حكم التعجل في الحج والمفاضلة بين التعجل والتأخر في الحج

حكم التعجل في الحج والمفاضلة بين التعجل والتأخر في الحج
حكم التعجل في الحج

حكم التعجل في الحج والمفاضلة بين التعجل والتأخر في الحج هي من الأحكام الشرعية المهمة والتي ينبغي على كل من يرغب بأداء مناسك الحج أن يعرفها وأن يعرف الرأي الشرعي الإسلامي بها، حيث يقوم الكثير من الحجاج بالتعجل في رمي الجمرات في أيام التشريق؛ لذا سوف نقوم بتخصيص هذا المقال للحديث عن هل يجوز أن يتعجل المسلم في الحج وسنتحدث بالتفصيل عن المفاضلة بين التعجل والتأخر في الحج.

ما هو التعجل في الحج

إنّ التعجّل في الحجّ هو أنّ يُنهي الحاج رمي الجمرات في اليوم الثاني من أيام التشريق ثم يخرج من منى قبل غروب الشمس ويتوجه إلى مكة المكرمة، وقد ورد التعجل في القرآن الكريم في قول الله تعالى في سورة البقرة: {وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ۚ لِمَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} [1]وعن عبد الرحمن بن يعمر الديلي -رضي الله عنه- قال: “أنَّ ناسًا مِن أهلِ نَجْدٍ أَتَوْا رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو بعرفةَ، فسألوهُ؛ فأمَرَ مُناديًا فنادى: الحجُّ عرفةُ، مَن جاء ليلةَ جَمْعٍ قَبلَ طُلوعِ الفجرِ فقدْ أدرَكَ الحجَّ، أيَّامُ مِنًى ثلاثةٌ، {فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ} ..” [2]والله تعالى أعلم. [3]

حكم التعجل في الحج

أفتى علماء المسلمين أنّ التعجل في الحج جائز ولا حرج فيه، وهو أن يتعجل المسلم في اليوم الثاني من أيام الرمي، ولكن لجوازه شرط لا بد من تحقيقه من قبل كل متعجل، وهو أن يخرج الحاج من منى قبل غروب الشمس وبعد رمي الجمرات حتّى يسقط عنه الرمي في اليوم الثالث من أيام التشريق، لأنّ إذا غابت الشمس وهو في منى صار لزامًا عليه المبيت في منى وإتمام الرمي في اليوم الثالث، جاء عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “من غربت عليه الشمس وهو بمنى، فلا ينفرن،  حتى يرمي الجمار من أوسط أيام التشريق” وفيما سيأتي نذكر فتوى علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في هذه المسألة الفقهية المهمة: [4]

المدة التي يجب على الحاج أن يمكثها في منى بعد يوم النحر يومان، هي: الحادي عشر، والثاني عشر من ذي الحجة، أما اليوم الثالث عشر من ذي الحجة فلا يجب عليه أن يمكثه في منى، ولا يجب عليه رمي الجمرات فيه، بل يستحب فقط، إلا إذا غربت عليه شمس اليوم الثاني عشر وهو في منى، فيجب عليه المبيت ليلة الثالث عشر ثم رمي الجمرات الثلاث بعد الزوال.

المفاضلة بين التعجل والتأخر في الحج

ذكر أهل العلم من المسلمين أنّ التأخر إلى ثالث أيام التشريق بالنسبة للحاج أفضل من التعجل، وهذا ما ذهب إليه الحنفية والشافعية والحنابلة أي مذهب جمهور أهل العلم، والأدلة على أفضلية التأخر في الحج كثيرة، وهي: [3]

  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- قالت: “أفاضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ من آخرِ يومِهِ حينَ صلَّى الظُّهرَ، ثمَّ رجعَ إلى منًى، فمَكَثَ بِها لياليَ أيَّامِ التَّشريقِ يرمي الجمرةَ، إذا زالَتِ الشَّمسُ كلُّ جمرةٍ بسبعِ حصياتٍ، يُكَبِّرُ معَ كلِّ حصاةٍ، ويقفُ عندَ الأولى، والثَّانيةِ فيطيلُ القيامَ، ويتضرَّعُ، ويرمي الثَّالثةَ ولا يقفُ عِندَها”. [5]

مقالات قد تهمك

متى ينقطع وقت التلبية في الحج عند علماء أهل السنة من هو محرم المرأة في الحج وما حكم حج المرأة بدون محرم
ما هو حكم سفر المرأة مع زوج أختها للحج في الإسلام ماذا تفعل المرأة الحائض في الحج وهل يجوز للحائض الوقوف بعرفة
ما هي الذنوب التي لا يكفرها الحج وهل الحج يكفر الزنا هل يصح حج من أراد الحج والعمل معًا

إلى هنا وبهذه الأحكام الشرعية نصل إلى نهاية هذا المقال الذي عرفنا فيه التعجل في الحج ثم مررنا على حكم التعجل في الحج والمفاضلة بين التعجل والتأخر في الحج حيث عرضنا أيهما أفضل أن يتعجل الحاج في الرمي أو يتأخر.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة، الآية 203.
  2. ^ صحيح الترمذي، عبدالرحمن بن يعمر الديلي، الألباني، 889، صحيح.
  3. ^ dorar.net، المَبيتُ بمِنًى لياليَ أيَّام التَّشْريق، 04/07/2023
  4. ^ islamqa.info، التعجل في الخروج من منى، 04/07/2023
  5. ^ صحيح أبي داود، عائشة أم المؤمنين، الألباني، 1973، صحيح.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *