ما هو حكم عدم السجود عند قراءة القرآن الكريم

ما هو حكم عدم السجود عند قراءة القرآن الكريم
حكم عدم السجود عند قراءة القرآن

حكم عدم السجود عند قراءة القرآن، فالقرآن الكريم هو كلام الله ووحيه المنزل على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو الذي يتعبد المسلمون بتلاوته ويتقربون فيها إلى الله، وقد جعل الإسلام لتلاوة القرآن وقراءته وتدبره أحكامًا وآدابًا على المسلم الحق أن يلتزم بها وأن يؤديها دونما تقصير، ولذلك سيتم عبر هذا المقال تسليط الضوء على أحكام سجود التلاوة وكافة المعلومات الشرعية عنها.

حكم عدم السجود عند قراءة القرآن

إن عدم سجود التلاوة عند قراءة القرآن لا حرج فيه، وذلك لأن سجود التلاوة سنة وليس بواجب، وقد ورد عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أنه كان يقرأ سورة النجم في القرآن الكريم ووصل فيها إلى السجدة فلم يسجد، ولم يأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالسجود، ولو لم يفعل المسلم ذلك فلا حجر عليه، وإن كان ذلك في قراءة القرآن من غير صلاة أو في الصلاة، ولكن الأفضل أن يسجد سجود التلاوة تأسيًا بالنبي -صلى الله عليه وسلم- واقتداءً بهديه، وقد اختار كثيرٌ من أهل العلم أنه لا ينبغي للمسلم تركه لأنه سنة مؤكدة فيجب المحافظة عليه وعدم التجاوز عنه، فلو سمع المسلم آية سجدة أو قرأها يسجد لله سبحانه وتعالى في الصلاة أو خارجها والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًا: ما حكم قول رب اغفر لي بين السجدتين وهل يجوز الدعاء عندها

هل يجوز ترك سجدة التلاوة أثناء قراءة القرآن

لا حرج على المسلم أن يترك سجدة التلاوة عند قراءة القرآن الكريم، فسجود التلاوة من السنن المؤكدة، وقد أحصاها أهل العلم في القرآن الكريم خمس عشرة سجدة، أولها في سورة الأعراف وآخرها في سورة اقرأ، فلو أن المسلم مر بها في خارج صلاته يسجد لها ولو كان بغير طهارة، ولو تركها فلا حرج، فسجود التلاوة لا يشترط له الطهارة خارج الصلاة، فيكبر تكبيرة ويسجد ويقول ما يقول في سجود الصلاة، سبحان ربي الأعلى ثلاثة، ويدعو بما تيسر له ثم يقوم من غير تكبير ثاني ولا سجدة ثانية ولا تسليم، وهذا هو الأرجح فيها، وفي الصلاة كذلك لو تركها لا شيء عليه، أما لو شاء فقد شرع له السجود ولو كان ذلك في صلاةٍ جهرية وفي جماعة فيسجد الإمام ويسجد من معه من المسلمين، ولا تشرع في الصلاة السرية في جماعة والله ورسوله أعلم.[2]

لا إثم على من ترك سجود التلاوة إسلام ويب

ورد في موقع إسلام ويب أن جمهور أهل العلم قالوا إن سجود التلاوة ليس واجبًا على المسلم القارئ للقرآن أو المستمع له بل هو سنة، فقد ورد عن ربيعة بن عبد الله بن الهدير أنه قال: “وَكانَ رَبِيعَةُ مِن خِيَارِ النَّاسِ، عَمَّا حَضَرَ رَبِيعَةُ مِن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنْه، قَرَأَ يَومَ الجُمُعَةِ علَى المِنْبَرِ بسُورَةِ النَّحْلِ حتَّى إذَا جَاءَ السَّجْدَةَ نَزَلَ، فَسَجَدَ وسَجَدَ النَّاسُ حتَّى إذَا كَانَتِ الجُمُعَةُ القَابِلَةُ قَرَأَ بهَا، حتَّى إذَا جَاءَ السَّجْدَةَ، قالَ: يا أيُّها النَّاسُ إنَّا نَمُرُّ بالسُّجُودِ، فمَن سَجَدَ، فقَدْ أصَابَ ومَن لَمْ يَسْجُدْ، فلا إثْمَ عليه ولَمْ يَسْجُدْ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عنْه وزَادَ نَافِعٌ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، إنَّ اللَّهَ لَمْ يَفْرِضِ السُّجُودَ إلَّا أنْ نَشَاءَ”.[3] فكان هذا الحديث دليلًا قطعيًا على عدم وقوع من ترك سجدة التلاوة في الإثم والله ورسوله أعلم.[4]

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول صدق الله العظيم بعد الانتهاء من قراءة القرآن

هل يقضى سجود التلاوة

اختار جمهور أهل العلم أن سجود التلاوة مستحب ومن قال ذلك فقد اختار أنه لا يقضى، لأنّ السنن تفوت بفوات وقتها، وقالوا بأن السجدة تفوت بطول الفصل عن السبب، فلو لم يسجد عقب قراءة السجدة أو سماعها فالأظهر عند أهل العلم أنها لا تقضى، أما عند الأحناف، وقد اختاروا أن سجود التلاوة واجب ولكن لا يجب على الفور، فيباح للمسلم أن يؤديها في أي وقت خارج الصلاة، ويكون ولو أخرها مؤديًا لا قاضيًا، أما السجدة التي في الصلاة فلو أخرها فإنه يأثم ولو أداها فإنها تكون قضاءً عندهم والله ورسوله أعلم.[4]

حكم سجود التلاوة لمن ليس على طهارة ولم يستقبل القبلة

إنّ سجود التلاوة هو سنّةٌ مأثورةٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان النبي إذا قرأ القرآن وحده أو بين صحابته الكرام ومرّ بآيةٍ فيها سجودٌ سجد لله تعالى خضوعًا وامتثالًا لأمره، وسجود التلاوة لا يُشترط فيه ما يُشترط في الصلاة، لذا إنّه من الجائز للمسلم أن يسجد سجود التلاوة عند قراءة القرآن الكريم دون أن يكون على طهارةٍ أو مستقبلًا القبلة، وسجوده يكون صحيحًا، لأنّه ليس صلاةً مفروضة، ولا هو جزءٌ من صلاة، بل هو سنّةٌ عن النّبي صلّى الله عليه وسلّم، يُظهر فيها المسلم خضوعه لله تعالى وطاعته له، والله أعلم.[5]

شاهد أيضاً: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

كيفية سجود التلاوة

قد بيّن أهل العلم الصفة الصحيحة لسجود التلاوة الذي سنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند المرور بآيةٍ ذُكر فيها السّجود، حيث لا يُشترط في سجود التلاوة الطهارة أو استقبال القبلة، حيث أنّه ليس عبادةً مفروضة، ولا هو صلاة مسنونة، بل يكفي للمسلم السجود في موضعه تذللًا وخضوعًا لله تعالى، والطريقة الصحيحة لسجود التلاوة هي أنّ يكبّر المسلم ثمّ يسجد سجدة واحدة، يقول فيها مثلما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “سجدَ وجهي للذِي خلقهُ وشقَّ سمعهُ وبصرهُ بحولهِ وقوتهِ”.[6] ويمكن أن يزيد على ذلك “تبارك الله أحسن الخالقين” ومن ثمّ يقوم من هذه السجدة، وينتهي بذلك السجود الخاصّ بالتلاوة، حيث لا يُشترط التسليم فيه، والله أعلم.[7]

فضل سجود التلاوة

إنّ سجود التلاوة سببٌ في رفعة المسلم وعلوّ درجاته في الدّنيا والآخرة، وهو سببٌ في النجاة من وسوسة الشيطان ونزغه، والسّجود في العموم يجعل الشيطان يبكي ويعتزل المسلم، حيث أنّ الشيطان الرجيم إذا رأى ابن آدم قد قرأ القرآن وقرأ آية السّجدة فسجد، اعتزله وجعل يقول يا ويلي، أُمر ابن آدم بالسجود فسجد وله الجنّة، وأُمرت بالسجود فأبيت فلي النار، والسجود عند قراءة القرآن فيه شكرٌ لله تعالى وتعظيم وتضرعٌ سبحانه، والله أعلم.[8]

شاهد أيضاً: حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي

ماذا يقال في حال عدم القدرة على سجود التلاوة

أجمع أهل العلم إلا قليلٌ منهم على أن سجود التلاوة لو شاء المسلم أداه ولو لم يشأ فلا شيء يعوضه، واعتبر الجمهور من العلماء أن ما يقوم به الكثير من الناس من الذكر بدل سجود التلاوة هو بدعة منكرة من البدع التي لا تصح، لأنها لم ترد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم يقم بها أيٌ من أصحابه الكرام، فلا يجوز للمسلم في القول الراجح أن يأتي بشيءٍ من التسبيح أو شيء من الذكر بدلًا منه، وممن قال بوجود بديل عن سجود التلاوة فقد ورد عن القليوبي أنه يقوم مقام سجود التلاوة قول “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر” لكن الراجح ما أجمع عليه الجمهور فلا يجوز الإتيان بأي ذكر عوض السجود والله ورسوله أعلم.[9]

في الختام، تم تسليط الضوء على حكم عدم السجود عند قراءة القرآن، حيث تم بيان عديد الأحكام الشرعية التي تتعلق بسجود التلاوة، وهو السجود الذي يسجده المسلم عند سماعه أو تلاوته لسجدة من القرآن الكريم في الصلاة أو خارجها.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa، حكم ترك سجدة التلاوة في الصلاة الجهرية، 07/04/2023
  2. ^ binbaz.org.sa، أحكام سجود التلاوة، 07/04/2023
  3. ^ صحيح البخاري، ربيعة بن عبدالله بن الهدير، البخاري، 1077، صحيح
  4. ^ islamweb.net، لا إثم على من ترك سجود التلاوة، 07/04/2023
  5. ^ binbaz.org.sa، حكم سجود التلاوة لمن ليس على طهارةٍ ولم يستقبل القبلة، 07/04/2023
  6. ^ سنن الترمذي، عائشة أم المؤمنين، الترمذي، 3425، حسن صحيح
  7. ^ islamweb.net، صفة سجدة التلاوة، 07/04/2023
  8. ^ islamweb.net، ثواب سجود التلاوة، 07/04/2023
  9. ^ islamqa.info، هل يجوز الاكتفاء بالتسبيح والذكر عن سجود التلاوة ؟، 07/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *