عناصر المقال
حكم دفع كفارة الصيام دفعة واحدة من المعلومات التي يبحث عنها كثير من الزوار من المسلمين، وخصوصًا في شهر رمضان المبارك، إذ يجب على المسلم أن يحيط بمثل هذه المعلومات حتى لا يقع في بعض الأمور المحظورة شرعًا، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن كفارة الصيام في شهر رمضان، وسوف نعرف هل يجوز دفع كفارة الصيام دفعة واحدة أم لا، وحكم دفع كفارة الصيام للأقارب، وحكم دفع كفارة الصيام بعد رمضان وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى متعلقة.
كفارة الصيام في شهر رمضان
لقد فرض الله تعالى على المسلمين الصيام، وجعله فريضة على كل مسلم بالغ عاقل قادر على الصيام مقيم لا يمنعه أحد الأعذار الشرعية من ذلك، وقد رخَّص الله تعالى لبعض الحالات الإفطار والقضاء بعد رمضان، ورخص دفع كفارة عن الأيام التي يفطرها المسلم في بعض الحالات التي لا يستطيع فيها القضاء، فقد قال تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”،[1] حيث إنَّ المريض الذي لا يرجى برؤه والشيخ الكبير الهرم، لا يستطيعان الصوم، ولذلك يجب دفع كفارة عن كل يوم إفطار إطعام مسكين، وأشار الفقهاء إلى أنَّ كفارة طعام مسكين تبلغ مدًّا من الطعام، وتساوي في الوقت الحالي ما يقارب 750 غرامًا، كما أن هذه الكفارة تفرض على من وقع في الجماع في نهار رمضان، حيث يجب أن يصوم شهرين متتابعين فإن لم يستطع يدفع كفارة إطعان ستين مسكينًا أيضًا.[2]
حكم دفع كفارة الصيام دفعة واحدة
يجوز للمسلم أن يخرج كفارة الصيام دفعة واحدة ولا حرج عليه في ذلك، كما يجوز له إخراجها على دفعات متتابعة أو متفرقة، لأنَّ الله تعالى لم يشترط التتابع ولا التفريق، وقد أشار الفقهاء من أهل العلم إلى جواز ذلك دون حرج ودون شرط أو قيد، وقد ورد عن ابن قدامة في المغني قوله: “ولا يجب التتابع في الإطعام، نص عليه أحمد في رواية الأثرم. وقيل له: تكون عليه كفارة يمين فيطعم اليوم واحدًا وآخر بعد أيام وآخر بعد، حتى يستكمل عشرة؟ فلم ير بذلك بأسًا، وذلك لأن الله تعالى لم يشترط التتابع”.[3]
هل يجوز إطعام نفس المسكين في كفارة الصيام
يجوز للمسلم أن يدفع كفارة الصيام لنفس المسكين ولا حرج عليه في ذلك، كما يجوز له أن يدفعها متفرقة لمساكين بعدد الأيام التي أفطرها، ويجوز له أن يعدَّ طعامًا ويدعو مساكين بعدد الأيام التي أفطرها ويطعمهم وكل ذلك جائز، وقد ذهب إلى هذا القول الحنابلة والشافعية وجماعة من المالكية، وقد أشارت لجنة الإفتاء الدائمة إلى ذلك بقول: “متى قال الأطباء أن هذا المرض الذي تشكو منه ، ولا تستطيع معه الصوم – لا يرجى شفاؤه ، فإن عليك أن تطعم عن كل يوم مسكيناً نصف صاع من قوت البلد من تمر أو غيره ، وإذا عشيت مسكيناً أو غديته بعدد الأيام التي عليك كفى ذلك”.[4]
هل يجوز دفع كفارة الصيام نقدا
اختلف الفقهاء في حكم دفع فدية الصيام مالًا، فقد ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى عدم جواز ذلك، لأنَّ الله تعالى فرض إطعام مسكين، ولا يجوز إخراج غير ذلك لأنه مخالفة للنص، فقد قال تعالى: “وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”،[1] وقد ذهب الحنفية إلى جواز إخراج فدية طعام الصيام نقدًا لأنَّ المقصود سد حاجة المسكين ويكون ذلك بالطعام أو المال الذي يمكنه شراء الطعام به، وإلى هذا القول أيضًا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى، فقد أجاز إخراج الكفارة نقدًا عند الحاجة لذلك، ومنعها في حال لم تكن هنالك حاجة لذلك.[5]
هل يجوز إخراج كفارة الصيام طعام غير مطبوخ
يجوز للمسلم أن يخرج كفارة الصيام طعامًا مطبوخًا أو طعامًا جافًا وعير مطبوخ، ولا حرج في ذلك، وقد أشار الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى ذلك بقول: “وأما عن كيفية الإطعام فيجوز أن تصنع طعاما مطبوخا وتدعو المساكين فتغديهم أو تعشيهم، ويجوز أن تدفع إليهم الطعام جافا غير مطبوخ، وقدر ما يدفع للمساكين مد من طعام عن كل يوم، والمد هو 750 جراما تقريبا، ومذهب الحنابلة أن الواجب هو مد من بر، أو نصف صاع أي مدان من غيره وهو أحوط”.[6]
هل يجوز إخراج كفارة الصيام مقدمًا
اختلف الفقهاء من أهل العلم في حكم إخراج كفارة الصيام مقدمًا، فقد ذهب الحنفية إلى جواز إخراج كفارة الصيام مقدمًا في أول شهر رمضان، كما يجوز تأخير إلى آخر الشهر، وذهب الشافعية إلى أن الكفارة يجب أن يتم دفعها يومًا بيوم، ويتم إخراج الكفارة عن كل يوم يفطره المسلم المريض أو العاجز، ولا يجزئ دفعها في بداية الشهر عن كامل الشهر حسب رأيهم، وقد ورد عن الإمام النووي رحمه الله قوله: “اتفق أصحابنا على أنه لا يجوز للشيخ العاجز والمريض الذي لا يُرجى برؤه تعجيل الفدية قبل دخول رمضان، ويجوز بعد طلوع فجر كل يوم، وهل يجوز قبل الفجر في رمضان؟ قطع الدارمي بالجواز، وهو الصواب”. [7]
هل يجوز تأخير فدية الصيام بعد رمضان
ذهب كثير من الفقهاء إلى جواز تأخير فدية الصيام إلى بعد شهر رمضان ولا حرج في ذلك، حيث أن الله تعالى لم يحدد وقتًا معينًا لإخراج الفدية، وإلى هذا ذهب الشافعية والحنفية، وقد ورد عن الإمام الكاساني رحمه الله قوله: “الكفارات كلها واجبة على التراخي ، هو الصحيح من مذهب أصحابنا في الأمر المطلق عن الوقت ، حتى لا يأثم بالتأخير عن أول أوقات الإمكان ، ويكون مؤديا لا قاضيا”، ولذلك يجوز تأخيرها إلى وقت بعد رمضان والله أعلم.[8]
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم دفع كفارة الصيام دفعة واحدة وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن كفارة الصيام في شهر رمضان، وتعرفنا على حكم إخراج كفارة الصيام دفعة واحدة، وحكم دفع كفارة الصيام نقدًا أو من الطعام غير المطبوخ، وحكم إخراجها مقدمًا أو بعد رمضان، وغيرها من الأحكام والتفاصيل الأخرى المتعلقة.
المراجع
- ^ سورة البقرة، الآيات 183-184
- ^ islamweb.net، مقدار الفدية والكفارة في أحكام الصيام، 27/03/2024
- ^ islamweb.net، لا حرج في إخراج الكفارة على دفعات، 27/03/2024
- ^ islamqa.info، لا حرج من إعطاء الفدية كلها لمسكين واحد، 27/03/2024
- ^ islamweb.net، حكم إخراج المال بدلا من الطعام في كفارة تأخير القضاء، 27/03/2024
- ^ islamweb.net، مسائل في صرف الطعام للمسكين في كفارة الإفطار، 27/03/2024
- ^ aliftaa.jo، وقت دفع الفدية للعاجز عن الصيام، 27/03/2024
- ^ islamqa.info، السعة في فدية صيام الشيخ الفاني أول الشهر أو آخره أو بعده، 27/03/2024
التعليقات