسرار البيوت يجب أن تكون محصورة داخل الغرف المغلقة، ويجب ألا يعلم بها إلا الزوج والزوجة فقط، وإنَّ كثيرات من النساء تفشي أسرار العلاقة بينها وبين زوجها بكل استهتار، وهذا ما يؤدي بدوره إلى دمار العلاقة الزوجية، كما يدل على سوء الزوجة وسوء معاملتها أيضًا.
  • غياب احترام الزوجين لبعضهما البعض، حيث يعدُّ الاحترام من أهم مقومات نجاح العلاقة الزوجية الصحيحة القائمة على التفاهم والانسجام، فإذا غاب الاحترام عن العلاقة الزوجية وسادت بينهما لغة التحقير والإهانة، فإنَّ العلاقة لا تكون على ما يرام، ويصبح الطلاق عندها هو الأفضل.
  • إنَّ خيانة أحد الزوجين للآخر من أهم الأسباب التي تستحق الطلاق أيضًا، سواء كانت من الزوج أو من الزوجة، حيث ان لجوء الزوج إلى ممارسة الفاحشة مع امرأة أجنبية مع إهمال الزوجة، أو إقامة علاقات عاطفية مع النساء من أكثر الأسباب التي تستدعي الطلاق بالنسبة للمرأة، وكذلك إذا قامت الزوجة بالخيانة وأنشأت علاقة عاطفية مع أحد الرجال الأجانب، فإنَّ الطلاق بالنسبة للزوج يكون هو الأفضل أيضًا دون شك.

شاهد أيضًا: الطلاق في المنام بشارة خير

متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق

هنالك عدة أسباب تبيح للمرأة طلب الطلاق من زوجها، وهذا ما أشار إليه الفقهاء في الإسلام، وليس عليها شيء في ذلك إن هي طلبت الطلاق، ويجب على القاضي أن يوافقها على الطلاق إذا قدمت للمحكمة جميع الأدلة المثبتة على الأسباب التي دفعتها للطلاق، حيث أنَّ ليس كل سبب يبيح الطلاق للمرأة في الشريعة الإسلامية، لأنَّ غاية الإسلام الأولى هي المحافظة على الأسَر من الضياع والهدم والتشتت، وبالتالي المحافظة على المجتمع قويًا متماسكًا، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم الأسباب التي تبين متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق من زوجها:[4]

التعنيف وإلحاق الضرر بالزوجة

إذا تعرضت الزوجة للضرر والأذى على يد الزوج يجوز لها طلب الطلاق عند ذلك، سواء كان ذلك الأذى نفسيًا من خلال الشتم والسب والإهانات اللفظية، أو إذا كان الأذى جسديًا من خلال الضرب المبرح من دون عذر شرعي يبيح له ضرب زوجته، وقد أشار الشيخ الدردير في كتابه الشرح الكبير إلى هذا الأمر قائلًا: “ولها أي للزوجة التطليق بالضرر، وهو ما لا يجوز شرعاً، كهجرها بلا موجب شرعي، وضربها كذلك وسبها وسب أبيها نحو: يا بنت الكلب، يا بنت الكافر، يا بنت الملعون، كما يقع كثيراً من رعاع الناس، ويؤدب على ذلك زيادة على التطليق”، ويشار إلى أنَّه حتى لو حدث ذلك الفعل مرة واحدة ولم يتكرر يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق، ويعدُّ ذلك أحد الأسباب الشرعية المبيحة لطلب الطلاق.

امتناع الزوج عن الإنفاق على الزوجة

يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق من الزوج إذا امتنع عن الإنفاق على زوجته وأولاده ولم يعد يستطيع تأمين الطعام والشراب لهم،  وغير ذلك من النفقات الأخرى مثل نفقة اللباس والدواء والمسكن المستقل وغيرها، وتنتشر هذه الحالة كثيرًا بين الأزواج، وقد أشار ابن قدامة رحمه الله في كتابه المغني إلى تلك المسألة بقوله: “وجملته أن الرجل إذا منع امرأته النفقة لعسرته وعدم ما ينفقه، فالمرأة مخيرة بين الصبر عليه وبين فراقه”، كما يلحق هذه المسألة بخل الرجل الشديد الذي يمتنع من خلاله من إحضار الاحتياجات المطلوبة للأهل والأولاد.

غياب الزوج فترة طويلة

يشار إلى اختفاء الزوج مدة طويلة عن المنزل وانقطاع أخباره عن الزوجة باسم غيبة الزوج، وقد أشار العلماء إلى أنَّ الزوج إذا غاب عن زوجها على الأقل ستة أشهر على الأقل يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق، وذهب المالكية إلى أنَّ مدة الغياب يجب أن تكون أكثر من سنة، ورأى البعض أنَّه إذا كان غياب الزوج بعذر لا يجوز لها طلب الطلاق، بينما رأى البعض أنه يجوز لها ذلك، ويجب عليها أن ترسل له رسالة إذا علمت مكانه وتمهله، فإذا لم يعد، يجوز لها أن تطلب الطلاق، ويلحق بهذه الحالة إذا دخل الزوج إلى السجن، وطالت غيبته وخشيت الزوجة على نفسها الفتنة، وإذا طال سجنه ولا يعلم متى يخرج من السجن.

وجود عيب أو مرض في الزوج

يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق إذا ظهر عيب في زوجها يمنعه من إكمال الحياة الزوجية على أكمل وجه، ويجب على الزوج في هذه الحالة أن يسرح زوجته بإحسان إذا لم يعد قادرًا على توفير الحقوق الزوجية لها، لأن كثير من هذه العيوب تؤدي طبعًا إلى نفور الزوجة من زوجها وإلى عدم تحقيق أهداف الزواج الأساسية في إحصان الزوجين، ومن أهم تلك العيوب: عدم القدرة على وطء الزوجة بسبب العنة أو الإخصاء أو الجب والجنون والبرص والجذام.

فسوق الزوج وفجوره

إذا كان الزوج عاصيًا لله تعالى وفاسقًا ويقوم بارتكاب الكبائر ولا يؤدي العبادات المفروضة، يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق عند ذلك، أما إذا تجاوز الأمر ذلك وأتى الزوج بما يوجب الكفر ينفسخ عقد الزواج في هذه الحالة دون طلب الطلاق، وقد ورد عن الشيخ ابن عثيمين في امرأة تطلب الطلاق من زوجها لأنه يدمن المخدرات قوله: “طلب المرأة من زوجها المدمن على المخدرات الطلاق جائز، لأن حال زوجها غير مرضية، وفي هذه الحال إذا طلبت منه الطلاق فإن الأولاد يتبعونها إذا كانوا دون سبع سنين، ويلزم الوالد بالإنفاق عليهم وإذا أمكن بقاؤها معه لتصلح من حاله بالنصيحة فهذا خير”.

منع الزوجة من رؤية أهلها

إذا منع الزوج الزوجة من رؤية أهلها مدة طويلة من الزمن يجوز لها أن تطلب الطلاق، وأن ترفع مشكلتها هذه إلى القاضي، خصوصًا إذا كان المنع من دون سبب شرعي، إذ أنَّ العديد من المذاهب الفقهية تجيز للرجل أن يمنع زوجته من زيارة أهلها إذا كانوا فاسقين ويمكن أن يوجد عندهم معاصي وأمور لا ترضي الله سبحانه وتعالى.

نفور الزوجة من الزوج

في بعض الأحيان تجد الزوجة في نفسها نفورًا شديدًا من زوجها، وحتى لو لم تعرف أسباب هذا النفور يجوز لها أن تطلب الطلاق، لأنَّها لم تعد تستطيع أن تحقق معه غايات الزواج ولا أن تعفه ولا تعفُّ نفسها، وقد أشار ابن جبرين حفظه الله إلى ذلك حين قال: “وفي هذه الحالة يستحب لزوجها أن يطلقها إذا رأى منها عدم التحمل والصبر بحيث يعوزها ذلك إلى الافتداء والخلع، فإن في طلبها الطلاق تفريجًا لما هي فيه من الكربات ولا إثم عليها في ذلك”.

شاهد أيضًا: هل يقع الطلاق البدعي في المحاكم السعودية

أسباب طلاق الأزواج

إنَّ كثرة وقوع الطلاق بين الأزواج في الوقت الحالي، هي نتيجة تراكم العديد من الأسباب، التي اجتمعت وشكلت عقدة كبيرة في المجتمع، وأدَّت إلى تفسُّخ ركائز المجتمع ودعائمه، وهدمت كثير من الأسر، وفي علاج الطلاق وكثرة انتشاره، لا بدَّ في النظر إلى الأسباب الأولى التي أدَّت إليه، كما أنَّ تجنُّب الطلاق يكون بالتخلص من أسباب الطلاق في المجتمع، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم أسباب طلاق الأزواج في المجتمع:

  • عدم اختيار الزوج المناسب أو الزوجة المناسبة، حيث أنَّ الأصل في الاختيار البحث عن صاحب الدين والخلق أو صاحبة الدين والخلق، حيث يكون بينهما حب وتفاهم ومودة، وإذا حدثت خلافات لا يصل ذلك بينهما للوقوع في الطلاق وتشتيت الأسرة والأولاد.
  • الخيانة الزوجية تعدُّ في الوقت الحالي من أهم أسباب طلاق الأزواج بكثرة، خصوصًا مع انتشار وسائل التواصل الحديثة التي سهلت هذه الخيانات من خلال الهواتف المحمولة، وليس بالضرورة أن تكون الخيانة زنا، فقد تكون مجرد إقامة علاقات عاطفية عابرة عن طريق الهاتف تؤدي إلى الطلاق.
  • عدم وجود احترام وتفاهم بين الزوج والزوجة منذ بداية الزواج، وهذا يصعب الحياة الزوجية بينهما، كما يؤدي في النهاية إلى الطلاق وتفكك الأسرة.
  • تدخل الأهل بشكل مبالغ فيه في حياة الزوجين، سواء من جهة الزوج أو من جهة الزوجة، إذ يؤدي ذلك إلى وقوع كثير من المشاكل بين الزوجين، ويساهم أحيانًا في تفاقم المشكلات البسيطة أيضًا.
  • الخلافات المادية تكون في كثير من الأحيان من أسباب الطلاق، خصوصًا إذا كان الزوج بخيل، أو لم يستطع تأمين النفقة لأهل بيته وزوجته.

شعور الرجل إذا طلبت زوجته الطلاق

كثير من الزوجات تجهل شعور الزوج عند طلب الطلاق منه، ولا بدَّ أن تعرف الزوجات شعور الرجل حتى تتمكن من ضبط نفسها وعدم التهور وطلب الطلاق في حالات لا تستدعي ذلك الطلاق أصلًا، فإذا كان الرجل يسمع زوجته لأول مرة تطلب منه الطلاق فإنَّه قد يصاب بصدمة كبيرة، إلى جانب تعجب من هذا الطلب، الذي يجده الزوج وقتها طلبًا متهورًا وغير عقلاني، ثمَّ يبدأ بطرح الأسئلة عن أسباب هذه الرغبة التي دفعت الزوجة لطلب الطلاق، وقد يحاول بعض الأزواج مناقشة الزوجة حتى ترجع عن رأيها، ولكن في أحيان كثيرة خصوصًا إذا كان الزوج لا يرغب بزوجته كثيرًا أو إذا كانت مقصرة بحقه فإنه لا يناقشها في ذلك، وقد يتركها حتى تكرر ذلك وحتى تقتنع بهذا القرار، لأنَّه يريد ذلك أيضًا مثلها.

حقوق الرجل على الزوجة إذا طلبت الطلاق

توجد بعض الحقوق للزوج مفروضة على الزوجة إذا طلبت منه الطلاق، ولا بدَّ أن تلبي الزوجة هذه الحقوق ولا تمنع زوجها منها، لأنَّ الموقف بينهما يكون في أقصى درجات التوتر، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم حقوق الرجل على الزوجة إذا طلبت الطلاق باختصار:

  • التحدث إلى الزوج ومناقشته بشكل مفصل حول أسباب طلب الطلاق منه بكل احترام وأدب، وعدم الإساءة إليه خلال هذه المناقشة، وتوضيح الأسباب بهدوء وبعقلانية.
  • الابتعاد عن التركيز على نقاط الضعف عند الزوج، لأنَّ ذلك قد يساهم في تفاقم المشكلة، ودفع الزوج إلى العناد والغضب أكثر.
  • عدم إفشاء أسرار العلاقة الزوجية حتى لو وصل الأمر بينهما إلى الطلاق وتفرقا.
  • عدم تتبع أخبار الزوج وملاحقته وتنغيص حياته عليه دون نتيجة، والابتعاد عن حياته قدر الإمكان.
  • عدم حرمان الرجل من رؤية أولاده لأنَّ ذلك حق له وللأولاد أيضًا، مهما كانت الأسباب التي دفعت إلى الطلاق.

شاهد أيضًا: لماذا سميت سورة الطلاق بهذا الاسم

متى تندم المطلقة على طلب الطلاق

في كثير من الأحيان تشعر المرأة بعد الطلاق بالندم الشديد، حيث أنَّ حياتها سوف تتغير بشكل كامل، ونتيجة مواجهة الحياة الجديدة أمامها والظروف التي قد تمر بها، تشعر بندم كبير على الطلاق، فقرار الطلاق قرار مصيري بالنسبة للمرأة والرجل والأولاد أيضًا، وفيما يأتي سيتم إدراج أسباب ندم المرأة بعد الطلاق:

  • الشعور بالوحدة بعد الطلاق، إذ أنَّها كانت قد اعتادت على شريك حياتها لسنوات طويلة، خصوصًا إذا كان بينهما بعض الحب أو الاهتمام، والمرأة بطبيعتها عاطفية أكثر من الرجل، وسوف تعيش شعورًا قاسيًا من الوحدة قد يدفعها للندم على طلب الطلاق.
  • الضغوط المادية التي تواجهها بعد الطلاق تدفعها إلى الشعور بالندم، فقد كانت عند زوجها يؤمن لها جميع مستلزماتها، وحين لا تجد مصدر دخل كريم لها، تقع في كثير من المشاكل والضغوط المادية، وتتذكر كيف كانت في بيتها مرتاحة من هذه المشاكل والضغوط.
  • تغير نمط الحياة والشعور بعدم الاستقرار كما كانت تعيش سابقًا، إذ تفتقد الحياة الروتينية الهادئة التي كانت تعيشها في بيت زوجها، خصوصًا إذا عاشت عند أحد إخوتها أو لم تجد مكانًا مناسبًا للإقامة فيه.
  • ضياع الأولاد وتشتتهم بشكل كبير، وعدم تنشئتهم كما ينبغي، إذ يؤثر الطلاق بشكل كبير على الأطفال، وعندما ترى المرأة أولادها قد ضاعوا من بين يديها، تشعر بندم كبير على ضياع مستقبلهم وحياتهم.

نصائح للمرأة بعد الطلاق

تعاني كثيرات من النساء بعد الطلاق من أزمة نفسية كبيرة، قد تصل ببعض النساء إلى العزلة والشعور بالعجز والاكتئاب، ولا بدَّ من بعض النصائح التي توجه المرأة المطلقة حتى تتجاوز هذه الأزمة وتضعها خلف ظهرها وتبدأ حياتها من جديد، وفيما يأتي مجموعة نصائح للمرأة بعد الطلاق لتجاوز أزمتها:

  • يجب أن تضع المرأة المطلقة حياتها الماضية خلف ظهرها ولا تنظر إليها، وتركز على حياتها المستقبلية وتبدأ مرحلة جديدة من حياتها، كما يجب أن تركز على أهدافها في هذه المرحلة والتي لم تستطع أن تحققها خلال المرحلة السابقة بغض النظر عن الأسباب.
  • التخلص من الشعور بالضحية، وبأنها كانت ضحية الانفصال والطلاق الذي وقع بينها وبين زوجها، ويجب أن تعدُّ ذلك حدثًا طبيعيًا يحدث مع كثيرات من النساء، وأن تعتبر نفسها إنسانًا كاملًا يمكنه أن يحيا مستقلًا ووحيدًا دون الحاجة إلى عطف أو مساعدة أحد.
  • عدم الالتفات إلى تعليقات وانتقادات المجتمع من حولك، وحتى الأسرة والمقربين إذا كانوا يكثرون من الأسئلة حول الطلاق وأسبابه وغيرها من التفاصيل، لأنَّ هذه المشكلة لك وحدك، ولا أحد يمكنه أن يتفهم مشاعرك ومشاكلك، ولذلك لا تلتفتي إلى تلك الانتقادات مهما كانت.
  • عدم متابعة أخبار الزوج السابق وتفاصيل حياته، لأن ذلك سوف ينغص عليك حياتك، بل عيشي حياتك أنت كما تشائين، وابدأي من جديد وكأنك لم تخوضي تلك التجربة الفاشلة، ويمكنك أن تعتبري من النساء المطلقات الناجحات، فكم من امرأة تطلقت ونجحت في حياتها بعد الطلاق وعاشت حياتها سعيدةً وحرة دون سلطة وسيطرة أحد.
  • تقبلي نفسك كما أنتِ، ولا تحاولي أن تبرري لأحد شخصيتك، لأنَّك الوحيد الذي تحمل كل تلك المصاعب في سبيل المحافظة على الزواج، وإذا اضطررتِ قومي بزيارة إلى عيادة إحدى أخصائيات الأسرة، ويمكن أن تفصحي لها عن مشاعرك حتى تساعدك في تجاوز أزمتك.
  • في حال وجود أطفال يجب عدم تشويه صورة الوالد في نظرهم، ويجب إخبارهم عن الطلاق بعقلانية، وأنَّه لم يعد هناك تفاهم بين الأم والأب وأنَّهما اضطرا في النهاية إلى الافتراق من أجل مصلحة الجميع بما فيهم الأولاد.

في ختام مقال نصيحة للزوجة التي تطلب الطلاق ، متى يجوز للمرأة أن تطلب الطلاق تعرفنا على مفهوم الطلاق في الإسلام، وتمَّ إدراج مجموعة نصائح للمرأة التي ترغب بالطلاق من زوجها، كما تمَّ إدراج معلومات عن أسباب تستحق الطلاق وأسباب كثرة وقوع الطلاق بين الأزواج في الوقت الحالي، ونصائح للمرأة بعد الطلاق لتجاوز أزمتها وغير ذلك من التفاصيل.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
هل فعلا الطلاق صعب جدا على المرأة؟
بالتأكيد يعدُّ الطلاق صعبًا على كلا الطرفين سواء الزوج أو الزوجة، ولكنه يكون على الزوجة أصعب كونها الطرف الأضعف، إذ يعقب حدوث الطلاق مرحلة صعبة جدًّا عند الرجل أو المرأة نفسها، وقد تستغرق هذه المرحلة وقتًا طويلًا تجد المرأة صعوبة في الخروج منها، لأنَّها لا تستطيع أن تنخرط في الحياة من جديد بسهولة، خصوصًا إذا سبقت علاقة الزواج الفاشلة مشاعر حب وغرام بين الزوجين، وإذا كانت سنوات الزواج فيها بعض المودة، عند ذلك سيكون الطلاق صعبًا على المرأة، ويزيد من صعوبة ذلك وجود أولاد لها، سوف تقوم على تربيتهم وحدها أو تتركهم عند زوجها، وفي كلا الحالتين سوف تعاني من صعوبة ومرارة ذلك.
كيف اعرف أن طليقتي تريد الرجوع إليّ؟
قد تندم الزوجة في بعض الأحيان على طلب الطلاق وترغب بالرجوع إلى الزوج، وتوجد بعض الدلائل التي تشير إلى ذلك، وأبرز هذه الدلائل الشعور بالندم وإظهار الاعتراف بالذنب، خصوصًا إذا كانت حياتها سيئة بعد الطلاق بعكس طليقها، وقد تتودد إليه من خلال الأولاد، أو تعود لمراسلته بحجة السؤال عن الأولاد وما إلى هنالك من أمور أخرى غير ضرورية أصلًا، بهدف تليين قلبه بعد القطيعة التي وقعت بينها وبينه، وقد ترسل له في بعض الأحيان مع أحد الأشخاص الموثوقين والذي كانوا من الذين يتوسطون بينهما بأنها تريد العودة إلى العلاقة الزوجية معه.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة ، الآية 229
  2. ^ المستدرك على الصحيحين، عبد الله بن عمر، الحاكم، 2833، صحيح
  3. ^ dorar.net، حكم الطلاق، 20/02/2023
  4. ^ islamweb.net، الأحوال التي يباح فيها للمرأة طلب الطلاق، 20/02/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *