ما هي زكاة الفطر للمغتربين وما هو مقدارها

ما هي زكاة الفطر للمغتربين وما هو مقدارها
زكاة الفطر للمغتربين

ما هي زكاة الفطر للمغتربين وما هو مقدارها، مع اقتراب شهر رمضان الكريم على نهايته، واقتراب عيد الفطر المبارك في القدوم على المسلمين، تكثر الأسئلة والاستفسارات حول زكاة الفطر ومقدارها، وكيف يمكن للمغترب أن يخرجها، فالزكاة واجبة على كل مسلم، وهي ركن أساسي من أركان الإسلام الخمسة، ولا يجوز التهاون في إخراجها أبدًا، وفي هذا المقال سنتحدث حول زكاة الفطر للمغتربين.

زكاة الفطر للمغتربين

يمكن للمغترب أن يخرج زكاة الفطر في محل إقامته ولا بأس في ذلك، فإذا كان يقيم في مدينة ما، وأهله والفقراء الذين يعرفهم يقيمون في مدينة أخرى، فليس عليه فرض أن يخرج الزكاة للفقراء الذين يعرفهم، إذ تحق الزكاة لكل فقير في أي مدينة كانت، فالسنة أن تؤخذ صدقات الفطر من الأغنياء وتعطى للفقراء، تؤخذ منهم لإخوانهم الفقراء في البلد، هذا هو المشروع أن يدفعها للفقراء في البلد الذي هو فيه أو فيما حوله، وأمّا نقلها إلى بلاد بعيدة فالأولى ترك ذلك وفيه خلاف بين أهل العلم وكثير منهم لا يرى جواز ذلك، فالمؤمن يحتاط ويوزعها في بلاده التي أقام فيها أو فيما يقاربها من القرى المجاورة، هذا هو المشروع وهذا هو الأحوط للمؤمن، فإن نقلها إلى بلده أو غيرها وأعطاها الفقراء أجزأت على الصحيح لكنه ترك ما هو الأحوط والأفضل، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم. [1]

شاهد أيضًا: ما هي حبوب زكاة الفطر وما مقدارها بالكيلو غرام

مقدار زكاة الفطر

مقدار زكاة الفطر هو صاع من جميع الأقوات، مثل: صاع من القمح، صاع من الشعير، صاع التمر، ويقدر الصاع بأنه أربع حفنات ممتلئة بيدين معتدلتين، فيصبح الصاع أربعة أمدادٍ، والمُدُّ حفنةٌ واحدة ممتلئة باليدين، وقياسًا بالوزن يكون الصاع أربعمائة مثقال وثمانين مثقال، والمد مائة وعشرون مثقالًا. وعليه، فالزكاة صاع فقط من قوت البلد، هكذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس أن يتصدقوا بصاع من الشعير أو صاع من التمر أو أي صاع آخر، كما فرض النبي عليه الصلاة والسلام على الناس زكاة الفطر صاعًا واحدًا، وأخرجها الصحابة كذلك، فهذا هو الواجب على الناس على الصغير والكبير والذكر والأنثى سواء كان قمحًا وهو الحنطة أو غير ذلك، وقال بعض أهل العلم: إنه يجزئ نصف الصاع من الحنطة من البر، ولكنه قول مرجوح، والصواب: أنه لا بد من صاع من جميع الأقوات التي في البلد، والله عز رجل ورسوله عليه الصلاة والسلام أعلم. [2]

وقت زكاة الفطر

رأى بعض العلماء أن وقت زكاة الفطر يبدأ من غروب شمس آخر يوم في رمضان وينتهي قبل صلاة العيد، والزكاة ركن من أركان الإسلام الخمسة، فقد قال الله سبحانه وتعالى: “وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ”[3]، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإخراجها قبل صلاة العيد؛ لما رواه ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”[4]، ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين، وذلك ما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تُؤَدَّى قبل خروج الناس إلى الصَّلَاة”[5]، فمن أخرها عن وقتها فقد أثم، وعليه أن يتوب من تأخيره وأن يخرجها للفقراء، والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق. [6]

شاهد أيضًا: لمن تجوز زكاة الفطر وعلى من تجب زكاة الفطر

إخراج زكاة الفطر نقودا

زكاة الفطر هي ضاع من كل أقوات البلد، مثل: صاع القمح، أو صاع الشعير، أو صاع التمر، أو صاع الطعام، وفي قول أكثر أهل العلم لا يجوز إخراج قيمة هذا الصاع نقدا؛ لأنه خلاف ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه رضوان الله عليهم، وقد قال الله سبحانه وتعالى: “قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ”[7]، وقد فرض الله تعالى على عباده زكاة أموالهم، وأمرهم بأدائها، وجعلها من أركان الإسلام الخمسة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “بُنِيَ الإسْلامُ علَى خَمْسٍ، شَهادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وإقامِ الصَّلاةِ، وإيتاءِ الزَّكاةِ، وحَجِّ البَيْتِ، وصَوْمِ رَمَضانَ”[8]، فالواجب على جميع المسلمين أن يؤدوا زكاة أموالهم إلى مستحقيها رغبة فيما عند الله، وحذرًا من عقابه، وقد بين الله مستحقيها في قوله عز وجل في سورة التوبة: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”[9]، والزكاة طهرة لأهلها، والله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم أعلم. [10]

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم ما هي زكاة الفطر للمغتربين وما هو مقدارها ويمكن إخراجها في محل إقامتهم، ولا يوجد دليل على نقلها إلى بلاد بعيدة، ولو كانت موطنهم الأصلي، فالمؤمن يحتاط ويوزعها في بلاده التي أقام فيها أو فيما يقاربها من البلاد.

المراجع

  1. ^ binbaz.org.sa، حكم إخراج المسافر زكاة الفطر في محل إقامته، 14/04/2023
  2. ^ binbaz.org.sa، مقدار زكاة الفطر، 14/04/2023
  3. ^ سورة البينة، الآية 5
  4. ^ صحيح أبي داود، عبدالله بن عباس،الألباني،1609،حسن
  5. ^ صحيح النسائي، عبدالله بن عمر،الألباني،2499،صحيح
  6. ^ islamqa.info، ما هو وقت إخراج زكاة الفطر؟، 14/04/2023
  7. ^ سورة النور، الآية 54
  8. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عمر،مسلم،16،صحيح
  9. ^ سورة التوبة، الآية 60
  10. ^ binbaz.org.sa، حكم إخراج زكاة الفطر نقودًا، 14/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *