الفرق بين الكريسماس ورأس السنة

الفرق بين الكريسماس ورأس السنة وهي من الأمور التي يبحث عنها العديد من الناس في الفترة الأخيرة، وذلك بالتّزامن مع اقتراب كل من المناسبتين، فهناك الكثير من الأشخاص لا يعرفون الفرق بينهما، حيثُ إنّ رأس السنة الميلادية وعيد الكريسماس هما مناسبتان مختلفتان يحتفل بهما كل من المسيحيين والنصارى، حيث تتم إقامة العديد من الاحتفالات وتنتشر مظاهر العيد الخاصّة بهم، ومن هذه المعطيات سيتم بيان الفرق بين الكريسماس ورأس السنة الميلادية، وسوف يتم إدراج ما الفرق بين احتفال الكريسماس وراس السنة، ومعرفة ما الفارق بين الكريسماس ورأس السنة الميلادية وسبب الاحتفال بكل منهما وغيرها من المعلومات المتعلقة.

ما هو الكريسماس

وهو أحد الأعياد الدينية الذي يحتفل فيه معتنقو الدّيانة المسيحية، وذلك نسبة لمُعتقداتهم بميلاد السيد المسيح عيسى -عليه السلام- في هذا اليوم،فهو يعدُّ  من أهم الاحتفالات في جميع أنحاء العالم بعد عيد القيامة، حيثُ يحتفلون فيه في اليوم الخامس والعشرين من ديسمبر / كانون الأول من كل عام ميلادي، حيثُ يرجع سبب احتفال النصارى في هذا اليوم إلى أنهم زعموا أنّ ولادة السّيد المسيح – عليه السلام- كان فيه، فكلمة الكريسماس تشير إلى ابن الرّب أو ميلاد الرّب والذي يقصدون به عيسى عليه السلام، فهو من أعياد الكفر والشّرك بالله -تعالى- والعياذ بالله، ومن الجدير بالذّكر أنّ المسيحيون والنصارى يقومون بالاحتفال فيه من خلال نصب الأشجار وتزيينها، وغيرها من الاحتفالات التي لا ترضي الله سبحانه وتعالى.^[1]

تعريف رأس السنة

وهو مصطلح يُطلق على أوّل يوم في السّنة الجديدة، وهو ما يطلق عليه النّاس بداية العام الجديد، حيثُ يُعدُّ هذا اليوم مناسبة دينية ذات أهمية كبير بالنسبة لأتباع الديانة المسيحية حول العالم، وتصادف هذه المناسبة اليوم الأول من شهر يناير / كانون الثاني من كل عام ميلادي، كما أنّ رأس السنة يعتبر من المناسبات المبهجة التي يحتفلون بها الناس فرحًا بدخول عام ميلادي جديد، وتتمثل هذه الاحتفالات من خلال إقامة العديد من الولائم المختلفة، وإقامة العديد من الحفلات الممتعة وإطلاق الألعاب النارية، ومن الجدير بالذّكر إنَّ رأس السنة الميلادية هي عطلة رسمية في كثير من الدُّول حول العالم.^[2]

الفرق بين الكريسماس ورأس السنة

يعتبر كل من الكريسماس ورأس السنة من المناسبات التي يحتفل بها العديد من الدّول حول العالم، ويمكن بيان الفرق بينهما أنّ الكريسماس مناسبة دينية لأنَّها تعبر عن اليوم الذي ولد فيه المسيح عيسى ابن مريم -عليه الصّلاة والسّلام- ويصادف اليوم الخامس والعشرون من شهر ديسمبر / كانون الأول، أمّا رأس السنة الميلادية مناسبة غير دينية تصادف اليوم الأول من شهر يناير / كانون الثاني ^[1]،كما أنّ هناك اختلافًا بين مظاهر الاحتفال لكل مناسبة، حيثُ  يتميز الكريسماس بالاحتفال به من خلال شجرة الكريسماس، أما رأس السنة الميلادية فتلك المناسبة تتميز بشخصية بابا نويل الخيالية.^[2]

قصة الكريسماس الحقيقية

توجد العديد من الروايات التي وردت حول قصة ولادة السيد المسيح عليه الصلاة و السلام، ففي الإسلام قيل إنها ولدت تحت نخلة وأمرها الوحي أن تهز النخلة لينزل عليها الرطب وتأكل منه بعد الولادة، أما حسب المعتقدات المسيحية فإن المسيح عليه السلام ولد في المغارة، فقد هربت أمه مريم إلى تلك المغارة خوفًا من قومها الذين أنكروا عليها حملها بعد أن عرفوا ذلك، وفي المغارة بعد أن ولدته وضعته في مذود صغير وهو معلف أو وعاء يوضع فيه طعام للحيوانات، وقد نزلت الملائكة في ذلك الوقت تبشر مريم ويوسف النجار الذي كان معها خطيب السيدة مريم بهذه الحادثة العظيمة، وقد وزارهم في المغارة ثلاثة حكماء أو ثلاثة رعاة أطلق عليهم اسم المجوس، وقدموا لهم الهدايا الثمينة، ولذلك يحتفل المسيحيون حول العالم بالكريسماس على أنه يوم ولادة المسيح عليه الصلاة والسلام، وتوضع مجسمات للمغارة والمذود الصغير والمسيح وهو وليد رضيع، وشخصيات المجوس الثلاثة إلى جانب يوسف النجار ومريم عليها السلام وبعض أكوام القش والخراف تمثيلًا لحادثة الولادة.

حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية

إنّ الاحتفال برأس السنة الميلادية بالنسبة للمسلمين هو غير جائز ^[3]؛ لأنَّ في الاحتفال تشبه بأفعال المشركين، والدليل على ذلك ما ورد عن عبد الله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “منْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهوَ منهمْ”^[4]، لذا فعلى المسلمين ألَّا يشاركوا في هذه المناسبات، لأنَّه عيد خاص لأتباع الديانة المسيحية وليس أعياد أهل الكتاب، حيثُ إنّ الله -سبحانه وتعالى- ارتضى للمسلمين يومين في السنة يحتفلون بهما، وهما يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى، فقد روى أنس بن مالك -رضي الله عنه- ما يأتي: “قدِمْتُ المدينَةَ ولأهلِ المدينةِ يومانِ يلعبونَ فيهما في الجاهليَّةِ ، وأنَّ اللهَ تعالى قدْ أبدَلَكم بهما خيرًا منهما يومَ الفطرِ ويومَ النحرِ”^[5]، والله تعالى أعلم.

حكم الاحتفال بالكريسماس

إنّ الاحتفال بالكريسماس حرام وغير جائز في الشريعة الإسلاميّة ^[6]، وقد جاءت النّصوص الشرعية واضحةً في تحريم الاحتفال بأعياد المشركين، لأن تلك الأعياد تحمل معتقداتهم وشعار دينهم الباطل والمنحرف عن الحقّ، وقد دلَّ على تحريم الاحتفال بتلك الأعياد قول الله -تعالى- في كتابه العزيز: “وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا”^[7]، وقد فسّر مجاهد والضحاك أنَّ المقصود بالزور أعياد المشركين، وذهب ابن سيرين إلى أنَّ الزور عيد الشعانين وهو أحد الأعياد الدينية عند المسيحيِّين.

لذلك بيّن أهل العلم أنّ احتفال المسلمين في تلك المناسبة ما هو إلا موافقة على ما يؤمنون به، ولا بدّ من الحذر لأن اعتقادهم فيه كفرٌ والعياذ بالله، حيث ورد في الحديث الذي رواه الصحابي الجليل أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “قَدِم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المدينةَ ولهم يومانِ يَلعَبونَ فيهما، فقال: ما هذانِ اليومانِ؟، قالوا: كنَّا نَلعَبُ فيهما في الجاهليَّةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ اللهَ قد أبدَلَكم بهما خيرًا منهما: يومَ الأَضحى، ويومَ الفِطرِ”^[8]، لذلك من واجب المسلمين الابتعاد عن الاحتفال بتلك المناسبة.

سبب احتفال المسيحيين بعيد الميلاد الكريسماس

يعتبر الكريسماس من أهم المناسبات الدينية بالنِّسبة لاتباع الدِّيانة المسيحيَّة، فقد جاء الاحتفال بتلك المناسبة لأنّ النصارى يعتقدون بأنّ هذا اليوم يصادف ولادة السّيد المسيح -عليه السلام- على الرغم من عدم ورود تاريخ المسيح في أي من الكتب المقدسة، ولكن قامت الكنيسة بتحديد يوم 25 ديسمبر للاحتفال بالميلاد بالتزامن مع عيد الغطاس، حيثُ يعود تاريخ بداية الاحتفال بعيد الميلاد المجيد إلى منتصف القرن الرّابع الميلادي، وذلك عندما كانت الكنيسة منذ القدم تقيم قداس الميلاد في تمام الساعة التاسعة صباحًا ليكون أول قداس في هذا اليوم، وهكذا انتشرت هذه الاحتفالية وهذا القداس مع مرور الزمن وأصبح ركنًا أساسيًّا في التقويم.^[1]

أبرز مظاهر الاحتفال بالكريسماس

أبرز مظاهر الاحتفال برأس السنة الميلادية

تعتبر ليلة رأس السنة بأنها مناسبة مشتركة بين جميع دول العالم، حيثُ تعدّ مناسبة مقدسة لدى المسيحيين، وانطلاقًا من أهميتها تتسابق الدّول من أجل الاحتفال بتلك المناسبة لجعل ليلة رأس السنة ليلة احتفالية مميزة، ومن أبرز مظاهر الاحتفال برأس السنة ما يأتي:^[9]

• تبادل أجمل عبارات التهاني، والأمنيات بعام جديد أفضل من العام المنقضي.
• تخصيص مناسبة رأس السنة من أجل الترفيه، والتنزه مع الأصحاب، أو العائلة.
• وضع الزينة والصور والعبارات المميزة عن هذه المناسبة على مواقع التواصل الاجتماعي.
• تبادل الهدايا مع الأصدقاء، بحيث يتم اختيار هدايا تعبر عن الفرح والسعادة بدخول السنة الجديدة.
• إطلاق الألعاب النارية عند الساعة الثانية عشرة منتصف الليل في السّماء.
• تجهيز العديد من المأكولات المشهورة، والحلويات المميزة من أجل الاحتفال بتلك المناسبة.
• تزيين البيوت والشركات والمرافق التعليمية والصحيّة بشجرة الكريسماس؛ احتفالًا برأس السّنة الميلاديَّة الجديدة.
•  تزيين الأماكن السياحية، وأشهر المدن حول العالم بزينة رأس السنة، كبرج بيزا المائل في إيطاليا، وبرج إيفيل في فرنسا، وبرج خليفة في الإمارات العربية المتحدة، والأهرامات في مصر.

ما هي قصة شجرة الكريسماس

تعتبر شجرة الكرِيسْمَاس بأنّها الشّجرة المميزة التي تتواجد في البيوت والمحال التجاريّة والشّوارع احتفالًا بميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام، فهي تحمل العديد من الرُّموز المسيحية المُهمَّة، حيثُ تعود قصة شجرة الكريسماس إلى القرن الخامس عشر الميلادي، وذلك عندما قام أصحاب الدِّيانات الوثنيّة في ألمانيا يعبدون الشّجرة ويقومون بتزيينها، ولكن بعد اعتنقاقهم للدّيانة المسيحيّة أمر آباء الكنيسة باستمرار الاحتفال بالشّجرة مع إضافة بعض من الرّموز المسيحيّة وإزالة الرموز الوثنية، ثمّ قامت الملكة شارلوت زوجة الملك جورج الثالث بنقل تزيين الشجرة إلى إنجلترا، وهكذا تناقلت إلى الولايات المتحدة وكندا وجميع أنحاء العالم؛ حتى أصبحت شجرة الكريسماس إحدى أساسيات الاحتفال بعيد الميلاد المجيد.^[10]

ما هي قصة شخصية بابا نويل

تعتبر شخصية بابا نويل أشهر شخصية تَرمُز إلى الكريسماس، وهي الشخصية المُفضلة للكبار والصغار، حيث ظهرت تلك الشخصية في فترة القرن الخامس عشر ميلادي كرمز للقديس يدعى “نيكولاس”، فقد كان نيكولاس أسقف منطقة ميرا التي تقع في تركيا، حيثُ كان يعطي الهدايا للفقراء والأسر المحتاجة دون علم هذه الأسر والعائلات بهويته، ومن الجدير بالقول أنّ شخصية بابا نويل انتشرت بسبب قيام الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور عام 1823 بكتابة قصيدة تحت عنوان “The Night Before Christmas” والتي تعني باللغة العربية “الليلة السابقة لعيد الميلاد”، فقد كانت القصيدة عن بابا نويل حيث قدم فيها وصف تخيلي عن سانتا كلوز الذي يحبه الجميع من كل أنحاء العالم، ووصف فيها سانتا يرتدي ثيابًا حمراء ويمتلك لحية طويلة، ويأتي على عربة أو مزلاج، ثمّ يُعطي الهدايا من خلال مدافئ المنازل.^[11]

مقالات قد تهمك