شرح قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم والأفكار العامة فيها 

شرح قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم والأفكار العامة فيها 
شرح قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم

شرح قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم والأفكار العامة فيها ، هو ما سيتم بيانه في موضوع هذا المقال، حيثُ اشتهرت هذه القصيدة بالقرن العشرين، وقد كتبها الشاعر عبد الرحمن شكري ليصف مرحلة الطفولة والأمور التي يتعرض لها الطف كالمرض واليتم، وبيّن أهمية العباقرة في تغيير مجرى تاريخ البشرية، تميزت هذه القصيدة بقوة التراكيب ودقة التصوير، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة اليتيم، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر عبد الرحمن شكري، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

معلومات عن عبد الرحمن شكري

إنّ عبد الرحمن شكري هو شاعر مصري، عرف إنه من أبرز الشعراء العرب في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في العالم العربي، ولد في مدينة بور سعيد عام 1886م،  وقد أكمل شكري دراسته الابتدائية والثانوية، حيث إنه بعد ذلك التحق بمدرسة الحقوق ولكنه فصل منها بسبب حسه الوطني والثوري، ثمّ بعد فترة من الوقت التحق بمدرسة “المعلمين” واطلع على  ذخائر الأدب العربي والأدب الغربي وتخرج منها سنة 1909م، وقد كتب الكثير من القصائد، وكان شعره يتعدى حدود المكان والزمان، حيث إنّ أشعاره قامت بإحداث نقلة جديدة في مضمون الشعر العربي، أما وفاته فقد كانت في بورسعيد سنة 1958م، عن عمرٍ يناهز 72 عامًا، ويجدر بالإشارة إلى أن شكري له أربعة كتب، و91 قصيدة، وثمانية دواوين، ومن أبرزها ما يأتي:[1]

  • ديوان ضوء الفجر.
  • ديوان لالئ.
  • ديوان الأفكار.
  • ديوان أناشيد الصبا.
  • ديوان زهر الربيع.
  • ديوان الخطرات.

شرح قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم

تعدُّ القَصيدَة من أشهر قصائد عبد الرحمن شكري والتي قالها لإظهار فلسفته ونظرته في هذه الحياة، وأظهر فيها المعاناة النفسية لليتيم، حيث إن تلك الفاجعة الكبيرة عرضها بمختلف الظروف، حيث يقول في مطلعها الشهير: وما اليتمُ إِلا غربة ومهانة وأيُّ قريبٍ لليتيمِ قريبُ، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح بعض من أبيات القََصيدة بالتفصيل:

  • وما اليتمُ إِلا غربة ومهانة
    وأيُّ قريبٍ لليتيمِ قريبُ
    يمرُّ به الغلمانُ مثنى وموحدًا
     وكلَّ امرئٍ يلقى اليتيم غريبُ
    يرى كلَّ أمٍّ بابنها مستعزةً
    وهيهات أن يحنو عليه حبيبُ

يبين الشاعر في هذه الأبيات الأولى معنى اليتم، ويوضح أنّه لا يقتصر على الشخص  الذي فقد أباه أو أمه، بل هو أيضًا الشخص الذي يعيش بين أهله وفي وطنه غريبًا، ويكون غير مرتاح ويشعر بالذل والإهانة على الرغم من أنه في بلده وأرضه،  ثمّ يتابع الشاعر الحديث عن الأشخاص التي تكون في حياة اليتيم، حيث يصف شعوره عندما يمر به الناس أو يمر بينهم أو يقف بجانبهم، يجد نفسه غريبًا بينهم، وليس له أحد، يبين الشاعر وحدة اليتيم وصعوبة عيشه بين الناس وعدم احتوائه، ثمّ يبدأ الشاعر بالحديث عن اليتيم الذي فقد أمه على الخصوص، فيقول أنه يتألم حين يرى الأمهات يعتنين بأبنائهن وهو لا يجد أحد يحن عليه أو يعتني به.
  • يسائلهُ الغلمانُ عن شأنِ أهله
    فيُحْزِنُه أن لا يجيب مجيبُ
    إِذا جاءه عيدٌ من الحول عادَهُ
    من الوجد دمعٌ هاطلٌ ووجيبُ
    كأنَّ سرورَ الناسِ بالعيد قسوةٌ
    عليه تُرِيق الدمعَ وهْو صبيبُ

يبدأ الشاعر الحديث عن الأشخاص الذين يواجهون اليتيم، فتجدهم دائمًا يتساءلون عن أهله، ولكنه لا يجيب ويحزن بشدة لعدم استطاعته على الرد، ثمّ يتابع القول للحديث عن العيد، ليرى الناس سعداء والأطفال من حولهم يمرحون، إلا هو لا يشعر بهذه الفرحة التي يشعرون بها، فلديه مشاعر خاصة تختلف عن غيره، ولا يجتمع معه في هذه المشاعر إلا من كان بنفس حاله، ليبدأ بالبكاء بحرقة بسبب قسوة الناس عليه، فهم يستعرضون الفرح أمامه دون الاهتمام في مشاعره ومأساته.

  • يظل حَسودًا للذين أَظَلَّهُمْ
    من العيشِ، فينانُ النعيمِ رطيبُ
    وما عَلِمَ الغلُّ الفتى كمصيبةٍ
    دَهَتْهُ فلم يَعْطِفْ عليه ضَرِيبُ
    فيا وَيْلَهُ قد مزَّق الغلُّ قَلْبَهُ
    وأُنْشِبَ فيه للشقاءِ نُيُوبُ

 يظهر الشاعر في هذه الأبيات الآثار التي تنتج من سوء معاملة اليتيم وعدم مراعاة مشاعره، فهو يتحول حاله من شخص مسالم ضعيف إلى شخص حسود يقلبه مليء بالغل، ويجعله ناقمًا على حياته وحياة الناس من حوله، فهو لم يجد شخص يعطف ويشفق على حاله، مما تسبب في نفسه آلام وأحزان ليس لها نهاية، لنجد أنّ هذا البؤس هو من حوّل حياة اليتيم إلى جحيم، حياة مليئة بالهموم والأحزان.
  • عزاءك لا يلمم بك الضيمُ إِنَّنا 
    يتامى ولكنَّ الشقاءَ ضروبُ
    فهذا يتيمٌ ثَاكِلٌ صَفْوَ عيشه
    وذاك من الصحْبِ الكرامِ سَلِيبُ
    وكلُّ امرئٍ في الناس باكٍ وضاحكٍ
    وكلُّ يتيمٍ لليتيم نَسِيبُ

يتحدث الشاعر عن اليتيم في هذه الأبيات وأنّه يشعر بهم، فيقول بأنه يشاركهم هذا الألم ويقوم بتعزيتهم، فهذا الألم الذي يعيشه اليتيم لا يقتصر عليه فحسب، بل كل الناس مبتلون وكل شخص له ابتلاء يختلف عن غيره، وفي هذه الحالة يوضح الشاعر أهمية مواساة الناس لبعضهم البعض، من أجل تخفيف الصعوبات التي يواجهها الشخص في حياته.
  • فإِن شِئْتَ فاعْدُدْ من رُزِئْتَ أمانيًا 
    وإِنَّكَ منها ما حَيِيتَ سَلِيبُ
    وما الرزءُ إِلا فَقْدُ مَنْ لو حُرِمْتَهُ
    حَيِيتَ ولم يعنف عليك وجيبُ
    ألا إِنَّ بَيْنَ الناسِ قُرْبَى ولو طغى
    جفاءٌ وأَوْدَتْ بالحنانِ شَعُوبُ

يتحدث الشاعر عن المصائب والصعوبات التي تواجه اليتيم، ويقول بأن هذه المصائب تنتزع منك طالما أنك تقاوم وتعيش في هذه الحياة، فهذه المصائب حلت عليك بسبب فقدك لأهلك، ويجدر بالإشارة إلى أنّ الشاعر يبين أنّ كثيرًا من الناس لديهم ابتلاءات اليتم بطريقة مختلفة، فمنهم من يفقد أهله، ومنهم من يفقد سعادته، أو يفقد حياته، أو يفقد شغفه في الحياة، وعلى الرغم من ذلك يقول الشاعر إنّ بين الناس قرابة وعطف وحب حتى لو ابتعدوا عن بعضهم، وواجبهم يتمثل بتخفيف الأعباء عن بعضهم، ومحاول إمداد الآخرين بالحب والمودة.

معاني المفردات في قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم

تحتوي قصيدة بشار بن البرد على مجموعة من المفردات القوية والجزيلة التي تحتاج إلى توضيح، وقد يجد بعض من الزوار صعوبة في فهمها، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ تلك الألفاظ والتراكيب المستخدمة  تغيرت مع تغير وتطور اللغة العربية، على الرغم من بساطة هذه الألفاظ إلا أنه قد تعتبر غامضة ومجهولة بالنسبة لكثير من القراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات الصعبة في هذه القصيدة:

المفردة معنى المفردة
يلقى طرحه أمامه.
مهانة محتقر.
مستعزة مهتمة.
الغلمان الأطفال.
هيهات معناها بعد، وتستخدم لتبعيد الشيء.
يحنو يعطف ويشفق.
ويله مصائبه وشروره.
الشقاء الشدة والضيق.
تآكل فسد.
طغى أسرف وتجاوز في الظلم.
مزق شق الشيء وخرقه.
أودت به هلكته.

الأفكار العامة في قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم

اشتملت القصيدة على مجموعة من الأفكار العامة المهمَّة، فقد حرص الشّاعر عبد الرحمن شكري على بيانها من خلال المعاني والألفاظ البسيطة التي سيطرت على أجواء القصيدة، ولا بدَّ من التعرف على هذه الأفكار من أجل معرفة المعاني المقصودة من القصيدة بشكل عام، وحتى وتصل إلى جميع القراء بكل سهولة دون تعقيد، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في قصيدة اليتيم:

  • الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر في هذه القصيدة عن حال اليتيم.
  • الفكرة الثانية: يوضح الشاعر أنّ اليتيم هو الشخص الذي عاش غريبًا بين أهله ووطنه .
  • الفكرة الثالثة: وصف الشاعر اليتيم الذي فقد أمه، والمعاناة التي يعيشها.
  • الفكرة الرابعة: يبين الشاعر حال العيد على اليتيم، والصعوبات التي يمر بها.
  • الفكرة الخامسة: يعِّبر الشاعر عن الحالة النفسية لليتيم، والآثار التي تنتج عنها.
  • الفكرة السادسة: إيصال رسالة للناس مفادها مواساة الآخرين والرفق بمشاعرهم.
  • الفكرة السابعة: تأكيد الشاعر على العطف على اليتيم وعدم إحراجه بالأسئلة.

الصور الفنية في قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم

عرف عن الشاعر عبد الرحمن شكري بتميز أشعاره، وذلك بسبب توظيفه الصور البلاغية المتمثلة بالتشبيهات والكنايات والاستعارات واامجازات، باإضافة إلى استخدام الطباق والجناس والتوكيد وغيرها، حيث إنّ تلك الأساليب ساهمت في إضافة لمسات جمالية للنص الشعري، مما جعله فريدًا عن أشعار غيره، كما اهتم بسعة الخيال والتصوير بطريقة مناسبة، مما ساهم هذا الأمر بزيادة إقبال القراء على قراءة قصيدته، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في القصيدة:

  • استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: كأنَّ سرورَ الناسِ بالعيد قسوةٌ عليه تُرِيق الدمعَ وهْو صبيبُ، حيث يشبّه الشاعر السعادة في العيد بالإنسان الذي يقسو، حيث إنه حذف المشبه به وأبقى شيئًا من لوازمه، كما جاءت في قوله: فهذا يتيمٌ ثَاكِلٌ صَفْوَ عيشه وذاك من الصحْبِ الكرامِ سَلِيبُ،  فقد صور الشاعر صحبة اليتيم بالشيء الذي نتزع منه، فقد حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
  • أسلوب الطباق: فقد ورد الطباق في أكثر من موضع بالقصيدة، وهو يتمثل بوجود معنيين متضادين، حيث جاء في قول الشاعر: وكلُّ امرئٍ في الناس باكٍ وضاحكٍ وكلُّ يتيمٍ لليتيم نَسِيبُ، حيث ورد الطباق في كلمة باكٍ، وكلمة ضاحكٍ، كما ورد في قوله أيضًا: يظل حَسودًا للذين أَظَلَّهُمْ من العيشِ، فينانُ النعيمِ رطيبُ، عزاءك لا يلمم بك الضيمُ إِنَّنا  يتامى ولكنَّ الشقاءَ ضروبُ، فقد أظهر الشاعر الطباق بين كلمة الشقاء، وكلمة النعيم.

شرح قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم PDF

تعتبر قصيدة اليتيم من أشهر القصائد التي كتبها الشاعر عبد الرحمن شكري، فقد تحدث فيها عن فترة الطفولة والمشاكل التي يواجهها الطفل اليتيم في هذه المرحلة، واشتملت على مجموعة من الحكم المعبرة، ولذلك يبحث العديد من الزوار عن شرح هذه القصيدة بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة اليتيم للشاعر عبد الرحمن شكري بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ يرغب الكثير بتنزيل الملفات الخاصة بالشروحات والملخصات بصيغة pdf لأنه من الصيغ المميزة والمناسبة لحفظ المواضيع، حيثُ إنه تحافظ عى المحتوى دون أن يطرأ عليه أي تغييرات خصوصًا عند تبادله عبر الأجهزة المختلفة.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة انا البحر في احشائه الدر كامن للشاعر حافظ إبراهيم شرح قصيدة لا تعذليه لابن زريق البغدادي وما اهم الافكار فيها
شرح قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي وأهم الصور البيانية فيها شرح قصيدة مضناك جفاه مرقده لأمير الشعراء أحمد شوقي
شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها شرح قصيدة غذوتك مولودا وعلتك يافعا للشاعر أمية بن أبي الصلت وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير شرح قصيدة يا مدور الهين للأمير خالد الفيصل وأهم الصور الفنية فيها

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة عبد الرحمن شكري اليتيم والأفكار العامة فيها ، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر عبد الرحمن شكري، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدةِ اليتيم، وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ hindawi.org، عبد الرحمن شكري، 05/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *