شرح قصيدة طيف سميرة للشاعر محمود سامي البارودي والمفردات الصعبة فيها

شرح قصيدة طيف سميرة للشاعر محمود سامي البارودي والمفردات الصعبة فيها
شرح قصيدة طيف سميرة

شرح قصيدة طيف سميرة للشاعر محمود سامي البارودي والمفردات الصعبة فيها يبحث عنها كثيرون من الأشخاص وخصوصًا من عشاق الشعر العربي الكلاسيكي الحديث الذي تألق في النصف الأول من القرن العشرين، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الشاعر محمود سامي البارودي، وسوف نتعرف أيضًا على شَرح قصيدته الشهيرة، وسوف نتعرف على معاني الكلمات والألفاظ الصعبة وعلى الصور الفنية فيها وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة.

من هو كاتب قصيدة طيف سميرة

إنَّ كاتب هذه القصيدة هو الشاعر المصري محمود سامي البارودي، وهو شاعر ودبلوماسي مصري شهير، ولد البارودي في تاريخ 6 من شهر أكتوبر عام 1839م، في أسرة لها صلات بأمور ونظام الحكم في مصر، وكانت له طموحات كبيرة، فقد التحق بالسلك العسكري وتقلد العديد من المناصب المهمة في الدولة، ومنذ صغره انكب على القراءة وتثقيف نفسه وخصوصًا في الأدب العربي القديم، وحفظ كثيرًا من شعر العرب وهو في صباه، وقد أعجب كثيرًا بأشعار المتنبي وأبي تمام والبحتري والشريف الرضي وغيرهم، ويعدُّ البارودي رائد مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي الحديث، كما أنه كان أحد زعماء الثورة العرابية في مصر.

تولى منصب وزير الحربية ثم رئيس الوزراء باختيار الثوار له في ذلك الوقت، تأثر البارودي في الشعر بالنهضة الأدبية الحديثة في العالم العربي، والتي ظهرت بالاختلاف في ما هو قديم وما هو جديد بسبب التواصل مع أوروبا عن طريق البعثات، وكان أول من وضع مقدمة لديوان شعري في العصر الحديث، وأطلق عليه لقب رب السيف والقلم، وقد تأثر به أحمد شوقي وخليل مطران وإسماعيل صبري وغيرهم، توفي البارودي في عام 1904م عن عمر يناهز 65 سنة تقريبًا.[1]

شرح قصيدة طيف سميرة

تعدُّ قَصيدَة تأوبَ طيف من سميرة زائر من أشهر قصائد الشاعر المصري محمود سامي البارودي، وقد كتب الشاعر هذه القصيدة عندما كان في بلاد المنفى في سرنديب بعيدًا عن أهله ووطنه وعائلته، وشاهد طيف أو خيال ابنته وهو في ذلك المنفى فهاجت به الأشواق إلى ابنته ووطنه الحبيب، حيث قال في مطلع القصيدة: تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ سَمِيرَةَ زَائِرٌ وَمَا الطَّيْفُ إِلَّا مَا تُريهِ الْخَوَاطِرُ، وهي قصيدة طويلة نظمها الشاعر على البحر الطويل وقافية الراء المضمومة، وبلغ عدد أبيات القصيدة كاملة 67 بيتًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القََصيدة:

  • تَأَوَّبَ طَيْفٌ مِنْ سَمِيرَةَ زَائِرٌ
    وَمَا الطَّيْفُ إِلَّا مَا تُريهِ الْخَوَاطِرُ
    طَوَى سُدْفَةَ الظَّلْمَاءِ وَاللَّيْلُ ضَارِبٌ
    بِأَرْوَاقِهِ وَالنَّجْمُ بِالأُفْقِ حَائِرُ

لقد جاءني ليلًا خيال ابنتي سميرة وكأنه يزورني وأنا في المنفى، وما هذه الطيوف والخيالات التي يراها الإنسان إلا الأشياء التي يفكر فيها دائمًا وتريه له أفكاره المشغولة بذلك الطيف، وقد قطع ذلك الطيف ستائر الظلام وصولًا إليَّ رغمَ أنَّ الظلام شديد في كل مكان، حتى أن النجوم حائرة من شدة الظلام.

  • فَيَا لَكَ مِنْ طَيْفٍ أَلَمَّ وَدُونَهُ
    مُحِيطٌ مِنَ الْبَحْرِ الْجَنُوبِيِّ زَاخِرُ
    تَخَطَّى إِليَّ الأَرْضَ وَجْدَاً وَمَا لَهُ
    سِوَى نَزَواتِ الشَّوقِ حَادٍ وَزَاجِرُ

فما أعجب هذا الطيف الذي حلَّ بي رغم أنه تفصلني عن ابنتي صاحبة الطيف بحار هائلة مرتفعة الأمواج، فقد قطع مسافات شاسعة من الأرض بسبب الشوق الكبير داخلي، وليس لهذا الطيف من دوافع للقدوم إلا الشوق يعمل كسائق عنيف ويدفعه بقوة للوصول إليَّ.

  • أَلَمَّ وَلَمْ يَلْبَثْ وَسَارَ وَلَيْتَهُ
    أَقَامَ وَلَوْ طَالَتْ عَلَيَّ الدَّيَاجِرُ
    تَحَمَّلَ أَهْوَالَ الظَّلامِ مُخَاطِراً
    وَعَهْدِي بِمَنْ جَادَتْ بِهِ لا تُخَاطِرُ

فقد حلَّ ذلك الطيف ومشى هذه المسافات الطويلة، ولكنَّه لم يمكث طويلًا وسرعان ما غادرني، ويا ليته بقي حتى رحل الظلام وطلع الصباح، رغم كل الأهوال التي قطعها فقد غادر مسرعًا، رغم أنَّ صاحبة الطيف غير قادرة على خوض الصعاب ولا تستطيع خوض المخاطر ولا المجازفة فيها.

  • خُمَاسِيَّةٌ لَمْ تَدْرِ مَا اللَّيْلُ وَالسُّرَى
    وَلَمْ تَنْحَسِرْ عَنْ صَفْحَتَيْهَا السَّتَائِرُ
    عَقِيلَةُ أَتْرَابٍ تَوَالَيْنَ حَوْلَهَا
    كَمَا دَارَ بِالْبَدْرِ النُّجُومُ الزَّواهِرُ

تلك الفتاة صاحبة الطيف صعيرة السن وقد يكون عمرها خمس سنوات، ولا تعرف الليل ولا المسير به ولا مخاطره، وما تزال خجولة محتشمة لم تطلع على العالم من حولها، وهي كريمة بين قريناتها من حولها، وكأنها بدر وبقية الفتيات نجوم.

  • غَوَافِلُ لا يَعْرِفْنَ بُؤْسَ مَعِيشَةٍ
    وَلا هُنَّ بِالْخَطْبِ الْمُلِمِّ شَواعِرُ
    تَعَوَّدْنَ خَفْضَ الْعَيْشِ فِي ظِلِّ وَالِدٍ
    رَحِيمٍ وَبَيْتٍ شَيَّدَتْهُ الْعَنَاصِرُ

إنَّ أولئك الفتيات الصغيرات غافلات لم يعرفن بؤس الحياة وقسوتها بعد، وحتى الآن لا يدركن حقيقة المصائب والنوائب ووقوعها ولا يشعرن بآلامها، وقد تعود الحياة السعيدة والمنعمة واللينة في كنف والدهنَّ، الذي دائمًا يكون رحيمًا وعطوفًا بهنَّ، وفي بيت من أسرة كريمة وعريقة.

  • تُمَثِّلُهَا الذِّكْرَى لِعَيْنِي كَأَنَّنِي
    إِلَيْهَا عَلَى بُعْدٍ مِنَ الأَرْضِ نَاظِرُ
    فَيَا بُعْدَ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبَّتِي
    وَيَا قُرْبَ ما الْتَفَّتْ عَلَيهِ الضَّمائِرُ

إنَّ الذكريات هي التي تُظهر لي طيف ابنتي وتجعلها وكأنها حاضرة أمامي، وكأنني رغم تلك المسافات التي بيننا أنظر إليها من بعيد، فما أبعد هذه المسافات الشاسعة التي تفصل بيني وبين أحبتي، وما أقرب المشاعر والخواطر التي تدور في كل منا، فالأجساد متباعدة ولكن القلوب والأرواح متقاربة.

  • فَإِنْ تَكُنِ الأَيَّامُ فَرَّقْنَ بَيْنَنَا
    فَكُلُّ امْرِئٍ يَوْمَاً إِلَى اللَّهِ صَائِرُ
    هِيَ الدَّارُ مَا الأَنْفَاسُ إِلَّا نَهَائِبٌ
    لَدَيْهَا وما الأَجْسَامُ إِلَّا عَقَائِرُ

فإذا كانت هذه الأيام قد عملت على بعدي عنكم وفرقت بيننا، فإنَّ ذلك تقدير الله تعالى، وكل إنسان سوف يلاقي ما هو مقدر له، وهذه الحياة ما هي إلا أنفاس معدودة علينا، تسرقها منا هذه الحياة نفسًا بعد نفس، وما أجسامنا إلا ذبائح لهذه الحياة تأخذنا الواحد بعد الآخر.

  • إِذَا أَحْسَنَتْ يَوْماً أَسَاءَتْ ضُحَى غَدٍ
    فَإِحْسَانُهَا سَيْفٌ عَلَى النَّاسِ جَائِرُ
    تَرُبُّ الْفَتَى حَتَّى إِذَا تَمَّ أَمْرُهُ
    دَهَتْهُ كَمَا رَبَّ الْبَهِيمَة جَازرُ

فإذا ما أحسنت الدنيا إلى شخص اليوم، فإنَّها سوف تسوءه في اليوم التالي، فمن سره زمن ساءته أزمان، والإحسان والنعيم الذي تقدمه للإنسان مثل سيف يبطش بالناس، وكأنها تربي الإنسان حتى يكبر ثمَ تقدمه للذبح، مثل الجزار الذي يربي البهيمة من أجل الذبح لاحقًا.

  • لَهَا تَرَةٌ فِي كُلِّ حَيٍّ وَما لَهَا
    عَلَى طُولِ مَا تَجْنِي عَلَى الْخَلْقِ وَاتِرُ
    كَثِيرَةُ أَلْوَانِ الْوِدَادِ مَلِيَّةٌ
    بِأَنْ يَتَوَقَّاهَا الْقَرِينُ الْمُعَاشِرُ
    فَمَنْ نَظَرَ الدُّنْيَا بِحِكْمَةِ نَاقِدٍ
    دَرَى أَنَّهَا بَيْنَ الأَنَامِ تُقَامِرُ

وكأن هذه الدنيا بما تحمله من مصائب وبلايا لها ثأر مع كل إنسان، وتحاول أن تثأر من خلال المصائب والنوائب، ولكن لا أحد يستطيع أن يثأر منها، وهي كثيرة التقلب جدًّا، وأكثر شخص يجب أن يحذر من الدنيا هو الإنسان الذي أعطته الكثير الكثير لأنها تكون قد أحكمت قبضتها عليه وتوشك أن تأخذ به، والحكيم الذي يتأمل الدنيا بعين مبصرة ويعلم أنَّها لا تدوم على حال من الأحوال وكثيرة التقلب، وكأنها تلعب القمار بالخلق جميعهم.

الصور الفنية في قصيدة طيف سميرة

تعدُّ قصيدة تأوب طيف من سميرة زائر من القصائد التي تضمُّ عددًا كبيرًا من الصور البلاغية والفنية والتي يعتمد عليها الشعراء عادةً في كتابة الشعر وإيصال المعنى إلى جمهور الشعر بطرق غير مباشرة وأكثر عذوبةً وجمالية، وتضفي تلك الصور الفنية على القصائد صبغة متميزة إضافة إلى أساليب لغوية مختلفة لتزييِن وزخرفة الأبيات الشعرية، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في القصيدَة:

  • أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية في القصيدة أكثر من مرة كما في قول الشاعر: لَهَا تَرَةٌ فِي كُلِّ حَيٍّ وَما لَهَا عَلَى طُولِ مَا تَجْنِي عَلَى الْخَلْقِ وَاتِرُ، كنى الشاعر بهذه الجملة أنَ الدنيا لا يسلم منها أحد.
  • أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق في القصيدة في قول الشاعر: إِذَا أَحْسَنَتْ يَوْماً أَسَاءَتْ ضُحَى غَدٍ، فقد ذكر الشاعر أحسنت وأساءت وهما كلمتان متعاكستان في المعنى.
  • استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قوله الشاعر: وَالنَّجْمُ بِالأُفْقِ حَائِرُ، شبه الشاعر النجم بشخص، فحذف المشبه به وهو الشخص وأبقى على إحدى صفاته وهي الوقوع في الحيرة.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة طيف سميرة

توجد بعض من كلمات القصيدة التي قد تكون صعبة أو غير واضحة المعاني بالنسبة لبعض الأشخاص، لأنَّ اللغة العربية الفصحى هي المستخدمة في كتابة الشعر والأدب، وكثير من الكلمات الفصيحة لا تستخدم في اللهجات العامية بين الناس، ولذلك هنالك كثير من الكلمات التي يصعب فهمها من غير اللجوء إلى معاجم وكتب تفسرها وتوضح معانيها الصحيحة خصوصًا في القصائد التقليدية والكلاسيكية، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح المفردات الصعبة في القصيدة:

المفردة شرح المفردة
تأوب رجع أول الليل
سدفة ستارة
ضارب منتشر وثابت
ألمَّ جاء وحلَّ
زاخر كثير الماء، مرتفع ماؤه، فائض
دياجير جمع ديجور وهو شدة الظلام
عقيلة كريمة بين أبناء قومها
أتراب شبيهات أو قرينات
عقائر ذبائح
جائر ظالم
تربُّ تربي من التربية
ترة ثأر

شرح قصيدة طيف سميرة pdf

يوجد كثير من الأشخاص يرغبون بالحصول على شرح قَصيدة تأوب طيف من سميرة للشاعر محمود سامي البارودي على شكل ملف بصيغة pdf، حتى تتم الاستفادة منه في أمور عديدة، فقد يرغب البعض بالاحتفاظ بالملف على الموبايل أو على أي جهاز آخر من أجل استخدامه عند الحاجة في وقت لاحق، كما يرغب البعض بالحصول على ملف شَرح القصيدةِ لطباعته واستخدامه بشكل ورقي في أغراض عديدة، ويمكن أن يتم الحصول على شرحِ أبيات القَصيدة على شكل ملف بصيغة pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة ألا في سبيل المجد ما أنا فاعل لأبي العلاء المعري شرح قصيدة روائع الاثار للشاعر خليل مطران وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة جميل بثينة عذاب الحب والصور الفنية فيها شرح قصيدة من بادي الوقت للأمير خالد الفصيل والمفردات الصعبة فيها
شرح قصيدة مديح الظل العالي لمحمود درويش وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة ريم على القاع لأحمد شوقي والمفردات الصعبة فيها شرح قصيدة أرق على أرق للمتنبي والمفردات الصعبة فيها

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة طيف سميرة للشاعر محمود سامي البارودي والمفردات الصعبة فيها وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الشاعر محمود سامي البارودي، كما تعرفنا على شَرح أبيات قصيدة تأوب طيف، وتمَّ إدراج الصور الفنية فيها وتعرفنا على أهم معاني المفردات والكلمات الصعبة فيها وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، محمود سامي البارودي، 07/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *