عقوبة القتل غير العمد في السعودية ودية القتل الخطأ

عقوبة القتل غير العمد في السعودية ودية القتل الخطأ من المعلومات التي يبحث عنها الكثيرون من الزوار وخصوصًا من أبناء المملكة العربية السعودية أو المقيمين فيها، والذين يرغبون بالتعرف على مثل هذه المعلومات، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن القتل الخطأ في المملكة العربية السعودية، وسوف نتعرف على عقوبة القتل الخطأ في السعودية، وعلى مقدار دية القتل غير العمد في السعودية، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

معلومات عن القتل غير العمد في السعودية

يطلق على القتل غير العمد أيضًا اسم القتل الخطأ، وهو القتل الذي يختلف عن القتل العمد بأنه لا يكون عن سابق إصرار وإرادة وتصميم، ولا بسبب حقد أو ما شابه ذلك، حيث يتم تقسيم القتل الخطأ أو غير العمد في القانون في كثير من دول العالم إلى قسمين رئيسين وهما: قتل خطأ إرادي، وقتل خطأ لا إرادي، حيث أنَّ القتل الإرادي هو القتل الذي يحدث من دون أي تخطيط مسبق، مثل الرد على الاستفزازات وما إلى هنالك، وأما القتل غير الإرادي فهو الناتج عن حادث معين أو انشغال القاتل بفعل خطأ، مثل السرعة الزائدة أو حوادث السير المختلفة، ويكون القتل الخطأ عمومًا بأدوات لا تكون مسببة للقتل أيضًا، كأن يضرب شخص شخصًا آخر بالعصا خلال الشجار، فيموت الشخص المضروب، فالعصا أداة لا تقتل عادةً وغير مخصصة للقتل، وتختلف أحكام وعقوبة القتل الخطأ من دولة إلى أخرى حول العالم.^[1]

عقوبة القتل غير العمد في السعودية

إنَّ القتل الخطأ يعتبر أقل درجات القتل في السعودية خطورة، حيث تكون العقوبات القانونية المتوجبة عليه أخف من جميع العقوبات في أنواع القتل الأخرى، حيث أنَّ القاتل لم تكن لديه النية في القتل، وإنما نتيجة خطأ غير مقصود، ولذلك يفرض القانون السعودية عدة أنواع من العقوبات على القتل غير العمد وهي: عقوبة الحق العام، عقوبة الحق الخاص والتي تكون دية على القتل الخطأ، وفيما يأتي سوف يتم التفصيل في كل من هذه العقوبات بشيء من التفصيل:

عقوبة الحق العام في جريمة القتل الخطأ في السعودية

يعتبر الحق العام في المملكة العربية السعودية حق المجتمع كله تجاه الجاني الذي ارتكب جريمة القتل غير العمد، وهذه العقوبات يتم فرضها من قبل القانون السعودي من أجل المحافظة على أرواح المواطنين في المملكة، وهذه العقوبة لا تسقط حتى لو تنازل أولياء المقتول، لأنَّ هذا الحق ليس خاصًا وغير متعلقًا بأهل المجني عليه، ويتم فرض هذه العقوبة عليه بمجرد ارتكاب الجريمة غير المقصودة وإثباتها عليه، لأنه ارتكب خطأً كبيرًا، وفيما يأتي سوف يتم التفصيل في عقوبة الحق العام في القتل غير العمد في المملكة العربية السعودية:

• عقوبة قتل شخص واحد عن طريق الخطأ: يعاقب من يرتكب جريمة قتل الخطأ بالسجن لمدة لا تقل عن سنة واحدة ولا تزيد عن خمس سنوات، بالإضافة إلى غرامة لا تقل عن 100 ريال سعودي ولا تزيد على 500 ريال سعودي.
• عقوبة قتل 3 أشخاص عن طريق الخطأ: يعاقب صاحب هذه الجريمة بالسجن لمدة لا تقل عن سنة واحدة ولا تزيد عن سبع سنوات، بالإضافة إلى غرامة لا تقل عن 100 ريال سعودي ولا تزيد عن 500 ريال سعودي.
• عقوبة قتل أكثر من 3 أشخاص عن طريق الخطأ: يعاقب مرتكب هذه الجريمة بالسجن مدة لا تقل عن سنة واحدة ولا تزيد عن عشر سنوات، بالإضافة إلى غرامة لا تقل عن 100 ريال سعودي ولا تزيد عن 500 ريال سعودي.

عقوبة الحق الخاص في قتل الخطأ في السعودية

يعتبر الحق الخاص في عقوبة القتل غير العمد في المملكة العربية السعودية ذلك الحق المتعلق بأولياء المقتول أو أهله، ويختلف هذا الحق حسب الجريمة وظروفها والخسائر التي سببها لأهل الضحية، فقد يكون تسبب في خسائر مادية، ويفرض عليه في هذه الحالة تعويضهم عن ذلك، مثل إذا صدم بسيارته منزلًا أو سيارة أخرى وتسبب بمقتل صاحبها وكان هو المتسبب في ذلك الاصطدام، يجب عليه تعويض الأهل عن تلك الأمور، بالإضافة إلى دية المقتول والتي حددها الشرع الإسلامي وفرضها على الجاني وهي حق لأولياء المقتول، ويمكن التنازل عن الحق الخاص في قتل الخطأ إذا عفا أهل المجني عليه عن الجاني.

مقدار دية القتل الخطأ في السعودية

تعتبر دية القتل غير العمد في المملكة العربية السعودية حقًّا مفروضًا من قبل الله تعالى لأهل المقتول، وقد أخذَت من أحكام الشريعة الإسلامية التي تعتمد عليها المملكة في قوانينها، وتقدر الدية في الإسلام بمئة رأس من الإبل، وهذا ما أجمع عليه الفقهاء إذا كان المقتول رجلًا، أما إذا كانت المقتولة أنثى فإنَّ الدية تكون خمسين رأسًا من الإبل فقط، وهذا في قتل العمد وغير العمد، ولكن في القتل غير العمد أو الخطأ تكون الدية مخففة بأن تكون أسنان الإبل صغيرة أي ليست كبيرة في السن، وحسب الشريعة الإسلامية يمكن أن تجمع العاقلة أو العائلة هذه الدية، كون القتل كان عن طريق الخطأ، وقد ورد في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: “أن رسولَ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قضى في ديةِ الخطأِ بمائةٍ من الإبلِ : عشرون حِقةً ، وعشرون جذعةً ، وعشرون بنتَ مخاضٍ ، وعشرون بنتَ لبونٍ ، وعشرون بنو لبون ذكورٍ”،^[2] وقد قدر العلماء في السعودية الدية بنحو من 300 ألف ريال سعودي، وقد تختلف في كل عام حسب سعر الإبل في السعودية.

كفارة القتل الخطأ في المملكة العربية السعودية

تعتبر الكفارة عن القتل الخطأ في المملكة العربية السعودية حقًّا لله تعالى، وهي كفارة مفروضة في الشريعة الإسلامية، وهي مثبتة في كتاب الله تعالى، فقد قال تعالى جلَّ من قائل: “وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيمًا”، فالكفارة في البداية يجب أن تكون إعتاق رقبة وإذا لم يجد القاتل رقبة يعتقها يصوم شهرين متتابعين، وبما أنَّه لا يوجد رقاب في الوقت الحالي، فتكون الكفارة صيام شهرين متتالين.

حيث يجب أن يصوم الجاني دون أن يفطر خلالها أي يوم من دون عذر، ولا تسقط الكفارة عن القاتل مع مرور الأيام والسنوات ويجب عليه أداءها، ولكن إذا لم يستطع الصيام فهذا معفو عنه بإذن الله تعالى، لأنَّه لا يستطيع الصيام على الإطلاق بسبب مرض عضال مثلًا، ولم يجد رقبة من أجل العتق، وقد أكدت اللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية هذا الأمر حيث قالت: “من قتل مؤمنا خطأ فعليه تحرير رقبة مؤمنة ، فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع، كان معذورا معفوا عنه حتى يجد رقبة أو يستطيع الصيام في يومٍ ما من الدهر ، فإن مات ولم يتيسر له ذلك فهو معفو عنه إن شاء الله تعالى “.

دية القتل الخطأ في حوادث السيارات في السعودية

تعتبر حوادث السيارات غالبًا في المملكة العربية السعودية جنايات من نوع القتل غير العمد أو القتل الخطأ، ولذلك تكون الدية فيه هي نفسها دية القتل الخطأ، حيث تقدر بنحو 100 من الإبل التي تكون صغيرة في العمر، ويختلف مقدار دية القتل الخطأ في حوادث السيارات حسب سعر الإبل في كل عام، وقد قدرها العلماء بحوالي 300 ألف ريال سعودي، ويمكن للجاني أو أهله تقسيط المبلغ على ثلاث سنوات، وذلك حسب القانون السعودي.

عقوبة القتل الخطأ في حوادث المرور في السعودية

إنَّ عقوبة القتل الخطأ في حوادث المرور في المملكة العربية السعودية هي نفسها عقوبة القتل عن غير قصد في السعودية، وأول شيء يجب تعويض المتضرر إذا ما تسبب له الشخص بأضرار مادية، ثم دفع دية القتل عن غير قصد في المملكة والتي حددها الشرع الإسلامي كما سبق.

عقوبة القتل شبه العمد في القانون السعودي

يعتقد البعض أن القتل شبه العمد هو نفسه القتل عن غير قصد أو قتل الخطأ، إلا أنه يختلف عنه كثيرًا، حيث أن القتل شبه العمد هو الذي يضرب فيه رجل رجلًا آخر ولا يريد قتله أو بشيء لا يسبب الموت ولكنه يقتله، كأن يحدث عراك بين شخصين، فيقوم أحدهما بصفع الآخر على وجهه، فيسقط ويموت، وفي هذه الحالة يكون القتل شبه عمد، لأن الرجل لا يريد قتل المقتول، ولكنه تسبب في قتله، وفي هذا الحالة أيضًا يتوجب على الشخص الحق العام والحق الخاص مثل القتل الخطأ، ولكن الفرق هنا، أن دية القتل شبه العمد في المملكة العربية السعودية هي الدية المغلظة والتي تساوي تقريبًا 400 ألف ريال سعودي، لأنها تكون سعر 100 من الإبل، وقد يختلف هذا الرقم حسب أسعار الإبل في المملكة العربية السعودية.

متى تسقط دية القتل غير العمد في السعودية

إنَّ دية القتل الخطأ أو القتل غير العمد في المملكة العربية السعودية تعتبر من الحق الخاص لأهل وأولياء المقتول، ولذلك يمكن أن تسقط في حالة واحدة فقط، وهي أن يعفو أهل المقتول عن القاتل، ويسامحوه بالدية، وعند ذلك تسقط الدية عن الجاني مهما كان مقدارها ومهما كان عدد المقتولين، ولكن هذا لا يؤدي إلى سقوط الحق العام والسجن، إذ أنَّ الحق العام هو حق للمجتمع كله في السعودية، ويعتبر إجراءات قانونية تتخذها الدولة من أجل الحد من وقوع حالات القتل الخطأ والمحافظة على أرواح المواطنين في المملكة، كما أنَّ الكفارة لا تسقط أيضًا لأنها حق الله تعالى ويجب على القاتل أن يلتزم بتنفيذ الحق العام ويؤدي الكفارة التي هي عليه كونها لا تسقط مع مرور السنوات.

مقالات قد تهمك

وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال عقوبة القتل غير العمد في السعودية و دية القتل الخطأ وقد تعرفنا على أهم المعلومات عن قتل الخطأ أو القتل غير العمد في المملكة العربية السعودية، كما تعرفنا على عقوبة القتل الخطأ في السعودية والحق العام والحق الخاص في القتل الخطأ في المملكة، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى.