حكم السلام من الماشي على الجالس وأهم آداب السلام

حكم السلام من الماشي على الجالس وأهم آداب السلام
حكم السلام من الماشي على الجالس

حكم السلام من الماشي على الجالس وأهم آداب السلام من المعلومات التي قد يجهلها كثير من المسلمين رغم أنها من المعلومات المهمة، حيث يجب على المسلم أن يتعرف على مثل هذه الأحكام حتى يلتزم بما أمره الله تعالى به ولا يقع في أخطاء، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن فضل إفشاء السلام في الإسلام، وسوف نعرف هل يجوز سلام الماشي على الجالس أم لا وما حكم ذلك، وسوف نتعرف على حكم رد السلام على الماشي، وعلى آداب السلام في الشرع الإسلامي وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

فضل إفشاء السلام في الإسلام

يشير مصطلح إفشاء السلام في الإسلام إلى إلقاء التحية وتبادل التحية الإسلامية بين المسلمين، وتحية الإسلام هي قول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويكون الرد عليها بنفس الصيغة، وقد وردت العديد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تحثُّ المسلمين على السلام وإلقاء التحية على بعضهم، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “إِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا”،[1] وفي الحديث عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: “أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ”.[2]

وفي حديث آخر عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أيُّها الناسُ أفْشوا السَّلامَ، وأَطعِموا الطَّعامَ، وصَلوا باللَّيلِ والناسُ نيامٌ، تَدْخُلوا الجَنَّةَ بسَلامٍ”،[3] وهنالك كثير من الأحاديث التي تحثُّ على إفشاء السلام بين المسلمين، ومن فضائل إفشاء السلام أنه وسيلة لنشر المودة والمحبة بين المسلمين، وشعيرة من شعائر الإسلام فيها أجر كبير وفضل عظيم يحصل عليه المسلم، وفيه أيضًا إغاظة لأهل الشرك والكفر، ويجب على المسلم أن يلتزم بنشر السلام وإلقائه على المسلمين سواء ممن يعرفهم أو لا يعرفهم، طاعة لله تعالى ورسوله الكريم، وطمعًا في الأجر والثواب الجزيل يوم القيامة.[4]

حكم السلام من الماشي على الجالس

إنَّ حكم السلام من الماشي على الجالس سنة مستحبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد حضَّ عليه الصلاة والسلام على إلقاء السلام في كل وقت وحين، والمسلم يؤجر عندما يلقي السلام على الآخرين، ولكن لا يأثم الماشي إذا لم يلقِ السلام على الجالس فالسلام سنة وليس واجب أو فرض، والأدلة التي اعتمد عليها الفقهاء في ذلك قول الله تعالى في محكم التنزيل: “فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً”،[5] وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ عَلَى الْمَاشِي , وَالْمَاشِي عَلَى الْقَاعِدِ , وَالْقَلِيلُ عَلَى الْكَثِيرِ “،[6] وهذا الحديث يؤكد أنَّ الماشي يسلم على الجالس وهذا سنة من سن الحبيب عليه الصلاة والسلام.

حكم السلام من الجالس على الماشي

قد ينسى الماشي في بعض الأحيان أن يسلم على الجالس أو يغفل عن ذلك، وسواء كان بقصد أو من غير قصد، فإنَّه لا يأثم لأنَّ ذلك سنة، وفي هذه الحالة لا حرج على الجالس أن يلقي السلام على الماشي، لأنَّ ما يقوم به خير، ويؤجر على ذلك بإذن الله تعالى، ولذلك فإنَّ السلام من الجالس على الماشي مباح ويؤجر صاحبه، ولكن الأولى الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد ورد عن الحافظ ابن حجر فيما نقله عن المازرِي قوله: “لَوْ اِبْتَدَأَ الْمَاشِي فَسَلَّمَ عَلَى الرَّاكِب لَمْ يَمْتَنِع لأَنَّهُ مُمْتَثِل لِلأَمْرِ بِإِظْهَارِ السَّلام وَإِفْشَائِهِ ، غَيْر أَنَّ مُرَاعَاة مَا ثَبَتَ فِي الْحَدِيث أَوْلَى ، وَهُوَ خَبَر بِمَعْنَى الأَمْر عَلَى سَبِيل الاسْتِحْبَاب ، وَلا يَلْزَم مِنْ تَرْك الْمُسْتَحَبّ الْكَرَاهَة ، بَلْ يَكُون خِلاف الأَوْلَى ، فَلَوْ تَرَكَ الْمَأْمُور بِالابْتِدَاءِ فَبَدَأَهُ الآخَر كَانَ الْمَأْمُور تَارِكًا لِلْمُسْتَحَبِّ وَالآخَر فَاعِلا لِلسُّنَّةِ ، إِلا إِنْ بَادَرَ فَيَكُون تَارِكًا لِلْمُسْتَحَبِّ أَيْضًا”.

حكم رد السلام على الماشي من الجالس

عرفنا أنَّ إلقاء السلام من الماشي على الجالس سنة، ولكنَّ ردَّ السلام من الجالس على الماشي واجب، حيث أنَّه في الإسلام إلقاء السلام عمومًا سنة ولكن الرد عليه واجب لأنَّ الله تعالى أمر بردِّ التحية بتحية مثلها أو بأحسن منها، فإذا لم يرد المسلم السلامَ فإنه يأثم، وفي ذلك يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: “وأما ردّ السلام: فإن كان المسلَّم عليه واحداً تعيَّنَ عليه الردّ ، وإن كانوا جماعةً كان ردّ السلام فرضَ كفايةٍ عليهم ، فإن ردّ واحد منهم سقطَ الحرج عن الباقين ، وإن تركوه كلُّهم أثموا كلُّهم”، ولذلك فإنَّ رد السلام واجبٌ في الإسلام.

أهم آداب السلام في الإسلام

هنالك العديد من الآداب التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث النبوية، وقد تمكن الفقهاء من وضع العديد من الآداب بناء على ما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم آداب السلام في الإسلام:

  • أن يسلم المسلم على جميع المسلمين، سواء الذين يعرفهم أو الذين لا يعرفهم، وألا يقتصر ذلك على المعارف فقط.
  • أن يسلم الصغير على الكبير، والراكب على الماشي، والماشي على الجالس، والقليل على الكثير.
  • تكرار السلام وإعادته، فحتى لو فصل بين الرجلين شجرة يستحب تكرار السلام مرة أخرى.
  • السلام ثلاث مرات إذا سلم المسلم على جماعة من الناس.
  • أن يسارع المسلم بالسلام على أخيه المسلم إذا لقيه في الطريق، لأنَّ الذي يبدأ بالسلام هو الأحق برحمة الله تعالى وفضله كما بينت أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • أن يسلم المسلم سواء دخل إلى بيته أو إلى بيت غيره، حتى لو دخل إلى منزله ولا يوجد فيه أحد يستحب أن يسلم ويقول: السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
  • يستحب السلام عند دخول المسجد أيضًا.
  • استحباب السلام على الصبيان، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلم على الصبيان كما ورد عنه.
  • السلام عند مغادرة المجلس أيضًا، فالسلام لا يقتصر على الدخول وإنما يكون سنة أيضًا عند الخروج والمغادرة.

مقالات قد تهمك

هل السلام باليد يفطر الصائم ، حكم صيام المرأة التي صافحها أجنبي حكم قول بذمتك إن كان المقصود بها حلف
ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان حكم دعاء غير الله تعالى من الأولياء والصالحين
ما هو حكم قول شاءت الأقدار عند الكلام عن المصيبة حكم قول يا مسهل وحكم قول يا قاضي الحاجات يا رب

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم السلام من الماشي على الجالس وأهم آداب السلام وقد تعرفنا على أهم المعلومات التي تدور حول فضل إفشاء السلام في الإسلام، وعلى حكم إلقاء التحية من الماشي على الجالس، وعلى حكم رد السلام من الجالس على الماشي، كما تعرفنا على أهم آداب إفشاء السلام في الإسلام، وغيرها من المعلومات الأخرى.

المراجع

  1. ^ سورة النساء، الآية 86
  2. ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمرو، البخاري، 12، صحيح
  3. ^ تخريج رياض الصالحين، عبد الله بن سلام، شعيب الأرناؤوط، 1166، صحيح
  4. ^ alukah.net، إفشاء السلام من فضائل الإسلام، 08/01/2024
  5. ^ سورة النور، الآية 61
  6. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 6233، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *