شرح قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى للمتنبي والمفردات الصعبة فيها

شرح قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى للمتنبي والمفردات الصعبة فيها
شرح قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى

شرح قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى للمتنبي والمفردات الصعبة فيها يبحث عنها كثير من الزوار وخصوصًا من الذين يحبون الشعر العربي القديم، فعلى الرغم من مرور قرون كثيرة إلا أنَّ الشعر القديم يحتل مكانة مميزة في نفوس محبي الشعر، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الشاعر أبي الطيب المتنبي، وسوف نتعرف على شَرح قصيدته الشهيرة، وسوف نتعرف على معاني الألفاظ والمفردات الصعبة وعلى الصور الفنية والبلاغية فيها وغير ذلك من المعلومات الأخرى المتعلقة بالقصيدة.

من هو كاتب قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى

إنَّ صاحب هذه القصيدة هو الشاعر العربي الشهير أبو الطيب المتنبي، ويعدُّ أبو الطيب المتنبي أحدَ أعظم الشعراء العرب في تاريخ الشعر العربي، وخصوصًا بعد العصر الجاهلي في العصور الإسلامية، واسمه الكامل هو أحمد بن الحسين الجفعي الكندي الكوفي، كنيته أبو الطيب، وغلب عليه لقب المتنبي حتى طغى على اسمه الأصلي، وقد أُطلِق عليه أيضًا لقب شاعر العرب، كما وُصِف بأنه أعجوبة زمانه، وما تزال قصائده حتى الوقت الحالي مصدر وحي وإلهام للشعراء والأدباء العرب، ويعدُّ أحد أهم شعراء الحكمة، تدور معظم أشعار المتنبي حول الفخر والمدح سواء مدح نفسه أو مدح غيره من الملوك والأمراء والولاة مثل سيف الدولة الحمداني وكافور وغيرهما.

ولكنه كان يتناول في أشعاره فلسفة الحياة ووصف المعارك والحروب والهجاء وغير ذلك، واشتهر المتنبي بحدة ذكائه حيث ظهرت العبقرية الشعرية عنده وهو في سن الصبا في مرحلة مبكرة، وكان صاحب كبرياء وطموح وشجاعة كبيرة، وكان يحب الافتخار بنفسه لدرجة كبيرة ولذلك سميَ المتنبي، عاش المتنبي في نهاية العصر العباسي وكانت أفضل الأيام التي عاشها في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب، توفي مقتولًا عام 965م على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي خال ضبّة بن يزيد العوني الذي كان قد هجاه المتنبي وطعنه في شرفه سابقًا.[1]

شرح قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى

إنَّ هذه القَصيدَة تعدُّ واحدةً من أشهر قصائد الشاعر أبي الطيب المتنبي، وهي قصيدة غريبة المطلع نوعًا ما، حيث يقول في مطلعها: أَلا كُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيذَبى، وقد نظمها الشاعر على البحر المتقارب وعلى قافية الألف، وبلغ عدد أبيات القصيدة كاملة 36 بيتًا فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القََصيدة:

  • أَلا كُلُّ ماشِيَةِ الخَيزَلى
    فِدا كُلُّ ماشِيَةِ الهَيذَبى
    وَكُلِّ نَجاةٍ بُجاوِيَّةٍ
    خَنوفٍ وَما بِيَ حُسنُ المِشى

إنَ الخيزلى هي التي تمشي مشية استرخاء من النساء، وأمَّا الهيذبى فهي التي تسير بسرعة من الإبل، وفي البيت الأول يقول الشاعر أنَّه لا حاجة له في النساء ولم يكن من أهل الغزل، وإنما من أهل السفر والحروب ويحب مشي الجمال، كما أنَّه يحب كل ناقة سريعة خفيفة في المشي من الإبل البجاوية وهي التي تنسب إلى بجاوة إحدى مدن البربر في بلاد المغرب، ولا يحب مشية النساء المسترخية.

  • وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ
    وَكَيدُ العُداةِ وَمَيطُ الأَذى
    ضَرَبتُ بِها التيهَ ضَربَ القِمارِ
    إِمّا لِهَذا وَإِمّا لِذا

إنَّ تلك النوق الخفيفة السريعة في المشي هي السبيل إلى الحياة لأنها تنقذ الناس من المهالك، بواسطتها أيضًا يتم التنكيل في الأعداء وبها يتم إبعاد الأذى والموت والهلاك عن الشخص، وقد ركبت هذه الناقة في تيه في الصحراء مخاطرًا بها وبحياتي وكأنني ألعب القمار على حياتي، فإمَّا أن أنجو وأحقق النصر وإما أن أموت وأهلك.

  • فَيا لَكَ لَيلاً عَلى أَعكُشٍ
    أَحَمَّ البِلادِ خَفِيَّ الصُوى
    وَرَدنا الرُهَيمَةَ في جَوزِهِ
    وَباقيهِ أَكثَرُ مِمّا مَضى

فما أعجب هذا الليل شديد الظلمة، والذي يجعل العالم كله أسودًا أكثر، ويخفي الأعلام والرايات العالية من شدة ظلمته، أي حجب الأعلام التي يمكن أن يهتدى بها في الطريق بسبب الظلمة، ورغم ذلك فقد وصلنا إلى منطقة الرهيمة وهي منطقة قريبة الكوفة في أول الليل وقد تبقى منه أكثر مما مضى من وقت، وهذا أيضًا دليل على الوصول في أول الليل أو في النصف الأول منه.

  • فَلَمّا أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ
    فَوقَ مَكارِمِنا وَالعُلا
    وَبِتنا نُقَبِّلُ أَسيافَنا
    وَنَمسَحُها مِن دِماءِ العِدا

وعندما نزلنا في تلك المنطقة القريبة من الكوفة غرسنا رماحنا مباشرةً عند الوصول كعادة العرب في ذلك، ولكن نحن غرسناها وثبتناها في أخلاقنا الحميدة ومكارمنا والمعالي التي نتصف بها، وذلك لما فعلنا من فراق ذلك الأسود، والانتصار على من قاتلناهم في الطريق، وقد ظفرنا بمن عادانا، وكل ما فعلناه يدل على رفعة شأننا، وبعد أن انتهينا قبلنا سيوفنا لأنها ساعدتنا على هزيمة الأعداء، ثم مسحنا عنها دم الأعداء الذي تركناهم بين قتيل وجريح.

  • لِتَعلَمَ مِصرُ وَمَن بِالعِراقِ
    وَمَن بِالعَواصِمِ أَنّي الفَتى
    وَأَنّي وَفَيتُ وَأَنّي أَبَيتُ
    وَأَنّي عَتَوتُ عَلى مَن عَتا

ويجب أن يعلم أهل مصر وأهل العراق وأهل جميع المدن في العالم الإسلامي شرقًا وغربًا أنَّني أنا الفتى الشجاع الكريم الذي لا أرضى الذل ولا المهانة، وأنني أنا من أوفي بالعهود والمواثيق ولذلك وفيت لسيف الدولة الحمداني، وأني لا أرضى بالإهانة من أحد ورفضت ظلم وضيم كافور في مصر وخرجت من عنده، وأنني أردُّ على من يظلمني.

  • وَأَسوَدُ مِشفَرُهُ نِصفُهُ
    يُقالُ لَهُ أَنتَ بَدرُ الدُجى
    وَشِعرٍ مَدَحتُ بِهِ الكَركَدَنَّ
    بَينَ القَريضِ وَبَينَ الرُقى
    فَما كانَ ذَلِكَ مَدحاً لَهُ
    وَلَكِنَّهُ كانَ هَجوَ الوَرى

في هذه الأبيات يهجو المتنبي كافورًا الذي خرج من عنده من مصر ناقمًا عليه، حيث يقول: وقد تركت مصر وفيها شخص أسود شفتاه عظيمتان جدًا وكأنهما تشكلان نصفه تمامًا، ولكن المنافقين كثير حوله من حاشيته، يكذبون عليه ويقولون له أنت أجمل الناس وأنت تشبه البدر في اكتماله في الليلة الظلماء، والشعر الذي مدحت به ذلك الشخص الذي يشبه الكركدن أو الحمار الهندي لضخامته كان بين الشعر والرقية، فقد كنت أكتب له ما يشبه الرقية أحتال عليه حتى آخذ منه المال، فلم يكن ذلك الشعر مدحًا له بل في الحقيقة هجاءً لجميع الناس على وجه الأرض لأنهم أجبروني على ذلك.

  • وَقَد ضَلَّ قَومٌ بِأَصنامِهِم
    فَأَمّا بِزِقِّ رِياحٍ فَلا
    وَتِلكَ صُموتٌ وَذا ناطِقٌ
    إِذا حَرَّكوهُ فَسا أَو هَذى
    وَمَن جَهِلَت نَفسُهُ قَدرَهُ
    رَأى غَيرُهُ مِنهُ مالا يَرى

يقول الشاعر: لقد ضلَ الكفار بالأصنام، إذ أنَّهم أحبوها حبًّا كبيرًا وعبدوها من دون الله تعالى ضلالًا وسفهًا، وأمَّا أن يضل الناس بهذا الذي يشبه زق الرياح فلا أرى أنَّ فيه ما يوجب الضلال، وهذا تعجب من الذين يطيعونه وينقادون له، حيث أنَّ الأصنام ثابتة وساكنة وصامتة لا تتحرك، أمَّا هذا فهو متحرك ناطق، إذ تحرك إما أن يتكلم بكلام فارغ أو يُخرج ريحًا من دبره، والذي يعجَب بنفسه ويجهل قدرها ومكانتها الحقيقية، فإنَّه يستحسن في نفسه ما يراه غيره قبيحًا شنيعًا.

الصور الفنية في قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى

تضمُّ قصيدة الشاعر أبي الطيب المتنبي العديد من الصور الفنية والبلاغية والتي يعتمد عليها الشعراء العرب في كتابة القصائد عادةً ومن أجل إيصال المعاني إلى جمهور ومحبي الشعر في العالم العربي بطرق غير مباشرة، وتضفي هذه الصور البلاغية على القصائد رونقًا مميزًا وجمالية خاصة إضافة إلى أساليب أخرى متعدةة تعمل على زخرفة الأبيات في القصيدة وتزيينها، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية في القصيدَة:

  • أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية في القصيدة أكثر من مرة كما في قول الشاعر: فَلَمّا أَنَخنا رَكَزنا الرِماحَ فَوقَ مَكارِمِنا وَالعُلا، كناية عن الأنفة والعزة والمجد، والاتصاف بمكارم الأخلاق.
  • أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق أكثر من مرة في القصيدة كما في قول الشاعر: فَما كانَ ذَلِكَ مَدحاً لَهُ وَلَكِنَّهُ كانَ هَجوَ الوَرى، فقد وردت كلمة مدح وكلمة هجو، وهما كلمتان متعاكستان في المعنى.
  • تشبيه بليغ: ورد في قوله الشاعر: وَلَكِنَّهُنَّ حِبالُ الحَياةِ، شبه الشاعر النوق بأنهن حبال الحياة، وحذف أداة التشبيه ووجه الشبه، وهذا هو التشبيه البليغ.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى

توجد كثير من الألفاظ غير واضحة المعاني وصعبة الفهم في قصيدة المتنبي بالنسبة لمعظم القراء، حيث أنَّ اللغة العربية الفصحى هي اللغة التي تستخدم في كتابة القصائد، كما أنَّ كثير من الكلمات الفصيحة غير مستخدمة في اللهجات العامة التي يتحدث بها الناس في العالم العربية، ولذلك توجد كثير من الكلمات التي يصعب فهمها من دون البحث في معاجم اللغة التي تفسرها وتوضح معانيها خصوصًا في القصائد العربية القديمة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح المفردات الصعبة في القصيدة:

المفردة شرح المفردة
الخيزلى المشي الذي فيه استرخاء وبطء
الهيذبى المشي الذي فيه سرعة
بجاوية نسبة إلى مدينة بجاوة من مدن البربر في المغرب
خنوف خفيفة المشي
ميط إزاحة وإزالة
ضربت مشيت وقطعت
أعكش شديد الظلام
أحمَّ أظلمَ وأسودَ
الصوى الرايات والأعلام التي توضع في الطريق للاهتداء بها
أنخنا وصلت وجلست بنا المطي
ركزنا غرسنا وثبتنا
زق وعاء الخمر

شرح قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى pdf

كثير من الناس يرغبون بالحصول على شرح قَصيدة المتنبي السابقة على شكل ملف بصيغة pdf، وحتى تتم الاستفادة منه في أمور أخرى، فقد يرغب البعض بأن يحتفظ بالملف على الهاتف المحمول أو على أي جهاز آخر من أجل استخدامه عند الحاجة إليه في وقت لاحق، كما يرغب بعض الزوار بالحصول على ملف شَرح القصيدةِ لطباعته بشكل ورقي واستخدامه في أغراض عديدة، ويمكن أن يتم الحصول على شرحِ أبيات القَصيدة على شكل ملف pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة روائع الاثار للشاعر خليل مطران وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة ريم على القاع لأحمد شوقي والمفردات الصعبة فيها
 شرح قصيدة ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل لأبي العلاء المعري شرح قصيدة أرق على أرق للمتنبي والمفردات الصعبة فيها
شرح قصيدة مديح الظل العالي لمحمود درويش وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة جميل بثينة عذاب الحب والصور الفنية فيها  شرح قصيدة من بادي الوقت للأمير خالد الفصيل والمفردات الصعبة فيها

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة ألا كل ماشية الخيزلى للمتنبي والمفردات الصعبة فيها وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الشاعر أبي الطيب المتنبي، كما تعرفنا على شَرح أبيات قصيدته السابقة، وتمَّ إدراج الصور الفنية والبلاغية فيها وتعرفنا على أهم معاني المفردات والكلمات الصعبة فيها وغير ذلك.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، أبو الطيب المتنبي، 07/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *