ما هي فدية الافطار في رمضان وما الفرق بين فدية الصيام وكفارة الصيام

ما هي فدية الافطار في رمضان وما الفرق بين فدية الصيام وكفارة الصيام
فدية الافطار في رمضان

فدية الافطار في رمضان، فصيام شهر رمضان واجب على كل مسلم، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة، ولكن قد يضطر بعض المسلمون للإفطار في شهر رمضان بسبب عذر شرعي، والبعض عليه القضاء أو عليه دفع الفدية إن عجز عن القضاء، ويتوجب على جميع المسلمين الاطلاع على أحكام الإسلام الشرعية عن ما فاتهم من أيام الصيام في رمضان، وفي مقالنا الآتي سنتطلع على كل ما يتعلق بفدية الإفطار في رمضان بالتفصيل.

فدية الافطار في رمضان

تعدّدت آراء أهل العلم في مقدار فدية الافطار في رمضان، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوالٍ، بيانها على النحو الآتي:[1]

  • القول الأوّل: ذهب الحنفيّة إلى أن المقدار الواجب في الفدية هو مقدار صاع من تمر، أو صاع من شعير، أو نصف صاع من الحنطة، وذلك عن كلّ يومٍ يفطره يطعم به مسكيناً.
  • القول الثاني: ذَهَبَ الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّ مِقْدَارَ الْفِدْيَةِ هو مُدٌّ من الطعام عَنْ كُل يَوْمٍ، وَبِهِ قَال طَاوُوسٌ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَالثَّوْرِيُّ وَالأَْوْزَاعِيُّ.
  • القول الثالث: قدّر الحنابلة الفِدية بمُدٍّ من القمح، أو نصف صاع من التمر، أو نصف صاع من شعير، عن كل يوم إفطار يطعم بها مسكيناً.
  • مذهب الجمهور: إن المقدار الواجب عن الثلاثين يوماً هو سبعة آصع ونصف، والصاع يقدر بنحو ثلاثة كيلو جرام، فالواجب في الثلاثين يوماً هو اثنان وعشرون كيلو ونصف يطعمهم للمساكين والمحتاجين، والله أعلم.

ما هي فدية الافطار في رمضان

فدية الافطار لها تعريف في اللغة والاصطلاح الشرعيّ كما يأتي:[2]

  • الفِدية لغةً: مفردٌ، والجمع منه: فِدْيات، وفدىً، والفِدْيَةُ هي ما يقدَّم من مال ونحوه لتخليص أسير أو غيره، والفِداء هو العوض، والكفّارة التي تقدَّم لله جزاءً لتقصير في أحد العبادات.
    • الفِدية شرعاً: عِوضٌ يقدّمه العبد المكلّف؛ للتخلّص من مكروهٍ وُجّه إليه، أو ‏ما يقدم لله جزاء لتقصير في عبادة، والفدية إما مال أو طعام أو هدي أو صيام‏.
    • فدية الصيام في الاصطلاح الشرعيّ: هو عِوض يقدّمه مَن عجز عن الصيام؛ كفّارة لما أفطره بعذر شرعي، وقيمتها هي إطعام مسكين عن كل يوم إفطار، وذكرت الفدية في الآية الكريمة: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”.[3]

    شاهد أيضاً: طريقة إخراج كفارة العاجز عن الصيام في رمضان

    الفرق بين فدية الصيام وكفارة الصيام

    الفرق بين فدية الصيام وكفارة الصيام يكون حسب أمرين أساسيان هما الفرق من حيث السبب والفرق من حيث المقدار وفيما يأتي توضيح ذلك بالتفصيل.

    من حيث السبب

    الفرق بين فدية الصيام وكفارته من حيث السبب هو كالآتي:

    • كفّارة الصيام: فهي تجب على كل من لم يصم بدون عذر شرعي، مثل الإفطار في نهار رمضان بالجماع عن عمد ولغير عذر، وأما كفارة الأكل والشرب عمداً في نهار رمضان فأوجبها كل من المذهب الحنفي والمالكي، أمّا كل من الشافعية والحنابلة فلم يوجبوها على من تعمد الأكل والشرب في رمضان.[4]
    • فدية الصيام: هي ما يدفع عن من لم يستطع الصيام بسبب عذرٍ شرعي وعند اليأس من إمكانية قضاء الأيام، مثل المريض بمرض مزمن لا يُرجى الشفاء منه، أو الشيخ الكبير أو المرأة العجوز اللذان يجدان مشقّة في الصوم، أو المرأة الحامل والمرضع التي يتوالى عليها الحمل والإرضاع بحيث لا تجد فرصة للقضاء.

    من حيث المقدار

    الفرق بين فدية الصيام وكفارته من حيث المقدار هو كالآتي:

    • كفّارة الصيام: ذهب الحنفية والشافعيّة والحنابلة على أنّ كفارة الصوم تجب بالترتيب، فعلى المسلم أوّلًا أن يعتق رقبة، فإن لم يستطع فعليه صيام شهريْن متتابعتيْن، فإن لم يستطع فعليْه إطعام ستّين مسكينًا، وذهب المالكيّة إلى أنّ المسلم بالخيار في كفارة الصوم، إلّأ أنّه عدّ الإطعام أفضل، لتعدّي النفع، وإن لجأ المسلم لخيار الإطعام، فيكون مقدار الإطعام عند الحنفيّة نصف صاع من البر أو صاع من غيره من الأطعمة، والشافعية على أنّها تقدّر بمدّ من أي الأنواع أراد، والحنابلة، على أنّها تقدّر بمدّ من بر أو نصف صاع من شعير، ولا تعطى الكفارة كاملة لمسكين واحد، إنما يجب التعدد وإعطاؤها لعدة مساكين.[5]
    • فدية الصيام: ذهب كل من المذهب المالكي والشافعي على أنّ مقدار فدية الصوم إخراج مد من الطعام عن كل يوم أفطر فيه الشخص، بينما حدد المذهب الحنفي بأنّ مقدار الفدية يبلغ صاع من التمر والشعير، أو نصف صاع من الحنطة، وذهب المذهب الحنبلي إلى أنّ الواجب إخراج مدّ من البر أو نصف صاع من التمر والشعير، ويمكن إعطاء الفدية كاملة لمسكين واحد.[6]

    شاهد أيضاً: ما هي كفارة الزنا في رمضان للمتزوج وقبل الزواج

    فدية الصيام نقدا 2023

    فدية الصيام هي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره الصائم بعذر شرعي، إما بتقديم الطعام له أو بصنع الطعام ودعوة المسكين إليه، وما دام الشخص لا يستطيع الصيام ولا يستطيع أن يجمع ثلاثين مسكينًا للإطعام فيجوز له إخراج القيمة نقدًا ويوَزعهم على الفقراء أو يضعهم في الجهة التي تتولى التوزيع على الفقراء، ولا بأس بدفع النقود إلى وكيل، شخص أو جمعية يشتري بها طعاماً يدفعه إلى مستحقيه، ويجوز صرف فدية أيام كثيرة إلى مسكين واحد أو فقير واحد، والله أعلم، وإن قيمة فدية الصيام نقداً هو المبلغ الذي يساوي إطعام مسكين، وتساوي نصف صاع من قوت أهل البلد، نصف صاع من التمر أو الأرز.[7]

    فدية الصيام للحامل

    إذا أفطرت الحامل في رمضان ولم تقضِ ما عليها من الأيام بعد شهر رمضان، ثمّ أدركها شهر رمضان التالي، ففي هذه الحالة وجب عليها قضاء ما أفطرته من أيام، إلى جانب دفعها لفدية الصيام، وهذا باتفاق جمهور العلماء، وإذا أفطرت الحامل في رمضان بسبب خوفها على ولدها؛ فيجب عليها قضاء أيام فطرها إلى جانب الفدية، وإن خافت على نفسها بسبب الصوم فيجوز لها الإفطار في رمضان، وقضاء تلك الأيام دون فدية، وهذا باتفاق جمهور الفقهاء الذين استدلّوا بقول الله -سبحانه وتعالى-: “وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”،[3]وخالفهم في ذلك الحنفية، الذين قالوا بعدم وجوب الفدية أو الكفارة عن الحامل إذا أفطرت؛ لأنّها أفطرت برخصةٍ كالمريض، ومقدار الفدية للحامل هو إطعام مسكين عن كلّ يوم أفطرته الحامل، ومقدار إطعام المسكين هو مُدّ من قوت أهل البلد الغالب، كالقمح أو الأرز أو ما شابه، والله أعلم.[8]

    شاهد أيضاً: ما هي كفارة المريض الذي لا يستطيع الصوم وما مقدار تلك الكفارة

    لمن تعطى فدية الصيام

    فدية الصيام إنما تعطى للمساكين، لا لكل أحد، ولا يجوز أن يدفعها الإنسان إلى مَنْ تلزمه النفقة عليه وهو الأصول والفروع، والأصول هم: الأب والأم والأجداد والجدات، والفروع هم: الأبناء والبنات وأولادهم، ويمكن إعطاؤها كإفطار صائم ولكن بشرط أن يكون ذلك الصائم مسكيناً، فالعاجز عن الصوم عجزاً مستمراً يلزمه أن يطعم عن كل يوم أفطره مسكيناً، وقال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- عن كيفية الإطعام: “أن له كيفيتان، الأولى: أن يصنع طعامًا فيدعو إليه المساكين، بحسب الأيام التي عليه، كما كان أنس بن مالك يفعله رضي الله عنه لما كبر، والكيفية الثانية: أن يطعمهم طعامًا غير مطبوخ”، وأما إطعام مسكين واحد لمدة ثلاثين يومًا، فقد نص كثير من أهل العلم على جوازه وهو مذهب الشافعية والحنابلة وجماعة من المالكية، فيجوز صرف الإطعام إلى مسكين واحد جملة واحدة  أي إطعام مسكين واحد مدة الثلاثين يوما، أو جمع ثلاثين مسكيناً على طعام واحد، والله أعلم.[9]

    هل يجوز تأخير فدية الصيام بعد رمضان

    بالنسبة لوقت دفع فدية الصيام سواءً تأخيرها لبعد رمضان أو قبل رمضان فقد اختلف فيها الفقهاء على قولين وتفصيل ذلك كالآتي:[10]

    • القول الأول: يجوز لكبير السن والمريض مرضاً لا يرجى برؤه، إخراج الفدية عن الشهر كاملاً أول شهر رمضان، كما يجوز تأخيرها إلى آخر الشهر، كما هو مذهب السادة الحنفية.
    • القول الثاني: ذهب الشافعية إلى أن الفدية يجب دفعها كل يوم بيومه، فتُدفع عن اليوم الحاضر بعد طلوع الفجر، ويجوز أن تُقدم على طلوع الفجر وتُخرج ليلاً، أو تُدفع في نهاية شهر رمضان، ولا يُجزئ دفعها كاملة من بداية الشهر عن جميع الأيام القادمة.

    إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي تحدث عن فدية الافطار في رمضان، وما الفرق بينها وبين كفارة الصيام، وكما عرضنا في المقال كافة المعلومات التي يُمكن للشخص أن يتساءل عنها فيما يخص فدية الافطار والكفارة ومقدارها ووقتها والأحكام الشرعية المتعلقة بها، وما إلى ذلك من المعلومات الهامة التي لا يسع المسلم جهلها.

    المراجع

    1. ^ shamela.ws، مقدار الفدية، 05/04/2023
    2. ^ almaany.com، تعريف و معنى الفدية، 05/04/2023
    3. ^ سورة البقرة، آية 184
    4. ^ binbaz.org.sa، ما الواجب على من أفطر في رمضان بغير عذر؟، 05/04/2023
    5. ^ binbaz.org.sa، ما هو حد الجماع في نهار رمضان؟، 05/04/2023
    6. ^ aliftaa.jo، قضاء الصوم والفدية الواجبة وموجب الكفارة، 05/04/2023
    7. ^ islamweb.net، هل يجزئ إخراج قيمة الفدية للعاجز عن الصيام، 05/04/2023
    8. ^ binbaz.org.sa، ما الواجب على الحامل والمرضع إذا أفطرتا في رمضان؟، 05/04/2023
    9. ^ islamqa.info، لا حرج من إعطاء الفدية كلها لمسكين واحد، 05/04/2023
    10. ^ aliftaa.jo، وقت دفع الفدية للعاجز عن الصيام، 05/04/2023

    التعليقات

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *