حديث عن الربا وشرح حديث لعن الله آكل الربا وموكله

حديث عن الربا وشرح حديث لعن الله آكل الربا وموكله
حديث عن الربا

حديث عن الربا وشرح حديث لعن الله آكل الربا وموكله من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الناس، ورغم أنَّ الربا معروف في الإسلام بأنه من الكبائر، إلا أن كثيرون يجهلون ما ورد فيه من أحاديث صحيحة، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الربا في الإسلام وحكمه، وسوف يتم إدراج حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الربا، وسوف يتم شرح حديث لعن الله آكل الربا وموكله إلى آخر الحديث، ودرجة حديث الربا سبعون حوبًا، وغيرها من التفاصيل المتعلقة الأخرى.

تعريف الربا في الإسلام

يشير مصطلح الربا في الإسلام إلى المكاسب التي يحصل عليها الإنسان من خلال استغلال الآخرين بالظلم سواء بالتجارة أو بالإقراض، إذ أنَّ المعنى اللغوي لكلمة ربا تعني الزيادة، وبالتالي فهي الزيادة المشروطة مقدمًا على رأس المال مقابل مدة زمنية محددة، ويختلف القرض عن الربا عند الفقهاء، حيث أن القرض هو المبلغ الذي يستدينه الشخص ويعيده نفسه لصاحبه، أما الربا فهي الزيادة التي يشترط دفعها مع رأس المال الذي تم اقتراضه، وقد ذمَّه الله تعالى وحرمه في العديد من الآيات القرآنية وحرمه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة، فقد قال تعالى في كتابه العزيز:

“الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ”،[1] وهذه الآيات فيها وعيد شديد وتحذير غليظ من الله تعالى في كبيرة الربا، وقد عظم الله تعالى فيها عقوبة من يأكل الربا في الدنيا والآخرة.[2]

حديث عن الربا

وردت العديد من الأحاديث النبوية الشريفة عن كبيرة الربا، وهذا لأنه من الأمور الخطيرة جدًّا في الإسلام، والتي شدَّد الله تعالى على تحريمه في القرآن الكريم والسنة النبوية بشكل كبير، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أكثر من حديث صحيح ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الربا:

  • الحديث الأول: عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَعَنَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ آكِلَ الرِّبَا، وَمُؤْكِلَهُ، وَكَاتِبَهُ، وَشَاهِدَيْهِ، وَقالَ: هُمْ سَوَاءٌ”.[3]
  • الحديث الثاني: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “الربا ثلاثةٌ وسبعونَ بابًا ، وأيسرُها مثلُ أنْ ينكِحَ الرجلُ أمَّهُ ، و إِنَّ أربى الرِّبا عرضُ الرجلِ المسلمِ”.[4]
  • الحديث الثالث: عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ”.[5]

درجة حديث الربا سبعون بابا

يعدُّ حديث الربا سبعون بابًا من أشهر الأحاديث في تحريم الربا وتعظيم خطورته، فقد كانت العرب قديمًا إذا أرادت المبالغة في تعظيم كثرة الشيء وصفته بالسبعين، ولذلك ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنَّ الربا سبعون بابًا وفي بعض الحديث سبعون إثمًا أو حوبًا وأقل إثمًا فيه يشبه الإثم الذي يلحق بالمرء إذا ارتكب الفاحشة مع والدته، وهذا الحديث حسب ما أشار المحدثون في الإسلام ثابت، وقد صححه الألباني في كتابه صحيح الجامع، وأخرجه البزار بلفظ مختلف عن ابن مسعود أيضًا، وأخرجه ابن ماجه وأخرجه الحاكم أيضًا وزاد فيه: “أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه، وإن أربى الربا عرض الرجل المسلم”، وأخرجه أيضًا الطبراني في الأوسط عن البراء رضي الله عنه، وأخرجه ابن ماجه عن أبى هريرة رضي الله عنه.[6]

شرح حديث لعن الله آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه

عرفنا أنَّ الربا هو نوع من الظلم والاستغلال في المعاملات التجارية والمالية، ولذلك يؤدي إلى إيقاع أضرار كبيرة بالمسلمين، وفيه زيادة بالباطل وسحت، ولذلك فهو محرم في الإسلام وفي جميع الشرائع والديانات، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ لعن آكل الربا، والمراد باللعن هنا هو الطرد من الرحمة، وهو دعاء على آكل الربا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن المعروف أن دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجاب، واللعن هو طرد وإبعاد من رحمة الله تعالى، وهذه اللعنة تلحق بآكل الربا بغض النظر عن الأمور التي استخدم فيها المال، سواء في الطعام أو الشراب أو المسكن أو الملبس، وقد خص الرسول فعل الأكل هنا لأنه أعظم أنواع الانتفاع من المال.

ويشمل اللعن أيضًا موكله، وهو يعني الشخص الذي يعطي الربا، وعلى الرغم من أنَّه الشخص المظلوم في هذا الأمر لأنَّ آكل الربا هو الذي ظلمه وأخذ ماله بغير حق، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعنه لأنَّه أعان ذلك الظالم على العدوان والإثم، كما أدرج رسول الله صلى الله عليه وسلم الشاهد والكاتب في اللعن والطرد لأنهما يعينان آكل الربا أيضًا على ذلك الإثم والعدوان، وساعدوا في إكمال وإتمام ذلك الأمر الخطير، ولذلك فهم سواء في هذا الفعل المحرم، وقد ورد الحديث بصيغة لم يتم إدراج الشاهد والكاتب فيها، ولكن القاعدة الفقهية تقول أنَّ المقيد يقيد المطلق ومنه فإنَّ الحديث الذي أدرجهما حديث صحيح أيضًا في صحيح مسلم والحديثان صحيحان، ولذلك يجب الابتعاد عن الربا لأنه من الكبائر العظيمة عند الله تعالى.[7]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حديث عن الربا وشرح حديث لعن الله آكل الربا وموكله وقد تعرفنا على الربا وحكمه في الإسلام، كما تم إدراج أكثر من حديث عن الربا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما تم إيضاح درجة حديث الربا سبعون بابًا، وشرح حديث لعن الله آكل الربا، وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل متعلقة أخرى.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 275-279
  2. ^ wikiwand.com، ربا، 27/01/2024
  3. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبد الله، مسلم، 1598، صحيح
  4. ^ صحيح الجامع، عبد الله بن مسعود، الألباني، 3539، صحيح
  5. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 2766، صحيح
  6. ^ islamweb.net، الربا سبعون بابا، 27/01/2024
  7. ^ dorar.net، شروح الأحاديث، 27/01/2024

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *