طريقة إخراج كفارة العاجز عن الصيام في رمضان

طريقة إخراج كفارة العاجز عن الصيام في رمضان
كفارة العاجز عن الصيام

طريقة إخراج كفارة العاجز عن الصيام في رمضان، فالله سبحانه وتعالى لم يفرض شيئًا على العباد إلا وجعل العوض عنه إن لم يقدر المُسلم على فعله وذلك لأنّ الله تعالى رحيم بالعباد عالم بأمرهم وشأنهم، وهذا المقال سيتوقف مع بعضٍ من الأمور الخاصة بكفارة الصيام في شهر رمضان المبارك وكيف يكون وما هو تعريف الكفارة على رأي العلماء والفقهاء ونحوه من الأمور التي لا يسع المسلم جهلها.

تعريف كفارة الصيام

إنّ كلمة كفارة مأخوذة من الكُفر وهو الستر كما قال اللغويون وأصحاب الكلام، وذلك لأنّ الكفارة بمثابة الشيء الذي يستر الذنب، وقد جمل العلماء الكفارات الموجودة في الشرع الحكيم على اربع طرق أولها كفارة الظِهار وثانيها كفارة الجماع في رمضان وكفارة اليمين وكفارة القتل العمد، والصائم الذي لا يقدر على الصيام ويشق عليه ذلك يحتاج أن يدفع كفارة عن فعلته.[1]

شاهد أيضًا: من يُباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة

كفارة العاجز عن الصيام

إنّ كفارة العاجز عن الصيام هي نصف صاع من قوت أهل البلد المعروف مثل البر أو الرز أو التمر أو غيرها من الأقوات المتعارف عليها، والنصف صاع يُقارب الكيلو ونص الكيلو من الطعام، وقد أفتت بذلك اللجنة الدائمة حين قالوا: “ومتى قرر الأطباء أن هذا المرض الذي تشكو منه، ولا تستطيع معه الصوم لا يرجى شفاؤه، فإن عليك أن تطعم عن كل يوم مسكينًا نصف صاع من قوت البلد من تمر أو غيره عن الشهور الماضية والمستقبلة ، وإذا عشيت مسكينًا أو غديته بعدد الأيام التي عليك كفى ذلك أما النقود فلا يجزئ إخراجها”، وجمهور الفقهاء على أنّه لا يُجزئ إخراج النقود فدية عن الصوم ومن بينهم الشافعية والمالكية والحنابلة بل يجب أن تكون طعامًا.[2]

دليل كفارة الصيام

إنّ الدليل على أنّه يوجد كفارة للصيام:

  • الدليل من القرآن: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[3]
  • الدليل من السنة النبوية: روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ، قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: هلْ تَجِدُ ما تُعْتِقُ رَقَبَةً قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ: لا أجِدُ، فَأُتِيَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ، فَقَالَ: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به فَقَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ ما بيْنَ لَابَتَيْهَا أفْقَرُ مِنَّا، ثُمَّ قَالَ: خُذْهُ فأطْعِمْهُ أهْلَكَ”.[4]

شاهد أيضًا: حكم مداعبة الزوجة في نهار رمضان ونزول المذي

حكم من لا يستطيع دفع كفارة الصيام

لقد اختلف علماء أهل السنة والجماعة في مسألة الفدية عن المريض الذي أفطر فمنهم مَن أوجب الكفارة ومنهم مَن لم يوجبها، والراجح من الأقوال أنّه يجب على المُسلم أن يدفع الكفارة وتبقى في ذمته أمّا لو كان معسرًا فإنّه ينتظر حتى يفتح الله عليه ويدفعها بعد ذلك، وقد قرر العلماء أنّ الفدية هي 750 غرام من غالب قوت أهل البلد من البر أو الرز أو التمر أو نحوه من الطعام.[5]

هل يجوز دفع كفارة الصيام دفعة واحدة

اختلف العلماء في حكم دفع الكفارة إلى شخص واحد فقال بعضهم بجواز ذلك وقال الآخرون بعدم الجواز والأحوط للمسلم أن يخرج من الخلاف ولا يدفعها كلها لمسكين واحد ويدفع عن كل يوم لمسكين مختلف خروجًا من الخلاف، أمّا لو كان المقصود إخراج كل الكفارة في وقت واحد فإنّه لا بأس في هذا على رأي العلماء والفقهاء، والله هو الأعلم كل أمر.[6]

شاهد أيضًاهل يجوز صيام الست من شوال قبل قضاء رمضان

متى تخرج كفارة الصيام للمريض

إنّ الثابت عن علماء أهل السنة والجماعة أنّه لا يصح للمسلم أن يُخرج فيه يومٍ إلا أن يطلع عليه فجره ويستبيح صومه كما قال العلماء والفقهاء، والأصل أنّ المُسلم يلتزم بول العلماء والفقهاء، وقد ذكر الإمام الرملي الشافعي في المسألة: “ويتخير في إخراجها بين تأخيرها وبين إخراج قيمة كل يوم فيه أو بعد فراغه، ولا يجوز تعجيل شيء منها لما فيه من تقديمها على وجوبه”، أي إنّ الخلاصة في القول لا يصح للمسلم أن يُخرج الفدية من بداية الشهر، والله هو الأعلم بالأمر.[7]

إلى هنا نكون قد توقفنا مع مقال طريقة إخراج كفارة العاجز عن الصيام في رمضان وتحدثنا فيه عن كافة المعلومات التي يُمكن للشخص أن يتساءل عنها فيما يخص الفدية والكفارة، وما إلى ذلك من المعلومات الهامة التي لا يسع المسلم جهلها.

المراجع

  1. ^ islamonline.net، الكفارة والفدية تعريفها وأحكامها، 27/03/2023
  2. ^ islamqa.info، مقدار الفدية لمن عجز عن الصوم لكبر أو مرض، 27/03/2023
  3. ^ سورة البقرة، 183-185
  4. ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو هريرة، 6711 ، صحيح
  5. ^ islamweb.net، حكم من أعسر ولم يقدر على الفدية، 27/03/2023
  6. ^ islamweb.net، حكم إخراج الفدية دفعة واحدة، 27/03/2023
  7. ^ islamweb.net، الوقت الذي تخرج فيه فدية الصيام، 27/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *