عناصر المقال
شرح قصيدة الشاعر والفقر وبعض الصور الفنية فيها، تعد قصيدة الشاعر والفقر من الأيقونات الأدبية المميزة التي تصور الفقر وتظهر أحوال الفقراء والمعاناة اليومية التي يعيشونها في ظل فقرهم، والشاعر الجزار قد لازمه الفقر والحظ السيء طيلة حياته وقد صور معاناته ومعاناة الفقراء من خلال أبيات قصيدته المشهورة التي أطلق عليها اسم الشاعر والفقر، وفي هذا المقال سنتعرف على كاتب القصيدة وندرج لكم شرح قصيدة الشاعر والفقر ونستخرج منها بعض الصور الفنية والأدبية ونشرح المفردات الصعبة في القصيدة ثمّ سندرج لكم شرح قصيدة الشاعر والفقر بصيغة pdf.
من هو قائل قصيدة الشاعر والفقر
إن قائل قصيدة الشاعر والفقر التي مطلعها ” لي من الشمس خِدمَةٌ صفراء” هو الشاعر أبو الحسين الجزار، يحيى بن عبد العظيم بن يحيى بن محمد الجزار المصري، هو أحد الشعراء الصعاليك في العصر المملوكي ولد الشاعر الجزار في مصر وعمل في مهنة الجزارة لذلك سمي بالجزار، وكان له صديقان شاعران هما: السراج والحمامي كانوا يتطارحون الشعر وقد ساعدتهم صنائعهم وألقابهم على التفوق في نظم التورية، توفي سنة 679هـ مُصابًا بالفالج، وله ست وسبعون سنة أو نحوها ودفن بالقرافة وهو أحد شعراء القرن السابع.
اتّسم شعر الجزار بالسلاسة، والجمال والعذوبة، والصدق الفنِّي والعاطفي، فقد مثّل الروح المصرية بكل ما تتمتّع به من دعابة، ورقّة، وخفّة روح، وعمق ظَرْفٍ من خلال قصائده التي لامست قلوب الناس وصورت أحوالهم ورسمت معاناتهم.
شرح قصيدة الشاعر والفقر
إن قصيدة الشاعر والفقر من أبرز اللوحات الأدبية التي يصور فيها الشاعر مرارة الفقر وآثاره على حالة الإنسان الجسدية والنفسية والاجتماعية، وفي السطور الآتية سنشرح لكم أبياتاً مختارة من هذه القصيدة:
- لي من الشمس خِدمَةٌ صفراء لا أُبالي إذا أتاني الشَّتاءُ
يبدا الشاعر قصيدته التي يندب فيها حظه ويتحدث عن سوء حظه وقلة نصيبه من الحياة فيقول في هذا البيت أن الشمس تخدمه بأشعتها الصفراء الدافئة التي يتقي بها برد النهار في أيام الشتاء، فهي مصدر الدفء الوحيد الذي ينتفع به على عكس الأثرياء من الناس الذين يستخدمون المدافئ والأساليب الأخرى المكلفة في التدفئة.
وفي رواية أخرى للقصيدة ذكر فيها كلمة خلعة صفراء بدلاً من خدمة: والخلعة أي الحذاء، فالشاعر يصور حاله من الفقر فحذاؤه من خيوط الشمس الدافئة وثيابه من البرد ورداؤه من الرياح.
- ومن الزمهرير إن حدث الغَيمُ ثيابي وطَيلَساني الهواءُ
وكذلك فإنني أتخذ من البرد حلة ولباساً أتدراى به، ومن الرياح القوية طيلساناً وعباءةً أفتخر بها، وفي هذا البيت يقصد الشاعر عكس المعنى الظاهر من الأبيات فهو يفتخر بقدرته على تحمل البرد من شدة فقره.
- بَيتيَ الأرضُ والفضاءُ به سُو رٌ مُدَارٌ وسَقفُ بَيتي السَّمَاءُ
ولا تسألوني عن مساحة بيتي فإن بيتي أكبر من أصفه لكم فهو كبير جداً بلا حدود، فحدوده هي حدود الأرض والكون هي أسواره والسماء هي سقفه، ومعنى ذلك أن بيت الشاعر هو الفلا وأنه لا يملك بيتاً على الإطلاق.
- لو تراني في الشمس والبردُ قد أنحلَ جسمي لقلتَ إني هَبَاءُ
وهنا ينتقل الشاعر ليقول الحقيقة المرة مخاطباً قارئ القصيدة، أنك لو رأيتني ورأيت ما بي من الهزال والضعف لقلت إنني هباء ليس لي وجود.
- لي من الليل والنهار على الطولِ عزاءُ لا يَنقَضي وهَنَاءُ
ففي كل يوم أعيش في هناء وعزاء، فعندما تطلع الشمس يدخل السرور إلى قلبي وأشعر بالسعادة، وعندما يحل الليل تنقضي تلك السعادة ويتحول ذلك السرور إلى حزن وبؤس وكأنني في عزاء.
- فكأنَّ الإِصباحَ عندي لمَا فيه حَبيبٌ رقيبُه الإمسَاءُ
فالصبح هو حبيبي الذي أنتظره بفارغ الصبر وأشتاق إليه وأسرّ عندما أراه، ولكن المساء هو ذلك الرقيب الذي يسرق مني حبيبي ويصرّ على تعاستي.
- شنَعَّ الناسُ أنني جاهليٌّ ما نوى وما لهم أهواءُ
فعندما يراني الناس يعتقدون بأنني شخص جاهل أو مجنون أو أنني مختل في عقلي ولا يدرون بأنني شاعر ومثقف وأنا لا ألومهم على ظنهم بي فمنظري يدل على ذلك.
- أخذوني بظاهرٍ إذ رأوني عَبدَ شمسٍ تَسُوءُه الظلماءُ
فالظاهر للناس أنني رجل قد أنهكه الفقر والمرض والتشرد، ألتمس الشمس وأتبعها أينما حلت وأهرب من الظل والظلام، وكأنني شخص من عبدة الشمس.
- إنَّ فصل الشتاء منذ نحا جسمي أبدت ثيابَهُ الأعضَاءُ
فمنذ أن بدأ فصل الشتاء بدأ البرد ينحل جسمي وينخر عظامي حتى بدأت أعضائي الداخلية تظهر من فوق الجلد لخلوّ جسدي من العضلات.
- آهِ واحسرتي لقد ذهبَ العُمرُ وحظي تأسُّفٌ وعَناءُ
وفي هذا البيت يتحسر الشاعر على الفقر والحظ السيء الذي رافقه طوال عمره فيقول: يا حسرتي على عمري الذي ذهب ولم يرافقني في هذا العمر إلا الحظ السيء.
- كلما قلتُ في غدٍ أدرِكُ السؤلَ أتاني غَدٌ بما لا أشاءُ
وبالرغم من كل هذا الحظ السيء الذي رافقني طوال عمري، إلا أنني لم أقطع الأمل في يوم من الأيام، ولكنني في كل يوم تأملت فيه بالخير أتى ذلك اليوم بأسوأ من اليوم الذي قبله.
- لستُ ممن يخصُّ يوما بشكواهُ لأن الأيام عندي سواءُ
ولست أخص أحد الأيام أو حقبة من عمري بالحظ السيء، فجميع الأيام التي عشتها في هذه الحياة كانت أسوأ من بعضها.
- حارَ فكري وضاق صدري وإن حازَ هموماً يَضيقُ عنها الفَضاءُ
ومن شدة الحظ السيء فقد احترت في أمري فلم أعد أعرف ما أفعل وضاق صدري من هذا الحظ السيء، ولمن رغم الضيق الذي في صدري إلا أن الهموم التي فيه لا يسعها الفضاء.
- أترى هل أعيش حتى يقول الناسُ فيه نزاهةٌ وإباءُ
فهل يا ترى سيأتي يوم من الأيام وينقلب حالي من الفقر إلى الثراء ومن البؤس إلى السعادة والترف حتى يقول الناس عني أنني شخص نزيه ذو عزّة نفس وإباء.
- يا فؤادي صبراً فما زالت الأَيام فيها السراء والضَّرَّاءُ
فيا فؤادي ما لك إلا الصبر والاحتساب فالأيام القادمة قد تحمل في طياتها الخير والشر، وهنا يعزي الشاعر نفسه ويستمر في تفاؤله وأمله رغم كل الذي مر به في عمره من الحظ السيء.
الصور الفنية في القصيدة
تحتوي قصيدة الشاعر والفقر للجزار على مجموعة من الصور الفنية والتصاوير الإبداعية والتشابيه البليغة التي تنبع من عمق الحالة النفسية التي يعيشها الشاعر ومن هذه الصور الفنية:
- ومن الزمهرير إن حدث الغَيمُ ثيابي وطَيلَساني الهواءُ: شبه الشاعر البرد بالثوب الذي يلبسه وشبه الرياح بالطيلسان الذي يغلف جسده، وفي الصورتين ذكر الشاعر المشبه وحذف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية.
- بَيتيَ الأرضُ والفضاءُ به سُورٌ مُدَارٌ وسَقفُ بَيتي السَّمَاءُ: شبه الشاعر بيته بالأرض الواسعة والفضاء بالسور الذي يحيط بتلك الأرض كما شبه السماء بالسقف الذي يعلو بيته، وفي كل صورة من الصور الآتية ذكر الشاعر المشبه وحذف المشبه به على سبيل الاستعارة المكنية.
- فكأنَّ الإِصباحَ عندي لمَا فيه حَبيبٌ رقيبُه الإمسَاءُ: كأنّ الإصباح حبيب وهو تشبيه بليغ ذكر فيه المشبه والمشبه به وحذف منه وجه الشبه وأداة التشبيه.
- إنَّ فصل الشتاء منذ نحا جسمي أبدت ثيابَهُ الأعضَاءُ: في قول الشاعر أبدت ثيابَهُ الأعضَاءُ كناية عن شدة الهزل وضعف الجسد حتى إن الأعضاؤ الداخلية من الفقرات والأضلاع تظهر بيّنة من قلة اللحم والعضلات.
معاني المفردات الصعبة في القصيدة
بالرغم من سهولة الألفاظ ووضوح المعاني التي ذكرها الشاعر في قصيدته إلا أن هذه القصيدة لا تخلو من المفردات التي تعد صعبة لغير المتمكنين من اللغة العربية وخاصة طلاب المدراس الذين يطلب إليهم شرح هذه القصيدة، وفيما يأتي سندرج لكم معاني بعض المفردات من قصيدة الشاعر والفقر:
- كلمة أبالي من قول الشاعر ” لا أُبالي إذا أتاني الشَّتاءُ”: أي لا أهتم ولا أكترث.
- كلمة الزمهرير من قول الشاعر “ومن الزمهرير إن حدث الغَيمُ”: أي البرد القارص.
- كلمة الطيلسان من قول الشاعر “وطَيلَساني الهواءُ”: الطَّيْلسانُ: شالٌ، وشاح، كساء أخضر يضعه بعض العلماء والمشايخ على الكتف.
- كلمة هباء في قول الشاعر ” لقلتَ إني هَبَاءُ”: ما تطاير في البيت وتراه في ضوء الشَّمس شبيهًا بالدُّخان، ويُضرب به المثل لما لا يُعتدّ به.
- كلمة شنّع في قول الشاعر ” شنَعَّ الناسُ أنني جاهليٌّ “: أي قبحه الناس وشوهوا سمعته.
شرح قصيدة الشاعر والفقر pdf
إن شرح القصائد من أبرز الواجبات والوظائف التي يطلبها المدرسون من الطلاب في المدارس، نظراً لأن شرح القصائد من أفضل الطرق التي يمكن أن يتعلم بها الطالب آداب اللغة العربية وفنونها ويتعرف على مفرداتها، فمن خلال شرح القصيدة سيتذوق لحن بحور الشعر وأنغامه المتناسقة وسيتعرف على الكثير من المفردات الجديدة التي لم يكن يعرف معانها من قبل وقصيدة الشاعر والفقر من القصائد الموجودة في المناهج الدراسية الرسمية في بعض الدول العربية لذلك من الطبيعي أن يطلب إلى الطلاب شرح هذه القصيدة ولا بد للطلاب من فهم هذه القصيدة ومعرفة كيفية شرح أبياتها من أجل حل الواجبات المدرسية المتعلقة بها والتحضير للامتحان الذي قد يأتي منه سؤال عنها، لذلك سنترك لكم في نهاية مقالنا شرح قصيدة الشاعر والفقر بصيغة pdf يمكنكم الاستفادة من محتوه بعد تحميله ” من هنا “.
مقالات قد تمهك
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا عن شرح قصيدة الشاعر والفقر وبعض الصور الفنية فيها للشاعر أبي الحسين الجزار والذي تعرفنا فيه على نبذة عن الشاعر ثم شرحنا لكم بعض الأبيات من هذه القصيدة، واستخرجنا بعض الصور الفنية والأدبية منها وتعرفنا على معاني بعض المفردات الصعبة فيها، ثم أدرجنا لكم في نهاية مقالنا شرح لأبيات هذه القصيدة بصيغة pdf.
التعليقات