ما هو حكم قول شاءت الأقدار عند الكلام عن المصيبة

ما هو حكم قول شاءت الأقدار عند الكلام عن المصيبة
حكم قول شاءت الأقدار
ما هو حكم قول شاءت الأقدار عند الكلام عن المصيبة، حيث إنّ الإنسان يعتقد داخليًا أنّ القدر هو الذي يقرر أسلوب حياته بل حياته كلها، لهذا سيكون هذا المقال تفصيليًا عن هذه المسألة مع الإضاءة والكلام عن القدر في الإسلام وما معنى أن يُقال ساقني القدر إلى فلان وهل هذه كلها تُعد عبارات صحيحة في المعنى والمبنى ونحوه من الأمور الأخرى.

ما معنى شاء القدر

إنّ معنى شاء القدر أي أن يُجعل للقدر إشاءة وإرادة كأن يرغب بشيء أو لا يرغب به ويقضي بين الناس هذا من حيث معنى العبارة، ولكنّها عبارة خاطئة لأنّ القدر ليس له مشيئة لأنّ القدر معنى والمعنى لا يُمكن أن يكون له مشيئة كما اتفق على ذلك العلماء والأدباء والأصوليون، والمشيئة تكون لمن هو قادر على تغيير الأمر.[1]

حكم قول شاءت الأقدار

إنّ حكم قول شاءت الأقدار أمر غير جائز في الإسلام كما كر علماء أهل السنة والجماعة، وذلك لأنّ هذه العبارة تعني أن للقدر مشيئة ويتحكم بها ويتحكم بالآخرين وهذا غير صحيح لأنّ القدر نفسه هو معنى فيُقال هذا قدر الله أي هذا ما قدّره الله، والله سبحانه وتعالى هو وحده صاحب المشيئة وصاحب الأمر كله، وهو الذي يتولى الأمر بين العباد.[1]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول الله يقرفك عند الغضب أو الكره

حكم قول شاءت الأقدار الدرر السنية

نقل موقع الدرر السنية أقوال جمعٍ من العلماء في حكم قول شاءت الأقدار وما يأتي بيان أقوالهم:[2]

  • ابن باز: “قَولُ بَعضِ النَّاسِ: «شاءت الأقدارُ» أو: «شاء القَدَرُ» أو: «شاءت إرادةُ اللهِ» أو: «عنايةُ اللهِ» فكلامٌ لا يجوزُ، وفيه سوءُ تعبيرٍ، والصَّوابُ أن يقالَ: «شاء اللهُ سُبحانَه» أو: «شاء ربُّنا سُبحانَه» أو نحو ذلك من العباراتِ التي فيها إسنادُ المشيئةِ للهِ لا إلى صفاتِه”.

  • ابن عثيمين: “قول: «شاءت الأقدارُ»، و«شاءت الظُّروفُ» ألفاظٌ مُنكَرةٌ؛ لأنَّ الظروفَ جمعُ ظرفٍ، وهو الزمَنُ، والزَّمَنُ لا مشيئةَ له، وكذلك الأقدارُ جمعُ قَدَرٍ، والقَدَرُ لا مشيئةَ له، وإنما الذي يشاءُ هو اللهُ عزَّ وجَلَّ. نعم لو قال الإنسانُ: «اقتضى قَدَرُ اللهِ كذا وكذا». فلا بأسَ به. أمَّا المشيئةُ فلا يجوزُ أن تضافَ للأقدارِ؛ لأنَّ المشيئةَ هي الإرادةُ، ولا إرادةَ للوَصفِ، إنما الإرادةُ للموصوفِ”.

  • قال بعض العلماء: “لا يصِحُّ أن نقولَ: «شاءت قُدرةُ اللهِ» لأنَّ المشيئةَ إرادةٌ، والقُدْرةَ معنًى، والمعنى لا إرادةَ له، وإنما الإرادةُ للمُريدِ، والمشيئةُ لِمن يشاءُ، ولكِنَّنا نقولُ: اقتضت حِكمةُ اللهِ كذا وكذا، أو نقولُ عن الشَّيءِ إذا وقع: هذه قدرةُ اللهِ، أي: مَقدورُه، كما تقولُ: هذا خَلقُ اللهِ، أي: مخلوقُه. وأمَّا أن نضيفَ أمرًا يقتضي الفِعلَ الاختياريَّ إلى القُدْرةِ، فإنَّ هذا لا يجوزُ”.

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول ربنا ولك الحمد في الصلاة بعد الرفع من الركوع

حكم قول جمعنا القدر

إنّ حكم قول جمعنا القدر غير جائز في الإسلام وذلك لأن الفعل يُنسب إلى مَن هو قادر على الجمع والتفريق والقدر لا يستطيع على شيء من ذاك بل هي إرادة الخالق عز وجل والقدر لا يعدو معنى لا تُنسب إليه الأفعال، والقدر مثل الظرف أو الصدفة أو غيرها من من المعاني الأخرى.[1]

حكم قول ساقني القدر

إنّ حكم قول ساقني القدر إلى فلان أو ساقني القدر إلى هذا المكان أو نجاني القدر من ذلك كل هذه العبارات لا تجوز في الشريعة الإسلامية، ولا يصحّ نسب الفعل إلا لله سبحانه وتعالى لأنّه هو الذي يتولى الأمر بين العباد وهو الذي يعلم خائنة النفس وما تُخفي الصدور وهو الذي يفصل بين الناس وهو القادر على الأمر كله.[1]

حكم قول من سخرية القدر

لا تجوز عبارة من سخرية القدر كما قال علماء أهل السنة والجماعة لأمرين اثنين، فأمّا الأمر الأول فلأن السخرية أو هذه العبارة تدلّ على تسخط العبد من القدر ولا يصح للعبد أن يسخر من قدر الله تبارك وتعالى بل يجب أن يرضى به وأن يُسلم به وأن يكون مقبولًا بالنسبة إليه، أمّا بالنسبة للسبب الثاني فإنّ القدر لا يُنسب شيء له ولكن الأمر لله يدبره كيف يشاء سُبحانه، ولو أراد المُتكلم أن ينسب لفظة السخرية لله تعالى فيكون قد ارتكب ذنبًا ولا يجوز أن يقول ذلك على الرغم من أنّ الله اطلق الفعل على نفسه بقوله تعالى: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ ۙ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}،[3] والله لمّا نسب أفعالًا إليه فنسبها على سبيل الكمال فلا يُجوز أن يُشتق منها أسماء له حاشا وكلا.[4]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

هل القدر مخلوق

للإجابة عن هذا السؤال يجب التفريق ما بين القدر بأنّه صفة من صفات الله تبارك وتعالى مثلها مثل العلم والمشيئة والقدرة نحوها وهي ليست مخلوقات قطعًا، وأمّا المقصود بالقدر أي المُقدر فهو نعم من مخلوقات الله تبارك وتعالى على رأي علماء أهل السنة والجماعة وما يؤمنون به، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “: أمره وقدره الذي هو صفته – كمشيئته وكلامه- غير مخلوق. فأما أمره الذي هو قدر مقدور، فمخلوق، فالمقدور مخلوق، والمأمور به مخلوق، وإن سُمِّيَا أمرا وقدرا”.[5]

إلى هنا يكون قد وصل مقال ما هو حكم قول شاءت الأقدار عند الكلام عن المصيبة إلى نهايته وتحدثنا فيه عن معلومات وافرة عن القضاء والقدر وحكم نسب الفعل إلى القدر ولو على سبيل المجاز،وهل يُعد القدر مخلوقًا ونحو ذلك من المعلومات الأخرى.

المراجع

  1. ^ al-eman.com، كتاب: المناهي اللفظية (نسخة منقحة)، 02/04/2023
  2. ^ dorar.net، المَطلَبُ الثَّالِثُ: من مراتِبِ الإيمانِ بالقَدَرِ: الإيمانُ بمشيئةِ اللهِ النَّافِذةِ، 02/04/2023
  3. ^ سورة التوبة، الآية 79
  4. ^ islamweb.net، قول: يا لسخرية القدر.. حرام، 02/04/2023
  5. ^ islamweb.net، القضاء والقدر.. المخلوق وغير المخلوق، 02/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *