شرح قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر للشاعر أبي تمام

شرح قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر للشاعر أبي تمام
شرح قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر

شرح قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر للشاعر أبي تمام من الأمور التي يبحث عنها كثير من الناس في الدول العربية، وبشكل خاص من عشاق القصائد القديمة، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الشاعر العباسي أَبي تمَّام الطائي، وسوف نتعرف على معاني أبيات قصيدته في الرثاء بشكل مفصل، وسوف نتعرف على معاني المفردات والألفاظ الصعبة في القصِيدة، وعلى أبرز الصور الفنية فيها وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

من هو كاتب قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر

إنَّ صاحب هذه القصيدة هو الشاعر الشهير أبو تمَّام، واسمه الكامل هو حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، ولد الشاعر أبو تمَّام في عام 803م في مدينة جاسم، وهي إحدى مدن منطقة حوران في جنوب سوريا، انتقل بعد ذلك إلى مصر ولكن لم يلبث أن استقدمه الخليفة العباسي المعتصم بالله إلى بغداد عاصمة الخلافة العباسية في ذلك الوقت، وقد قدَّمه على جميع شعراء عصره، فأقام في العراق مدة من الزمن، وُصِف بأنه كان طويل القامة وفصيح اللسان لكن توجد في نطقه تمتمة خفيفة، وقد حفظ نحو 14 ألف أرجوزة من أراجيز العرب عدا القصائد والمقطوعات، وقد ذكر الصولي في حديثه عن أبي تمَّام قوله: “أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء”، كان شعره جزلًا قويًا، وقد اختلف النقاد في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، ويعدُّ من طبقة فحول الشعراء الكبار في تاريخ الشعر العربي، وله عدة تصانيف منها ديوان الحماسة ومختار أشعار القبائل ونقائض جرير والأخطل، تولى بريد البصرة خلال إقامته في العراق لكنه لم يلبث أنْ توفي في عام 845م وعمره لا يزيد عن 42 عامًا.[1]

شرح قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر

تعدُّ هذه القصيدةَ من أشهر قصائد الشاعر أبي تمَّام، وقد كتبها في رثاء محمَّد بنِ حميدٍ الطوسِي وذلك بعد أن مات في إحدى المعارك التي خاضها المسلمون في زمن المعتصم مع الروم، وقد كان ينتمي إلى قبيلة طيء وهي نفسها القبيلة التي ينتمي إليها أبو تمام، كما أنها تعدُّ من أشهر قصائد الرثاء في الشعر العربي، وهي قصيدة متوسطة الطول يبلغ عدد أبياتها 30 بيتًا، نظمها الشاعر على البحر الطويل وقافية الراء المضمومة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج الشرح بشكل مفصل:

  • كَذا فَليَجِلَّ الخَطبُ وَليَفدَحِ الأَمرُ
    فَلَيسَ لِعَينٍ لَم يَفِض ماؤُها عُذرُ
    تُوُفِّيَتِ الآمالُ بَعدَ مُحَمَّدٍ
    وَأَصبَحَ في شُغلٍ عَنِ السَفَرِ السَفرُ

بدأ أبو تمام قصيدة الرثاء بجملة قوية وصادمة تناسب الفاجعة التي يتحدث عنها حيث يقول: يجب أن يكون الخطب عظيمًا والحدث جليلًا لمثل هذه الفواجع والأحداث المفجعة، وكل عين يجب أن تبكي وتذرف الدموع على محمد بن حميد الطوسي، وليس هنالك أعذار للعين التي لا تبكي على موته، فقد مات وماتت معه الآمال والأحلام العظيمة، كما انشغل السفر عن السفر بموته وفي هذا تعبير عن هول الفاجعة وعظمتها.

  • وَما كانَ يَدري مُجتَدي جودِ كَفِّهِ
    إِذا ما اِستَهَلَّت أَنَّهُ خُلِقَ العُسرُ
    أَلا في سَبيلِ اللَهِ مَن عُطِّلَت لَهُ
    فِجاجُ سَبيلِ اللَهِ وَاِنثَغَرَ الثَغرُ

ولم يكن هذا الشهيد فارسًا وبطلًا فقط، بل كان أيضًا جوادًا ومعطاءً ينفق في السراء والضراء ولا يردُّ أحدًا يأتيه طالبًا العون والمساعدة، حتى أنَّ من يطلب منه المساعدة أو المال لا يعلم إذا ما كان العسر قد خُلِقَ قبل ذلك من كثرة جوده وسخائه، وأسأل الله أن يكون خروجه إلى القتال واستشهاده الذي فاقَ كل مصيبة في سبيل الله تعالى.

  • فَتىً كُلَّما فاضَت عُيونُ قَبيلَةٍ
    دَماً ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ وَالذِكرُ
    فَتىً ماتَ بَينَ الضَربِ وَالطَعنِ ميتَةً
    تَقومُ مَقامَ النَصرِ إِذ فاتَهُ النَصرُ

لقد كان بطلًا مغوارًا وفارسًا شديدًا وكلما دعي إلى النزال أقبل وأجاب وقاتل أشد القتال حتى أصبحت تدور حول بطولاته الأحاديث وتتناقل الناس الأخبار حوله، وقد مات كما يموت كل فارس وبطل بين ضربات وطعنات السيوف، وهذه هي الميتة التي ماتها هي التي يمكن أن تكون نصرًا كبيرًا إذا لم يتم تحقيق النصر الحقيقي في المعركة.

  • وَما ماتَ حَتّى ماتَ مَضرِبُ سَيفِهِ
    مِنَ الضَربِ وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُ
    وَقَد كانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً فَرَدَّهُ
    إِلَيهِ الحِفاظُ المُرُّ وَالخُلُقُ الوَعرُ

لقد قاتل ذلك البطل قتالًا عنيفًا ولم يمت إلا بعد أن مات السيف في يده وتكسر من شدة الضرب والتنكيل بالأعداء، وقد حزنت السيوف والرماح على موته، وقد كان الفرار من الموت سهلً بالنسبة إليها، ولكنه كان بطلًا شديدًا لا يتراجع ولا يستسلم وخاض المعارك حتى نال مراده بالشهادة، وكانت له نفس تأبى الذل والهوان، وتخوض الصعاب والمكارم.

  • فَأَثبَتَ في مُستَنقَعِ المَوتِ رِجلَهُ
    وَقالَ لَها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ الحَشرُ
    غَدا غَدوَةً وَالحَمدُ نَسجُ رِدائِهِ
    فَلَم يَنصَرِف إِلّا وَأَكفانُهُ الأَجرُ

لقد ثبَّت رجليه في ساحة المعركة لنيل الشهادة كدليل على الثبات والصبر والشدة، وقال لرجليه لن أتراجع حتى أموت شهيدًا هنا، وكانت تلك المعركة التي مات فيها وقد ثبت عليها ورفض أن يتراجع عنها معركة عظيمة رداؤه فيها الحمد والمجد، ولم يتراجع عنها حتى كانت أكفانه التي دفن فيها أجرًا عظيمًا له ورفعته مكانةً عالية جدًّا.

  • كَأَنَّ بَني نَبهانَ يَومَ وَفاتِهِ
    نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِن بَينِها البَدرُ
    يُعَزَّونَ عَن ثاوٍ تُعَزّى بِهِ العُلى
    وَيَبكي عَلَيهِ الجودُ وَالبَأسُ وَالشِعرُ

وكأنَّ قبيلة محمد بن حميد الطوسي وهو بنو نبهان قد خسروا قمرهم بموته وبقيت سماؤهم تحتوي على نجوم فقط ليس فيها بدر، وصاروا يعزون بعضهم بفقد محمد ويصبرون بعضهم على فقده، رغم أنَّ المكارم والأمجاد تعزي بعضها بموته، وكل الخصال الرفيعة مثل الكرم والجود والشجاعة والبأس والشعر تبكي عليه.

  • مَضى طاهِرَ الأَثوابِ لَم تَبقَ رَوضَةٌ
    غَداةَ ثَوى إِلّا اِشتَهَت أَنَّها قَبرُ
    ثَوى في الثَرى مَن كانَ يَحيا بِهِ الثَرى
    وَيَغمُرُ صَرفَ الدَهرِ نائِلُهُ الغَمرُ
    عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ وَقفاً فَإِنَّني
    رَأَيتُ الكَريمَ الحُرَّ لَيسَ لَهُ عُمرُ

لقد مضى الشهيد في طريق الموت إلى الخالق تبارك وتعالى وهو طاهر البدن والروح والنفس، حيث استشهد في معركة ضد الروم أعداء الله وصار شهيدًا بإذن الله، وكانت كل روضة وكل حديقة خضراء تتمنى أن تصبح قبرًا له بعد أن مات، لكنه دفِن تحت الأرض رغم أنَّ الأرض كلها كانت تحيا فيه، وكانت عطاياه كثيرة وكبيرة وتغطي على صروف ونوائب الزمان، فيا أيها البطل ألقي عليك السلام، وقد شهدت نوائب الدهر على أنَّ البطل والفارس الحر عمره قصير، لأنَّه مهما عاش من سنين فإنَّ الجميع يشعر بقصر عمره لحاجتهم إليه في كل حين، ولأنه يضحي بنفسه ويقتحم غمار الموت دون خوف فيخطفه الموت قبل الجميع.

الصور الفنية في قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر

ضمَّت قَصيدة أبي تمَّام في رثاء محمَّد بنِ حميد الطوسي الكثير من الصور البلاغية والفنية والتي تضفي على النص لمسات فنية وجمالية وتقدم المعاني إلى الناس بطريقة عذبة غير مباشرة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية  في القصِيدة:

  • تشبيه تام: ورد التشبيه التام في قوله: كَأَنَّ بَني نَبهانَ يَومَ وَفاتِهِ نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِن بَينِها البَدرُ، فشبه بني نبهان بالنجوم، فبنو نبهان المشبه والمشبه به نجوم السماء، وكأن هي أداة التشبيه، وغياب القمر من كليهما هو وجه الشبه.
  • أسلوب الكناية: يكنّي الشاعر عن كثير من المعاني بكلمات أو جمل ليس لها علاقة بها، مثل قوله: وَقَد كانَ فَوتُ المَوتِ سَهلاً فَرَدَّهُ، فقد قصد أن يقول: أنه كان يمكنه النجاة من الموت ولكنه رفض ذلك.
  • استعارة مكنية: وردة الاستعارة المكنية كما في قوله: وَاِعتَلَّت عَلَيهِ القَنا السُمرُ، فقد شبه الشاعر القنا بالشخص الذي يمرض ويعتل، فحذف المشبه به وهو الإنسان وأبقى على إحدى صفاته وهي المرض والاعتلال، وذكر المشبه وهو القنا السمر.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر

هنالك كثير من الكلمات التي توجد في قصائد أبي تمام وقد تكون غير مفهومة بالنسبة لكثير من القراء، حيث يعانون من بعض الصعوبات في معرفة معاني تلك الكلمات، إذ أنَّ العديد من الكلمات المستخدمة في القصائد والشعر غير مستخدمة في الحياة العامة حسب اللهجات في الدول العربية، كما أن الفارق بين اللهجات العامية واللغة العربية الفصحى المستخدمة في القصائد والأدب العربي كبير جدًّا ويزيد صعوبة فهم تلك الكلمات، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم المفردات الصعبة في القصيدة:

المفردة شرح المفردة
يجل يكبر ويعظم
يفدح يكبر ويعظم
يفض تبكي تذرف وتنهمل دموعها
ذخرًا عونًا وسندًا
مجتدي طالب وسائل
فجاج طرق بعيدة وواسعة
اعتلت أصابها المرض وحزنت
القنا الرماح
الرَّوع الخوف والذعر الشديد
ثاو جالس ومقيم
روضة حديقة خضراء
الغمر كثير ووفير
نائله عطاياه

شرح قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر pdf

هنالك الكثير من الأشخاص الذين يرغبون بالحصول على معاني أبيات قَصيدة أبي تمام في رثاء محمد بن حميد الطوسي على شكل ملف pdf من أجل استخدامه في أغراض عديدة، فقد يرغب بعضهم بالحصول على الملف من أجل الاحتفاظ به على الموبايل أو اللابتوب واستخدامه عند الحاجة في وقت لاحق، أو بغرض طباعته والحصول عليه ورقيًا أو من أجل الاستفادة منه في إعداد بحث عن قصِيدة أبي تمام وما إلى هنالك، ويمكن الحصول على شرح الأبيات بشكل مفصل على شكل ملف بصيغة pdf من خلال الضغط على الرابط “من هنا“.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة فتح عمورية لأبي تمام والمفردات الصعبة فيها شرح قصيدة العربية في ماضيها وحاضرها والصور الفنية فيها
شرح قصيدة خليلي هذا ربع عزة فاعقلا والصور الفنية فيها  شرح قصيدة روائع الاثار للشاعر خليل مطران وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة مضناك جفاه مرقده لأمير الشعراء أحمد شوقي شرح قصيدة واحر قلباه ممن قلبه شبم وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي وأهم الصور البيانية فيها شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة كذا فليجل الخطب وليفدح الأمر للشاعر أبي تمام وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الشاعر العباسي أبي تمام حبيب بن أوس، كما تعرفنا على شرح أبيات قصيدته في الرثاء، وعلى أهم الصور الفنية ومعاني المفردات والكلمات الصعبة فيها، كما تمَّ إدراج شرح القصيدة بصيغة pdf وغير ذلك من التفاصيل والمعلومات.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، أبو تمام، 07/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *