شرح قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني للمتنبي

شرح قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني للمتنبي
شرح قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني

شرح قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني للمتنبي وهو موضوع هذا المقال، حيثُ تعد من القصائد التي يبحث عنها كثير من الزوار، فهي من أجمل القصائد التي كتبها أبو الطيب المتنبي لمدح سيف الدولة الحمداني ومدح نفسه وشعره، وتعتبر من القصائد القصيرة فهي عبارة عن 38 بيتًا، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر أبي الطيب المتنبي، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

كاتب قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني

تعدُّ الخيل والليل والبيداء تعرفني من أشهر قصائد شاعر العرب أبي الطيب المتنبي، وهو أحمد بن الحسين الجفعي الكوفي الكندي، وهو أعظم شعراء العرب، وقد ولد في مدينة الكوفـة في عام 915م، ونشأ بالشام وتنقَّل في البادية لدراسة الأدب والعلوم العربية، وأطلق عليه المتنبي لورعه واهتمامه بذكر الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- في شعره، كما قيل في بعض المصادر بأنّه كان يتشبه بالأنبياء في شعره، وقد وصفه العديد من الشعراء بأعجوبة زمانه، كما حظي بمكانة كبيرة عند الشعراء والأمراء، حيث عاش في نهاية العصر العباسي في الفترة التي كان يحكمها سيف الدولة الحمداني، ويجدر بالإشارة إلى أنّ المتنبي توفي مقتولًا على يد فاتك بن أبي جهل الأسدي وهو خال ضبّة بن يزيد العوني الذي كان المتنبي قد هجاه وأثقل عليه وطعن في شرفه وكان ذلك في عام 965م.[1]

شرح قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني

وهي من أشهر القصائد العربية التي كتبها الشاعر أبو الطيب المتنبي، وقد نظمها على البحر البسيط وقافية الميم، وقد كتبها في العصر العباسي الثاني بعدما أوقعوا الحساد بالعلاقة التي بينه وبين سيف الدولة الحمداني، وقد تمّت كتابتها على نمط الشعر التقليديّ الذي يتألف من شطرين، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح بعض من أبيات القصيدة بالتفصيل:

  • واحرَّ قَلباهُ مِمَّن قَلبُهُ شَبِمُ            وَمَن بِجِسمي وَحالي عِندَهُ سَقَمُ
    مالي أكَتِّمُ حُبّاً قَد بَرى جَسَدي        وتَدَّعي حبَّ سيفِ الدَولَةِ الأمَمُ
    إن كانَ يَجمَعُنا حبٌّ لِغُرَّتِهِ             فليتَ أنَّا بِقَدْرِ الحبِّ نَقتسِمُ

يبدأ الشاعر قصيدته بعتاب سيف الدولة الحمداني على الحب غير المتبادل بينهما،  وأنه سبّب له المرض والتعب، فهو يتساءل كيف يستطيع إخفاء هذا الحب الكبير، على الرغم من أنّ كافة الناس يتظاهرون به، فهنا يندب الشاعر حظه بسبب عدم حصوله على محبة سيف الدولة ويتمنى لو أن سيف الدولة ينصفه في هذه المحبة،ويطلب منه أن يمعن النظر فيمن حولة لمعرفة من يحبه بصدق، فهو يرى نفسه مظلومًا لأنه لم يأخذ من ذلك الحب حقه كما أخذ المدعون.

  • قَد زُرتُهُ وسيوفُ الهندِ مُغمَدَةٌ                وقد ظرتُ إليه والسُيوفُ دَمُ
    فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ                  وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَم
    فوتُ العدوِّ الذي يَمَّمْتُه ظَفَرٌ                في طيّه أسَفٌ في طيّه نِعَمُ

فيكمل الحديث ويبدأ بمدح سيف الدولة الحمداني، ويقول بأنّ هذه الشخصية العظيمة التي نالت عدة انتصارات في الحروب الصعبة، فهو أحسن خلقِ الله، حيث استطاع بشجاعته خوض المعارك الصعبة مع محافظته على أخلاقه وشيمه، فقد كان يحارب دون أن يظلم الناس، ثم يخاطب الشاعر سيف الدولة بشكل مباشر ويقول له إنَّ هروب العدو ظفر له، وفيه أسف حين لم تدركه فتقتله، وفي هذا الأسف أيضًا نعمة حين كفيته دون القتال.

  • قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ     لكَ المهابةُ ما لا تَصنعُ البُهَمُ
    ألزَمتَ نفسَكَ شيئاً ليس يَلْزَمُها             
    أن لا يوارِيَهمْ أَرضٌ ولا عَلَمُ
    أكُلَّما رُمتَ جيشاً فانْثَنى هَرَباً               تَصرَّفَت بكَ في آثارِه الهِمَمُ

يتابع الشاعر مدح سيف الدولة ويقول بأنَّ هيبته وقوته وهزيمته للأعداء قد نابت عنه، حيث إنّ تلك الهيبة صنعت لك أفضل مما تصنع تلك الجيوش التي تحارب معك،  ثمّ يقول بأنه ألزم نفسه في اللحاق بالأعداء ومحاربتهم وقتلهم أينما كانوا، حيث يتساءل الشاعر عن كيف يمكن لسيف الدولة أن يلاحق كل الجيوش التي فرت منه وخافت منه فهو لا يرجع عنهم إلا بعد قتلهم ولا يكفيه ما يكفي غيره من الظهور عليهم.

  • عليكَ هَزمُهُمُ في كلِّ مُعتركٍ               وما عليكَ بِهِمْ عارٌ إذا انهزَموا
    أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر           
    تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ
    يا أعدلَ الناسِ إلا في معامَلتي           فيكَ الخِصامُ وَأنتَ الخَصْمُ والحَكَمُ
    أعيذُها نظراتٍ منكَ صادقةً                    أن تَحْسبَ الشَّحمَ فيمَن شَحْمُهُ وَرَمُ

يتحدث الشاعر في هذه الأبيات عن هيبة سيف الدولة ويظهر قدرة جيشه في هزم الأعداء، فيقول بأنّه يهزم كل الجيوش التي يلاقيها، وليس عليك عار إذا انهزموا وهربوا خوفًا من لقائك، فذلك انتصارًا عظيمًا لك ولجيشك، فلا يحلو لك الظفر إلا إذا ضربت ورؤسهم بالسيف والتقت سيوفك مع شعورهم، ثمّ يبدأ الشاعر بالتساؤل عن عدل سيف الدولة في كل شيء إلا في معاملته، فيقول بأنه الخصم والحكم، يكمل الشاعر الحديث عن سيف الدولة ويطلب منه العفو عنه وعدم الاستماع إلى الحاسدين والوشاة، وأن يعيد نظرته في الحقائق دون التأثر بالكلام الذي سمعته، وأن يميز بينه وبين الشعراء الذين يتظاهرون بفضلهم، ويعتقدون بأنَّ لهم فضل مثل فضلي وهم ليسوا كذلك.

  • ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي               وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
    صَحِبْتُ فِي الفَلَواتِ الوَحشَ منفَـرِداً          حتى تَعَجّبَ منـي القُـورُ وَالأكَـمُ

يبدأ الشاعر في هذه الأبيات بمدح نفسه وشعره الذي يتميز بالفصاحة، ويبرئ نفسه من كلِّ عيبٍ فيقول إنّ الليل يعرفني لكثرة سعيه فيه، والخيل يعرفه لكثرة ركوبها، أما البيداء والمقصود بها الصحراء تعرفه لأنه يسلكها كثيرًا دون خوف، كما أن السيف والرمح يشهدان له على شجاعته في الحروب، والقراطيس تشهد لإحاطتي بما فيها، والقلم عالم بإبداعي فيما اكتبه وأنسجه، ثم يتابع القول بأنّه سار في الأراضي الواسعة لوحده وصحب فيها وحوشها حتى تعجبت منه الجبال لما لقاه في طريقه.

معاني المفردات في قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني

يجد بعض من الزوار صعوبة في فهم تلك الكلمات الواردة في القصيدة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ تلك الكلمات والألفاظ التي استخدمها المتنبي كانت تتميز بالجزالة القوية والتراكيب المتينة، ولذلك تكون غامضة ومجهولة بالنسبة لكثير من القراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات الصعبة في هذه القصيدة لتسهيل فهمها على الزوار:

المفردة شرح المفردة
واحر يقصد بها الحرارة.
شبم بارد.
سقم مرض.
أكتم أخفي.
برى أضعفه وهزله.
أعيذها  أحصنها.
غرته الغرة مقدمة الرأس
صمم فقدان حاسة السمع.
شواردها قصد بها قصائده التي يكتبها
الورم الانتفاخ من الألم أو المرض.
جراها بسببها.
يكسب ينال.
القرطاس الصحيفة التي يكتب عليها.
يصِمُ يجلب الذل والعار.
الديم المطر الذي يأتي من غير برق أو رعد.
النوى البعد والفراق.
مقة محبة.

الأفكار العامة في قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني

تحتوي قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني على مجموعة من الأفكار الرئيسية المهمة، فقد حرص المتنبي على أن تسيطر هذه الأفكار على أجواء القصيدة حتى تصل إلى جميع القراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني:

  • الفكرة الأولى: يعاتب الشاعر في القصيدة سيف الدولة الحمداني على سماعه للحاسدين والواشين.
  • الفكرة الثانية: طلب الشاعر من سيف الدولة أن يكون عادلًا معه، ويدعوه للوفاء بالعهود التي قطعها.
  • الفكرة الثالثة: ينقل الشاعر مشاعره لسيف الدَّولة الحمداني ويخبره بأنّ عتابه ينبع من المحبة والود.
  • الفكرة الرابعة: تغني الشاعر بحبه لسيف الدولة ومدحه بأجمل الكلمات والعبارات.
  • الفكرة الخامسة: مدح الشاعر لنفسه ويصف أشعاره وكلماته الجميلة.

الصور الفنية في قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني

جاءت في قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني الكثير من الصور الفنية والبلاغية التي تضفي لمسات جمالية على القصيدة، فهي تزيد من إقبال النفوس على الشعر العربي وخصوصًا أشعار المتنبي، كما تضيف قيمة جمالية على معنى القصيدة بطريقة غير مباشرة، وكثيرًا ما تستخدم هذه الصور الفنية من كنايات وتشبيهات واستعارات وتوكيد وطباق وجناس، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في القصيدة:

  • استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: قد نابَ عنكَ شديدُ الخوفِ واصْطنَعَتْ، فقد شبه الشاعر الخوف بالإنسان الذي ينوب عن غيره، حيث إنه حذف المشبه به وأبقى شيء من لوازمه، كما جاءت في قوله: أما تَرى ظَفراً حُلْواً سِوى ظَفَر تَصافحَتْ فيه بيضُ الهِندِ واللمَمُ، فقد شبه الشاعر السيوف بالإنسان الذي يصافح الناس، فقد حذف المشبه به وأبقى شيء من لوازمه.
  • أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية في القصدة بأكثر من بيت فقد قال الشاعر: أنا الذي نظَر الأعمى إلى أدبي وأسْمعَت كلماتي مَن بهِ صَمَمُ، فقد أراد الشاعر بيان قوة أشعاره، وقوله أيضًا: إذا رأيتَ نيوبَ الليث بارزةً فَلا تَظُنَّنَّ أنَّ اللَيثَ يبتَسِمُ، فقد كنَّى الشاعر عن حالته مع أعدائه وخصومه، حيث بينّ أنّ تساهله مع أعداءه لا يعني عدم انتقامه منهم.
  • أسلوب التوكيد: فقد ظهر أسلوب التوكيد في قول الشاعر: فَكانَ أحْسنَ خَلق الله كلِّهِمُ وكانَ أحسنَ مافي الأحسَنِ الشِّيَمُ، حيث إنه استخدم اللفظة “كلهم” للدلالة على التوكيد المعنوي، ثمَّ قام بتكرارهذه اللفظة مع وجود تعديل بسيط، وذلك للدلالة على التوكيد اللفظي.

شرح قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني PDF

تعتبر قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني من أجمل القصائد التي كتبها شاعر العرب أبو الطيب المتنبي، فقد كانت هذه القصيدة عتاب إلى سيف الدولة الحمداني بسبب سماعه لحديث الحاقدين والحاسدين للمتنبي، ومن أهمية هذه القصيدة يبحث العديد من الزوار عن شرحها بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ تعتبر صيغة pdf صيغةً مميزة ومناسبة لحفظ المواضيع والشروحات والملخصات، حيثُ يتم حفظها دائمًا في هذه الصِّيغة لأن المحتوى الخاص بها يحتوي على العديد من التنسيقات التي لا ينبغي أن يطرأ عليها أي تغييرات خصوصًا عند تبادلها عبر الأجهزة المختلفة.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي وأهم الصور البيانية فيها
شرح قصيدة يا مدور الهين للأمير خالد الفيصل وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة مضناك جفاه مرقده لأمير الشعراء أحمد شوقي شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة الخيل والليل والبيداء تعرفني للمتنبي، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر أبو الطيب المتنبي، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدةِ الخيل والليل والبيداء تعرفني، وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، أبو الطيب المتنبي، 03/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *