ما حكم تبرج النساء في رمضان وهل يقبل صيام المتبرجة

ما حكم تبرج النساء في رمضان وهل يقبل صيام المتبرجة
حكم تبرج النساء في رمضان

حكم تبرج النساء في رمضان، حيث إن شهر رمضان هو شهر الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان، وهو شهر القرآن وشهر الأعمال الصالحة والإقلاع عن الذنوب، وهو شهرٌ يبدأ المسلمون بالبحث عن الأحكام الشرعية التي تجعل الصيام والعبادة صحيحان لا خلل فيهما، وذلك لأن الأحكام الشرعية قد تختلف في رمضان اختلافًا كثيرًا، وعبر هذا المقال سيتم تسليط الضوء على حكم حكم التبرج للنساء في شهر رمضان المبارك وما أثره على الصيام.

حكم تبرج النساء في رمضان

إن تبرج النساء في رمضان وفي غير رمضان من المعاصي والذنوب العظيمة، وهي أشد تحريمًا في شهر رمضان المبارك، ولكن على الرغم من تحريمه وعظم جرمه إلا أنه لا يبطل الصوم ولا يفسده، إلا أن المرأة التي تتبرج وتظهر زينتها ومفاتنها للأجانب آثمة إثمًا شديدًا، وينقص أجر صيامها، وكلما تبرجت نقص أجرها أكثر، حتى يزول أجره بالكلية، فتكون المرأة قد حرمت نفسها من الطعام والشراب والأجر بسبب هذه المعصية، فتكون ممن قال فيهم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رب صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع، فالنساء أو الرجال مأمورون في رمضان وغيره بترك الذنوب والمعاصي وما نهى الله عنه، والإكثار من فعل الطاعات والعبادات، فكل معصيةٍ خارج رمضان تكون قبيحة وفي رمضان هي أشد قبحًا، لذلك على النساء تقوى الله جل في علاه.[1]

شاهد أيضًا: حكم الحقن المسكنة في الصيام وهل حقن العضل أو الوريد تبطل الصيام

هل يقبل صيام المتبرجة

إن صيام المتبرجة لو صامت محققةً لشروط وأركان الصيام فإن تبرجها لا يفسد الصيام أما القبول فأمره عند الله سبحانه وتعالى لا أحد سواه ولا يعلم به مخلوقٌ من الخلائق، وعلى النساء أن يعلمن أن التبرج والتزين وإظهار المحاسن أمام الأجانب يعرف بأنه من أشد المعاصي والذنوب، وهو من أهم أسباب عذاب النساء في النار وحرمانهن من الجنة، وقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه نهى عن التبرج نهيًا قاطعًا، وجاءت الأدلة الشرعية كثيرة وعديدة تخبر ذلك، كما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “صِنْفانِ مِن أهْلِ النَّارِ لَمْ أرَهُما، قَوْمٌ معهُمْ سِياطٌ كَأَذْنابِ البَقَرِ يَضْرِبُونَ بها النَّاسَ، ونِساءٌ كاسِياتٌ عارِياتٌ مُمِيلاتٌ مائِلاتٌ، رُؤُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ البُخْتِ المائِلَةِ، لا يَدْخُلْنَ الجَنَّةَ، ولا يَجِدْنَ رِيحَها، وإنَّ رِيحَها لَيُوجَدُ مِن مَسِيرَةِ كَذا وكَذا”.[2]

هل يبطل صوم المتبرجة

لا يبطل صيام المرأة إن تبرجت ولا يكون عليها أن تقضيه، ولكن يضيع عليها أجر الصيام العظيم، فكل مسلمٍ يأتي بمحرم في الصيام ينقص ذلك من أجر صيامه، فمن يترك المباحات في الصيام من طعام وشراب أولى به أن يترك المحرمات، وقد أخبر أهل العلم أن التقرب إلى الله بالمباحات لا يكون إلا بعد أن يتقرب العبد إلى ربه بترك المحرمات، فمن تقرب بالمباحات وارتكب المحرمات، كان كمن يترك الفرائض وجاء يتقرب إلى الله بالنوافل، ثم إن التبرج على الرغم من أنه لا يبطل صيام المتبرجة إلا أنه من أهم الأسباب في دخولها النار وحل لعنة النبي -صلى الله عليه وسلم- عليها في الدنيا، وقد أخبر عنهن أنّهن شر النساء وأنهن  المنافقات وأمر بلعنهن فإنهن ملعونات، فالمسلمة تحذر من أن تكون من هؤلاء اللواتي وصفهن النبي بهذا الوصف والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًاحكم الترجيع في الصيام ، مذاهب العلماء في رجوع القيء من الصائم

حكم صلاة وصيام النساء المتبرجات ابن عثيمين

ذكر الشيخ ابن عثيمين أن صلاة وصيام النساء المتبرجات على الرغم من أنهن عاصيات، فالعاصي عمله صحيح، ولو عصى، وربما يكون عمل المتبرجة من صيام وصلاة وصدقة من موازينها لتزيد على ذنوبها، ومن ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية، أما لو تساوت ذنوبها فسوف تكون من أهل الأعراف بين الجنة والنار، أما لو زانت سيئاتها فسوف تكون مستحقة للعقوبة في النار، أما لو كانت كافرة فصيامها وصلاتها لا يقبلان، ومهما عملت من عمل فلا يقبل منها أما لو كانت متبرجة ومسلمة فهي عاصية لله عليها من الذنب بقدر معصيتها لكن الذنب لا علاقة له بقبول الصيام والصلاة ونحو ذلك، وعلى الرغم من ذلك فلا يحوز للنساء التبرج لما فيه من مخالفة لأمر الله وأمر نبيّه صلى الله عليه وسلم، بل عليها أن تقلع عن ذلك وتتوب إلى الله والله ورسوله أعلم.[4]

هل التبرج يعتبر من الزنا

لا يعد التبرج من الزنا، وخروج النساء من البيوت متبرجات أو غير متبرجات لا يعد زنا، لكنه من أعظم الكبائر وأشد المحرمات، كذلك فإن كانت المتبرجة تخرج من البيت بزينتها فلا يحل للمسلمين اتهامها في الزنا، فإن كانت بريئة فقد وقعوا في قذف المحصنات وهذا أمرٌ خطير ويستوجب الحد عليهم، وقد قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.[5] ولا دليل يدل على الزنا إلا أن يكون الميل بالمكحلة ويرى ذلك أربعًا من الرجال، أو أن تقر المرأة بذلك بنفسها دون تهديد أو ضغط أو نحو ذلك، لكن وعلى الرغم من أن التبرج لا يعد زنًا، إلا أنه محرم تحريمًا شديدًا، ولا يجوز للنساء الخروج متبرجات تحت أي ظرف والله أعلم.[6]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول شاءت الأقدار عند الكلام عن المصيبة

النظر إلى النساء المتبرجات هل يفسد الصيام

إن المسلم لا يجوز له النظر إلى النساء المتبرجات في شهر رمضان ولا في غيره، ولكن النظر إليهم لا يفسد الصوم ولا يبطله، وبالرغم من ذلك فعلى المسلمين أن يغضوا من أبصارهم كما على المسلمات أن يستترن ولا يتبرجن، فالصائم من واجبه صرف نفسه عن ما يغضب الله عز وجال ولا يجرح صومه ولا يخدشه بالمحرمات، والذي يقع في ذلك فإن عليه أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، فقد أمر الله المؤمنين بغض البصر عن المحرمات وبحفظ الفروج إلا عن ما حلل الله، وأن ينصرف المسلم إلى العبادة والذكر والتقرب من الله جل في علاه في شهر رمضان.[7]

في الختام، تم عرض حكم تبرج النساء في رمضان، حيث تم تسليط الضوء على العديد من الأحكام الشرعية الخاصة بالتبرج مع الصوم وأثره عليه وما يترتب على المتبرجة في رمضان وفي غير رمضان.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، هل التبرج مبطل للصوم ؟، 03/04/2023
  2. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 212، صحيح
  3. ^ islamweb.net، هل يبطل صوم المتبرجة؟، 03/04/2023
  4. ^ binothaimeen.net، حكم صلاة وصيام النساء المتبرجات، 03/04/2023
  5. ^ سورة النور، الآية 4
  6. ^ islamweb.net، خروج المرأة مع من لا يحل لها، 03/04/2023
  7. ^ islamqa.info، هل النظر إلى النساء يبطل الصيام، 03/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *