شرح قصيدة فداء لمثواك للشاعر محمد مهدي الجواهري

شرح قصيدة فداء لمثواك للشاعر محمد مهدي الجواهري حيث تُعدّ هذه القصيدة من القصائد الرثائية الرائعة التي كُتبت في العصر، وهي من أجمل القصائد التي كتبها شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري؛ ولذلك فإنّ أهمية هذه القصيدة تدفع لتخصيص هذا المقال من أجمل الحديث عن كاتب هذه القصيدة وشرحها والحديث عن الصور الفنية الواردة فيها والحديث أيضًا عن شرح المفردات الصعبة في هذه القصيدة، كما سوف نقوم بتسليط الضوء على رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة.

من هو كاتب قصيدة فداء لمثواك

إنّ كاتب قصيدة فداء لمثواك هو الشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري المولود في يوم السادس والعشرين من يوليو تموز من عام 1899 ميلادية، وهو شاعر عربي عراقي من أفضل الشعراء العرب في العصر الحديث، تميز الجواهري بأنه من الشعراء الذين التزموا بكتابة الشعر العمودي في العصر الحديث، نشأ الجواهري وولد في مدينة النجف في العراق، وكان من أسرة مهتمة بالعلم والأدب، درس اللغة العربية وعلومها وحفظ الكثير من أشعار العرب القديمة والحديثة وخاصة شعر أبي الطيب المتنبي، عمل في التعليم في العديد من فترات حياته، وشارك في إصدار جريدة الفرات وجريدة الانقلاب وجريدة الرأي العام.

تميز شعر محمد مهدي الجواهري بحسن الصياغة وقوة السبك وعدم تأثره بأي تيار أدبي أوروبي في تلك الفترة التي كان أغلب شعرائها متأثرين بالتيارات الأدبية الغربية، تعرض الجواهري للنفي ولجأ سياسيًا إلى براغ، وعاش أواخر سنين حياته في العاصمة السورية دمشق، وفي دمشق توفي في يوم السابع والعشرين من شهر يوليو تموز من عام 1997 ميلادية، وفيما يأتي قائمة بأبرز مؤلفات الشاعر محمد مهدي الجواهري في حياته: ^[1]

• حلبة الأدب.
• جناية الروس والإنجليز في إيران، وهو مترجم من اللغة الفارسية.
• بين العاطفة والشعور.
• ديوان الجواهري.
• ديوان الجواهري (مجلدان).
• بريد الغربة.
• الجواهري في العيون من أشعاره.
• بريد العودة
• أيها الأرق.
• خلجات.
• ذكرياتي (3 أجزاء).
• الجمهرة (مختارات من الشعر العربي).

شرح قصيدة فداء لمثواك

تُعدّ قصيدة فداء لمثواك من بين أجمل القصائد الشعرية التي كتبها محمد مهدي الجواهري في حياته الأدبية، وهي من أجمل القصائد الشعرية التي كُتبت في الحسين بن علي رضي الله عنه، وهي قصيدة عينية كتبها على البحر المتقارب، تتألف هذه القصيدة من أربعة وستين بيتًا، نذكر منها بعض هذه الأبيات ونشرحها فيما يأتي:

• فِدَاءً لمثواكَ من مَضْجَعِ / / / تَنَوَّرَ بالأبلَجِ الأروَعِ
  بأعبقَ من نَفحاتِ الجِنانِ / / / رُوْحَاً ومن مِسْكِها أَضْوَعِ
  وَرَعْيَاً ليومِكَ يومِ “الطُّفوف” / / / وسَقْيَاً لأرضِكَ مِن مَصْرَعِ

يقول الشاعر محمد مهدي الجواهري في هذه الأبيات مخاطبًا الحسين بن علي رضي الله عنه، أفدي المثوى الذي أنت مقيم فيه، هذا المكان الذي أنار وأضاء بأجمل النور وأطهر الأضواء، وهذا المضجع الذي تعبق فيه أطيب النسائم كأنها نسمات الجنة بل هي أطيب من عطر وطيب الجنة أيضًا، ثم يقول الشاعر ورعيا ليومك: أي نحفظ أو حفظًا ليومك، يوم الطفوف وهو يوم مشهود ومعروف عند أتباع الطائفة الشيعية أي أنه يقول إننا نحفظ يوم الطفوف جيدًا، ثم يدعو الشاعر بالسقيا إلى الأرض التي دُفن فيها الحسين بن علي.

• وحُزْناً عليكَ بِحَبْسِ النفوس / / / على نَهْجِكَ النَّيِّرِ المَهْيَعِ
  وصَوْنَاً لمجدِكَ مِنْ أَنْ يُذَال / / / بما أنتَ تأباهُ مِنْ مُبْدَعِ

يتابع الشاعر القول: إننا نحزن عليك من خلال اتباعنا لنهجك المضيء البين الواضح المعالم الذي لا يتوه معه التابعون، ونصون مجدك وإرثك العظيم، فلا يزول ما دمنا عليه سائرين ولا يفنى ما دمنا به مؤمنين ولا يغيب ما دمنا إليه مسلطي الأضواء.

• فيا أيُّها الوِتْرُ في الخالدِينَ / / / فَذَّاً، إلى الآنَ لم يُشْفَعِ
  ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظامِ / / / للاهينَ عن غَدِهِمْ قُنَّعِ
  تعاليتَ من مُفْزِعٍ للحُتوفِ / / / وبُورِكَ قبرُكَ من مَفْزَعِ

في قول الشاعر فيا أيها الوتر في الخالدين يريد أن يخبر الحسين بن علي أنّه فريد ونادر بين العظماء الخالدين، فهو الوتر الذي لا يُشفع أبدًا، وهو الموعظة الأولى للأشخاص الطامحين للوصول إلى العظمة، ويا موعظة الأشخاص العظماء للأشخاص اللاهين الذين يحجبون أنظارهم عن غدهم الأكيد.

بعد هذه السلسلة من النداءات التي تتبعها الأوصاف، يأتي النداء والقول؛ فيقول الشاعر: تعاليت أيها الرجل المغيث الناصر الذي تكشف الموت وتبينه للآخرين، وبورك قبرك أيها العظيم.

• تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍ / / / على جانبيه ومن رُكَّعِ
  شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيمُ / / / نَسِيمُ الكَرَامَةِ مِنْ بَلْقَعِ

يقول الجواهري في هذين البيتين إن الدهور تلوذ بك وتتحصن بك، ثم يقول إنّه شم الثرى في قبرك فهب النسيم، هذا النسيم المشبع بالكرامة والإباء والعزة، هذا النشيم المشبع بالجود والكرم والعظمة.

• وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استراحَ / / / خَدٌّ تَفَرَّى ولم يَضْرَعِ
  وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُّغَاةِ / / / جالتْ عليهِ ولم يَخْشَعِ

يقول الشاعر في هذه الأبيات إنّه مرّغ وفرك خده بتراب أو بثرى قبر الحسين، حيث استراح خذ الحسين الذي انشق ولم يخضع، وحيث مرت خيول الطغاة وجالت وصالت ولم يخشع لهم ولم يتذلل، فالحسين كريم عظيم لا يخضع ولو كلفه ذلك روحه، وهذا ما حدث فعلًا وهذا ما يستذكره ويحاوله شرحه الشاعر في هذه الأبيات.

• وَخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ / / / بِروحي إلى عَالَمٍ أرْفَعِ
  وطُفْتُ بقبرِكَ طَوْفَ الخَيَالِ / / / بصومعةِ المُلْهَمِ المُبْدِعِ
  كأنَّ يَدَاً مِنْ وَرَاءِ الضَّرِيحِ / / / حمراءَ “مَبْتُورَةَ الإصْبَعِ”
  تَمُدُّ إلى عَالَمٍ بالخُنُوعِ / / / وَالضَّيْمِ ذي شَرَقٍ مُتْرَعِ
  لِتُبْدِلَ منهُ جَدِيبَ الضَّمِيرِ / / / بآخَرَ مُعْشَوْشِبٍ مُمْرِعِ

في هذه الأبيات الأربع يتخيل الشاعر ويشعر أنّ روحه قد طارت به إلى عالم أرفع وأعظم من هذا العالم، وتصوّر نفسه وهو يطوف بقبر الحسين كما يطوف الخيال بصومعة المبدعين، يقول: تخيلت أنّ يدًا من وراء ضريحك مقطوعة الأصبع لونها حمراء، تمتد إلى هذا العالم المليئ بالخنوع والضيم والإذلال، لكي تبدله عزة وكرامة وأنفة وإباءً، ولكي تحيل فيه قفر الضمير أماكن معشوشبة خضراء.

الصور الفنية في قصيدة فداء لمثواك

تتضمن هذه القصيدة الرائعة للشاعر محمد مهدي الجواهري الكثير من الصور الفنية المميزة، نذكر منها ما سيأتي في النقاط الآتية:

• يقول الشاعر (تلوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّدٍ) وهنا شبه الشاعر الدهور بالإنسان الذي يلوذ، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته وهو اللوذ على سبيل الاستعارة المكنية.
• في قول الشاعر (وخلت وقد طارتِ الذكرياتُ) شبه الشاعر الذكريات بالطائر الذي يطير، فحذف المشبه به وهو الطائر وكنّى عنه بشيء من صفاته وهو الطيران على سبيل الاستعارة المكنية.

معنى مفردات قصيدة فداء لمثواك

سوف نلقي الضوء فيما يأتي على مجموعة من المفردات الصعبة الواردة في هذه القصيدة مع شرحها:

• مثواك: أي مقامك أو مكانك.
• أبلج: أي مضيء مشرق واضح.
• أعبق: أي يفوح منه الطيب والعطر.
• رعيا: أي حفاظًا.
• مهيع: أي بين وواضح.
• يذال: أي يذل والذل من الإهانة أو المذلة.
• الوتر: هو الفرد من الأشياء وعكسه الشفع.
• مفزع: أي مغيث أو ناصر.
• الحتوف: هي جمع لكلمة حتف وهو الموت.
• عفرت: أي مرغ أو ضرب.
• فرّى: أي انشق.
• سنابك: جمع لكلمة سبنك وهو طرف حافر الخيل.
• خلت: أي ظننت أو توهمت.
• الضريح: هو القبر.

شرح قصيدة فداء لمثواك pdf

إن الكثير من الأشخاص يهتمون بالحصول على شروح القصائد بصيغة بي دي إف لأسباب كثيرة، أهم هذه الأسباب: القدرة على الاطلاع على هذا الملف وعلى ما فيه من بيانات في أي وقت وبسهولة كبيرة، والقدرة على طباعة الشرح على ورق، فإلى كل من يرغب بالحصول على ملف شرح قصيدة فداء لمثواك للشاعر العراقي محمد مهدي الجواهري، يمكن ذلك بشكل مباشر “من هنا“.

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي ألقينا فيه الأضواء على من هو كات قصيدة فداء لمثواك، ثم مررنا فيه بالتفصيل على شرح قصيدة فداء لمثواك للشاعر محمد مهدي الجواهري وتحدثنا عن الصور الفنية الواردة في هذه القصيدة وشرح المفردات الصعبة في هذه القصيدة ثم ألقينا فيه الضوء على رابط تحميل ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة كاملة.