حكم اكتتاب الشركة السعودية لتمويل المساكن حلال أم حرام

حكم اكتتاب الشركة السعودية لتمويل المساكن حلال أم حرام
حكم اكتتاب الشركة السعودية لتمويل المساكن

حكم اكتتاب الشركة السعودية لتمويل المساكن حلال أم حرام يبحث كثير من المسلمين عن مثل هذه الأحكام، من أجل التعرف عليها قبل الشروع في مثل هذه الأعمال، حيث إنَّ الاكتتاب يختلف من شركة إلى أخرى، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الاكتتاب ومشروعية الاكتتاب في الإسلام، وسوف نتعرف على حكم الاكتتاب في الشركة السعودية لتمويل المساكن، وعلى هل يجوز الاكتتاب في الشركة السعودية لتمويل المساكن ابن باز، بالإضافة إلى حكم الاكتتاب عمومًا وغيرها من التفاصيل والمعلومات الأخرى المتعلقة.

ما هو الاكتتاب

يطلق على الاكتتاب باللغة الإنجليزية اسم: Initial Public Offering، وهو ما يعني العرض العام الأولي، حيث يشير مفهوم الاكتتاب بشكل عام إلى طرح الشركة جزءًا من أسهمها وتوزيعها في البورصة لأول مرة لبيعها للآخرين، وهذا الأمر يمكِّن المستثمرين سواء من الشركات أو الأفراد من الاستثمار وامتلاك جزء من أسهم هذه الشركة، وعند ذلك لا تعود ملكية الشركة إلى شخص واحد أو مجموعة شركاء محددين ومعروفين، وإنما تصبح ملكيتها إلى عدد كبير من الأشخاص المساهمين الأصغر، وفي كثير من الأحيان يكون هؤلاء المساهمون غير معروفين وكل شخص مجهول منهم يمتلك جزءًا صغيرًا من الشركة، ويمكنه أن يبيعه أو أن يستلم أرباحه بناء على سياسة الشركة، ويبقى في الشركة مالكون كبار يمتلكون الجزء الأكبر من أسهم الشركة، وهؤلاء هم من يملكون القرارات في الشركة وإدراتها وبمعنى آخر هم المالكون الفعليون، بينما المساهمون الآخرون الصغار يستثمرون في أسهم قليلة وليس لهم دور في الشركة وإدارتها على الإطلاق.[1]

حكم اكتتاب الشركة السعودية لتمويل المساكن

ذهب الفقهاء من أهل العلم في الإسلام إلى أنَّ الاكتتاب في شركة تمويل المساكن السعودية يرجع إلى نشاط وعمل الشركة، فإذا كانت أعمال الشركة ونشاطاتها مباحة فإنَّ الاكتتاب فيها مباح ولا حرج في ذلك ويعتبر نوعًا من التجارة والاستثمار المشروع في الإسلام، فقد أحلَّ الله تعالى البيع وحرم الربا، ويجب على الشخص الذي يرغب بالاستثمار في الشركة أن يبحث عن أعمال الشركة، وأن يستفسر عن تعاملاتها، فإذا كانت فيها تعاملات ربوية أو كانت بعض أعمالها وتجارتها غير مشروعة لا يجوز الاستثمار فيها، وإذا لم يكن فيها تعاملات ربوية وكان عملها مباحًا فإنَّ الاستثمار والاكتتاب فيها مباح والله تعالى أعلم.[2]

حكم الاكتتاب في الشركة السعودية لتمويل المساكن حلال أم حرام

لا يمكن الجزم في حكم اكتتاب المستثمرين سواء كانوا أفرادًا أو شركات إلا بعد الاطلاع بشكل دقيق والتعرف على أعمال الشركة وأنشطتها كاملة، فإذا كانت نشاطاتها غير مشروعة ومحرمة وتتعامل بالتعامل الربوي أو تتعامل مع البنوك الربوية فإنَّ الاكتتاب فيها حرام، وأما إذا كانت أعمالها مشروعة ولا توجد فيها تعاملات ربوية فإنَّ الاكتتاب فيها حلال، وينسحب هذا الحكم على جميع الشركات سواء كانت صغيرة أو كبيرة.[2]

هل يجوز الاكتتاب في شركة تمويل المساكن ابن باز

لم يشر ابن باز رحمه الله تعالى إلى حكم اكتتاب الناس في شركة تمويل المساكن السعودية، ولكنه تحدث عن الاكتتاب بشكل عام، حيث أشار إلى أنَّ الشركة إذا كانت تدول حول أعمال مشروعة مباحة وليس فيها ربا فإنه لا حرج من الاكتتاب فيها، وأما إذا كان فيها تعاملات ربوية أو تنطوي أعمالها على بعض الأمور المحرمة مثل بيع الخمور أو بيع بعض المحظورات، فإن ذلك لا يجوز، وقد فصل ذلك بقوله: “ما فهمنا أن في هذا ربا، ما دام أنه يدعو للمال، إذا تجمع المال أعان الشركة ما ندري شيئًا، لكن لا يستعمل هذا المال في الربا، يجمع، ويحفظ في أي بنك، فإذا تم المطلوب، وتم الإعلان عن الشركة، والموافقة عليها؛ انتهى الموضوع، لكن هذا المال المجموع لا يستعمل في الربا، لا بأس أن يستعمل في أشياء أخرى غير الربا، يستعمل في مصالح للمساهمين، ينفعهم في سلع تشترى، ثم تباع بفائدة، أما أن يدفع إلى بنوك أخرى بالربا، هذا لا يجوز”.[3]

القوال الراجح في حكم الاكتتاب في الإسلام

إنَّ الاكتتاب بشكل عام غير محرم في الإسلام، بل هو مباح كونه نوع من أنواع التجارة والاستثمار، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: “الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ”،[4] حيث تشير هذه الآية إلى أنَّ التجارة والاستثمار مباح، ولكن الربا هو المحرم في الإسلام، ولذلك فإذا كان عمل الشركة التي يرغب الشخص بالاكتتاب فيها مباح ومشروع ولا توجد فيها تعاملات ربوية فإنَّ الاكتتاب فيها مباح، وأما إذا كانت تقوم بأعمال محرمة مثل الترويج للإباحية أو بيع الخمور أو تتعامل بالربا أو تضع أموالها في البنوك الربوية، فإنَّ الاستثمار فيها والاكتتاب لا يجوز والله أعلم.[5]

مقالات قد تهمك

هل منصة بينانس حلال ، حكم الاستثمار بالعملات الرقمية حكم زكاة فوائد البنوك وهل الزكاة على أصل المال أم على الأرباح
حكم فوائد البنوك للشيخ الشعراوي وحكم التعامل مع البنوك الإسلامية حديث عن الربا وشرح حديث لعن الله آكل الربا وموكله

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم اكتتاب الشركة السعودية لتمويل المساكن حلال أم حرام تمَّ إدراج مجموعة معلومات عن الاكتتاب في الشركات والبورصة، وعرفنا هل يجوز الاكتتاب في شركة تمويل المساكن العقارية في السعودية، بالإضافة إلى التعرف على حكم الاكتتاب بشكل عام، وقول ابن باز في حكم الاكتتاب وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، إطلاق سوق الأوراق المالية، 18/04/2024
  2. ^ islamweb.net، حكم الاكتتاب في شركات الأسهم، 18/04/2024
  3. ^ binbaz.org.sa، حكم الاكتتاب في شركات المساهمة، 18/04/2024
  4. ^ سورة البقرة، الآية 275
  5. ^ islamqa.info، حكم الاكتتاب في أسهم شركة ثروة كابيتال، 18/04/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *