شرح قصيدة ومدركل بالشنصلين تجوقلت للشاعر الليث ابن فاز الغضنفري

شرح قصيدة ومدركل بالشنصلين تجوقلت للشاعر الليث بن فاز الغضنفري يبحث عنها كثير من قراء الشعر القديم في العالم العربي وخصوصًا من الذين يعشقون الشعر العربي القديم الذي يتصف غالبًا بقوة ألفاظه وتعابيره، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الشاعر الليث بن فاز الغضنفري، وسوف نتعرف على شرح قصيدته، كما سوف نتعرف على معاني أبرز المفردات والألفاظ الصعبة في القصِيدة وسوف نتعرف على أهم الصور الفنية والبلاغية فيها وغير ذلك من المعلومات الأخرى.

من هو كاتب قصيدة ومدركل بالشنصلين تجوقلت

يعدُّ كاتب قصيدة ومدركلٍ بالشنصلينِ تجوقلَت هو الشاعر الجاهلي الليث بن فأر الغضنفري، وذلك حسب ما تشير إليه كثير من المصادر على شبكة الإنترنت، وقد انتشرت هذه القصيدة بين الناس بشكل كبير على كثير من المواقع على أنها واحدة من قصائد الشعر الجاهلي القوية والصعبة، ولكن تشير بعض المصادر إلى أنَّه لا وجود لاسم هذا الشاعر في تاريخ الشعر والشعراء في العصر الجاهلي، وإن هذه القصيدة مجرَّد قصيدة منحولة لا أصل لها في الشعر الجاهلي، وكثير من كلماتها مركبة تركيبًا غريبًا ليس من له أصل في اللغة العربية، وهي مجرد كلمات تم تركيبها على الوزن دون معاني حقيقية واضحة، لأنَّ كثير من كلماتها ليس لها معنى، بينما يرى آخرون أنها من الشعر الجاهلي القديم.^[1]

شرح قصيدة ومدركل بالشنصلين تجوقلت

تعدُّ القصيدَة التي كتبها الشاعر الليث بن فاز الغضنفري واحدة من أصعب القصائد في اللغة العربية إن لم تكن أصعب قصيدة على الإطلاق، وهي أشهر قصيدة للشاعر، حيث يقول في مطلعها: ومدركل بالشنصلين تجوقلـت عفص له بالفيلطوز العقصلِ، وقد نظم الشاعر هذه القصِيدة على البحر الكامل وفيها أبيات على البحر الطويل وبعض الأشطر على بحر الرجز، وقافية اللام المكسورة، ويبلغ عدد أبيات القصيدة  9 أبيات فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح أبيات القََصيدة كاملة بشكل مفصل وواضح:

• ومدركل بالشنصلين تجوقلـت
  عفص له بالفيلطوز العقصـل

يتحدث الشاعر في هذه القصيدة حسب ما تشير كثير من المصادر عن هطول المطر الغزير، وتراكم الغيوم من أجل هطول المطر، حيث يقول: لقد تراكمت الغيوم وتجمعت في السماء كما تتجمع الجيوش الجرارة، وقد كان لونها داكنًا يشبع لون العفص، والعفص هو شجر البلوط، فيقول إن لون الغيوم يشبه لون العفص الموجود في منطقة الفيلطوز، ولم يتم التعرف على منطقة الفيلطوز التي يتحدث عنها الشاعر في القصيدة، وإذا كانت القصيدة جاهلية فقد تكون منطقة في شبه الجزيرة العربية.

• ومدحشر بالحشرمين تحشرجت
  شرا فتـاه فخـر كالخزعبـل

في هذا البيت يتحدث الشاعر عن أصوات الرعد التي تتناهى إلى مسمعه مع تجمع الغيوم الكثيفة، فيقول إنّ أصوات الرعود عالية جدًّا تشبه أصوات حشرجة أشخاص محتضرين يعانون من آلام وعذابات الموت التي تبشر بالشر والعذاب، أو تشبه أصوات قهقهة مرتفعة مخيفة.

• والكيكذوب الهيكذوب تهيعهت
  من روكة للقعلبـوط القعطـل

يتابع الشاعر حديثه عن أصوات الرعد التي تبعث الرعب والفزع في قلوب الكاذبين والجبناء حتى لزموا الصمت والسكوت خوفًا من هذه الأصوات المرعبة المرافقة للسحب الداكنة في السماء.

• تدفق في البطحاء بعد تبهطـل
  وقعقع في البيداء غير مزركلِ‎

في هذا البيت يبدأ الشاعر بالحديث عن الأمطار التي سببت تدفق السيول في الصحاري والوديان، فقد اندفع السيل عاريًا من أي ثياب مزركشة وقد يكون في ذلك إشارة إلى قوته كما كان الفرسان والأبطال يتجنبون الثياب المزركشة، وأصدر أصواتًا عالية مثل قعقعة السيوف في الفيافي والصحراء.

• وسار بأركان العقيش مقرنصًا
  وهام بكل القارطـات بشنكـلِ‎

وقد انطلق هذا السيل بين شجيرات العقيش، وقد يكون العقيش أحد أنواع الأشجار القديمة، وما تزال حتى الآن تستخدم كلمة العقيش في بعض اللهجات العربية وتستخدم بمعنى العصا، وكأن السيل يهرب من عدو له بين جنبات تلك الشجيرات، كما أهلك ودمر كل نبات الكراث البري الموجود في وادي شنكل.

• يقول وما بال البحاط مقرطمـاً
  ويسعى دواماً بين هك وهنكـلِ‎

وبعد ذلك يتساءل السيل المندفع قائلًا ما بال هذه المنطقة الجرداء وكيف تلونت رمالها بلون العصفر كونها جرداء لا نبات فيها، وهذا السيل يتدفق بسرعة كبيرة وقوة من منطقة هك إلى منطقة هنكل.

• إذا أقبل البعراط طـاح بهمـةٍ
  وإن أقرط المحطوش ناء بكلكلِ‎

وعندما يقبل هذا السيل الذي نتج عن الأمطار من تلك الغيوم المتراكمة والقوية فإنَّ كل أرنب أو ظبي أو جمل يفر هاربًا أمامه من قوته وخوفًا من بطشه، وحتى الخيول عندما يتم سرجها ولجمها من أجل الهرب والرحيل من هذا الفيضان والسيل المندفع تتباطأ وتتثاقل بمن يمتطيها خوفًا وضيقًا من هذا الوضع الذي سببته الأمطار والسيول.

• يكاد على فرط الحطيف يبقبق
  ويضرب ما بين الهماط وكندلِ‎

ومن شدة غزارة هذا السيل والفيضان المتدفق تكاد أن تمتلئ الآبار الغائرة والجافة منه وأن يبقبق الماء فيها من كثرته وكأنها قدور فوق نار ملتهبة تغلي بالماء، كما أن هذا الفيضان أو السيل يضرب ما بين منطقة الهماط إلى المنطقة التي ينمو فيها شجر الكندل أو الجندل، وهي شجيرات تنمو قرب البحر، وفي ذلك إشارة إلى اندفاع الفيضان باتجاه البحر.

• فيا أيها البغقوش لست بقاعـدٍ
  ولا أنت في كل البحيص بطنبل

ثم يخاطب الشاعر الشخص البدوي ويشير إليه باسم البغقوش أو البعقوش، فيقول يا أيها البدوي الساكن في الصحراء لن تتمكن من البقاء قاعدًا في هذا الوادي كثير البحص والحصى أمام السيول والفيضانات، لأنك إذا تكاسلت أو تجاهلت هذا الفيضان فإنه سوف يدمرك وسوف يقضي عليك لا محالة.

• من فُشْحة الفَشحاء من سَحْق الحَقا
  بَرْمَسْكلاتٍ ورَوْكةٍ من صُبْعُلِ

قد يكون المقصود من هذا البيت أن هذا السيل يأتي على حين غرة دون أن يكون الإنسان على علم به، حيث يأتي من مكان بعيد، كما أنه يصدر صدى بعيد دلالة على قدومه وانحداره من الجبل العالي والذي أشار إليه باسم صعبل.

• صاقعته وقُفَيْرُمي بِجِراطه
  فاشْتَذَّ ملْقوخَ الفؤاد مُجَصْأَلِ

قد يكون معنى هذا البيت أن الشخص عندما أتاه خبر صاعقة قدوم الفيضان وكان يتناول الغداء أو العشاء غصَّ بطعامه الجاف الذي كان يتناوله وكاد أن يختنق، واشتد خفقان قلبه إلى درجة كبيرة، وكأنه صار يقفز من مكانه من الخوف والهلع.

الصور الفنية في قصيدة ومدركل بالشنصلين تجوقلت

تضمُّ هذه القصيدة عددًا كبيرًا من الصور الفنية المتميزة والتي تنشر في القصيدة إيقاعات لغوية مختلفة وتضفي على المعاني لمسات بديعة، ويسعى الشاعر من خلالها إلى إيصال المعاني إلى القراء بطريقة غير مباشرة من أجل زيادة المتعة في الوصول إلى المعاني، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في القصيدة:

• أسلوب الطباق: ورد أسلوب الطباق في القصيدة في قول الشاعر: إذا أقبل البعراط طـاح بهمـةٍ، فقد وردت كلمة أقبل وكلمة طاح، وهما كلمتان متعاكستان الأولى معناها أتى والثانية معناها هرب وهو من أسلوب الطباق.
• أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية في قول الشاعر: ومدركل بالشنصلين تجوقلـت عفص له بالفيلطوز، كنَّى الشاعر بكلمة العفص عن لون الغيوم الداكنة التي توشك أن تنهمر بالأمطار الغزيرة.
• استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: يقول وما بال البحاط مقرطمـا، فقد شبه السيل بالشخص الذي ينطق ويتكلم، ولكنه حذف المشبه به وهو الشخص وأبقى على إحدى صفاته وهي القدرة على النطق والكلام.
• أسلوب الجناس: ورد أسلوب الجناس في القصيدة في قوله: ويسعى دواماً بين هك وهنكـلِ‎، حيث أنَّ هك وهنكل فيهما جناس ناقص لأنه زادت الكلمة الثانية ببعض الحروف على الأولى.

معاني المفردات الصعبة في قصيدة ومدركل بالشنصلين تجوقلت

توجد كثير من الكلمات الغريبة والصعبة بالنسبة للبعض في قصائد الشعراء قديمًا وعادة ما تكون غير مستخدمة بين الناس ولذلك يصعب عليهم التعرف على معانيها الدقيقة دون البحث في المعاجم، وقد يكون ذلك بسبب تطور اللغة واستخداماتها على مدار قرون طويلة من الزمن، وبسبب اختلاف اللغة العربية الفصحى عن اللهجات العامية التي يتحدث بها الناس في الدول العربية، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح أهم الكلمات الصعبة في القصيدة:

شرح قصيدة ومدركل بالشنصلين تجوقلت pdf

بعض الزوار يرغبون بالحصول على ملف شَرح القَصيدة على شكل ملف بصيغة pdf من أجل استخدامه في أمور عديدة، مثل الاحتفاظ به على الجهاز المحمول سواء كان الموبايل أو اللابتوب أو أي جهاز لوحي آخر وذلك من أجل استعماله في أوقات أخرى، ويرغب بعض الناس بالحصول عليه أيضًا من أجل طباعته على شكل ورقي واستخدامه في إعداد تحليل أو بحث أو حلقة بحث عن القصِيدة، ويمكن الحصول على شرحِ مقاطع القََصيدة سابقة الذكر على شكل ملف pdf من خلال الضغط على الرابط التالي “من هنا“.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة ومدركل بالشنصلين تجوقلت للشاعر الليث ابن فاز الغضنفري وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن الشاعر الغضنفري، كما تعرفنا على شَرح أبيات قصيدته التي تشتهر بصعوبة ألفاظها وعلى أهمِّ الصور الفنية فيها، كما تمَّ التعرف على معاني أهم الكلمات والمفردات الصعبة فيها، وغير ذلك.