خطبة عن بر الوالدين مكتوبة

خطبة عن بر الوالدين مكتوبة
خطبة عن بر الوالدين

خطبة عن بر الوالدين، بر الوالدين من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى الله وعقوقهما من الكبائر ومن السبع الموبقات فقد أوصى الله تعالى في كتابه العزيز ببر الوالدين في العديد من الآيات، وكثيراً ما يكون بر الوالدين موضوعاً للدروس الدينية وحلقات العلم ومواعظ الدعاة وخطب الجمعة، وفي هذا المقال سنركز على خطب الجمعة وندرج لكم خطبة عن بر الوالدين وعن ضرورة الإحسان إليهما وتجنب عقوقهما.

خطبة عن بر الوالدين مكتوبة

فيما يأتي خطبة كاملة العناصر تتحدث عن برّ الوالدين:

مقدمة الخطبة 

الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كثيراً كما أمر إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده ويدفع عنا بلاؤه ونقمه، الحمد لله عدد ما كان وعدد ما لم يكن، الحمد لله عدد الرمل والحصى والتراب، الحمد لله كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيد الخلق وحبيب الحق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، صلاةً تفتح لنا بها أبوب الفرج والتيسير وتغلق بها علينا أبواب الغضب والتعسير.
وأما بعد أيها الإخوة المؤمنون فإنني أوصيكم وإياي بتقوى الله عز وجل وأحثكم وإياي على طاعته وأستفتح بالذي هو خير، وأذكر نفسي وإياكم بقول الله عزّ وجل { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }[1]، وبأننا عمّا قريب صائرون إلى محكمة قاضيها الله، فاحرصوا على أن لا تقولوا إلا خيراً واجتهدوا على ألا تعملوا إلا صالحاً فاللقاء قريب قريب.

الخطبة الأولى 

و بعد أيها الإخوة المؤمنون فموضوع خطبتنا لهذا اليوم عن بر الوالدين حيث يقول المولى عز وجل في محكم تنزيله بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا }،[2]نعم أيها الإخوة، ألا وإنّ بر الوالدين منجاة للعبد من شرور الدنيا والآخرة، وموصلة إلى دار السلام وبر الوالدين فرض واجب بإجماع العلماء وعقوقهما من الكبائر، وقد حث الإسلام على هذا الخلق ودعا إلى التمسك به والمحافظة عليه ونهى وزجر وحذر من عقوق الوالدين، فتلك آيات كتاب الله الحكيم تدعوا إلى الإحسان إلى الوالدين وعدم التعرض لهما بأي نوع من أنواع الإساءة مهما كانت صغيرة حتى وأن يقول الإنسان لوالديه كلمة أف فهو صورة من صور العقوق، والآيات التي تدعو إلى بر الوالدين كثيرة ومنها قوله تعالى { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا}،[3] فقد جعل الله طاعة الوالدين وبرهما بعد طاعته سبحانه وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مكانة الوالدين عند الله والفضل الذي جعله الله لهما على أولادهما وفي قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: { قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ ۖ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۖ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ۖ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ۖ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، [4]فقد جعل الله عقوق الوالدين بعد الشرك به، والشرك بالله كما نعلم هو أعظم الذنوب عند الله تعالى.

وتلك أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بها ببر الوالدين ويحث فيها على الإحسان إليهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ” جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ”.[5]وفي حديث آخر يحذر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين، عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكْرةَ، عن أبيه رَضِيَ اللهُ عنه قال: قال رَسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:” أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ”.[6]

 وكان للسلف الصالح صفحات في البر ومقامات في الإحسان إلى الوالدين، فقد كان أبو هريرة رضي الله عنه كلما أراد أن يدخل أو يخرج على أمه وقف على بابها فقال: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته، فتقول وعليك يا بني ورحمة الله وبركاته، فيقول رحمك الله كما ربيتني صغيراً فتقول رحمك الله كما بررتني كبيراً، وذلك حيوة بن شريح من أئمّة التابعين، يقعد في حلقته ويأتيه طلاب العلم من كل مكان فتقول له أمه وهو بين طلابه: قم يا حيوة وأعلف الدجاج فيقوم فيعلف الدجاج ثم يعود لطلابه.

أيها الإخوة الأحبة أذكر نفسي وإياكم ببر الوالدين، والبر هو الإحسان بالقول والعمل، وبر الوالدين يتجلى في القرب منهما والعطف عليهما والإنفاق عليهما وطاعتهما في كل أمر وعدم مخالفتهما إلا فيما لا يرضي الله عز وجل، واحترامهما، والامتناع عن رفع الصوت عليهما، وخفض الجناح لهما، والدِّفاع عنهما، ودفع الضر عنهما أو أي مكروه قد يصيبهما، والحرص على جلب وتقديم الخير لهما في كل حال من أحوالهما، والاعتراف بفضلهما وإحسانهما وخيرهما.

ويؤسفنا ما آل إليه حال الأمة وحال الشباب اليوم من بُعدهم عن طاعة والديهم وإعراضهم عن البر وطلب الرضا من الوالدين، بل إننا صرنا نرى الطفل يصرخ على أباه والشاب يتجرأ على أمه والفتاة تعرض عن أمر أبويها، وعلى النقيض من ذلك نرى من لازم أبويه ومن أنفق ماله عليهما، ومن أخّر زواجه وتخلى عن دراسته وعلمه من أجل خدمتهما، ومن تبرع لهما بقطعةٍ من جسده، فهذان فريقان اختار كل منهما طريقه في معاملة أبويه منهم من أحسن وبرّ وأطاع ومنهم من عصى وشقي وتكبر هل يستويان عند الله مثلاً، فاختاروا إخوة الإيمان في أي الفريقين تكونون، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.

شاهد أيضًا: دعاء خطبة الجمعة مكتوب

الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله خير نبي اصطفاه وهدايةً للعالمين اجتباه، أيها الأخوة المؤمنون إن فضل الوالدين على الأبناء لا يساويه فضل وجميلهما لا يدانيه جميل، فتلك الأم حملت ولدها في بطنها تسعة أشهر وأرضعته زهاء سنتين وأطعمته وألبسته وغسلته وربته إلى أن أصبح شاباً وسهرت على راحته وتعبت في مرضه أكثر من تعبه، وذلك الأب يفني عمره وينفق صحته في سبيل تأمين الرزق الحلال له ولعائلته، فأي جميل وأي معروف يمكن أن يرد معروف وفضل الوالدين، روي عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري أنه ” شَهِدَ ابنَ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما ورجُلٌ يَمانيٌّ يطوفُ البَيتَ حمَلَ أُمَّهُ وراءَ ظَهْرِهِ يقولُ: إنِّي لها بَعيرُها المُذَلَّل، إنْ ذَعِرَتْ رِكابُها لم أَذْعَر، ثمَّ قال: يا بنَ عُمرَ، أَتُراني جَزَيْتُها؟ قال: لا، ولا بزَفْرَةٍ واحدةٍ، ثمَّ طاف ابنُ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، فأتى المَقامَ، فصلَّى ركعتَيْنِ، ثمَّ قال: يا بنَ أبي موسى، إنَّ كلَّ ركعتَيْنِ تُكفِّرانِ ما أمامَهما”.[7]أما بعد فيا عباد الله اتقوا الله، ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون وإياكم وعقوق الوالدين فإنه يورث الذلة والمهانة في الدنيا والحسرة والندامة في الآخرة وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين إني داعٍ فأمنوا.

دعاء خطبة عن بر الوالدين

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا مولانا سميع قريب مجيب للدعوات، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك يا إلهنا عمّن سواك، ردنا إلى دينك رداً جميلاً ردنا إلى قرآنك رداً جميلاً ردنا إلى سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم رداً جميلاً، ربنا إننا ظلمنا أنفسنا ظلماً كثيراً كبيراً ولن يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لنا مغفرةً من عندك وارحمنا إنك أنت الغفور الرحيم، اللهم اغفر لنا ولوالدينا، اللهم ارحمهم كما ربونا صغاراً، اللهم لا تدع لهم ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا كرباً إلا نفسته، اللهم ارحمهم فوق الأرض وتحت التراب ويوم العرض عليك، اللهم ارزقنا بر والدينا، اللهم أعنا على طاعة والدينا، اللهم أبعدنا عن عصيانهم وعن عقوقهم وعن الإساءة إليهم بأي قول أو لفظ أو عمل، ربنا أوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا وعلى والدينا وأن نعمل صالحاً ترضاه وأصلح ذرياتنا يا رب العالمين، ربنا اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولمن علمنا ولمن ربانا ولأصحاب الحقوق علينا ولجميع المسلمين، سبحان ربك رب العزة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضًا: تعبير عن عقوق الوالدين بالعناصر كاملة

خطبة عن بر الوالدين وتحريم عقوقهما ملتقى الخطباء

في السطور القادمة خطبة عن برّ الوالدين وتحريم عقوقهما من موقع ملتقى الخطباء:[8]

الْحَمْدُ لله الَّذِي حَذَّرَنَا مِنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَأَمَرَنَا بِالاَسْتِعْدَادِ لِيَوْمِ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ، أَحْمَدُهُ وَهُوَ الْغَفُورُ الشَّكُورُ، أَمَرَ بِبِرِّ الْوَالِدَيْنِ، وَحَذَّرَ وَنَهَى عَنِ الْعُقُوقِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صلى الله عليه وسلم وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.أَمَّا بَعْدُ:

عِبَادَ الله: إِنَّ رِضَا الله فِي رِضَا الْوَالِدَيْنِ، يَشْهَدُ لِذَلِكَ مَا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ مِنْ آيَاتٍ كَثِيرَةٍ، فِيهَا الأَمْرُ بِعِبَادَةِ الله وَحْدَهُ، مَقْرُونًا بِهَا الإِحْسَانُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [النِّسَاءِ: 36]، وَقَوْلِهِ: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [الإِسْرَاءِ: 23]، وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى مَا بَيْنَهُمَا مِنْ تَلازُمٍ وَارْتِبَاطٍ، إِذْ لاَ تَتَحَقَّقُ الْعِبَادَةُ مَعَ الْعُقُوقِ، وَلَا يُغْنِي الإِحْسَانُ إِلَى الْوَالِدَيْنِ مَعَ الإِشْرَاكِ؛ لأَنَّ حَقِيقَةَ الْعِبَادَةِ هِيَ: الْمَحَبَّةُ مَعَ الذُّلِّ وَالْخُضُوعِ لله تَعَالَى، وَالامْتِثَالُ وَالطَّاعَةُ، وَلاَ تَحْصُلُ حَقِيقَةُ الْعِبَادَةِ إِلاَّ بِهِمَا، فَالْعُقُوقُ عِصْيَانٌ وَاسْتِكْبَارٌ، فَهُوَ نَقْصٌ فِي حَقِيقَةِ الْعِبَادَةِ، وَمَعْنَاهَا كَمَا ذَكَرَهُ الْمُفَسِّرُونَ فِي أَصْحَابِ الأَعْرَافِ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ) [الأَعْرَافِ: 46].

أَسْأَلُ اللَّهَ –تَعَالَى- أَنْ يَرْزُقَنَا عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً، وَرِزْقًا طَيِّبًا، إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعَاءِ، بَارَكَ الله لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهَ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

شاهد أيضًا: حوار بين شخصين قصير جدا عن بر الوالدين

خطبة قصيرة عن بر الوالدين

مقدمة الخطبة: إنّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستهديه، ونستغفره، من يهدهِ الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلن تجد له وليًّا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير، وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله، صلّى الله عليه وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه.

نصّ الخطبة: إخوتي في الله، أدعوكم ونفسي للقيام بحقوق الله -تعالى- وأداء حقوق عباده، وإنّ من أعظم هذه الحقوق وأخطرها شأنًا، وأكثرها أجرًا، وأشدّها وزرًا وإثمًا عند تضييعها والتفريط فيها، حقّ أقرب الناس إلينا وأرحمهم بنا، حقّ من ربّانا وعلّمنا وسهر الليالي ليرعانا وليقوم بشأننا، ألا إنّه حقّ الوالدين، فإنّ للوالدين على الأبناء حقٌّ عظيم وفضلٌ عميم، وممّا يدلّ على عظيم حقوق الوالدين ووجوب برّهما والإحسان إليهما؛ الآيات التي قرنت ما بين عبادة الله -تعالى- ووجوب الإيمان به وعدم الشرك، وبين الإحسان إلى الوالدين والأمر ببرّهما، فقد قال -تعالى-: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}،[9] كما بيّن سبحانه السبب في وجوب البر مذكّرًا عباده بما فعله آباؤهم حسان، فقال -عزّ وجلّ-: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ}،[10] فما أعظم حقّ الوالدين.

إخوتي في الله، إنّ بر الوالدين يكون ببذل المعروف والإحسان إليهما بالقول، والفعل، والمال، فالإحسان لهما بالقول يتجلّى من خلال مخاطبتها بلينٍ وبطيبٍ، وتخيّر الألفاظ الطيّبة الحسنة في الحديث إليهما، وعدم رفع الصوت عليهما، وقد دعا -سبحانه- عباده لترك أي كلمة أو قول يدلّ على الضجر من الوالدين، وأمر ببرّهما في أشدّ أوقات ضعفهما وملاطفتهما والإحسان إليهما في وقت مرضهما.

خاتمة الخطبة: أخواتي الكرام، فلنعاهد أنفسنا على البر ولنقدّم حاجة والدينا على جميع الحوائج الأخرى، ولنبذل جهدنا في تخصيص مدّة من الوقت للجلوس معهم، وملاطفتهم، ومسايرتهم، فهذا ممّا يجلب السعادة لقلوبهم، ولنسعَ لأن نقدّم لهم الحاجة بأنفسنا ولا نعيّن أشخاصًا آخرين للقيام بهذا الأمر، ولنتسابق في فعل الخيرات، وأيّ خيرٍ أعظم من أن يبرّ العبد أهله؟! جعلنا الله وإيّاكم من البارّين بآبائنا وأمهاتنا، ورزقنا الإخلاص وحسن القصد والسداد إنّه جواد كريم.

خطبة عن بر الوالدين pdf

الخطبة من الأمور الأساسية التي ينبغي على طلاب العلوم الشرعية تعلمها، لأن هؤلاء الطلاب اليوم سيكونون أئمةً في المستقبل يخطبون بالناس ويعلمونهم أمور دينهم ويرشدونهم إلى الصواب ويردعونهم عن الذنوب، لذلك من المهم لكل طالب علم أن يعرف تفاصيل الخطبة وأجزاءها ويتعلم كيفية إعدادها وإلقائها ومعرفة المصادر العلمية والفقهية ومصادر الأحاديث الشريفة وغيرها من الشواهد التي سيستشهد فيها بخطبته، وبعد أن أدرجنا لكم خطبة عن بر الوالدين بالعناصر كاملة سنترك لكم هذه الخطبة في ملف إلكتروني بصيغة pdf لكي يتسنى لكم قراءتها وطباعتها والاستفادة منها، ويمكنكم تحميل هذه الخطبة بصيغة pdf ” من هنا “.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية رحلتنا في رحاب مقال خطبة عن بر الوالدين والذي أردجنا لكم فيه خطبة جمعة كاملة عن بر الوالدين استفتحناها بحمد الله والثناء عليه والتذكير بتقوى الله عز وجل ثمّ الخطبة الأولى فالثانية وختمنا الخطبة بالدعاء، وأضفنا خطبة مأخوذة من موقع ملتقى الخطباء تحدثت عن برّ الوالدين وتحريم العقوق، وأدرجنا أخيرًا خطبة قصيرة عن برّ الوالدين.

المراجع

  1. ^ سورة النساء ، الآية 77 
  2. ^ سورة الإسراء، الآية 23- 24
  3. ^ سورة النساء ، الآية 36
  4. ^ سورة الأنعام ، الآية 151
  5. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 5971 ، صحيح
  6. ^ صحيح البخاري، أبو بكرة نفيع بن الحارث ، البخاري، 6273، صحيح
  7. ^ صحيح الأدب المفرد ، أبو بردة بن أبي موسى الأشعري،  الألباني، 9 ، صحيح الإسناد 
  8. ^ khutabaa.com، خطبة عن بر الوالدين وتحريم عقوقهما، 29/01/2023
  9. ^ سورة النساء، الآية 36
  10. ^ سورة لقمان، الآية 14

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *