شرح قصيدة يا جارة الوادي لأمير الشعراء أحمد شوقي

شرح قصيدة يا جارة الوادي لأمير الشعراء أحمد شوقي
شرح قصيدة يا جارة الوادي

شرح قصيدة يا جارة الوادي لأمير الشعراء أحمد شوقي هو ما سيتم بيانه في موضوع هذا المقال، حيثُ تعد من القصائد الشعرية المميزة التي يبحث عنها كثير من عشاق الشعر العربي، فقد كتبها أمير الشعراء أحمد شوقي وغزل فيها بمدينة زحلة في لبنان، فقد وصفها بأجمل وأدق العبارات، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة يا جارة الوادي، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر أحمد شوقي، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.

كاتب قصيدة يا جارة الوادي

إنّ كاتب قصيدة يا جارة الوادي المعروفة باسم “زحلة” هو أمير الشعراء أحمد شوقي، وقد ولد في القاهرة في عام 1868 للميلاد، لأب شركسي الأصل وأم تركية يونانية، ويعتبر أحد أشهر الشعراء في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين في العالم العربي، وقد تربى أحمد شوقي في كفالة جدته التي كانت تعمل في قصر الخديوي إسماعيل، حيث إنّه عاش حياة رفاهية وثراء، وقد التحق في صغره بكتاب الشيخ صالح، وفي تلك الفترة حفظ كتاب الله تعالى- وتعلم أساسيات اللغة العربية والقراءة والكتابة، وأصبح يقرأ دواوين الشعراء ويكتب أشعارًا مميزة إلى أنّ أكمل المرحلة الابتدائية.

وبعد مدة قصيرة أرسله الخديوي في بعثة مجانية لفرنسا، وعاش فيها لمدة 3 سنوات ودرس قسم الترجمة، وقد تأثر بالثقافة الفرنسية والشعراء الفرنسيين وخصوصًا راسين وموليير، ويجدر بالإشارة إلى أنّ شوقي سار على نهج كل من كورنى وشكسبير وراسين في مسرحياته، كما مزج بين الشعر التقليدي والحوار الذي يحمل الدراما في طياته، فهو واحد من أعظم الشعراء العرب في العصر الحديث، كما يعد رائد الشعر المسرحي في العالم العربي ومن أهم أعماله قمبيز ومصرع كليوباترا ومجنون ليلى وعلي بك الكبير وغيرها، وقد توفي في يوم الرابع عشر من شهر أكتوبر تشرين الأول من عام 1932 ميلادية.[1]

شرح قصيدة يا جارة الوادي

تعتبر هذه القِصيدَة واحدة من أشهر قصائد الشاعر أحمد شوقي، حيث يقول في مطلعها: يا جارة الوادي طربت وعادني ما زادني شوقا إلى مرآك، وقد نظم الشاعر هذه القصِيدة على بحر الكامل وقافية الكاف، وقد اشتهرت هذه القصيدة بعد أن غنَّاها كل من الفنان محمد عبد الوهاب، والفنانة أم كلثوم، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القََصيدة بشكل مفصل:

  • يا جارة الوادي طربت وعادني
    ما زادني شوقا إلى مرآك
    فقطعت ليلي غارقا نشوان في
    ما يشبه الأحلام من ذكراك
    مثّلت في الذكرى هواك وفي الكرى
    لمّا سموت به وصنتُ هواك

يبدأ الشاعر في هذه الأبيات بمخاطبة محبوبته مدينة زحلة، وهي المدينة التي أمضى فيها أحلا أيامًا من عمره، فيقول إنّه اشتاق لزحلة وأصبح كل يتذكرها يراها في أحلامه الجميلة، فقد أثارت هذه الذكريات الجميلة روحه وجعلته يذهب إلى أيام الصبا، فقد أصبح كالشخص المهووس الذي يتذكر محبوبته في كل وقت، أي في يقظته وأحلامه، فهذه الذكريات تجعل حبه لهذه المدينة يتجدّد ويستعيد هواه لها.

  • ولكم على الذكرى لقلبي عبرةٌ
    والذكريات صدى السنين الحاكي
    ولقد مررت على الرياض بربوة
    كم راقصت فيها رؤاي رؤاك
    ضحِكَتْ إلـيَّ وجُوهها وعيونُهـا
    ووجـدْتُ فِـي أَنفاسهـا ريّـاكِ

ويتابع الشاعر وصف ذكرياته الجميلة في مدينة زحلة، فيقول بأنّ تلك الذكريات تعيده إلى شبابه وكل الأمور الجميلة التي عاشها، حيث ينتقل الشاعر للحديث عن جمال زحلة فيقول إنّه قد مرّ على تلة جميلة كان يلتقي بها مع المحبوبة، فتجد تلك التلة تسعد بمرورها عليه وتبتسم كلما رأته وتذكره برائحة المحبوبة التي لا مثيل لها، حيث يجسّد هذا البيت أنّ الشاعر عاش مع محبوبته أي زحلة أجمل حالات الحب، حيث يصف الشاعر جمال طبيعة مدينة زحلة وخضارها الذي يبهج الروح وعيون مائها ذي الرائحة الزكية، فقد كان يرى ربيعها وجمال وديانها وأشجارها مما أصبح يتغنى ويكتب أجمل الكلمات بلقاءها.

  • لم أدر ما طيب العناق على الهوى
    والروض أسكرهُ الصبا بشذاك
    لم أدر والأشواق تصرخ في دمي
    حتّى ترفّق ساعدي فطواك
    وتأوّدت أعطاف بانك في يدي
    سكرى وداعب أضلعي فطواك

يتحدث الشاعر عن محبوبته ويصف حبه لها في هذه الأبيات، ويقول لها بأنّه لم يكن يعرف مدى حلاوة العناق في الحب، إلا حين ضمته بساعديها لتعبر له عن الشوق والحب، حيث يقصد في هذا البيت أنّه أحاط مدينة زحل ولفها بنظره، فقد تجول على أطرافها وشعر بطيبها وحبها من دفء أراضيها وطبيعتها الخلابة التي تشعر بالحب والحنين، ثمّ يتابع الشاعر القول بأنّه عند عناقه لمحبوبته التوت بين يديه وكأنّها أغصان شجر البان الذي تميل أغصانها، حيث بيّن أنّه أثناء تجوله في مدينة زحلة وتأمل طبيعتها أصبحت أشجارها تتمايل بأغصانها كالحسناء.

  • أين الشقائق منك حين تمايلا
    وأحمرّ من خفريهما خدّاك
    ودخلت في ليلين فرعك والدجى
    ولثمت كالصبح المنوّر فاك

يتساءل الشاعر عن محبوبته التي كانت تتمايل بين يديه، والتي تطغو عليها مشاعر الحياء ليحمّر خدّاها بفعل ذلك، ثمّ يتابع الشاعر القول بأنه بين ليلين، أي شعر المحبوبة وظلام الليل، لينهي هذا السواد بقبلة جميلة على فم المحبوبة ليشرق الصباح ويضيء كل أرجاء الكون، حيث يقصد الشاعر أنّه انغمس في هذه المدينة وغرق في ظلامها الساحر حتى شهد إشراقة الشمس وكأنّها قبلة تضفي عليها النور.

  • وتعطّلت لغة الكلام وخاطبت
    قلبي بأحلى قبلة شفتاك
    وبلغت بعض مآربي إذ حدّثت
    عينيّ في لغة الهوى عيناك
    لا أمس من عمر الزمان ولا غد
    جُمِعَ الزمانُ فكانَ يومَ رضاكِ

يتحدث الشاعر عن جمال محبوبته وإنّ لم يعد هناك كلام ينصفها، فقد أصبح عاجزًا عن التعبير عن العلاقة الجميلة التي بينهما، واكتفى بتبادل النظرات مع محبوبته، حيث وصف الشاعر جمال مدينة زحلة الذي لا يوصفه الكلام، وأصبح يتأمل عيونها الماء فيها وكأنه يتحدث معها، ليتابع القول بأنَّه لا ماضٍ ولا حاضر في حضرة المحبوبة، وكأن الزمان جمه وكان كله يومًا حضوريًا وقربي منك، حيث يبين الشاعر الذكريات الماضية التي عاشها والمشاعر الجميلة التي يحملها لغدٍ مشرقٍ زاهر، ويسعى إلى نوال الرضا المؤكَّد للمحبوبة.

معاني المفردات في قصيدة جارة الوادي

يجد بعض من الزوار صعوبة في فهم تلك الكلمات الواردة في القصيدة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ تلك الكلمات والألفاظ والتراكيب المستخدمة كانت تتميز بالقوة والرصانة المتنانة، ولذلك تكون غامضة ومجهولة بالنسبة لكثير من القراء، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات الصعبة في هذه القصيدة لتسهيل فهمها على الزوار:

المفردة شرح المفردة
تأودت تمايلت.
فطواك ثناه وضم بعضه.
الهوى العشق.
بربوة المكان المرتفع.
عادني أصابني.
الصبا الشباب.
الدجي الظلام.
النوى البعد.
الروض أرض مخضرة.
ساعدي ذراعي.
خفريهما اشتد حياؤها.

الأفكار العامة في قصيدة يا جارة الوادي

تحتوي قصيدة يا جارة الوادي على مجموعة من الأفكار الرئيسية المهمة، التي حرص أمير الشعراء على بيانها من خلال المعاني البسيطة والمفاهيم الواضحة التي أدرجها في قصيدته، مما جعل هذه الأفكار تسيطر على أجواء القصيدة وتصل إلى جميع القراء بكل سهولة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في قصيدة يا جارة الوادي:

  • الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر عن شوقه لزيارة مدينة زحلة.
  • الفكرة الثانية: يعبر الشاعر عن فرحته باستعادة ذكرياته في مدينة زحلة.
  • الفكرة الثالثة: يصف الشاعر مدينة زحلة ويتحدث عن جمال طلتها.
  • الفكرة الرابعة: يبين الشاعر مكانة مدينة زحلة بين مدن العالم.

الصور الفنية في قصيدة يا جارة الوادي

اهتم الشاعر أحمد شوقي عند كتابة قصيدة يا جارة الوادي بإضافة مجموعة من الصور الفنية والبلاغية، وذلك حتى تضيف لها لمسات جمالية تجعل كل من يبدأ في قراءتها المتابعة دون الشعور بالملل، كما أضافت هذه الصور قيمة جمالية على معنى القصيدة بطريقة غير مباشرة، حيث ساهم هذا الأمر بزيادة إقبال القراء على قراءة الأشعار الخاصة بأحمد شوقي، وكثيرًا ما تستخدم هذه الصور الفنية من كنايات وتشبيهات واستعارات وتوكيد وطباق وجناس، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في القصيدة:

  • استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: وتأوّدت أعطاف بانك في يدي سكرى وداعب أضلعي فطواك، حيث يشبّه الشاعر مدينة زحلة بشجرة البان الّتي التوت أغصانها بين يديه، حيث إنه حذف المشبه به وأبقى شيء من لوازمه، وكان الغرض من الاستعارة إظهار مدى حسن المدينة وجمالها، كما جاءت في قوله: ضحِكَتْ إلـيَّ وجُوهها وعيونُهـا ووجـدْتُ فِـي أَنفاسهـا ريّـاكِ، حيث شبه عيون الماء في مدينة زحلة بالإنسان الذي يضحك، حيث إنه حذف المشبه به وأبقى شيئًا من لوازمه.
  • تشبيع بليغ: حيث يكون بحذف أداة التشبيه ووجه الشبه كما في قوله: ولكم على الذكرى لقلبي عبرةٌ والذكريات صدى السنين الحاكي، فقد شبَّه الشاعرالذكريات بصدى الصوت الذي يرتد منذ السنين السابقة.
  • أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية في القصدة بأكثر من بيت فقد قال الشاعر: يا جارة الوادي طربت وعادني ما زادني شوقا إلى مرآك، فقد أراد الشاعر بيان مدينة زحلة وجمالها دون التصريح باسمها، فقد أوهم القراء بأنه يخاطب عشيقته التي أودت بقلبه إلى حالة حب فريدة.

شرح قصيدة يا جارة الوادي PDF

تعتبر قصيدة يا جارة الوادي من أجمل القصائد الشعرية، فقد كانت هذه القصيدة غزلًا لمدينة زحلة في لبنان، حيث ترجمت هذه القصيدة شوق الشاعر لهذه المدينة المميزة والتي تعتبر من أروع الأماكن في العالم، ومن أهمية هذه القصيدة يبحث العديد من الزوار عن شرحها بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة يا جارة الوادي بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ تعتبر صيغة pdf صيغةً مميزة ومناسبة لحفظ المواضيع والشروحات والملخصات، حيثُ يتم حفظها دائمًا في هذه الصِّيغة لأن المحتوى الخاص بها يحتوي على العديد من التنسيقات التي لا ينبغي أن يطرأ عليها أي تغييرات خصوصًا عند تبادلها عبر الأجهزة المختلفة.

مقالات قد تهمك

شرح قصيدة صوت صفير البلبل للأصمعي وأهم الصور البيانية فيها
شرح قصيدة يا مدور الهين للأمير خالد الفيصل وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة مضناك جفاه مرقده لأمير الشعراء أحمد شوقي شرح قصيدة اراك عصي الدمع لأبي فراس الحمداني وأهم الصور الفنية فيها
شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول لكعب بن زهير

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة يا جارة الوادي لأمير الشعراء أحمد شوقي، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر أحمد شوقي، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدةِ يا جارة الوادي، وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية في القصيدة، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، أحمد شوقي، 03/09/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *