شرح قصيدة لوعة الفراق للشاعر السوري بدر الدين حامد

شرح قصيدة لوعة الفراق للشاعر السوري بدر الدين حامد
شرح قصيدة لوعة الفراق

شرح قصيدة لوعة الفراق للشاعر السوري بدر الدين حامد وهو موضوع هذا المقال، حيثُ تعد من أجمل القصائد الشعرية التي كتبها الشاعر بدر الدين حامد، وهي من القصائد الطويلة والمميزة والتي أدرجت في عدة مناهج دراسية في العالم العربي، فهي تعبر عن لقاء الشاعر بالمحبوبة، واتهام الناس له بالجنون واعترافه بجنونه، وسيطرة الحب على قلبه الذي تمنى وصال محبوبته، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة لوعة الفراق، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر بدر الدين حامد، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

كاتب قصيدة لوعة الفراق

إنّ كاتب قصيدة لوعة الفراق هو الشاعر السوري بدر الدين حامد، وقد ولد في 1897ميلادي وعاش في مدينة حماة السورية، وقد أكمل تعليمه الابتدائي وأنهى تعليمه الثانوي في عام 1923، ودرس على يد والده العلوم الدينية واللغة العربية، ثم تخرَّج في “الكلية الصلاحية” في مدينة القدس، ويجدر بالإشارة إلى أنّ بدر الدن تأثّر في بداية نشأته بمحيطه العائلي، حيث إنّ والده وأخواله وإخوته كانوا أدباء وعلماء؛ فأخاه هو الشيخ محمد الحامد وكان من أبرز علماء الدين في بلاد الشام، وبعد غزو الاحتلال الفرنسي لسوريا كان بدر الدّين في عزّ شبابه، وقد ساهم هذا الأمر في تشكيل وعيه وتأثره للبدء في كتابة الشعر.

بالإضافة إلى ارتباطه في مجال السياسة؛ فقد شارك في الحركات الوطنية وكتب قصائد شعر قوميَّة وسياسيَّة مميزة، كما لقب بدر الدين بشاعر العاصي؛ وذلك نسبة إلى نهر العاصي في حماة، وقد عرف عنه بأنَّه شاعرًا قويَا لكل المناسبات الوطنية، حيث إنه كتب أشعارًا مختلفة منها عن القضية الفلسطينية والثورات العربيَّة، أما وفاته فقد كانت في اليوم الثاني من شهر يوليو / تموز في عام 1961 فقد تأثر في ظلام السجن والحياة الصعبة التي عاشها، فأصبه العديد من الأمراض والتي أدت به في النهاية للموت.[1]

شرح قصيدة لوعة الفراق

تعدُّ قصيدةُ لوعة الفراق من أشهر وأقوى القصائد التي كتبها الشاعر بدر الدين الحامد، فقد نظمها لإظهار حبه وعشقه لمحبوبته أمام الناس، وعبر عن حال العشاق في البعد، وقد تطرقت لوصف المعاناة التي عاشها الشاعر بسبب هجره المحبوبة له، إذ يقول في مطلعها: أكان التلاقي يا فؤاد خيالا نعمنا به ثم اضمحل وزالا، وقد نظمها الشاعر على البحر الطويل، وبلغ عدد أبيات القصيدة 16 بيتًا، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القَصيدة بشكل واضح وشامل:

  • أكان التلاقي يا فؤاد خيالا
    نعمنا به ثم اضمحل وزالا
    وليلاتنا ما بالهن ونحن لم
    نتم وصالا قد شددنا رحالا
    حرام علينا أن ننال لبانة

    وهذا الزمان النكد صالا وجالا

يصف الشاعر لقاءه بالمحبوبة ويقول بأنه كان سريعًا كالخيال، فهو لم يتمتع به إلا قليلًا ثمّ اختفى، فيقول ما شأن تلك الليالي الجميلة أسرعن بالرحيل قبل أن نتم لقاؤنا، فهذا الزمان كان قليل الخير فقد حرّم علينا الوصال، ففي هذه الأبيات يعبر الشاعر عن الحزن والحسرة التي تملأ قلبه بسبب قلة الوصال.

  • سقاك الحيا يا مربعا عبثت به
    صروف الليالي الغادرات فحالا
    ألم نقض فيك العيش حلو مذاقه
    ألم نبلغ الشأو البعيد منالا
    يقولون لي ما أنت إلا مخالط
    بعقلك كم تذري الدموع سجالا

يخاطب الشاعر الديار ويقول لها أعانك الله على مصائب الأيام فقد أفسدتك وجعلتك كالخراب، ثمّ يبدأ الشاعر بالحدث عن حلاوة العيش بوجود المحبوبة في حياته، فقد كانت كبلوغ الغاية والهدف، ويتابع القول بأنّ الناس تتهمه بالجنون لكثرة دموعه على المحبوبة، وهذه الأبيات تدلُّ على أنّ الشاعر لا يستغرب من بكاء المحب على محبوبته فهو شعور لا يمكن منعه مطلقًا.

  • نعم صدقوا إني محب متيم
    ولا بدع أن دمع المتيم سالا
    وذكراهم طي الحشاشة والهوى
    مقيم وقلبي لا يود فصالا
    لعل وصالا منهم بعد نأيهم
    يوافي المعنى ما عدمت وصالا

يؤكد الشاعر في هذه الأبيات عن صدق الناس في اتهامه بالجنون، فهو عاشق ولهان ولا عجب أن تجري دموع العاشقين، فيتابع القول بأنّ ذكرى المحبوبة تسكن في أحشائها وحبها راسخ في صدره، وقلبه يرفض الانفصال عنها، عسى أن يتيح الله للعاشق المتعب لقاءًا جديدًا بعد الفراق، فلا حرمني الله تعالى ذلك اللقاء، حيث تركز هذه الأبيات على تمسك الشاعر بمحبوبته رغم انفصالها عنه.

  • أخلاي ما والله ما أنا واجد
    من الماء اذا بان الحبيب بلالا
    أقام الأسى عندي وفارقني الرضا

    وصوح غصني في الحياة ومالا
    رعى الله ما كنا عليه فإنه
    من الخلد والفردوس أنعم حالا

يشكو الشاعر إلى أصحابه ويقول بأنه لا يجد غير محبوبته تليق به، ثم يتابع القول بأنّ الحزن امتلأ في قلبه وفارقه الرضا بما كان معه، فقد صاحت روحه وحزنت على مفارقة المحبوبة، ثمّ يدعو الشاعر بأنّ يحفظ الله تعالى تلك الأيام الجميلة التي قضاها مع محبوبته، فقد كانا معًا وكأنهم في جنة الفردوس ينعمان براحة وطمأنينة في حياتهم، حيث تضمن هذه الأبيات دعاء الشاعر بحفظ الأيام التي تنعم فيها بلقاء محبوبته بعد انقطاع الوصال.

  • حبيب كما شاء الهناء مواصل
    يتيه جمالا أو يميس دلالا

    وما كنت أدري أننا بعد ذا اللقا
    سيصبح ماضينا الجميل خيالا
    فيا ليت أنا ما التقينا على هوى
    لبئس التنائي اذا يكون مآلا

يبدأ الشاعر في هذه الأبيات بوصف محبوبته، فيقول كانت فتاة تتصف بالوفاء واللطف وتغتز بجمالها، فقد كانت تتمايل في مشيتها مما يزيدها ذلك حسنًا وجمالًا، ثمّ يتابع القول بأنّه لم يكن يعرف بأنّ بعد هذا اللقاء سيصبح كل ما عاشاه معًا كالخيال، يختفي كأنه لم يكن في يومًا ما، ثم يختم الشاعر قصيدته بالتمني ويقول كم تمنىت أنني لم أنال حب هذه الفتاة، لأنّ نهاية هذا الحب واللقاء كان الهجر والغياب والبعد، حيث عبرت هذه الأبيات عن ألم الشاعر بسبب هجر المحبوبة له.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة لوعة الفراق

قد توجد بعض الكلمات التي قد تكون صعبة الفهم بالنسبة لبعض القراء في القصائد الشعرية سواء كانت قديمة أو حديثة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ تلك الكلمات المستخدمة في القصائد لا يجري استخدامها عادة في الحياة العادية، ولذلك من الضروري الرجوع والبحث في المعاجم من أجل التعرف على معانيها الصحيحة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم الكلمات الصعبة في قصيدة لوعة الفراق:

المفردة شرح المفردة
نعمنا به استمتعنا به.
تلاشى اختفى.
مخالط المجنون.
سجال الغزيرة.
وصالا اللقاء.
ننال نحصل.
الحيا المطر.
فصال انقطاع.
مآل مصير.
متيم عاشق.
 بدع غريب.
طي داخل.
الحشاشة جوف القلب.
النأي البعد.
المعنّى الأسير.
 الخلد الجنة.
 يتيه يغتر بنفسه.
 يميس يتمايل.

الأفكار العامة في قصيدة لوعة الفراق

توجد العديد من الأفكار العامة التي أراد بدر الدين الحامد إيصالها للقراء في قصيدة لوعة الفراق، ويجب التعرف عليها من أجل فهم المغزى الأساسي والعام من القصيدة، ويجدر بالإشارة إلى أنّ تلك الأفكار تساعد القارئ على فهم المفردات الصعبة في القصيدة دون الحاجة لشرحها بالتفصيل، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار العامة في قصيدة لوعة الفراق للشاعر العربي بدر الدين الحامد:

  • الفكرة الأولى: قصر الالتقاء بين الشاعر والمحبوبة وشعوره بالحزن.
  • الفكرة الثانية: رحيل الليالي قبل إتمام وصال الشاعر لمحبوبته.
  • الفكرة الثالثة: اتهام الناس الشاعر بالجنون.
  • الفكرة الرابعة: بكاء الشاعر على شوقه للمحبوبة وعدم وصالها.
  • الفكرة الخامسة:  تعلق الشاعر بذكرى محبوبته الباقية.
  • الفكرة السادسة: يتحدث الشاعر عن الأمل بلقاء المحبوبة.
  • الفكرة السابعة: يدعو الشاعر لحفظ الوقت الذي تنعم به بلقاء محبوبته.

الصور الفنية في قصيدة لوعة الفراق

تحتوي قصيدة لوعة الفراق للشاعر بدر الدين الحامد على كثير من الصور الفنية والبلاغية المميزة، والتي تضيف للقصيدة موسيقى مميزة وألوانًا بديعة، حيث يحاول الشاعر فيها تقريب المعنى إلى الناس وإيصاله بطرق فنية غير مباشرة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية فيها:

  • أسلوب الجناس: ورد أسلوب الجناس في القصيدة في قول الشاعر: حرام علينا أن ننال لبانة وهذا الزمان النكد صالا وجالا، فقد وردت في هذا البيت كلمتان بينهما حرف واحد مختلف وهما كلمة “صالا” وكلمة “جالا” وكلمة متُّ وهذا أسلوب جناس ناقص.
  • أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية كثيرًا في قول الشاعر: أقام الأسى عندي وفارقني الرضا، حيث شبه الشاعر الرِّضا بإنسان يفارق ويبتعد، فقد أبقى على المشبه في هذه الاستعارة وهو الرضا، وحذف المشبه به وهو شخص أو إنسان.

الخصائص الفنية في قصيدة لوعة الفراق

حرص الشاعر في قصيدة لوعة الفراق على استخدام عدد من الخصائص الفنية في القَصيدة، ويعود السبب في ذلك إلى إظهار الأفكار الخاصة بها والمعاني العميقة بصورة جميلة، كما اهتم الشاعر بتوضيح المغزى الحقيقي من القصيدة باستخدام أساليب سلسلة ومبسطة، وفيما يأتي سيتم بيان أهم الخصائص الفنية التي تميزت بها القصيدة:

  • استعمال الأحرف الهامسة.
  • تكرار بعض من الكلمات لإيصال المعنى.
  • صياغة الألفاظ بطريقة واضحة ومبسطة.
  • اختيار تراكيب متينة ويغلب عليها الطول، كما تتراوح بين الإنشاء والخبر.
  • محاكاة القدماء في المعاني، وقد جاء ذلك في قول الشاعر: لبئس التنائي اذا يكون مآلا.
  • جزالة الألفاظ ومتانة الأسلوب، وجاء ذلك بقول الشاعر: فيا ليت أنا ما التقينا على هوى.

شرح قصيدة لوعة الفراق PDF

تُعتبر قصيدة لوعة الفراق للشاعر العربي بدر الدين الحامد من أجل القصائد الشعرية، فهي تحمل في مضمونها الشوق الكبير في قلب الشاعر لمحبوبته وعدم مقدرته على متابعة اللقاء فيما بينهما، وهي من القصائد التي يبحث عنها عدد كبير من الأشخاص، حيث يرغبون بالحصول على القصيدة وشرحها بصيغة PDF، حتى يتسنى لهم الاحتفاظ به على الهاتف المحمول أو على جهاز الحاسوب واستخدامه لأغراض دراسية، كحل أسئلة الدرس الواردة في الكتاب  أو إنشاء بحث أو تحليل للقصيدة وما إلى هنالك من استخدامات متعددة، ويمكن تحميل شرح قصيدة لوعة الفراق للشاعر بدر الدين الحامد بصيغة PDF مُباشرةً “من هنا“.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي وأهم الصور البيانية فيها
شرح قصيدة يا مدور الهين للأمير خالد الفيصل وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة مضناك جفاه مرقده لأمير الشعراء أحمد شوقي شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة لوعة الفراق للشاعر السوري بدر الدين حامد، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر بدر الدين الحامد، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية والصور البيانية والبلاغية في قصيدةِ لوعة الفراق، وختمنا المقال في بيان الخصائص الفنية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، بدر الدين الحامد، 02/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *