كيف احتل اليهود فلسطين وأين كانوا قبل احتلالها

كيف احتل اليهود فلسطين وأين كانوا قبل احتلالها
كيف احتل اليهود فلسطين

كيف احتل اليهود فلسطين وأين كانوا قبل احتلالها هو موضوع شائك وتاريخي وطويل يتطلب الخوض في العصر الحديث وتاريخ الدولة اليهودية التي أسسها اليوم في فلسطين بدعم غربي ويتطلب أيضًا التعرف على بدايات هذا المشروع الصهيوني الاستيطاني الذي بدأت ملامحه بالتبلور منذ بدايات القرن العشرين، وفي هذا المقال سوف نتحدث عن أين كان اليهود قبل احتلال فلسطين، ثم سوف نمر بالتفصيل على كيف تمكن اليهود من احتلال فلسطين كما سوف نلقي الضوء على أصل اليهود.

ما هو أصل اليهود

إنّ أصل اليهود في العالم اليوم هو من نسل الكنعانيين الذي عاشوا في الشرق الأوسط، وبحسب ما ورد في التوراة فإنّ اليهود يرجعون في أصلهم إلى إبراهيم وهو جدهم الأكبر، فهم من نسله ولده إسحاق ثم من نسل يعقوب بن إسحاق وأولاد يعقوب الاثني عشر ومنهم النبي يوسف، ومن هذا النسل جاء بنو إسرائيل، القوم الذين سكنوا في مصر القديمة وانتقلوا إلى صحراء سيناء؛ حيث ورد في التوراة أنهم أخذوا سيناء عندما أعطاهم إياها الله رب العالمين في التوراة على يد نبيه موسى عليه الصلاة والسلام، وقد عُرف اليهود في تلك الفترة بالعبرانيين وذلك بسبب نسبهم إلى إبراهيم الذين كان يُعرف بالعبري لأنه عبر النهر من أرض آشور، وجدير بالقول إنّ أصل اليهود هو أصل ديني وليس عرقي، فهم أتباع النبي موسى الذي جاء بالديانة اليهودية وبُعث بالتوراة كتابًا سماويًا. [1]

أين كان اليهود قبل احتلال فلسطين

كان اليهود قبل احتلال فلسطين ينتشرون بين إسبانيا وأوروبا الشرقية والغربية والمملكة المتحدة عشوائيًا على شكل تجمعات في اماكن وأحياء معينة، وبحسب ما جاء في التاريخ اليهودي تعرض اليهود في مطلع القرن الثالث عشر الميلادي إلى الطرد من أوروبا الوسطى والغربية حتّى فرنسا وبريطانيا وإسبانيا فانتقلوا إلى بولندا لتجتمع فيها الجالية اليهودية الأكبر في كل أنحاء العالم فلي ذلك الوقت، ولكن بسبب الطاعون مات الكثير من اليهود الذين كانوا في بولندا، فهذا ما دفعهم الكثير منهم إلى الذهاب إلى البلاد العربية وخاصة الجزائر ولجأوا إلى العثمانيين وعاشوا في مدينة صفد الواقعة في فلسطين اليوم حتّى صارت صفد في القرن السادس عشر الميلادي مركزًا تجاريًا وثقافيًا مهمًا يتجمع فيه اليهود.

ومرت القرون والسنوات وصولًا إلى مطلع القرن العشرين حيث بدأ اليهود يتعرضون لمذابح كبيرة في روسيا القيصرية وهذا ما دفع الكثير منهم إلى الهروب من روسيا إلى أوروبا وفلسطين، ثم تعرضوا للإبادة الجماعية التي قامت بها القوات النازية الألمانية بقيادة الزعيم النازي رودولف هتلر وخاصة محرقة الهولوكوست التي اتخذها اليهود ذريعة لينشئوا وطنهم في فلسطين، هذه الحادثة التي كان لها تأثير كبير على رأي الكثير من الدول والشعوب على مصير اليهود في العالم، وهي التي غيرت رأي الكثير من الدول الكبرى في مسألة إقامة وطن قومي لليهود في الأراضي الفلسطينية. [2]

كيف احتل اليهود فلسطين

بدأت فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين في العالم الغربي منذ زمن نابليون بونابرت في سنة 1799 ميلادية، حيث قام نابليون بدعوة يهود آسيا وأوروبا وأفريقيا لكي ينضموا إلى حملته التي يريد الذهاب بها إلى مدينة القدس التاريخية القديمة، وتمكن من تجنيد قسم كبير منهم في جيشه، ولكن نابليون هُزم في تلك المعركة ولم يتمكن من تجميع اليهود في فلسطين، وفي نهايات القرن التاسع عشر عادت فكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين بعد أن تمكن ثيودور هرتزل وهو زعيم صهيوني من إصدار كتاب الدولة اليهودية في سنة 1986 ميلادية، ما أدى إلى عقد مؤتمر في مدينة بال في سويسرا في سنة 1897 ميلادية، وهناك افتتح هرتزل المؤتمر بقولته الشهيرة: “إننا نضع حجر الأساس في بناء البيت الذي سوف يؤوي الأمة اليهودية”.

بعد الإعلان عن خطة اليهود في بناء الوطن القومي لهم في فلسطين، وجد اليهود أن بريطانيا هي البيئة الملائمة للتخطيط وتلقي الدعم من أجل القيام بهذا المخطط الاستعماري، وبالفعل تمكن اليهود في سنة 1917 ميلادية من الحصول على وعد بلفور وبلفور هذا كان رئيس وزراء بريطانيا ثم استلم منصب وزير خارجية بريطانيا، وهو الذي قطع وعدًا لليهود يقضي بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين، ومنحهم الحق في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين وبالفعل بدأت بريطانيا بتفيذ هذا المقرر، ونتيجة لهذا القرار بدأت الهجرة اليهودية إلى فلسطين من كل أنحاء العالم حيث كانت فلسطين تحت الانتداب البريطاني، ونتيجة لهذه الهجرة الكبيرة تمكن اليهود من إقامة دولة داخل دولة في فلسطين وقامت بريطانيا بإنشاء قوات عسكرية من اليهود تحت حمايتها وتدريبها وقامت بتسليحهم.

وفي الوقت الذي بدأت بريطانيا بالضعف ولم تعد قادرة على تحقيق ما يريد اليهود في فلسطين تمت إحالة الأمر إلى الولايات المتحدة الأمريكية التي صارت الداعم الأول لليهود وأحلامهم ومخططاتهم الاستعمارية في الشرق الأوسط وفي فلسطين على وجه التحديد، وبسبب ضغط أمريكا في مجلس الأمن صدر قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين، دولة لليهود ودولة للمسلمين في يوم التاسع والعشرين من شهر نوفمبر تشرين الثاني من عام 1947 ميلادية، وأعلنت الحكومة البريطانية أنها سوف تنسحب من فلسطين وتترك البلاد لأهلها من العرب المسلمين واليهود الأصليين واليهود الذين أتت بهم بريطانيا من أوروبا الشرقية وغيرها من الأماكن حول العالم.

وفي شهر أيار مايو من عام 1948 ميلادية انسحبت بريطانيا من فلسطين وقام اليهود مباشرة بإعلان قيام دولة إسرائيل، وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل بإحدى عشرة دقيقة أعلن الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بهذه الدولة بشكل رسمي، وهذا ما دفع الجيوش العربية إلى الدخول إلى فلسطين من عدة محاور واشتعلت حرب 1948 ميلادية بين كل من المملكة الأردنية الهاشمية والمملكة المصرية ومملكة العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية من جهة والميليشات الإسرائيلية الصهيونية من جهة، وبسبب الدعم الأمريكي الكبير للصهاينة انتهت الحرب بهزيمة العرب، وبعدها احتلت إسرائيل فلسطين وتمكن من إنشاء دولتها على الرغم من الثورات التي قامت ضدها والمقاومة الكبيرة التي أبداها الشعب الفلسطيني العظيم على مدى هذه العقود والسنوات السابقة.

الهجرات اليهودية إلى فلسطين

تُقسم الهجرات اليهودية إلى دولة فلسطين إلى عدة هجرات كانت على فترات مختلفة، بدءًا من الهجرة الأولى التي بدأت سنة 1882 ميلادية ووصولًا إلى ما بعد الإعلان عن قيام دولة إسرائيل في فلسطين، وهذه الهجرات هي:

  • الهجرة اليهودية الأولى إلى فلسطين: بدأت هذه الهجرة في سنة 1882 ميلادية واستمرت حتّى سنة 1903 ميلادية، وكانت على دفعتين، جاء فيها نحو خمسة وعشرين ألف يهودي، ومعظم هؤلاء جاؤوا من رومانيا وروسيا، وكانت هذه الهجرة الأولى مدعوة من حركة البيلو ومن الجمعيات المؤيدة للحركة الصهيونية ومن بعض الشخصيات الثرية في بريطانيا.
  • الهجرة اليهودية الثانية إلى فلسطين: بدأت هذه الهجرة في سنة 1904 ميلادية واستمرت حتّى سنة 1918 ميلادية، وكانت هذه الهجرة الأولى بعد قيام الحركة الصهيونية بشكل رسمي، وكان عدد المهاجرين اليهود في هذه الفترة نحو أربعين ألف يهودي جاؤوا في الغالب من روسيا ورومانيا وكانوا من الشباب الذين تم تجنيدهم من قبل الصهونية، وبهذه الهجرة وأيام الحرب العالمية الأولى وصل عدد اليهود في دولة فلسطين خمسة وثمانين ألف يهودي.
  • الهجرة اليهودية الثالثة إلى فلسطين: بدأت الهجرة الثالثة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى وتحديدًا في سنة 1919 ميلادية واستمرت حتى عام 1923 ميلادية، هاجر فيها نحو خمسة وثلاثين ألف يهودي، وكان معظهم من روسيا ورومانيا وبولندا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
  • الهجرة اليهودية الرابعة إلى فلسطين: بدأت الهجرة اليهودية الرابعة في سنة 1924 ميلادية واستمرت حتى عام 1932 ميلادية وهاجر في هذه الفترة نحو تسعة وثمانين ألف مهاجر يهودي، جاء أغلبهم من بولندا، وجدير بالقول إن سنة 1925 ميلادية كانت ذروة هجرة اليهود إلى فلسطين حيث بلغ عددهم ثلاثة وثلاثين ألفًا مقابل ثلاثة عشرة ألفًا في سنة 1924 ميلادية.
  • الهجرة اليهودية الخامسة إلى فلسطين: بدأت هذه الهجرة في سنة 1933 ميلادية واستمرت حتى سنة 1939 ميلادية، وبلغ عدد اليهود المهاجرين في هذه السنوات نحو 215 ألف يهودي، جاؤوا من وسط أوروبا وتحديدًا من اليهود الذي تعرضوا للاضطهاد على يد القوات النازية بعد وصولها لحكم ألمانيا، وبعد ذلك صدر الكتاب الأبيض من الانتداب البريطاني على فلسطين سنة 1933 ميلادية والذي حدد عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين في الخمس سنوات اللاحقة بخمسة وسبعين ألفًا فقط، ومع اشتعال الثورة الفلسطينية سنة 1936 ميلادية انخفضت الهجرة بشكل كبير.
  • الهجرة في زمن الحرب العالمية الثانية: وصل عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين في الحرب العالمية الثانية إلى نحو خمسة وخمسين ألف مهاجر يهودي بطرق غير شرعية، وتُقدر الإحصائيات التي رصدت عدد اليهود الداخلين إل فلسطين في سنة 1948 ميلادية بحولي مئة وعشرين ألف يهودي؛ ليصل عدد اليهود القادمين إلى فلسطين في فترة الانتداب البريطاني إلى نحو ستمئة وخمسة وعشرين ألف يهودي، أي ما يعادل ثلت السكان في فلسطين في ذلك الوقت.

مقالات قد تهمك

أهم معلومات عن فلسطين للأطفال pdf
هل الرسول تزوج يهودية

بهذه المعلومات نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على ما هو أصل اليهود ثم ألقينا فيه الضوء على كيف احتل اليهود فلسطين وأين كانوا قبل احتلالها حيث ذكرنا فيه التاريخ المفصل لظهور الحركة الصهيونية وهجرة اليهود من كل أقطار العالم إلى فلسطين واحتلال الأراضي الفلسطينية وقيام دولة إسرائيل ومررنا في الختام على الهجرات اليهودية إلى فلسطين.

المراجع

  1. ^ wikiwand.com، يهود، 07/11/2023
  2. ^ dorar.net، اليهودية وما تفرع عنها، 07/11/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *