عناصر المقال
- 1 كيف تثبت على التوبة
- 2 كيفية التوبة من الذنب وعدم الرجوع إليه
- 3 كيف أتوب توبة نصوحة
- 4 شروط التوبة
- 5 عوائق التوبة
- 6 دعاء الثبات على التوبة
- 7 كيف أتوب إلى الله من ممارسة العادة
- 8 كيف أتوب إلى الله من مشاهدة الأفلام الإباحية
- 9 الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والإستقامة على طاعته
- 10 هل يقبل الله التوبة من جميع الذنوب
- 11 المراجع
كيف تثبت على التوبة ، كيفية التوبة من الذنب وعدم الرجوع إليه بعد ارتكابك للذنوب، فإنّ كل الناس معرّضون لأن يذنبوا، ولكنّهم من بعد وقوعهم في المعصية فإنّهم يندمون على ما فعلوه ويعزمون على التوبة من هذا الذنب، ولكن النفس من طبيعتها أنّها تتساهل في الذنوب والمعاصي وترى في السير في طريقها مرضاة لها ولشهواتها، ولكن في هذا المقال سوف يكون هنالك وقفة مع بيان الكيفية التي يمكن للمسلم أن يثبت فيها على التوبة من المعاصي والذنوب.
كيف تثبت على التوبة
إنّ النفس أمارة بالسوء، فقد يقع المسلم في العديد من الذنوب بسبب ضعفه أمام نفسه ورغباتها، لذا كان لا بدّ من بعض الطرائق التي تساعد المرء على التزام الطريق الصحيح والبعد عن الخطأ، ومن هذه الطرق:[1]
- قراءة الكتب والمقالات المتعلقة بأهوال يوم القيامة وعذاب الله تعالى في الدنيا والآخرة الذي تستوجبه الذنوب، لأنّ ذلك قد يخيف النفس ويبعدها عن المعصية، فقد قال النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم: “لو تعلَمونَ ما أعلمُ لضَحِكْتُم قليلًا ولبكَيتُم كثيرًا”.[2]
- أن تكون التوبة خالصة لله عزّ وجل لا يشوبها شيء.
- أن يعلم المرء أن الجنة حفت بالمكاره، وأنّ النار حفّت بالشهوات.
- البحث عن الرفقة الصالحة ومرافقتهم والبعد عن رفقاء السوء.
- الالتزام بحلقات العلم لتذكّر أوامر الله تعالى ونواهيه باستمرار.
- اللجوء إلى الله تعالى واستغفاره الدائم، والدعاء له بأن يثبت قلبه على التوبة.
- استحضار الله تعالى في جميع تصرفات الإنسان ليشعر بمراقبته فيخجل من عمل أي ذنب والعياذ بالله.
كيفية التوبة من الذنب وعدم الرجوع إليه
إنّ باب التوبة مفتوحٌ ما دامت الشمس لم تشرق من مغربها، وما دام العبد بعيدًا عن الموت، فإذا ما طلعت الشمس من مغربها، أو أصبح الإنسان على فراش الموت لم تعد توبته مقبولة، وذلك لفوات الأوان، فقد قال الله تعالى في كتابه: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ}،[3] وكذلك قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “مَن تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا، تَابَ اللَّهُ عليه”.[4]
والتوبة إلى الله لا تحتاج واسطة، فهي لا تحتاج إلا العودة إلى أكرم الأكرمين، وذلك بشرط الندم على الذنب، وأن يهجر المرء هذا الذنب، ويأخذ على عانقه عدم العودة إليه مرة أخرى، وبهذا تكون التوبة مقبولة بإذن الله تعالى، وهناك بعض الأمور التي تعين التائب على الثبات على توبته، منها:[5]
- ترك أصدقاء السوء الذين يجرونه لارتكاب الذنوب.
- بذل الجهد في الابتعاد عن المكان الذي يرتكب فيه المعاصي إذ له أثر في إعادة الذنب مرة أخرى.
- مرافقة الأصدقاء الذين يستذكرون الله في كلّ أمورهم.
- إكثار الأعمال الحسنة لأنّ الحسنات يذهبن السيئات.
شاهد أيضًا: ما الفرق بين التوبة والاستغفار وما فضلهما وشروطهما
كيف أتوب توبة نصوحة
إنّ باب التوبة مفتوح أمام عباد الله، والتوبة النصوح أول وأهم ما تحتاجه هو الإخلاص، فهي تحتاج الإخلاص لله بأن تكون هذه التوبة لكسب رضا الله تعالى والبعد عن غضبه، وكذلك الإخلاص في الترك، بألا يعاود المذنب هذا الذنب مرة أخرى، وكذلك الإخلاص في الإقلاع والثبات على التوبة، وذلك بألَا يعود المرء إلى هذا الذنب مرة أخرى، بهذا تكون التوبة نصوحًا بإذن الله تعالى ويقبلها الله جلّ في علاه.[6]
شروط التوبة
إنّ التوبة النصوح تتطلّب شروطًا ينبغي أن تتوفّر بها، وهذه الشروط هي كالتالي:[7]
- ترك الذنوب خوفًا من الله تعالى والإقلاع عنها ابتغاءً لوجهه الكريم.
- الندم على ما وقع من العبد من ذنب يكسب سخط الله وغضبه والعياذ بالله.
- العزم على عدم العودة إلى هذا الذنب مرة أخرى، فإن كان المرء زانيًا والعياذ بالله ندم على فعلته، وأقلع عن فعلها، وجاهد نفسه على عدم الوقوع بها مرة أخرى، وكذلك الحال بالنسبة لأي ذنب قل يذنبه المرء.
- أداء الحقوق لأصحابها إن كان الذنب متعلّقًا بحق العباد، فلو قتل شخص ما نفسًا، فينبغي أن تصحب توبته تسليم نفسه للقصاص، وذلك ليؤدي الحق الذي ترتب عليه بذنبه، فإن قام التائب بهذه الشروط جميعها صحت توبته وقبلت بإذن الله، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ}.[8]
شاهد أيضًا: دعاء الاستغفار والتوبة من الزنا
عوائق التوبة
هنالك كثير من الصوارف والعوائق التي تبعد العبد عن التوبة، ومن تلك العوائق ما يأتي:[9]
- عدم المبادرة للتوبة وتسويفها، وذلك لأنّ المماطلة بالتوبة قد يمكّن المعصية من قلب الإنسان فلا يستطيع بعدها الإقلاع عن الذنب لاعتياده، أو قد يصيبه مرض مميت يمنع توبته لدنو أجله.
- الخوف من ظنّ الناس بأنّه ضعيف وأنه لا يمكنه فعل هذا الذنب.
- الخوف من خسران المكانة الاجتماعية أو الشهرة، وذلك كأن يتوب مغنٍّ معروف مثلًا.
- الإكثار من الذنوب اتّكاءً على رحمة الله وغفرانه، فيرتكب المذنب كثيرًا من الذنوب ولسان حاله يقول: “إن الله غفور رحيم”.
- إلحاق الذنوب وارتكابها بقضاء الله وقدره؛ أي: إن الله قد كتب له هذا الذنب ولم يرتكبه من نفسه.
دعاء الثبات على التوبة
فيما يلي بعض الأدعية التي وردت في طلب المغفرة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: “اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي”.[10]
- قول أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يقولُ: في سُجُودِهِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ذَنْبِي كُلَّهُ دِقَّهُ، وجِلَّهُ، وأَوَّلَهُ وآخِرَهُ وعَلانِيَتَهُ وسِرَّهُ”.[11]
- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: “رَبِّ اغْفِرْ لي خَطِيئَتي وجَهْلِي، وإسْرَافِي في أمْرِي كُلِّهِ، وما أنْتَ أعْلَمُ به مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي خَطَايَايَ، وعَمْدِي وجَهْلِي وهَزْلِي، وكُلُّ ذلكَ عِندِي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، وأَنْتَ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ”.[12]
- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: “اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ”.[13]
- قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: “اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبيْنَ خَطَايَايَ، كما بَاعَدْتَ بيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنَ الخَطَايَا كما يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْ خَطَايَايَ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ”.[14]
- قوله صلى الله عليه وآله وسلم: “اللَّهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لا إلَهَ إلَّا أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأخْلَاقِ، لا يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إلَّا أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلَّا أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ في يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ ليسَ إلَيْكَ، أَنَا بكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إلَيْكَ”.[15]
شاهد أيضًا: متى تظهر نتائج الاستغفار ، أهم فوائد الاستغفار للمسلم
كيف أتوب إلى الله من ممارسة العادة
إنّ الله عزّ وجل توّابٌ رحيم، يفتح أبوابه لكلّ تائبٍ آيب، فقد قال الله عزّ وجل: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}،[16] وقال أيضًا جلّ في علاه على التوابين، فقال: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.[17]
وإنّ ممارسة العادة هي ذنب من الذنوب الكبيرة التي يكسب المرء جراءها غضب الله وسخطه، ولكنّ باب التوبة مفتوح، وتكون التوبة بالإقلاع عن هذا الذنب أولًا، ثمّ معاهدة النفس على عدم العودة إليه مرة أخرى، كذلك والندم على فعل هذا الأمر، ومن الأمور التي تساعد على الإقلاع عن هذا الذنب:
- اللجوء إلى الزواج لإعفاف النفس.
- الطعام والشراب بشكل معتدل لئلا تثور الشهوة، فقد أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الحال بالصوم.
- الابتعاد عن كل ما شأنه أن يثير الشهوة، وذلك كسماع الأغاني أو النظر إلى المحرمات.
- محاولة إشغال النفس بأمور متنوعة وهوايات كالرسم مثلًا.
- الابتعاد عن رفاق السوء الذين يذكّرون بالمعاصي، ومرافقة الصحبة الصالحة.
- الابتعاد عن المجالس المختلطة لأنها تثير المشاعر.
- الدوام على طاعة الله تعالى وذلك لأنّ طاعة الله عزّ وجل تبعد المعصية من قلب المسلم.
شاهد أيضًا: كيفية الاستغفار في الأسحار وفضله
كيف أتوب إلى الله من مشاهدة الأفلام الإباحية
إنّ مشاهدة الأفلام الإباحية هي معصية تغضب الله عزّ وجل، وما هي إلا وسوسة للشيطان يريد بها أن يضل صاحبها عن طريق الحق، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}،[18] فينبغي على العبد أن يحذر الشيطان ويحذر غوايته، وأن يضع في قلبه ونفسه وقناعته أنّ الشيطان يريد له الهلاك، هذا أولًا.
ثمّ إنّ عليه أن يكون ذا إرادة قوية، فيتخذ القرار بعدم مشاهدة هذه الأفلام مرة أخرى، ويجاهد نفسه على الثبات، وكذلك ينبغي عليه أن يندم أشد الندم على ما ارتكبه من هذا الأمر المحرّم الذي من شأنه أن يشوّه داخل الإنسان، ومن الوسائل التي يمكن أن تساعد في الثبات على هذه التوبة:
- الإلحاح في الدعاء وطلب المغفرة والثبات من الله عزّ وجل.
- انتقاء الصحبة الصالحة وقضاء معظم الوقت معها.
- الابتعاد عن الوحدة وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُوصِيكم بأصحابي، ثمَّ الذين يَلونَهم، ثمَّ الذين يَلونَهم، ثمَّ يفشو الكَذِبُ حتى يحلِفَ الرجُلُ ولا يُستحلَفُ، ويَشهَدُ الشَّاهِدُ ولا يُستَشهَدُ، ألَا لا يخلُوَنَّ رجُلٌ بامرأةٍ إلَّا كان ثالِثَهما الشَّيطانُ، عليكم بالجماعةِ وإيَّاكم والفُرقةَ؛ فإنَّ الشَّيطانَ مع الواحِدِ، وهو من الاثنينِ أبعَدُ، من أراد بُحبوحةَ الجنَّةِ فليَلزَمِ الجماعةَ، مَن سَرَّتْه حَسَنتُه وساءته سيِّئتُه فذلكم المؤمِنُ”.[19]
- البعد عن كل ما يمكنه أن يوقعك في هذا الذنب.
- قوة الإرادة والعزيمة الصادقة على مغادرة هذا الذنب.
الرجوع إلى الله تعالى بالتوبة والإستقامة على طاعته
إنّ التوبة هي الشعور بالندم على الذنب الذي بدا من العبد، والعودة إلى الله طالبًا المغفرة والعفو، فالتوبة هي عمل يقوم على عودة التائب إلى ربه، والتزام طاعته، وعدم الإصرار على معصيته، والثبات على ذلك كله، وقد رغّب الإسلام بالتوبة، فيقول الله تعالى في كتابه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ}.[16]
وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ۖ نُورُهُمْ يَسْعَىٰ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}،[20] فمن تاب لله توبة نصوحة غفر الله له ذنبه بإذن الله.
شاهد أيضًا: دعاء التوبة والاستغفار من الذنوب والمعاصي
هل يقبل الله التوبة من جميع الذنوب
لقد قال الله تعالى في كتابه العزيز: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}،[21] وقال جلّ في علاه: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}.[22]
ففي الآية الأولى قد دعا الله عباده للتوبة ليحصلوا على رضا الله تعالى، وفي الآية الثانية دليل واضح على أن الذنب مهما كبر وعظم إلا أن الله يغفره ما دامت توبة التائب صادقة صحيحة، فقد ذكر الله تعالى كبائر الذنوب فيها، وهي الشرك بالله وقتل النفس والزنا، فكيف غيرها من الذنوب؟ وعليه فإنّ التوبة يقبلها الله من جميع الذنوب بشرط أن تستوفي شروطها، وهي الإقلاع عن الذنب والندم والعزم على ألا يعود للذنب مرة أخرى.[23]
وبهذا يكون قد تم مقال كيف تثبت على التوبة ، كيفية التوبة من الذنب وعدم الرجوع إليه بعد الوقوف فيه على بعض الطرائق التي تعين المسلم -بإذن الله تعالى- على الثبات على التوبة، إضافة للوقوف على بعض الأدعية والأمور الاخرى التي تتعلق بالتوبة.
المراجع
- ^ islamweb.net، أمور تعين على الثبات على التوبة والاستقامة على الخير، 27/03/2023
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 6485، حديث صحيح.
- ^ سورة النساء، الآية: 18
- ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 2703، حديث صحيح.
- ^ islamweb.net، كيفية التوبة والرجوع إلى الله تعالى، 27/03/2023
- ^ islamweb.net، كيف أتوب توبة نصوحا لا أعود بعدها إلى المعصية؟، 27/03/2023
- ^ binbaz.org.sa، شروط التوبة النصوح، 27/03/2023
- ^ سورة طه، الآية: 82
- ^ alukah.net، عوائق التوبة، 27/03/2023
- ^ الأذكار، عائشة أم المؤمنين، النووي، 247، حديث إسناده صحيح.
- ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 483، حديث صحيح.
- ^ صحيح البخاري، أبو موسى الأشعري، البخاري، 6398، حديث صحيح.
- ^ صحيح البخاري، شداد بن أوس، البخاري، 6306، حديث صحيح.
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 744، حديث صحيح.
- ^ صحيح مسلم، علي بن أبي طالب، مسلم، 771، حديث صحيح.
- ^ سورة الزمر، الآية: 53 - 54
- ^ سورة البقرة، الآية: 222
- ^ سورة فاطر، الآية: 6
- ^ عارضة الأحوذي، عمر بن الخطاب، ابن العربي، 5/26، حديث حسن صحيح.
- ^ سورة التحريم، الآية: 8
- ^ سورة النور، الآية: 31
- ^ سورة الفرقان، الآية: 68 - 70
- ^ alukah.net، توجيه الداعية للمبادرة بالتوبة، 27/03/2023
التعليقات